| أسفار الكتاب المقدس | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 4:52 am | |
| أسفار الكتاب المقدس
السفر هو الكتاب أو الدرج.. .
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (قورنتس)
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس (قورنتس)
الرسالة إلى أهل غلاطية
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
الرسالة إلى فيلبي
رسالة بولس إلى أهل كولوسي
الرسالتان إلى أهل تسالونيكي (تسالونيقي)
رسالة تسالونيكي الأولى
رسالة تسالونيكي الثانية
رسالتا تيموثاوس
الرسالة الأولى لتيموثاوس (طيموتاوس)
الرسالة الثانية لتيموثاوس (طيموثاوس)
رسالة بولس الرسول إلى تيطس (طيطس)
الرسالة إلى فليمون
الرسالة إلى العبرانيين
رسالة يعقوب
رسالة بطرس الأولى
رسالة بطرس الثانية
رسائل يوحنا
رسالة يوحنا الأولى
رسالة يوحنا الثانية
رسالة يوحنا الثالثة
رسالة يهوذا
سفر رؤيا يوحنا
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 4:54 am | |
| سفر التكوين
← اللغة الإنجليزية: Book of Genesis - اللغة العبرية: בְּרֵאשִׁית - اللغة اليونانية: Γένεση - اللغة السريانية: ܣܦܪܐ ܕܒܪܝܬܐ.
أول أسفار العهد القديم واسم السفر في الأصل العبري "بريشيث" ومعناه في البدء وهو مهم جدًا لأنه يشرح بداءة الجنس وسقوط الإنسان والوعد بالفداء وانطلاق الشعب العبراني. ويقسم هذا السفر إلى ثلاثة أقسام طبيعية:
ويشمل القسم الأول:
1- تاريخ العالم وعلاقة الله بذلك وخلق الجنس البشري على صورة الله ومثاله (تك 1: 1-2: 3).
مختصر لتاريخ الجنس البشري قبل إبراهيم مظهرًا علاقة الله مع الجنس البشري وبدء تاريخ الشعب المختار (تك 11: 27-26).
ويشمل القسم الثاني، الذي يذكر مختصر تاريخ الجنس البشري من خلق الإنسان وحالته الأولى (تك 2: 4-25)، السقوط (تك 3)، انتشار الخطيئة (تك 4: 1-15) السلالة الشريرة (تك 4: 16-24) السلالة الصالحة (تك 4: 25-5: 32)، انتشار الشر (تك 6: 1-8)، الطوفان (تك 6: 9-9: 17)، امتلاء الأرض من جديد بالسكان (تك 9: 18-10: 32)، بناء برج بابل (تك 11: 1-9) والجنس السامي في بدء عهده (تك 11: 10-26).
ويشتمل القسم الثالث على بدء تاريخ إبراهيم وعودته وسكنه في كنعان (تك 11: 27-25: 10)، وحياة اسحق من موت أبيه حتى ارتحال يعقوب ما بين النهرين (تك 25: 11-27: 40)، وحياة يعقوب من رحيله ما بين النهرين حتى موت اسحاق (تك 27: 41-35: 29)، ثم سلالة عيسو (تك 36)، وبد تاريخ يوسف إلى وقت بيعه عبدًا في مصر (تك 37)، خطيئة يهوذا وعاره (تك 38)، يوسف في مصر (تك 39-45) ويعقوب وجميع بيته مع يوسف في مصر (تك 46-49) وموت يعقوب ويوسف (تك 50).
وقد وردت في سفر التكوين 10 فقرات متتابعة تبدأ بالجملة التالية: "هذه مواليد" أو "مبادئ". (تك 2: 4 و5: 1 و6: 9 و10: 1 و11: 10 و11: 27 و25: 12 و25: 19 و36: 1 و37).
وفي الإصحاح الأول منه يُمّيز الله تمامًا عن المادة ويُصرح بوجوده منذ الأزل قبل تأسيس العالم وأن الكون قد صار بأمره ولا فرق بين تولدات العالم حسب الإصحاح الأول من التكوين والاكتشافات الجيولوجية الحديثة لأن كلًا من التكوين والجيولوجية يبتدئ بتكوين الأرض وفصل الماء عن اليابسة وتولد النبات ثم الحيوان إلى أن يُخلق الإنسان آخر الكل.
ولو أن اسم كاتب السفر لم يرد في السفر إلاّ أن الكتابات العبرانية القديمة تقول أن كاتب السفر هو موسى وتتفق الدلائل التي في السفر من حيث العبارات والمفردات الاصطلاحات والأسلوب وغير هذا مع الكتابات الأخرى التي جاءتنا من عصر موسى. . ويرتبط هذا السفر ارتباطًا وثيقًا متتابعًا من حيث سرد الحوادث وأسلوب الكتابة مع سفر الخروج الذي يليه والذي يذكر فيه أن كاتبه موسى، انظر مثلًا خروج 24: 4 وقد دعا المسيح القسم الأول أو الأسفار الخمسة بما فيها التكوين باسم موسى (لوقا 24: 44 قارنه مع لوقا 16: 29).
ويرجح أن لفظة يوم في الإصحاح الأول تدل على مدة غير معروفة اليوم. ولم يذكر في هذا السفر مساء لليوم السابع (تك 2: 2). وسفر التكوين هو من أقدم كتب العالم ويحتوي على تاريخ أكثر من 3000 سنة وهو أساس كل التعاليم الدينية في بقية الأسفار الملهمة.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 4:56 am | |
| سفر الخروج
خروج بني إسرائيل من أرض مصر
← اللغة الإنجليزية: The Exodus - اللغة العبرية: יציאת מצרים - اللغة اليونانية: ἔξοδος.
هو السفر الثاني من أسفار موسى، والثاني حسب ترتيب أسفار العهد القديم. واسم هذا السفر في الأصل العبري "واله شيموت" أي "وهذه أسماء" أما معنى اسمه في الترجمة السبعينية اليونانية وفي معظم الترجمات الأخرى فهو "الخروج" والاسم مطابق للمسمى، فهو سجل لتاريخ خروج بني إسرائيل من مصر متجهين إلى فلسطين. وقد اقتبس عنه المسيح وتلاميذه 25 آية بمعانيها. وقد تضمن تاريخ الحوادث التي جرت من وقت موت يوسف إلى وقت بناء خيمة الشهادة. ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام.
1- في مصر:
(ص 1: 1 - 12: 36) ويمرُّ السفر مرَّ الكرام على القرون المتوالية التي أعقبت نزول يعقوب إلى مصر، ويلخصها في عبارة واحدة عن تكاثر الشعب بعد موت يوسف (1: 7) . ويتحدث بعد ذلك عن: المظالم التي وقعت على العبرانيين (1: 8 الخ) ، وولادة موسى وحياته الأولى ودعوته (ص 2 - 4) وكفاحه مع فرعون وإنزال الضربات، ثم رسم فريضة الفصح بمناسبة الضربة الأخيرة (ص 5: 1 - 12 : 36) .
2- من مصر إلى سيناء:
(ص 12: 37 - 42 و19: 2) . ويصف هذا القسم الرحيل من رعمسيس (ص 12: 37-42) . ويضع قواعد وتعليمات إذافية عن الفصح والشروط التي يخضع لها الغرباء للاشتراك في هذا العيد (12: 43 - 51) وفرض تقديس كل بكر (ص 13: 1 و2)، وإعلان سبعة أيام من ذلك الحين فصاعدًا تحفظ احتفاء بعيد الفصح، ووصية الله لتقديس البكر (أعداد 3-16) وعبور البحر الأحمر (ص 14) ، وترنيمة الخلاص (ص 15: 1-19) ، والمياه المرَّة في مارة والمن والسلوى (ص 15: 20 - 16: 36) . وفي رفيديم: المياه تنفجر من الصخر في حوريب، والانتصار على عماليق، وزيادة يثرون (ص 17 و18) .
3- في سيناء:
(ص 19: 3 - 40: 38 ثم إلى سفر العدد 10: 10) توطيد دعائم النظام الثيوقراطي الديني: العهد الثيوقراطي الذي اقترحه الله مشترطًا فيه الطاعة (19: 3-6) . موافقة شيوخ الشعب على الشروط (عدد 7 و8) . الوصايا العشر والأحكام الإضافية الأخرى التي كتبت في كتاب العهد (ص 20-23 و24: 4) . موافقة الشعب على هذا العهد (24: 1-8) . ووليمة العهد بين الطرفين المتعاقدين (عدد 9-11) . موسى فوق الجبل: الأوصاف المعمارية للخيمة وأثاثاتها وموائد الحجر (ص 24: 12 - 31: 18) . العجل الذهبي (ص 32 و33) . زيادة موسى الثانية للجبل وتلخيص سريع لشرائع العهد (ص 34) . بناء خيمة الاجتماع وإقامتها (ص 35-40) .
تاريخ الخروج:
اختلف العلماء في تحديد التاريخ الذي حدث فيه خروج بني اسرائيل من مصر وهاك ملخص لمجمل الأراء الخاصة به:
(1) الرأي الأول وهو الذي يقول بأن الخروج حدث في القرن السادس عشر قبل الميلاد - وهذا هو الرأي الذي قال به مانيثو المؤرخ المصري الذي عاش نحو سنة 250 ق.م وقد استمر العلماء يأخذون بهذا الرأي منذ عصر مانيثو إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. ومجمل هذا الرأي هو أن العبرانيين طردوا من أرض مصر مع الهكسوس. ولكن هذا التاريخ لا يتفق مع النصوص الكتابية الواردة في خروج 1: 11 و12: 40 و1 ملوك 6: 1. ولا يتفق أيضًا مع الاكتشافات الحديثة التي أظهرتها الحفريات.
(2) أما الرأي الثاني فيقول أن الخروج حدث في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد أو نحو سنة 1447 وأنه حدث في زمن تحتموس الثالث أو في زمن امنوفس الثاني. وهذا التاريخ هو أقرب التواريخ اتفاقًا مع قضاة 11: 26 فإن يفتاح الذي عاش حوالي سنة 1100 ق.م . يذكر أن ثلاث مئة سنة مضت منذ دخول العبرانيين الأرض أي أنهم دخلوها في نحو سنة 1400 ق.م. وعندما يضاف إليها الأربعون سنة التي قضوها في البرية يصل التاريخ إلى أواسط القرن الخامس عشر تقريبًا.
وكذلك بتفق هذا التاريخ مع النص الوارد في 1 ملوك 6: 1 حيث يقول: "وكان في سنة الأربع مئة والثمانين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في السنة الرابعة لملك سليمان.... أنه بنى البيت للرب". فإذا كان قد بدىء ببناء الهيكل في عام 967 ق.م. فيكون الخروج قد تم في عام 1447 بحسب هذا النص.
وكذلك يتفق هذا التاريخ مع الاكتشافات التي أظهرها التنقيب في اريحا وحاصور حسبما يقول لنا بعض العلماء.
ويتفق أيضًا مع ما ورد في لوحات تل العمارنة التي تتحدث عن شعب قادم إلى أرض فلسطين في هذا التاريخ تقريبًا، أو بعده بزمن قصير. وتدعو اللوحات هذا الشعب باسم "الخبيرو" ويعتقد بعض العلماء أن هؤلاء هم العبرانيون الذين جاءوا إلى أرض فلسطين في نحو هذا التاريخ.
(3) ويقول الرأي الثالث بأن تاريخ الخروج يقع في نحو عام 1290 ق.م أو في أوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وأنه قد حدث في أثناء حكم رمسيس الثاني إذ أن الكتاب يذكر في خروج 1: 11 أن بني إسرائيل بنوا مدينتي مخازن: فيثوم ورعمسيس. ويقولون أن هذا الاسم رعمسيس هو اسم فرعون الذي حدث الخروج في عصره. ولكن لا يمكن أن يتخذ اسم المدينة كدليل قاطع على اسم فرعون الذي تمّ الخروج في عصره لأنه من المحتمل جدًا أن الاسم "رعمسيس" قد استخدم في عصر سابق لعصر رمسي الثاني بزمن طويل.
كذلك يرى القائلون بهذا الرأي أن في فتح مدن مثل لخيش وغيرها في تاريخ يقرب من هذا التاريخ تأييدًا لرأيهم. ولكننا نعلم أن التاريخ الذي يستدل عليه من الحفريات لا يمكن إلا أن يكون تقريبيًا.
(4) يقول علماء آخرون أن الخروج حدث في عصر منفتاح أو حوالي عام 1230 ق.م. وقد بنى هذا الرأي على تفسير خاطئ للنصب التذكاري الذي أقامه منفتاح، وفيه يذكر انتصاره على إسرائيل وغيره من الأمم التي كانت تقطن فلسطين في ذلك الحين. فقد ظنّوا أن في ذكر إسرائيل إشارة إلى أن بني إسرائيل كانوا في ذلك الحين قد خرجوا إلى مصر، وقضوا زمن التيه في البرية ودخلوا فلسطين واستقروا في البلاد زمنًا طويلًا قبل انتصار منفتاح عليهم واستقروا في البلاد زمنًا طويلًا قبل انتصار منفتاح عليهم وهذا ما يناقض رأي هؤلاء العلماء. موضع العبور:
اختلف العلماء في موضع العبور، والحق أن تعيينه بالدقة ليس من الأمور اليسيرة. فالمعجزات التي جرت على يد موسى تمت في صوعن أي تأنيس (مز 78: 12) . وكانت رعمسيس ضاحية لهذه العاصمة. ومنها ارتحل بنو إسرائيل إلى سكوت (خر 12: 37) وهي تل المسخوطة في واجي طميلات، وتبعد 32 ميلًا جنوب شرق تانيس و11 ميلًا غرب الإسماعيلية. فهم لم يتخذوا أقصر الطرق إلى فلسطين، بل رحلوا عن طريق البرية بالقرب من البحر الأحمر (خر 13: 17 و18) . وضربوا خيامهم لأول مرة بعد مغادرة سكوت في "ايثام". ولم يمكن تعيين هذا الموقع، على أنه كان طرف البرية عند حافة الصحراء (عدد 20) . ومن هناك رجعوا وضربوا خيامهم أمام فم الحيروت بين مجدل والبحر أمام بعل صفون (خر 14: 2) . وليس من الميسور تحديد هذا الموقع، غلا أنّ المعروف أنه كان غرب البحر الأحمر. ومن هناك عبروا البحر الأحمر (بحر سوف) إلى برية شور (خر 15: 4 و22) . ثم ساروا بمحاذاة البحر الحمر إلى جبل سيناء (خر 16: 1) . ويذهب كثيرون من العلماء إلى أن الخليج كان ممتدًا في أيام موسى إلى منطقة البحيرات المرة على هيئة مستنقع. من مدينة الإسماعيلية الحديثة. ويقول آخرون أنه كان بالقرب من مدينة السويس. ويرى بعضهم أنّ في اسم "جبل عتاقة" بالقرب من السويس إشارة إلى عبور البحر.
وللخروج معنى روحي عميق في حياة الشعب وفي حياة الكنيسة إذ أن في التحرر من العبودية رمز إلى عمل الله المجيد في الخلاص من عبودية الخطية والتحرر من سلطانها.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 4:59 am | |
| سفر اللاويون | سفر الأحبار
وهو السفر الثالث في العهد القديم. عندما نصبت خيمة الاجتماع وتم تعيين كاهن يقوم بواجبات المذبح كان لابد كخطوة تالية أن تنظم الطرق والعلاقات التي تؤدي إلى الله. فوضع سفر اللاويين لهذه الغاية. إن إنشاء علاقات مع الله يقتضي تقديم الذبائح وإقامة نظام للكهنة فضلًا عن المحافظة على الطهارة شكليًا وأدبيًا وخوفًا من الإخلال بأمر ما من هذه الأمور وضعت بحسب أمر الله وإرشاده كتب خاصة لذلك، ثم جمعت فكانت ما نسميه سفر اللاويين مرتبة كما يأتي:
(1) كتاب عن كيفية تقديم الذبائح والواجبات المترتبة على الكاهن والعابد (لا 1: 1 إلى 6: 7) وكتاب عن التصرف بالتقدمة (ص 6: 8 إلى 7: 36).
(2) كتاب عن تقديس هارون وبنيه لوظيفة الكهنوت (ص 8 و9). وهو عمل رسمي فرض أثناء بقاء موسى في سيناء (خر 29). وقد أضيف إلى هذا الكتاب ملحق عن معاقبة ناداب وابيهو عندما أخطآ في تقديم الذبيحة (لا 10).
(3) كتاب عن شرائع الطهر والنجس من الأطعمة والأمراض والتصرفات التي تدنس (ص 11-16). وتطهير الأمة حسب الشرائع التي كانت قد فرضت سابقًا (خر 30: 10) وشرائع يوم الكفارة.
(4) شريعة القداسة (17-26) والقوانين المتعلقة بقداسة الحياة كما سنها موسى (ص17:1) في سيناء (ص 25: 1 و26: 46). وقد أضيف إلى هذه القوانين ملحق يبحث في النذور والعشور والأشياء المكرسة (ص 27). والسفر من أوله إلى أخره يذكر مقدسًا واحدًا فقط (ص 19: 21) ومذبحًا واحد لكل الشعب (ص 1: 3 و8: 3 و17: 8 و9)، وأبناء هارون أنهم الكهنة الوحيدون (ص 1: 5). ومما يلفت النظر أن اللاوويين ذكروا عرضًا في هذا السفر (ص 25: 32و 33). ولد مقارنة سفر اللاويين بسفر التثنية نجد بعض الاختلافات التي تصبح مفهومة إذ تذكرنا هذين الأمرين:
(1) إن سفر اللاويين دليل للكهنة يرشدهم في ممارسة الطقوس المفروضة بينما سفر خطاب موجه إلى الشعب ليرشدهم في إتمام واجباتهم المتعلقة بهم ويحثهم على الأمانة. ولهذا نجد سفر التثنية يهمل التفاصيل التي تتعلق بالكهنة فقط. (2) إن القوانيين المذكورة في سفر اللاويين يرجع تاريخا إلى سيناء أي جيلًا كاملًا قبل الخطاب في سفر التثنية الذي أطي في شطّيم.
ومع أن معظم السفر يشتمل على الشرائع الطقسية والفرضية إلا أنه يشتمل على بعض الحوادث التاريخية (لا 10: 1-7 و12-20: 24 و24: 10-23). وإن مادة السفر ومحتوياته أعلنها الله بالوحي في سيناء على يد موسى (لا 7: 37 و38 و26: 46 و27: 34).
ومع أن اسم الكاتب لم يذكر في السفر إلا أن السفر والتعبيرات الواردة وعلاقته بسفر الخروج تدل على أن الكاتب هو موسى كما ورد في الكتابات اليهودية. وقد ظن بعض النقاد أن المصدر الرئيسي للسفر هو وثيقة وضعت بعد سبي بابل أو في القرن الخامس قبل الميلاد وأشاروا إلى محتويات هذه الوثيقة باسم (Priestly) أي الكهنوتية. ولكن إذا كما ذكر آنفًا فالدلائل في السفر ومحتوياته تشير إلى أنه يرجع إلى عصر موسى.
ثم أن بعض النقاد يفضلون الإصحاحات من 17-26 ويشيرون إليها باسم (Hollinness Code, H) أي شرائع القداسة أو الطهارة، ولكن من الواضح أن الكتاب وحدة لا تتجزأَ. فلذلك لا موضع لزعمهم.
أهمية سفر اللاويون:
هذا السفر على جانب عظيم من الأهمية للكهنة وواجباتهم وخدمتهم والذبائح وفروضها وطقوسها وكذلك له أهمية عظمى لما ورد فيه مما يتعلق بالقداسة والطهارة الطقسية والخلقية. والسفر يرمز إلى عمل المسيح في الفداء والطهارة والتقديس لكونه الكاهن الأعظم. والذبيحة الحقيقية النهائية والأبدية كما يظهر هذا بوضوح في الرسالة إلى العبرانيين.
سفر العدد
← اللغة الإنجليزية: Book of Numbers - اللغة العبرية: במדבר - اللغة اليونانية: Ἀριθμοί.
رابع أسفار موسى الخمسة، في العهد القديم. وهو تتمة الأسفار الثلاثة التي قبله، التي تروي قصة الشعب العبراني من بدء الخليقة إلى خروجهم من مصر. ويروي سفر العدد قصة تيه بني إسرائيل في برية سيناء ووصولهم إلى موآب وإشرافهم على ارض الموعد. ومع أن مصادر معلومات هذا السفر متنوعة، ومن أعصر مختلفة، إلا أنه وحدة متناسقة متينة في أسلوبه. وقد سمي بالعدد لأنه ذكر الاحصائين اللذين جريا بين إسرائيل في ذلك العهد. وأما في الكتاب العبري فسمي السفر بمدبار أي في البرية (ص 1: 1). ويقسم السفر إلى ثلاثة أقسام حسب تسلسل حوادثه زمنيًا:
(1)- في البرية في سيناء ص 1: 1-10: 11 وفيه نرى: أ: إحصاء الشعب فيما عدا اللاويين وتعيين مكان لكل سبط في المحلة ص 1 و2. ب: إحصاء اللاويين وأمكنتهم في المحلة وأعمالهم الخاصة بهم ص 3 و4. جـ: إزالة النجس من المحلة ص 5: 1-4. د: شريعة تقضي بإعطاء التعويض عن الذنب إلى الكاهن في حالة إذا ما كان الشخص الذي وقع الذنب ضده قد مات ولم يخلف ورثة ص 5: 5-10. هـ: شرائع بشأن الغيرة والنذيرين والبركة الكهنوتية ص 5: 11-6: 27. و: تقدمة الرؤساء عند تكريس الخيمة ص 7. ز: موضع السرج السبعة ص 8: 1-4. حـ: تكريس اللاويين ص 8: 5-22. ط: سنّ دخول الخدمة 8: 23-26. ي: حفظ الفصح وشريعة الاحتفالات الإضافية ص 9: 1-14. ك: عمود السحاب الذي يرشدهم ص 9: 15-23. ل: الأبواق الفضية ص 10: 1-10.
(2)- في الطريق من سيناء إلى الأردن ص 10: 11-21: 35 وفيه نرى: أ: نظام السير ص 10: 11-28. ب: موسى يدعو حوباب ليذهب مع نبي إسرائيل ص 10: 29-32. جـ: مرحلة في المسير ص 10: 33 و34. كلمات تستعمل عند ارتحال التابوت وعند استقراره ص 10: 35 و36. هـ: تذمر على المن، وسبعون شيخًا ليعاونوا موسى، ونزول السلوى ص 11. و: مريم تصاب بالبرص ص 12. ز: في قادش: الجواسيس وما اخبروا به، خيانة الشعب والحكم عليه بالموت في البرية ص 13 و15. حـ: بعض الشرائع الإضافية ص 15. ط: عصيان قورح وداثان وابيرام ص 16 و17. ي: واجبات الكهنة واللاويين وامتيازاتهم ص 18. ك: شرائع تطهير من يد يتنجّسون بميت ص 19. ل: العودة إلى قاديش وموت مريم وخطيئة موسى وهارون وإرسال سفارة إلى آدم ص 20: 1-21. م: موت هارون والارتحال من جبل هور حول آدوم إلى سهول موآب والحيّات المحرقة وغزو البلاد الواقعة شرقي الاردن ص 20: 22-21: 35.
(3)- في شطيم مقابل اريحا ص 22: 1-36: 13 وفيه نرى: أ: بلعام ص 22-24. ب: خطيئة بعل فغور ص 25. جـ: إحصاء الجيل الجديد ص 26. د: شرائع بشأن ميراث البنات ص 17: 1-11. هـ: الإعلان بأن يشوع يخلف موسى ص 27: 12-23. و: فرائض إضافية بشأن التقدمات اليومية والنذور ص 28-ص 30. ز: الحرب مع مديان ص 31. حـ: تعيين الأرض التي أخذت شرقي الأردن للرواؤبيين والجاديين ونصف سبط منسى ص 32. ط: ذكر لما تمّ بين مصر وشطيم ص 32. ي: حدود الأرض واختيار من يقسمونها ص 34. ك: شرائع مدن الملجأ ص 35. ل: شرائع إضافية بشأن ميراث البنات ص 36.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:01 am | |
| سفر التَثْنِيَة | تثنية الاشتراع
← اللغة الإنجليزية: Book of Deuteronomy - اللغة العبرية: דְּבָרִים - اللغة اليونانية: Δευτερονόμιον.
هذا هو الاسم الذي يطلق على السفر الخامس من الأسفار الموسوية كما ورد في الترجمة السبعينية، ويعني تكرار الشريعة الموسوية مرة ثانية، والقصد من هذا التكرار هو التوضيح والتعبير، أما اسم السفر الوارد في العبرية فهو "إِلهِ هد باريم" أي "هذا هو الكلام" وهي الكلمات الثلاث الأولى في هذا السفر.
وينتسب السفر إلى موسى المشرع العظيم، وقد كتبه قبل تسليم مهام قيادة الشعب ليشوع، فيما عدا بعض الأجزاء القصيرة، كالأصحاح الأخير منه، ويظن البعض أن هذه الأجزاء كتبت بعده. ويعتقد جيروم وهو دارس الكتاب العظيم في القرن الرابع للميلاد أن هذا السفر هو المشار إليه في 2 مل 22 : 8 وعلى هذه النظرية الأخيرة بنى بعض الباحثين في العصر الحاضر رأيهم الذي ينادي بأن السفر قد كتب سرًا بيد أتقياء اليهود في عهد منسى ملك يهوذا 693 - 639 ق . م. واكتشف في عصر يوشيا (638 - 608 ق . م.). غير إن الكشوف الحديثة والأبحاث التي قام بها العلماء في النصف الأول من القرن العشرين من مقابلات تاريخية ولغوية تشير إلى أن السفر يرجع إلى عصر موسى.
وسفر التثنية نبوي يفيض بالحض على البر بغيرة وحرارة متناهيين فهو غني بالمادة الوعظية، وبالإجمال فإنه تفصيلي للوصية العظمى "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك (تث 6: 5).
وقد اشار المسيح في تعليمه إلى آيات هذا السفر عدة مرات (قانون متى 4: 4 مع تث 8: 3 ومت 4: 7 مع تث 6: 16 ومت 4: 10 مع تث 6: 13 ومت 5: 31 مع تث 24: 1 ومر 12: 30 مع تث 6: 5).
كذلك اشار لوقا وبولس إلى هذا السفر (قارن 1 ع 3: 22) مع تث 18: 15 و18 و1 كو 9: 9 مع 25: 4 و2 كو 13: 1 مع تث 19: 5 وغل 3: 13 مع تث 21: 23 ورو 10: 6 - 8 مع تث 30: 12 و14).
تبرز في هذا السفر ثلاثة تعاليم:
1 - الرب اله لا مثيل له، فليس هناك اله آخر أعلن نفسه كشخصية روحية متميزة بالأمانة والرأفة للذين يحبونه ويطيعونه غير الرب.
2 - شعب الله شعب لا مثيل له. . باعتبارهم جنس مختار وكهنوت ملوكي وأمة مقدسة ورثة لكل وعود الله للآباء، وهم محبوبون لذلك يؤدبهم الله ليصيرهم كاملين ومقدسين.
3 - الصلة القائمة بين الله وشعبه صلة لا مثيل لها. إن علاقة الشعوب بآلهتها علاقة خوف أما شعب الرب فعلاقته بإلهة علاقة حب وتقدير وتبعيّة وتمسك تقوم على عهد مبارك بين الله والشعب. وينقض العهد وتنفصم الصلة إذا عصى الشعب وصية الرب.
ويشتمل هذا السفر على ثلاثة خطابات ألقاها موسى على بني إسرائيل في أرض موآب في الشهر الحادي عشر من السنة الأربعين لخروجهم من مصر.
الخطاب الأول:
(ص 1- 4) ويحتوي على استعراض لرحلات بني إسرائيل منذ قطع العهد مع الله في جبل سيناء، وذكر الحوادث المتعلقة بشأن كنعان وفي هذا الخطاب تحريض على الطاعة لأوامر الله وشرائعه.
الخطاب الثاني:
(ص 5 - 27) وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - مقدمة تستعرض الوصايا المذكورة في القسم الأول وتنّبر على ضرورة حفظها مع ذكر البركات الناتجة عن الطاعة والعقوبات التي تنتج عن العصيان (ص 5 - 11).
2 - تفسير مطول لمطالب الله (ص 12 - 26).
3 - خاتمة تنتهي بالوعد بالبركة في طريق الأمانة وباللعنة في طريق العصيان (ص 27 - 28).
الخطاب الثالث:
(ص 29 - 30) وهو خطاب قصير ويدور حول تأييد العهد المذكور بالبركة وباللعنة وتأكيده. أما الأصحاحات ص 31 - 33 فهي عبارة عن كلمات موسى الوداعية، عبارة عن كلمات موسى الوداعية، وتحتوي على تشجيعاته كما تحتوي على قصة تسليم كتاب الشريعة للكهنة بني لاوي (31: 9)، ثم نشيد موسى (32) وبركته (33).
أما الأصحاح الأخير ص 34 فيدور حول موت موسى رجل الله.
سفر يشوع
← اللغة الإنجليزية: Book of Joshua - اللغة العبرية: ספר יהושע - اللغة اليونانية: Ιησούς του Ναυή.
كاتب هذا السفر مجهول. ولكنه قد نُسِبَ إلى أشخاص متعددين، غير أن كثيرين يتمسكون بالاعتقاد المقبول عند اليهود والكتاب المسيحيين الأولين، وهو أن يشوع ابن نون نفسه كاتب السفر ما عدا الآيات الخمس الأخيرة منه، وبعض آيات أخرى مثلًا ص 19: 47. وقد جاء في السفر نفسه (ص 24: 26). أن خطابي يشوع المدرجين في ص 23 و 24 كتبهما يشوع. وظن كلفن أن كاتبه هو اليعازار بن هارون (ص 24: 33). وزعم آخرون انه فيدحاس، أو صموئيل، أو ارميا. ويؤخذ من الإشارة إلى سفر ياشر (يش 10: 13). إن مؤلف سفر يشوع اعتمد في وضعه على كتب سابقة.
أما محتويات السفر فهي:
1- الاستعداد للفتح (1: 1- 5).
2- الفتح:
(أ) افتتاح الأقاليم الوسطى (6- 8). (ب) افتتاح الجنوب (9 و10). (ج) افتتاح الشمال (11 و12).
3- تقسيم الأرض (13- 22).
4- ختام حياة يشوع (23 و24).
رسائل السفر:
1- إن ما يطلبه الله لإعطاء النصر هو الإيمان والطاعة ص 1. 2- الله يمكن أن يجدد ويغير بالرغم عن رجاسة وفساد البشر- انظر مثل رحاب ص 2. 3- الله يحول مجرى التاريخ لقصده وهو الذي يتحكم في التاريخ. 4- قوة الله في الطبيعة وعليها (الأدرن) ص 3. 5- العصيان على الله يجلب الهزيمة والاندحار (عمان) ص 7. 6- الأمانة للعهود والمواثيق (الجبعونيون) ص 9. 7- الله يستجيب الصلاة (عجلون) ص 10. 8- شريعة الله ينبغي أن تكون في المكان المركزي (الشريعة في جبل عيبال) ص 8. 9- ضرورة الاختيار بين الله أو الأصنام ص 24. 10- الطريقان- طريق الطاعة أو طريق العصيان (ص 24 قارنه مع تث 28 ومت 7). 11- يشوع يرمز للمسيح.
1- الاسمان يشوع ويسوع شبيهان.
2- العمل المسيح المنتصر الظافر (1 يو 3: 8 ويو 16: 33 ورؤ 19: 11- 16).
3- المسيح يقودنا إلى أرض الموعد مكان الراحة الأبدية (عب 4: 8).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:04 am | |
| سفر القضاة
← اللغة الإنجليزية: Book of Judges - اللغة العبرية: ספר שופטים (سفر شوفتيم) - اللغة اليونانية: Κριτές (βιβλίο).
سفر يبحث عن تاريخ بني إسرائيل من قبل موت يشوع بقليل إلى آخر أيام شمشون. وينقسم السفر إلى ثلاثة أقسام:
(أ) فاتحة (ص 1:1-3: 4) عن كيفية تقدم أسباط بني إسرائيل المختلفة لاحتلال أقسام من أرض كنعان لم يكن يشوع قد احتلها. وتتضمن الأخطاء التي ارتكبوها في مسايرة الكنعانيين حتى تمثلوا بهم وعبدوا البعل.
(ب) تضايق الشعب بسبب تخلي الله عنهم لفسادهم. وأخيرًا أرسل الله لهم قادة هم القضاة. وكانت يد الرب مع القاضي لتخليصهم من يد أعدائهم. وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون (3: 5-16: 31).
(ج) قصتان توضحان الابتعاد عن الله والعبادة الوثنية وكذلك الفساد الذي كان سائدًا: (1) افتتاح الدانيين للايش و(2) قصة ميخا والكاهن (17: 1-18: 31). خطيئة البنيامينيين الشنيعة في جبعة والعقاب الذي حلّ بهم (19: 1-21: 25).
زمن كتابة سفر القضاة:
اجمع علماء الكتاب المقدس على أن ترنيمة دبورة ترجع إلى زمن حدوث هذه الحرب المذكورة فيها، أما القول الوارد في قض 17: 6 وغيرها والذي يقول: "وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل" يدل على أن السفر كتب بعد ارتقاء شاول العرش. ثم في قضاة 1: 21 يقول "مسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم"، يدل على أن السفر كان موجودًا قبل ملك داود (انظر 2 صموئيل 5: 6 و7). وفي قض 1: 29 يقول: وافرايم لم يطرد الكنعانيين الساكنين في جازر وهذا يدل على أن السفر كتب قبل عصر سليمان. فيظهر من هذه الإشارات أن السفر كتب في عصر شاول الملك.
كاتب سفر القضاة:
أما كاتب السفر فلا يذكر السفر نفسه اسم كاتبه ولكن قد ورد في التلمود أن الكاتب هو صموئيل النبي.
أما التعليم الذي يستفاد من السفر فهو أن هذا السفر يظهر قضاء الله كما يظهر رحمته وخلاصه وأن الله يتداخل بعناية في تاريخ البشر. ويمكن أن نجد في السفر هذه الحلقة سبع مرات، وهي تبدأ بذكر خطيئة الشعب وابتعاد عن الله ثم العقاب الذي يوقعه الله على الشعب بما في صورة ظلم الشعب يقع عليه من بعض أعدائه، ثم صراخ الشعب وتضرعه إلى الرب لإنقاذه، وتوبته ثم إنقاذ الله للشعب على يدي قاض من القضاة.
وينبغي أن نفهم أن الله هو الذي اختار هؤلاء القضاة وأقامهم وأرشدهم في مهمتهم بروحه القدوس (6/ 34 وغيره) وقد ورد اسم القضاة بين أبطال الإيمان (عب 11: 32).
سفر رِاعوث
هو ثامن سفر في العهد القديم، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى راعوث بطلة الرواية فيه. يوضع هذا السفر في العهد القديم باللغة العبرية ضمن الأسفار التي يسمونها "مجلّوث" أو الأدراج وهذه تقع في القسم الثالث من الأسفار المقدسة الذي يسمى "كتوبيم" أو الكتب، ويقرأ اليهود هذا السفر في عيد الخمسين أو عيد الحصاد.
ولا يمكن الجزم بالوقت الذي دون فيه هذا السفر أو بتحديد شخصية كاتبه. لكن نظرًا لأن داود ذكر في ختامه فيستنتج أنه لا يمكن أن يكون قد كتب قبل أيام داود. ولهذا نسب بعضهم كتابته إلى صموئيل، وآخرون إلى حزقيا، وآخرون إلى عزرا.
أما الوقت الذي تمت فيه هذه الرواية فلا يمكن الجزم به أيضًا، وعلى أي حال فما ورد في الإصحاح الأول والآية الأولى يفهم أنها تمت "في أيام حكم القضاة" ربما قبل ولادة داود بستين عامًا أو أكثر قليلًا (ص 4: 21 و22).
وتلخص الرواية في أنه عندما حدث جوع في أرض العبرانيين ذهب رجل اسمه أليمالك إلى موآب واستوطن فيها مؤقتًا ثم مات هناك تاركًا أرملته نعمي وابنين تزوجا بفتاتين موآبيتين. . وإذ مات الابنان وسمعت نعمي أن المجاعة في بلادها قد انتهت عزمت على العودة إليها، وألحَّت على كنتيها بالعودة كل إلى بيت أبيها. فقبلت إحداهما وهي عرفة، أما الثانية وهي راعوث فأظهرت ولاءً كاملًا لحماتها ولم تشأ أن تفارقها. وإذ وصلت إلى بيت لحم هي وحماتها نعمي كانتا في أشد حالات الفقر فخرجت راعوث إلى الحقول لتلتقط ما يتبقى وراء الحصادين. ودبر الرب أن تلتقط في حقل بوعز وهو نسيب غني لحميها أليمالك. وأخيرًا اقترن بها ورزق منها بعوبيد أبي يسمى أبي داود. ولقد كان قبول راعوث في كنيسة العهد القديم رمزًا غلة قبول الأمم في ملكوت الله وخلاص الإنجيل للشعوب. أما محتويات السفر فهي كالآتي:
(1) أسرة أليمالك في بلاد موآب 1: 1-5.
(3) راعوث تلتقط الحب في حقل بوعز ص 2.
(4) بوعز وراعوث في البيدر ص 3.
(5) بوعز يتزوج راعوث، ونسلهما ص 4.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:07 am | |
| سفرا صَموئيل | سفر صموئيل الأول | سفر صموئيل الثاني
(السفران) سفران من العهد القديم كانا في الأصل سفرًا واحدًا كما يبدو من تعليق النص الماسوري على 1 صم 28: 24 في حاشية تقول أن هذا العدد هو نصف السفر. وقد عدهما يوسيفوس واحدًا في عدّه لأسفار العهد القديم وكذلك اعتبرتهما المخطوطات العبرية. وإما تقسيم السفر إلى جزئيين فقد ادخل التوراة العبرية التي طبعها بومبرج في البندقية 1516-1517 من السبعينية والفلجاتا. وقد سمي الكتاب باسم صموئيل لأنه كان صاحب القيادة مدة نصف العصر الذي جرت فيه حوادث الكتاب ولأنه كان واحدًا من كبار الأنبياء الذين عرفهم التاريخ العبري ومنظمًا للمملكة. وهو الذي اختار شاول وداود للملك وكان مؤازرًا لشاول ما بقي مخلصًا لواجباته في تلك الدولة الثيوقراطية. ولما كان يحتوي على تاريخ الملكين الأولين قسم في السبعينية إلى سفرين سميا سفر الممالك الأول وسفر الممالك الثاني.
ويمكن أن يقسم السفر إلى ثلاثة أقسام:
1) صمؤيل النبي والقاضي:
(1 صم 1-7) وهو يتضمن مولده وأول حياته والأسباب التي دعت إلى دعوته إلى الوظيفة النبوية (ص 3: 20)، والتي تركته نبيًا يتمتع بالسلطان وحده وفتحة الطريق لحكمه القضائي (ص 7) وعمله الإصلاحي وتثبيت حقه في القضاء بإنقاذ بني إسرائيل من أيدي الفلسطينيين بواسطته (ص 7: 1-12) وموجز من حكمه (الأعداد 13-17).
2) الملك شاول:
(ص 8-31) ويتضمن:
(أ) طلب الشعب في شيخوخة صموئيل ووعد صموئيل بتلبية الطلب (ص 8) اللقاء بين صموئيل وشاول ومسح شاول على انفراد (ص 9: 1-10: 16)، دعوة صموئيل الشعب إلى المصفاة ومبايعته لشاول (الأعداد 17-26) عدم رضى قسم من الشعب عنه (عدد 27) الحادث الذي كسب به الملك الجديد الشعب وتجديد الولاء له (ص 11) خطاب صموئيل الوداعي (ص 12).
(ب) الثورة على الفلسطينيين وإخفاق شاول في المحافظة على واجباته الثيوقراطية (ص 13)، مأثرة يوناثان التي تؤدي إلى انهزام الفلسطينيين (ص 14: 1-46)، موجز حروب شاول (عدد 47)، أسرته (أعداد 49-51)، ميزات حربه مع عماليق والتي دل فيها شاول على استخفافه بواجباته الثيوقراطية (ص 15). ويتبع هذا
(ج) وصف للسنين الأخيرة من ملك شاول مع إشارة خاصة إلى العلاقات بينه وبين الملك وداود (ص 16-31). لما رذل الله شاول مسح صمويل داود بأمر الله (ص 16: 1-13)، انزعج شاول من روح ردي. فاستدعى داود لكونه يحسن الضرب بالعود (أعداد 14-23)، انتصر داود على جليات فجعله شاول على رجال الحرب (ص 17: 1-18: 5) غيرة شاول ومحاولته قتل داود (ص 18: 6-19: 17) هرب داود من البلاط وتشرده (ص 19: 18-27: 12)، احتلال الفلسطينيين وبحث شاول عن العرافة (ص 28)، طرد داود من المعسكر الفلسطيني وإلحاقه بعصابة غازية من العمالقة (ص 29 و30)، موقعة جلبوع وموت شاول (ص 31).
3) داود الملك:
(2 صم 1-24)، أنباء داود بموت شاول (ص 1)، التنازع على العرش بين داود ويدعمه رجال يهوذا، وايشبوشث رئيس بقية الأسباط (ص 2-4)، مبايعة إسرائيل جمعية داود (ص 5: 1-3)، ملكه (ص 5: 4-24: 25).
وقد وضع سفر صموئيل المزدوج ضمن "الأنبياء الأولين" في القانون العبري. ويدل عنوان الكتاب على أن صموئيل هو الشخصية البارزة في مطلع الكتاب وفي جزء كبير منه. وقد كتب صموئيل سفرًا ووضعه أمام الرب (1 صم 10: 25). وأن قسمًا من الكتاب المزدوج يمكن أن يكون مأخوذًا من أخبار صموئيل الرائي (1 أخبار 29: 29). ولكن يشك في أن يكون نصف الكتاب من قلمه لأنه مات قبل نهاية ملك شاول (1 صم 25: 1) فقد كتب بعد موت داود (2 صم 5: 5).
إن ثمة عدة وثائق تتعلق بالحقبة التي يشملها السفران كأخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان وأخبار جاد الرائي (1 أخبار 29: 29). ولكن المؤلف أو الجامع لا يذكر المصادر التي استقى منها كما فعل كتاب أسفار أخبار الأيام.
وقد قال أحد العلماء في العصر الحديث "إن سفر صموئيل سفر رائع للغاية لا يفوقه شيء في تاريخيته وفي تبصره بالطبيعة البشرية وأسلوبه الأدبي وقوة تصويره للحوادث". ويُظهر هذا السفر طرائق الله في معاملته للأشخاص سواء أكانوا خيرين أم أشرارًا، وكذلك يظهر طرائق معاملة الله لشعوب ويعطينا صورة صادقة لأعمال الله في قضائه وعقابه كما في غفرانه ورحمته. | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:10 am | |
| سفريّ الملوك
يبتدئ سفر الملوك الأول بشيخوخة داود نحو سنة 972 ق.م. وينتهي سفر الملوك الثاني بسبي يهود إلى بابل وحريق الهيكل سنة 587 ق.م. ثم بإطلاق يهوياكين وموته هذا بعد السبي وإحراق الهيكل بأكثر من 26 سنة. ويبحث هذان السفران عن تتميم وعد الله لداود (2 صم 7: 12) وعن شر التخريب والانقسام ولاسيما عبادة الأوثان التي أقامها سليمان (1مل ص 11) ويربعام (1 مل 12: 26-33) لأسباب سياسية ويُشرح فيها ملك سليمان بدقة ويوصف كذلك الهيكل والأبنية الملكية في أورشليم. ثم يأتيان على ذكر عصيان الأسباط العشرة وإقامة الملكة الشمالية وما كان من توغل هذه المملكة في عبادة الأوثان وتبدل الأسر المالكة فيها فإنها كانت سبعًا تألفت من تسعة عشر ملكًا وكلهم أشرار. أما مده هذه المملكة فكانت 210 سنة وانتهت بالسبي وبنقل أكثر من شعب إلى آشور.
أما سلالة داود فلم تنقطع وكانت مؤلفة من 19 ملكًا بعضهم أتقياء ومصلحون ودام ملكهم 130 سنة بعد الملكة الشمالية غير أن مملكتهم صارت أخيرًا إلى ما صارت إليه أختها فسبي يهوذا إلى بابل قصاصًا لهم على عبادتهم الأصنام.
ويشرح هذان السفران حروب المملكتين الواحدة مع الأخرى والشقاوة التي حدثت من استنجاد كل منها بالممالك المجاورة لمساعدتها على أختها ويذكر فيها بعض تاريخ الأمم المجاورة فيطابق نصها شهادة الآثار كل المطابقة.
ولا يعرف مؤلفها فقد قال التلمود أنه ارميا وظن بعضهم أنه عزرا أو باروخ وكانا في الأصل سفرًا واحدًا لكن فصلتهما الترجمة السبعينية التي سمت سفري صموئيل سفري الملوك الأول والثاني وسفري الملوك سفري الملوك الثالث والرابع. . وقد ذكرت بعض الحوادث المذكورة فيها في سفري اشعياء وارميا وشرحت هناك بأكثر تفصيل ويشار إليهما في العهد الجديد (لو 4: 25 واع 7: 47 ورو 11: 2 ويع 5: 17).
ويختلف سفرا الملوك عن الأسفار التاريخية التي سبقتهما في أن كاتبهما يشير بكثرة إلى بعض المصادر عند ذكر بعض الحوادث في هذين السفرين وهذه المصادر منها:-
(1) ما يختص بملك سليمان حيث يشير إلى "سفر أمور سليمان" (1 ملوك 11: 41).
(2) وفيما يختص بالمملكة الشمالية إلى موت يهوياقيم فيشير إلى "سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل" (1 ملوك 14: 9).
(3) وفينا يختص بالمملكة الجنوبية إلى موت يهوياقيم فيشير إلى "سفر أخبار الأيام لموك يهوذا" (1 ملوك 14: 9).
أما محتويات السفرين فيمكن أن تقسم إلى ما يأتي:
1- حكم سليمان (1 ملو ص 1- ص 11).
2- سرد الحوادث المعاصرة في المملكتين الجنوبية والشمالية حتى سببي المملكة الشمالية (1 ملو ص 12- 2 ملو ص 17).
3- مملكة يهوذا حتى السبي البابلي (2 ملو ص 18- ص 25).
سفرا أخبار الأيام
السفران التاريخيان في العهد القديم.وهما من وضع مؤلف واحد سمي"المؤرخ" وتجمعها وحدة الفكر ووحدة الهدف.
وهما سفر واحد في المخطوطات العبرية القديمة. وقد قسمها مترجمو الترجمة السبعينية إلى سفرين. وقد قبل هذا التقسيم في النسخة المطبوعة لأسفار العهد القديم. واسم السفرين في العبرية معناه"أعمال الأيام". ومعنى الاسم كما ورد في الترجمة السبعينية الأمور التي تركت وكان الغرض من وضع السفرين أن يكونا تكملة لأسفار صموئيل والملوك ولكنهما في الحقيقة يستهدفان غرضًا مستقلًا. وقد قال جيروم أنهما سجل لحوادث لتاريخ المقدس كله.
وينقسم السفران من تلقاء ذاتهما إلى أربعة أقسام:
(1) مقدمة وقد تضمنت تسلسل الإنسان (1 أخبار ص 1-9) .
(2) موت شاول وحكم داود (ص 10-29) .
(3) حكم سليمان (2 أخبار ص1-9) .
(4) تقسيم المملكة "ملوك يهوذا حتى السبي, امركورش الملك (ص 10-36) .
ويتفق السفران اتفاقًا كاملًا مع الأجزاء المماثلة التي وردت في الأسفار التاريخية المتقدمة من التكوين إلى الملوك مما يدل على أن "المؤرخ" قد استعان بهذه المصادر. والظاهر أنه استعان بمظاهر أخرى أيضًا لم يُبقِ عليها التاريخ. كما أنه يقتبس من أصحاب الرؤى والأنبياء (1 أخبار 29: 29 و2 أخبار 29: 9 و15: 12 و22: 13 و34: 20 و22: 26 إلى آخره).
وقد كتبت أسفار صموئيل والملوك من وجهة نظر الأنبياء أما سفر الأخبار في قد كتبا من وجهة نظر الكهنة. وقد اهتم "المؤرخ" أيما اهتمام بتسلسل الأسماء. أما الحوادث فقد استخلص منها العلل والعبر الأدبية والدينية (1 أخبار 13: 10 و14 و2 أخبار 1: 12-12 و7: 16-12 و35: 20-37 إلى آخره) . وقد آمن المؤرخ بالتدخل الإلهي في الشؤون البشرية (2 أخبار 13: 13-20 و8: 14-14 و1: 20-30) . وفي معالجته تاريخ الملوك أغفل "المؤرخ" الكهنوتي تاريخ شاول والمملكة الشمالية كأنما حوادثهما لا تمت بصلة إلى الهدف الذي يرمي إليه. وذكر موت شاول وأبنائه كأنه انتقال من تسلسل الأسماء إلى حكم داود. ولم يجد في تاريخ المملكة الشمالية مادة تدل على تقدم عبادة يهوه الحقة في أورشليم وارتقائها - على أن"المؤرخ" يدلي بيانات في المسائل المتعلقة بالعبادة والطقوس الدينية ومساهمة اللاويين والمرتلين وعلاقة ملوك أسرة داود بعبادة يهوه في الهيكل بأكثر تفصيل مما جاء في سفري الملوك. . والصبغة الكهنوتية في السفرين لا تقلل إطلاقًا من قيمتهما التاريخية.
وقد اتفق الرأي القديم على أن عزرا هو كاتب سفريّ الأخبار, على أنه لا يمكن إثبات هذا الرأي بالدليل القاطع إنما من الأدلة عليه أن 2 أخبار 22: 36 و23 يشبهان يشبهان أكبر الشبه (عزرا 1: 1-3).
ويكوّن السفران مع سفري عزرا ونحميا وحدة تاريخية احتوت احتوت تاريخ مملكة يهوذا ابتداء من آدم إلى عصر عودة الشعب على يد عزرا ونحميا. وقد ورد سفرا أخبار الأيام في العهد القديم في العبرية في القسم الثالث أو الأخير من الأسفار المقدسة. ويرددان بعد عزرا ونحميا لذلك فإننا نجد سفري الأخبار في آخر أسفار العهد القديم. وهذا هو الموضع الذي احتله هذان السفران في عهد السيد المسيح على الأرض لأنه ذكر أن آخر أنبياء العهد القديم الذي استشهد به هو زكريا (مت 35: 23 ولوقا 51: 11 وقارن هذا مع 2 أخبار 20: 24-22) أما ترتيب سفري الأخبار في الترجمة السبعينية فقد وضع السفران ضمن الأسفار التاريخية وقبل عزرا ونحميا. وقد اتبعت معظم الترجمات ه اتبعت معظم الترجمات هذا الترتيب الأخير. أما تاريخ كتابة السفر فيرجح أنه كتب حوالي سنة 400ق.م إذ أن السفر في 1 أخبار 19: 3-24 يذكر ستة أجيال بعد زربابل.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:13 am | |
| سفر عَزْرا
اسم عبري معناه "عون" والاسم نشأ كاختصار لأسم عزريا وهو:
هو السفر الخامس عشر من أسفار العهد القديم حسب ترتيب الأسفار الحاضرة. وكان في الأصل جزءًا من عمل يتألف من أسفار أخبار الأيام الأول والثاني وعزرا ونحميا. وقد كتب هذا الكتاب الشامل بقلم رجل واحد، في وقت واحد. وسفر عزرا يتمم أخبار سفري الأيام، والأسلوب فيها كلها أسلوب واحد. ويعتبر عزرا ونحميا سفرًا واحدًا في عدد الأسفار العبرية في العهد القديم.
ولغة السفر في الأصل خليط بين الآرامية (من عز 4: 8-6: 18 و7: 12-26) والعبرانية (1: 1-4: 7 و7: 1-11 و7: 27-10: 44). وكان القسم الآرامي في اللغة من السفر شبه جزء مستقل عن باقي الكتاب الشامل في الأصل. ومعظمه يور حول المباحثات التي جرت بين قصر إمبراطور الفرس وأعداء اليهود حول قضية إعادة بناء الهيكل في القدس. وكان الأمر الملكي الذي صدر إلى عزرا نفسها فهي خليط بين ما كتبه عزرا بنفسه (عزر 7: 27-9: 15) وما كتب عنه فيما بعد (7: 1-26 وص 10) إلا أن أسلوب ما كتبه عزرا لا يختلف عن أسلوب من كتب عن عزرا، مما يحمل بعضهم على الاعتقاد بأن عزرا كتب سفري أخبار الأيام وسفره.
وتتناول مادة السفر فترة الحكم الفارسي في فلسطين في حوالي ثمانين عامًا، وهي فترة مهمة في التاريخ اليهودي إلا أنها لا تزال غامضة بعض الغموض من الوجهة التاريخية. وهي تبدأ بقصة عودة الخمسين ألف يهودي من بابل إلى القدس، تحت قيادة زربابل في السنة الأولى من ملك كورش، وبناء الهيكل من جديد، وتعرض السامريين لذلك (ص 1-6). ثم تروي قصة رجوع آلاف من اليهود من السبي في بابل مع عزرا نفسه، الأعمال التي قام بها عزرا (ص 7-10).
سفر نحميا
Nehemiah اسم عبري معناه "تحنن يهوه" وهو اسم:
السفر السادس عشر من أسفار العهد القديم. وهو تتمة لسفر عزرا.
ويمكن أن يقسم السفر إلى:
أولًا:
1. نحميا يعود إلى أورشليم ويعيد بناء الأسوار ص 1- ص 7. 2. نحميا يقدم صلاة لأجل أورشليم ص 1. 3. ارتحشستا يأذن لنحميا بأن يعود لبناء الأسوار 2: 1-8. 4. نحميا يصل إلى أورشليم ويرى حالة السور ليلًا 2: 9-16. 5. نحميا يحث على بناء السور بالرغم من المقاومة 2: 17-20. 6. العمال على الأبواب ص 3. 7. مقاومة سنبلط ومن معه تستدعي وجود حراس مسلحين مع البنائين ص 4. 8. نحميا يمنع الرباء ويعضد المساكين ص 2. 9. الأسوار حراس في الأبواب 7: 1-3. 10. اجتماع الجماعة وبيان أسماء الذين عادوا مع زربابل (عز 2: 1-7) 7: 4-73). ثانيًا:
الإصلاح الديني الذي قاده عزرا ص 8-12
1. قراءة الشريعة والاحتفال بعيد المظال ص 8. 2. صلاة اعتراف قادها اللاويون ص 9. 3. ختم العهد 9: 38-10: 39.
أ. لا زواج بالوثنيات ب. تقديس السبت وسنة السبت ج. دفع ضريبة الهيكل عـ. تقدمات من الأخشاب وأوائل الثمار وتقديم العشور.
4. سكان يهوذا 11: 1-12: 26. أورشليم 11: 1-24 القرى 11: 26-36 الكهنة 12: 1-26 5. تدشين الأسوار 12: 27-43 6. جامعو التقدمات للكهنة 12: 44-47 ثالثًا:
إصلاحات نحميا في مدة حكمه الثانية ص 13.
1. أبعاد الوثنيين وخاصة طوبيا 13: 1-9 2. العشور 13: 10-14 3. تقديس السبت 13: 15-22 4. منع الزواج من أجنبيات 13: 23-29 5. تطهير العبادة وتشجيع القيام بها 13: 3 و31
كاتب السفر:
هو نحميا ابن حلكيا عندما يتحدث مشيرًا إلى نفسه بصيغة المتكلم 1: 1-7: 73 و12: 31-13: 31. ويحتمل أيضًا أن نحميا هو كاتب الأجزاء التي يشير فيها إلى نفسه في صيغة الغائب. ويحتمل أنه استخدم سجلات قديمة لبيان الأسماء الواردة في إصحاحي 7 و12.
تاريخ كتابة السفر:
تاريخ الحوادث الرئيسية في سفر نحميا هو 445 ق.م. حين ذهب نحميا إلى أورشليم لأول مرة كحاكم (1: 1) و434 ق.م. حين رجع نحميا إلى بلاد فارس (13: 6) و424 ق.م. حين رجع نحميا إلى أورشليم مرة ثانية ليكون حاكمًا للمرة الثانية (13: 7).
بعض رسائل هذا السفر:
1. قوة الصلاة في فتح قلوب البشر (ص 1 و2)
2. ضرورة الغيرة المقدسة والحكمة والتعاون في عمل الرب (ص 2 و3)
3. يجب أن يجابه الإنسان المقاومة بالشجاعة والثقة في الناس (ص 4 و6 و7)
4. التوبة شرط أساسي لقبول بركات الله (ص 9)
5. أهمية يوم الرب، والزواج في الرب، وتقديم العشور، ولإجراء العدل للمساكين. (ص 5 و13)
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:15 am | |
| سفر طُوبيا
← اللغة الإنجليزية: Book of Tobit - اللغة العبرية: Τωβίτ - اللغة اليونانية: ספר טוביה.
اسم عبري معناه "الله طيب" وهو:
سفر طوبيا من ضمن الأسفار القانونية الثانية ومن بين الشخصيات البارزة في هذا السفر رجلان، أب وابنه واسم كل منهما "طوبيا". وهو سفر تقره الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، ولكن يرفضه جماعة البروتستانت المنشقين في القرن السادس عشر عن الكاثوليك.
سفر يهوديت
← اللغة الإنجليزية: Book of Judith - اللغة العبرية: ספר יהודית.
وهو سفر من الإسفار القانونيه الثانيه وتؤمن به الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية كسفر من أسفار الكتاب المقدس، عكس البروتستانت الذين نشأوا بانشقاق عن الكاثوليك في القرن السادس عشر. والاسم مُسمّى على اسم بطلة السفر: يهوديت بنت مراري.
ويمكن أن تقسم محتويات هذا السفر كما يأتي:
1- نبوخذ نصر يهزم ارفكساد ملك ميديا أو مادي ص 1.
2- نبوخذ نصر يرسل هولو فرنيس ليعاقب اليهود الذين في فلسطين الذين لم يقدموا جنودًا ولكي يرغمهم على أن يعبدوا نبوخذ نصر (ص 2- 3).
3- هولفرنيس يحاضر اليهود في بثوليا (ص 4-7).
4- شابة أرملة تقية تدعى يهوديت أكدت لليهود بأن الله سينقذ مدينتهم (ص 8-9).
5- فأغوت هولوفرنيس بحيلتها قطعت رأسه إذ كان بغيبوبة سكره وترنحه (ص 10: 1- 13: 10).
6- وبهذا أنقذت اليهود (ص 13: 11- 15: 13).
7- قدمت حمدها لله (ص 16: 10- 17).
8- وعاشت عيشة هنيئة بعد ذلك (ص 16: 18- 25).
سفر الجَامِعَة
السفر الحادي والعشرون من العهد القديم، ومعنى اسمه الكارز، ودعي بسفر الجامعة في التي معناها من يجلس في محفل أو يتكلم في مجتمع أو كنيسة. والاسم الجامعة يشير إلى سليمان بن داود الملك في أورشليم (جا 1: 1) وقد فاق. السابقين جميعًا في أورشليم في الحكمة والغنى (جا 1: 16 و2: 7 و9).
كتبه سليمان في شيخوخته أو في كمال اختباره، وفيه يلقى درسًا عظيمًا من حياته ويعبّر عن عواطفه ونظراته إلى الحياة التي اختبرها فما جاء في (1: 12 - 14) يشير إلى اختباره الفعلي وهو ملك، ويشير إلى أنّ كل شيء باطل والأدلة على أن كاتبه سليمان، بخلاف ما ذكر سابقًا، ما يأتي:
(1) تب عن سليمان أنه اتخذ نساءً كثيرات بينهن كثير من الأجنبيات وعابدات الأوثان اللواتي أملن قلبه عن اتباع الرب (1 مل 11: 3 و4) ويقول الكاتب (ص 7: 26 و28) "وجدت أمرًا من الموت المرأة التي هي شِباك وقلبها أشراك ويداها قيود" ويقول "أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد".
(2) يقال أن سليمان ألف أمثالًا عديدة ولا شك أنه كتب أكثر سفر الأمثال، ويقال أنه تكلم بثلاثة آلاف مثل (1 مل 4: 32) أما الكاتب فيقول (ص 12: 9) "وأتقن أمثالًا كثيرة" وقد قال بعض المنتقدين أن في هذا الكتاب كلمات غير عبرانية محضة، فلذلك يجب أن يكون الكاتب من جيل آخر وأنه شخص يشبه سليمان. غير أن إدخال بعض الكلمات الغربية في تأليف إنسان امتدت صلاته التجارية إلى أمم والسنة كثيرة لا يستغرب.
إن رسالة هذا السفر خاصة بالحياة الحاضرة على الأرض. ولسؤال هل من نفع للإنسان من كل تعبه (ص 1: 3) فيجيب عن هذا السؤال من اختباره المتنوع. ويجد الجامعة أن المصدر الوحيد لكفاية الإنسان هو في ذاته، وفي استعمال قواه العقلية والجسدية في اتفاق مع نواميس الكون الطبيعية والأدبية التي وضع فيها (ص 2: 24) ثم ينتقل من ذاته إلى العالم الخارجي (ص 3) فيبحث في حال الإنسان في الزمان فيجد أن الله قد رتب كل شيء حسنًا في وقته وهو وقت ثابت لا يتغير. وكل جميل في وقته غير أن الناس يعملون الشر ويظلمون بعضهم بعضًا بحيث أن البار يقع تحت القصاص، والشرير ينجو والتقى لا يجازي خيرًا هنا، والشفي لا ينال جزاء أفعاله الرديئة. ويستنتج على من ذلك ان الله سيدين الطرفين (ص 3: 16 إلى 4: 3) فينصف الواحد ويقاص الآخر. ويستدل من ذلك على اعتقاده بالدينونة والحياة الآتية.
والثروة أقل نفعًا من الصحة (ص 5: 1 إلى 6: 9) ثم يتحدث الجامعة عن الصيت الذي هو أفضل من الدهن الطيب وكيفية الحصول عليه (ص 7: 1 إلى 10) الحكمة صالحة (ص 7: 12) وهي تحبي أصحابها وتفيد في التعامل مع الملوك (ص 8: 1 - 8) ويذكر الجامعة هذه الحقيقة العامة "أن التقوى هي أفضل سياسة" (ص 8: 10 - 15) وان الموت يأتي للجميع على السواء. فليبحث الإنسان إذًا عن اللذة في أفراح الحياة المتواضعة العادية لأنها نصيبه تحت سياسة الله الأدبية. فليذكر إذًا الشاب خالقه. وتختم النصائح بهذه: "اتقِ الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الإنسان كله لان الله يحضر كل عمل إلى الدينونة" (ص 11: 9 إلى 12: 14) ويستعمل الكاتب في حججه فلسفة كانت سائدة في وقته وهي: أن يكيف الإنسان نفسه للظروف والاختبار المحيطين به. وقد شك بعض اليهود في قانونية هذا السفر ولكنهم اقتنعوا أخيرًا بمكانته بين الأسفار القانونية. ويلاحظ أنه لا توجد اقتباسات مباشرة أو تلميحات منه في كتب العهد الجديد.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:17 am | |
| نشيد الأناشيد
الإنجليزية: Song of Songs أو Song of Solomon - العبرية: שיר השירים (شير ها شيريم) - هو السفر الثاني والعشرون من أسفار العهد القديم، وخامس الأسفار الشعرية ويسمى أحيانًا نشيد سليمان (وهذا هو اسمه في النسخة الانكليزية من الكتاب المقدس) وهو مجموعة أناشيد وأغان. والمتكلم فيها يختلف بين قطعة وأخرى.
وهناك ثلاث وجهات نظر في تفسير هذا السفر:
1- فالرأي الأول وهو الذي ينظر إلى السفر نظرة حرفية تاريخية يقول: أن هناك ثلاث شخصيات رئيسية وهي:
الراعية شولميث وحبيبها الراعي الشاب والملك سلمان. ويقولون ان شولميث كانت مخطوبة لراع شاب وبالرغم من الجواذب التي توفرت لدى الملك سليمان لجذبها إليه. إلا أنها بقيت وفيّة على محبها لخطيبها إلى أن تزوجا في النهاية. والذين يقولون بهذا الرأي يرون أن القصة موضوعة على شكل رواية ذات فصول ومناظر. ففي الفصل الأول منظران:
(1) منظر شولميث تنتظر حبيبها الراعي وتشكو من سجنها في القصر رغم إرادتها (ص 1: 2-7) فتجيبها سيدات القصر متهمكات (1: 8).
(2) والمنظر الثاني يظهر سليمان يسعى لاستمالة قلبها (1: 9-2: 7). ني منظران أيضًا:
(1) منظر لفتاة تستعيد ذكريات حبيبها وزيارته لها في قريتها (2: 8-17) وتؤكد له انها ستبقى وفية له وتتمنى أن تعود إليه.
(2) وفي المنظر الثاني تروي الفتاة حلمًا شاهدته في منامها، عم خروجها للبحث عن حبيبها في المدينة وعثورها عليه (3: 1-6).
وفي الفصل الثالث أربعة مناظر:
(1) منظر أهالي القدس يجتمعون أمام أحد أبوابها (3: 6-11) ويظهر عن بُعد سليمان وعلى رأسه التاج الذي توجته به أمه يوم زواجه - والمقصود من هذا المنظر إغراء الفتاة بعظمة الملك لعلها ترضى بأن تصبح ملكة.
(2) منظر سليمان والفتاة وسيدات القصر وسليمان يسعى لاستمالة قلب الفتاة (4: 1-7).
(3) منظر الفتاة ونساء القصر والفتاة تشيد بحبيبها (4: 8-5: 1).
(4) منظر حلم تراه الفتاة ثم ترويه (5: 2-8).
وفي الفصل الرابع أربعة مناظر أيضًا:
(1) منظر تعجب نساء القصر من وفائها لحبيبها وإعراضها عن الملك (5: 9-6: 3).
(2) محاولة جديدة يقوم بها الملك لاستمالتها بوصفه محاسنها (6: 4-13).
(3) منظر محاولته الأخيرة (7: 1-9).
(4) منظر الفتاة تصر على عودتها إلى حبيبها (7: 10-8: 4).
وفي الفصل الخامس يرى رعاة شولم الفتاة مستندة على حبيبها وتعلن أنها قد تممت خير انتصارات إخوتها (8: 5-14) وفي 8: 13 يدعو الراعي حبيبته أن تنشد أغنية. وفي 8: 14 تستجيب الفتاة إلى رغبة حبيبها وتدعوه أن يقفزا معًا فوق جبال الأطياب.
2- أما الرأي فهو الذي يقول به أيضًا أصحاب التفسير الحرفي، إنما يقصرون أشخاص القصة على اثنين وهما شولميث وسليمان ولكن دارسي الكتاب لا يجدون في هذا الرأي تفسيرًا للإشارات الواردة في السفر إلى الحبيب الراعي (2: 16 و6: 3) وكذلك لا يجدون فيه تفسيرًا للإشارات إلى المراعي والجبال مما لا يتفق وحياة سليمان الذي نشأ في أورشليم وعاش فيها.
أما رسالة السفر بحسب ما يراها أصحاب الرأي الحرفي فهي:
أ- الأمانة في المحبة البشرية كما بقيت شولميث أمينة وفية لحبيبها.
ب- إن المحبة البشرية الإنسانية الصحيحة هي التي يمنحها الله دون سواه (8: 6).
3- أما الرأي الثالث فهو الرأي الرمزي أو الرأي المجازي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ويرى أصحاب هذا الرأي إن هناك معنى خفيًا في كل دقيقة من دقائق الكتاب وأصحاب هذا الرأي لا يذكرون شيئًا عن الراعي كما ورد في الرأي الحرفي ذي الثلاث شخصيات.
وكل محبة إنسانية بشرية صحيحة في رأي الرمزيين والمجازيين إِن هي إلا رمز لمحبة الله لشعبه وانعكاس لهذه المحبة الإلهية. فكان اليهود منذ القديم يفسرون هذا السفر تفسيرًا رمزيًا للتعبير عن محبة الله لشعبه، فهو الحبيب وهم الحبيبة. وقد أخذت هذا التفسير الرمزي الكنيسة المسيحية وفسرته كتعبير عن محبة المسيح لكنيسته التي لا يمكن أن تنفصل عنه مهما كانت إغراءات العالم. (قارن هذا السفر بهوشع ص 1 - ص 3 واش 54: 5 وار 3: 1 و2 كو 11: 2 واف 5: 23-32 ورومية 7: 4 ورؤ 19: 6-8). ويمكن أن يقسم هذا السفر بحسب المفسرين الذين يقصرون شخصياته على اثنتين أن كان حرفيًا أو رمزيًا مجازيًا إلى ما يأتي:
أولًا- اجتماع الحبيبين (1: 2-2: 7). 1- نساء القصر وشولميث (1: 2-8). 2- سليمان وشولميث (1: 9-2: 7). ثانيًا- أناشيد أنشدتها شولميث بمفردها (2: 8-3: 5). 1- ذكريات زيارة الملك سليمان للجليل 2: 8-17 2- حلم فيه تروي إنها تبحث عن حبيبها (3: 1-5). ثالثاُ- الزواج الملكي (3: 6-5: 1). 1- الموكب (3: 6-11). 2- الوليمة (4: 1-5: 1). رابعًا- الحبيب فقد ثم وجد ثانية (5: 2-6: 9). 1- حلم في أورشليم (5: 2-6: 3). 2- الحبيبة وجدت حبيبها ثانية (6: 4). خامسًا- الملكة الجميلة الوديعة (6: 10-8: 4) 1- الحدائق الملكية (6: 10-7: 5). 2- سليمان وشولميث (7: 6-8: 4). سادسًا- الحبيبان في منزل شولميث (8: 5-14). 1- ظهور سليمان وشولميث معًا (8: 5-7). 2- منزل شولميث (8: 8-14).
ويختلف المفسرون في تفسير العدد الأول "نشيد الأناشيد الذي لسليمان" فيقول بعضهم أن هذا يعني أن سليمان هو كاتب هذا السفر. ويقول آخرون أن هذا يعني أن السفر كتب عن سليمان.
وهذا الشعر الجميل مليء بأوصاف جميلة للطبيعة فيذكر واحد وعشرين نوعًا من النبات وخمسة عشر نوعًا من أنواع الحيوان.
وقد وردت العبارة "أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول أَلا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء" عدة مرات في هذا السفر الشعري (2: 7 و8: 4).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:21 am | |
| سفر حكمة سليمان
← اللغة الإنجليزية: Book of Wisdom, Book of the Wisdom of Solomon - اللغة اليونانية: חכמת שלמה.
أولًا: الاسم سفر حكمة سليمان:
تطلق المخطوطات اليونانية (السينائية والفاتيكانية والسكندرية) على هذا السفر اسم "حكمة سليمان"، ولكنه يسمى في الترجمة السريانية (البشيطة) وفي بعض المخطوطات الأخرى باسم "كتاب حكمة سليمان العظمى".
كان سليمان بالنسبة لليهود وللمسيحيين الأوائل يعتبر رائدًا للتعليم والحكمة، كما كان داود رائدًا في كتابة الأناشيد، وموسى في تسجيل الشرائع الدينية، وهكذا نُسبت إليهم كتب لا علاقة لهم بها. ونقرأ في العهد القديم عن حكمة سليمان (1مل 7:3-14، سيراخ 14:47-19). ويسمى سفر الأمثال باسمه مع أن المرجح أنه لم يكتب إلا القليل منه. ويتكلم سليمان بضمير المتكلم في سفر الحكمة من الأصحاح السادس حتى نهاية الأصحاح التاسع (كما يفعل نفس الشيء في سفر الجامعة 1: 12.. إلخ). وقد ظل الاعتقاد بأن سليمان هو كاتب هذا السفر قائمًا حتى القرن الرابع الميلادي، حين استنتج "جيروم" (Jerome) بدراسته للفكر اليوناني ولأسلوب هذا السفر، أن سليمان ليس هو الذي كتبه، ومن ثم غير عنوان السفر إلى "سفر الحكمة" دون أن ينسبه إلى شخص معين، وهو الاسم الذي ما زال يسمى به في الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) والترجمات التي نقلت عنها. ولكن الاسم "حكمة سليمان" ظل قائمًا في الترجمات البروتستنتية للكتاب المقدس (في اللغات الألمانية والانجليزية والويلزية) لأنها نقلت عن اليونانية وليس عن اللاتينية. ويسميه "لوثر" باسم "حكمة سليمان للطغاة"، ويذكره كل من "أبيفانيوس" (Epiphanuis)، و"أثناسيوس" (Athanasuis) باسم "الحكمة الفضلى" وهو الاسم الذي تعرف به أسفار "الأمثال" و"حكمة يشوع بن سيراخ " في كتابات بعض الآباء.
ثانيًا: قانونية سفر الحكمة:
يأتي سفر "الحكمة" في الترتيب -في الترجمات اليونانية والفولجاتا- بعد أسفار الأمثال والجامعة ونشيد الأنشاد، ويليه سفر حكمة "يشوع بن سيراخ".
وهناك كثير من الآباء الذين يؤمنون بقانونية هذا السفر مثل "هيبوليتس" (Hippolytus)، و"كبريانوس" (Cyprian)، و"أمبروزيوس" (Ambrose)..
وقد وضعه مجمع "ترنت" (Trent) هو وسائر الأسفار المعتبرة من أسفار الأبوكريفا عند البروتستنت (فيما عدا اسدراس الأول والثاني وصلاة منسى) ضمن الأسفار القانونية، لذلك يتضمن الكتاب المقدس عند الكاثوليك هذا السفر بينما يخلو منه الكتاب المقدس عند البروتستنت، المنشقين عن الكاثوليك في القرن السادس عشر.
ثالثًا: مضمون سفر الحكمة:
يتكون السفر من قسمين مختلفين، مما يوحي باختلاف الكاتب، والقسمان هما "قسم الحكمة" و"القسم التاريخي". (1) قسم الحكمة:
(1: 1- 11:4) حيث يصف الكاتب في هذا القسم "الحكمة" ويوصي بها ويحذر من عواقب إغفالها.
(1) يؤدي "البر" (أو الحكمة العاملة) إلى الخلود، بينما يؤدي الشر إلى الموت (الأصحاح الأول) "أن البر خالد" (1: 15) "لكن المنافقين هم استدعوا الموت بأيديهم وأقوالهم" (16:1).
(2) الأصحاحات من الثاني حتى السادس: مقارنة بين ذخائر الحكيم (البار) وغير الحكيم (الفاجر أو المنافق) (2: 1-6: 21),
أ- عاقبة المسرات العالمية واللذات الشهوانية هي الموت، بينما إرادة الله هي أن يحيا كل الناس حياة روحية (الأصحاح الثاني).
ب - السعادة نصيب الحكماء (الأبرار)، وآلامهم تأديب وعلاج، لأنهم سيحيون إلى الأبد "ويتسلطون على الشعوب" (3: 1-9).
ج- يسعد البار (الحكيم) حتى ولو كان بلا ذرية، لكن نصيب الأشرار والمنافقين وأولادهم نصيب بائس (3: 10-19) "أما المنافقون فسينالهم العقاب الخليق بمشوراتهم" (3: 10)، و"نسلهم ملعون" (13:3).
د- الفاضل عديم النسل يضمن الخلود، على العكس من الأثيم الذي له أولاد وذرية (4: 1-6)، فإن "البتولية مع الفضيلة أجمل فإن معها ذكرا خالدًا" (4: 1)، "أما المنافق الكثير التوالد فلا ينجح" (3:4).
ه- رغم أن الحكيم (الصديق) قد يموت مبكرًا إلا أنه يجد راحة في موته متممًا رسالته في الحياة في الوقت المحدد (4: 7 -14)، "أما الصديق فإنه وإن تعجله الموت يستقر في الراحة" (7:4).
و- المنافقون (غير الحكماء وغير الأبرار) يصلون إلى نهاية مفجعة أليمة وينظرون إلى الصديق "فإذا رأوه يضطربون من شدة الجزع وينذهلون... ويقولون في أنفسهم نادمين وهم ينوحون من ضيق صدورهم..." (15:4-24:5).
ز- لذلك ينبغي على الملوك أن يحكموا بالحكمة حتى يقتنوا الخلود: "أكرموا الحكمة لكي تملكوا إلى الأبد (23:6).
(3) الحكمة: يمتدح الكاتب الحكمة، يوصي بها الملوك والحكام والقضاة لأن "الحكمة خير من القوة"والحكيم أفضل من الجبار" (6: 1).
أ- يأتي كل الناس إلى العالم ولهم نفس الاحتياج العام إلى الحكمة التي تؤدي إلى الملكوت الحقيقي والخلود (6: 1- 25)، "فابتغاء الحكمة يبلغ إلى الملكوت" (21:6).
ب- أنا (سليمان) طلبت الحكمة أول كل شىء، فأوتيت معها كل الخيرات بما في ذلك المعرفة من كل نوع (7: 1 -21:8).
ج- الصلاة التي رفعها سليمان طالبًا الحكمة (9: 1-18): "هب لي الحكمة الجالسة إلى عرشك ولا ترذلني من بين بنيك" (9: 4).
د- كيف حفظت الحكمة أبطال التاريخ العبراني منذ آدم -الإنسان الأول- إلى الإسرائيليين في عبورهم للبحر الأحمر ودخولهم البرية (10: 1- 11: 4).
(2) القسم التاريخي:
(11: 5- 19: 20). وفي هذا القسم الثاني من السفر لا يتكلم الكاتب بضمير المتكلم (كما في الأصحاحات من 6- 9). ولا يذكر هذا القسم الحكمة كما لم يشر إليها مطلقًا، رغم أن الكثيرين من العلماء يرون في هذا القسم محاولة من الكاتب لضرب أمثلة واقعية. عن عمل الحكمة التي وصف في القسم الأول طبيعتها ونتائجها.
(1) مقابلة بين معاملة الله (وليس الحكمة) للإسرائيليين ومعاملته لأعدائهم (11: 5- 27:12، والأمور التي كان يعاقب بها أعداءهم بينما يفيدون هم منها (11:5).
أ- وصف لمعاملة الله للمصريين (11: 5- 12:2)، فكانت المياه لإسرائيل نعمة وللمصريين نقمة (6: 11- 14). كما عاقب الله المصريين بالحيوانات التي كانوا يعبدونها، بينما تمهل على الخطاة لعلهم يتوبون (21:11-12: 2).
ب- معاملة الله للكنعانيين (3:12- 27) "أي الذين كانوا قديما سكان الأرض المقدسة" (12:3) حيث يصف عبادتهم الرجسة وعقاب الله لهم، مع الدروس المستفادة من هذا العقاب.
(2) وصف لعبادة الأوثان وأدانتها (الأصحاحات من الثالث عشر إلى الخامس عشر): وهو يكون وحدة قائمة بذاتها، فهو استطراد للعرض التاريخي الذي ينتهي بالعدد (12:27) ثم يستكمل في (16: 1- 19: 20). وقد يكون سبب الاستطراد هو ما جاء من تلميح عن خطايا المصريين والكنعانيين (11: 5- 27:12). فيذكر أنواع العبادات الوثنية (13: 1- 15: 19):
أ- عبادة الطبيعة (النار والرياح والماء والأجرام السماوية، وهي كثيرًا ما تكون ناتجة عن الرغبة المخلصة في البحث عن الله (13: 1-9) "لكنهم حسبوا النار أو الريح أو الهواء اللطيف أو مدار النجوم أو لجة المياه أو نيرى السماء آلهة تسود العالم" (13:2)، غير أن لهؤلاء وجهًا من العذر لعلهم ضلوا في طلبهم لله ورغبتهم في وجدانه" (13: 6).
ب- عبادة الأصنام على شكل الحيوانات، وهى خطة أعظم (13: 10 -19). "أما الذين سمَّوا أعمال أيدي الناس آلهة الذهب والفضة، وما اخترعته الصناعة، وتماثيل الحيوان والحجر الحقير مما صنعته لد قديمة، فهم أشقياء ورجاؤهم في الأموات" (13: 15).
ج- غضب الله على كل أشكال العبادة الوثنية (14: 1-11).
د- نشأة عبادة التماثيل (14: 15-21). الأب الذي يفجع بموت ابنه فيصنع تمثالًا ليعبده: "إن والدَّا قد فجع بثكل معجل فصنع تمثالًا لابنه الذي خطف سريعًا وجعل يعبد ذلك الإنسان الميت" (14: 15).
- تملق الحكام ثم تأليههم: "جعلوا صورة الملك المكرم نصب العيون حرصًا على تملقه في الغيبة كأنه حاضر" (16:14 و17).
- كثيرًا ما يتفنن الصناع في عمل التماثيل لدرجة تغري الناس بعبادتها: "حب الصناع للمباهاة كان داعية للجاهلين إلى المبالغة في هذه العبادة.. فإنهم... قد أفرغوا وسعهم في الصناعة لإخراج الصورة في غاية الجمال، فاستميل الجمهور ببهجة ذلك المصنوع" (14:18 و19).
ه- النتائج اللاأخلاقية لعبادة الأصنام (14: 22- 31): "لأن عبادة الأصنام المكروهة هي علة كل شر وابتداؤه وغايته" (14: 27).
و- تحرر إسرائيل من عبادة الأوثان، ولذلك تمتع بالرحمة الإلهية (15: 1- 5).
ز- تكمن حماقة عبادة الأصنام في أن التمثال المصنوع أقل قدرة من صانعه الذي عمله وتعد له (15: 6- 19).
(3) لمصر وإسرائيل أقدار متناقضة ومتعارضة في خمسة أوجه، فالطبيعة تستخدم نفس الوسائل، للمصريين كعقاب، وللإسرائيليين كمكافأة (16: 9- 19: 22)، وهذه الأوجه هي:
أ- الحيوانات والحشرات والسلوى (16: 1- 4) والحيات الخبيثة والجراد والذباب (16: 5- 14).
ب- النار والماء، الحرارة والبرودة (16: 15- 17: 9 -18: 4).
ج - النور والظلام (17: 19 - 18: 4).
د- الموت (18: 5- 25).
ه- عبور البحر الأحمر (1:19-22).
رابعًا: الأسلوب الأدبي في سفر الحكمة:
الشعر في هذا السفر أقل روعة منه في حكمة يشوع بن سيراخ، بالرغم من أن به كمًا كبيرًا من الشعر الأصيل الذي يتميز بالتطابق، ولكن ليس فيه وزن أو قافية بالمعنى المألوف للكلمة.
وكثيرًا ما نجد هذا التطابق في بعض أجزاء من السفر (10: 1و 2). كما نجد في سفر الحكمة أن الجمل القصيرة التي تتضمن حكمة قوية أقل بكثير مما هي عليه في سفر "يشوع بن سيراخ"، لكن من جهة أخرى، توجد كمية أكبر من أساليب البلاغة والسجع (1: 10، 4: 2، 5: 15، 7: 13)، وكذلك الجناس (23:2، 5: 12 و18، 6: 11، 12: 15)، والطباق والمتناقضات (18:13 و19).
خامسًا: وحدة سفر الحكمة وأصالته:
كل من تناول هذا السفر بالشرح أو التعليق يعتبره وحدة واحدة متجانسة من كتابة فكر واحد. ويشهرون -للتدليل على أنه وحدة واحدة متكاملة- إلى أنه موجه ضد شرين هما الارتداد وعبادة الأوثان، وأن لغته متجانسة من بدء السفر إلى خاتمته كما تصدر عن كاتب واحد.
ولم يكن هناك شك في وحدة "سفر الحكمة" حتى منتصف القرن الثامن عشر تقريبًا حين ظهرت الآراء المختلفة للمنشقين..
سادسًا: ما بالسفر من تعليم:
وسنعرض فيما يلي ملخصًا لما ورد به من علوم اللاهوت، والأنثروبولوجيا، والأخلاق والعقائد عن الخطة والخلاص والأخرويات.
(1) اللاهوت: المقصود بعلم اللاهوت هو التعليم المختص بالله. ونجد في سفر الحكمة أن الله كلي القدرة: "بل قد كان نفس كافيًا لإسقاطهم... لكنك رتبت كل شيء بمقدار وعدد ووزن، وعندك قدرة عظيمة في كل حين، فمن يقاوم قوة ذراعك؟" (11: 21 و22)، وهو موجود في كل مكان (7:1، 12: 1)، وكلي الرحمة والمحبة "لكنك ترحم الجميع... وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا" (11:24) وقد صنع العالم من مادة لا شكل لها: "يدك التي صنعت العالم من مادة غير مصورة" (11: 18).
وأرقى مفهوم عند الكاتب عن الخليقة هو تحول "الخراب" (chaos) إلى "كون منظم" (Cosmos). وما بهره إنما هو نظام الكون وجماله، وليس القوة غير المحدودة اللازمة لخلق هذا الكون من العدم (حكمة 11: 18، 3:13 و4).
ومع أن الله -كتعليم سفر الحكمة- عادل (14:12-16) ورحيم (18:11- 23، 15: 1، 7:16) كما أنه يخاطبه بالقول. "أيها الأب" (3:14)، إلا أن الله قد اختص اليهود برعايته وحمايته بطريقة فريدة (16: 2، 8:18، 19: 20)، بل إن الكوارث والمصائب التي يصبها الله على رؤوس أعدائهم، إنما هو يقصد من ورائها قيادتهم إلى التوبة (12: 2- 20). ويتضح جليًا من الأصحاح الحادي عشر أن آلام ومعاناة بني إسرائيل إنما كانت علاجًا وإصلاحًا لهم، أما بالنسبة لأعدائهم فكانت عقابًا (الأصحاحان 11، 12).
ومفهوم سفر الحكمة عن "الله" يتفق بوجه عام مع تعليم العقيدة اليهودية السكندرية (100 ق.م.) أي أنها تؤكد تأكيدًا جازمًا سمو الله وعلوه المتناهي عن الإنسان وعن العالم المادي، ولذلك نجد في هذا السفر بداية عقيدة "الوسطاء" التي ظهرت في كتابات فيلون، أي المجالات التي يستطيع من خلالها "الواحد المطلق" أن تكون له علاقة محددة مع الإنسان.
(أ) "روح الرب": تُستخدم عبارة "روح الرب" في سفر الحكمة كما في الأسفار المتأخرة من العهد القديم (في أثناء السبي وبعده) بمعنى الله ذاته، فما يعمله الله إنما يعمله بواسطة الروح، لذلك فإن روحه هو الذي يملأ العالم ويحفظه ويرقب أعمال الناس: (روح الرب ملأ المسكونة وواسع الكل عنده علم كل كلمة فلذلك لا يخفي عليه ناطق بسوء) (7:1 و8). وهو موجود في كل مكان (12:1). ولكن سفر الحكمة لا يجسد روح الله جاعلًا منه وسطًا بين الله وخلائقه، ولكن الطريق أصبح ممهدًا لتلك الخطوة.
(ب) الحكمة: الكثير مما يقال في هذا السفر عن "روح الرب" يقال أيضًا عن "الحكمة" بل إنه يزداد اقترابًا من تجسيد الحكمة. فعند خلق العالم كانت الحكمة مع الله "جالسة إلى عرشه"، عليمة بأفكاره، مشاركة له (حكمة 3:8، 9: 4 و9، انظر أم 22:8- 31). وهي التي صنعت كل شيء وعلمت سليمان الحكمة التي طلبها في صلاته (7: 21). وهي كلية القدرة، وترى كل الأشياء (23:7)، "تنفذ في كل شيء" (24:7)، وهي فيض مجد القدير (7: 25)، تعلم الناس "العفة والفطنة والعدل والقوة" (8: 7) (وهذه هى الفضائل الأربع الرئيسية في الفلسفة الرواقية).
(ج) الكلمة (لوجوس): والكلمة "عند فيلون" هو القوة الوسطية التالية للإله. أما سفر الحكمة فيلتزم بالمعنى الوارد في العهد القديم من أن "الكلمة" (اللوجوس) هو الكلام الذي يخاطب به الله الناس.
إلا أن "جفرورر" (Gfrorer) وفيلون وغيرهما يرون أن "الكلمة" (اللوجوس) لها نفس المعنى الفني الدقيق الذي يراه فيلون (حكمة 9: 1 و2، 12: 9، 16:12، 18: 22) إلا أن الدراسة المتأنية الدقيقة لتلك الآيات تبين أنه لم يقصد بها أكثر مما تعنيه كلمة "الكلمة" (اللوجوس).
والكائنات- التي فوق البشر - المذكورة في هذا السفر هي آلهة الأمم التي يعلن السفر بوضوح أنها أوهام من صنع حماقات الإنسان، فهي الأصنام لم "تكن في البدء وليست تدوم إلى الأبد" (14: 13و 14). وكذلك "الشيطان " الذي لم يشر إليه هذا السفر إلا مرة واحدة باعتباره الحية المذكورة في الأصحاح الثالث من سفر التكوين. ولم يذكر السفر - ولو مرة واحدة - الأسفار المقدسة القانونية أو الوحي الإلهي للإنسان في صورة مكتوبة، مع أنه اقتبس الكثير من الآيات من الأسفار الخمسة، وأحيانًا من "إشعياء والمزامير"، لكن دون أن يذكر مصدر اقتباساته.
وهكذا نجد أن سفر الحكمة "أكثر شمولًا ويتسق مع سائر كتابات الحكمة أكثر من سفر يشوع بن سيراخ الذي يطابق بين الحكمة والشريعة والأنبياء، وبه الكثير من الملامح اليهودية المميزة.
(2) علم أصل الإنسان (أنثروبولوجيا): يتبع سفر الحكمة في سيكولوجيته نظرية الثنائية الأفلاطونية، فالإنسان مكون من جزءين أو عنصرين: نفس وجسد (4:1، 19:8 و20، 9: 15) وتشمل كلمة النفس كلًا من "العقل والروح".
ويبدو للبعض أن ثمة مفهومًا بأن الإنسان ثلاثي العناصر (حكمة 15: 11)، ولكن هذه العبارة لا تدل - في الحقيقة - على شيء من ذلك إذ أن المقصود "بالنفس والروح " هنا شيء واحد. كما يعلم فيلون نفس الشيء. والله هو الذي "ينفخ النفس" في الجسد (15: 11، انظر تك 7:2)، ثم يسترد الله تلك النفس مرة أخرى (حكمة 15:8).
كما يتبنى الكاتب نظرية "أفلاطون " عن الوجود السابق للنفوس (8: 20، 15:8 و11 و16). ويتضمن ذلك الاعتقاد نوعًا من "التعيين السابق" لأن الأعمال التي عملتها النفس سابقًا تحدد نوع الجسد الذي تدخله فيما بعد، ولأن نفس "سليمان" صالحة دخلت في "جسد غير دنس" (8: 20).
ولا نوافق ر. ه. تشارلز (R-H-Charles) فيما يراه في كتابه "الاسخاتولوجي" من أن سفر الحكمة يقول بأن المادة خاطئة في طبيعتها (1: 4، 9: 15). كما نادى "فيلون" أيضًا بهذا الرأي مستشهدا بالمقولة المعروفة عن "هيراقليتس" (Heraclitus) إن "الجسد قبر" وإن الإنسان شرير بالطبيعة مولود بالإثم (12: 10، 13: 1)، لكنه إن أخطأ فهذا شأنه لأنه حر الإرادة (6:1، 6:5 و13).
ويستعير الكاتب كلمتين من الشعر اليوناني والفلسفة اليونانية تبدوان وكأنهما تنفيان حرية الإنسان، هما "الضرورة" و"العدالة" (أو العدالة المنتقمة). فالضرورة تعمي عين المنافق (17:17)، لكنه عمى نتيجة المسلك الشرير (19:1- 5). أما الكلمة الثانية "العدالة" فقد استخدمت في الفلسفة اليونانية بمعنى الانتقام، لها نفس هذا المعنى في سفر الحكمة، فهي "القضاء المفحم" (1:8). وفي كل أجزاء سفر الحكمة نجد أن عقاب الخطية أمر يستحقه الإنسان طالما أنه حر.
يعتقد كاتب سفر الحكمة بوجود نوعان: الصالح (الحكيم)، والشرير (المنافق)، ويري - على عكس ما نراه في الأسفار المتأخرة في العهد القديم - إمكانية انتقال الشخص من نوع إلى النوع الآخر.
ولكن ألا تبدو - في بعض أجزاء سفر الحكمة، كما في سائر أسفار العهد القديم - محاباة الله لإسرائيل مع إهمال الشعوب الأخرى؟ فإسرائيل هو "ابن الله" (13:18)، وأبناؤه (12: 19- 21، 16:10 و26)، "أبناؤه وبناته" (7:9)، "وشعبه المقدس والمختار" (3: 9، 4: 15، 17:10، 18: 1 وه). لكنه لم يعاملهم هكذا لمجرد أنهم إسرائيليون فحسب، بل لأنهم كانوا أفضل أخلاقًا من الشعوب المحيطة بهم.
(3) علم الأخلاق: يشمل هذا الموضوع الممارسات الدينية والأخلاقية:
(أ) وكما ينتظر من سفر محوره الحكمة، لا نجد إلا اهتمامًا ضئيلًا بشريعة موسى ومتطلباتها. ورغم وجود إشارات تاريخية لتقديم الذبائح وترتيل المزامير والالتزام بعهد الشريعة: "فإن القديسين بني الصالحين كانوا يذبحون خفية ويوجبون على أنفسهم شريعة الله هذه أن يشترك القديسون في السراء والضراء على السواء، وكانوا يرنمون بتسابيح الآباء" (18: 9). وفضلًا عن ذلك، هناك إشارة إلى تقديم هرون البخور (18: 21). كما يتردد ذكر بعض الكلمات مثل "الهيكل" و"المذبح" و"المسكن" (8:9). ولكنا لا نجد أي تفصيل عن الهيكل أو عن أعياده أو الكهنوت أو الذبيحة، أو عن شريعة "الطاهر والنجس". لكن هناك تأكيدًا مستمرًا وشديدًا على وجوب عبادة الله الواحد الحقيقي لا سواه، والنتائج الشريرة لعبادة الأصنام، وبخاصة في القسم الثاني التاريخي من السفر (11: 5- 19: 20).
(ب) أما الفضائل الأربع الأساسية المذكورة في قسم الحكمة من السفر فهي تتفق مع الفلسفة الرواقية، وهي بالتحديد العفة والفطنة والعدل والشجاعة، مما يدل على أن الكاتب كان متأثرًا بالفلسفة اليونانية.
(4) عقيدته عن الخطية: يذكر الكاتب ما جاء في سفر التكوين (الأصحاح الثالث) كحقيقة تاريخية مؤكده عن دخول الخطية إلى العالم: "بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم" (حكمة 24:2). ويبدو من سياق الحديث أن الكاتب يقصد بالموت "الموت الروحي". ولكن أصل الخطية هو عبادة الأوثان (14: 27). ولعله يقصد بذلك أن الخطية تصدر عن عدم تقديم الاعتبار للإله الواحد الحقيقي، وأن كل الفظائع الأخلاقية في زمانه، كانت تنبع من العبادات الوثنية.
ويقرر سفر الحكمة - تصريحًا وتلميحًا - أن الإنسان حر، وذلك في كل أجزاء السفر.
(5) عقيدة الخلاص (سوتيريولوجيا): لا يذكر سفر الحكمة شيئًا عن "المسيا" الذي سيخلص شعبه، لأن الحكمة هي التي تخلص الإنسان: "وأنال بها الخلود" (8: 13)، و"إن في قربي الحكمة خلودًا" (8: 17). وكل من يرعى وصايا الحكمة في قلبه يحصل بالتأكيد على الطهارة، والطهارة تقرب الناس إلى الله (19:6 و20). أما معرفة القدرة الإلهية فأساس الخلود (15:2 و3).
(6) الأخرويات (الإسخاتولوجي): يقرر السفر بوضوح عقيدة خلود الإنسان: "إن الله خلق الإنسان خالدًا" (23:2)، وخلقه لعدم الفساد (6: 19، 12: 1)، والبار له الرجاء الكامل في الخلود (3: 4)، فهو سيحيا إلى الأبد (5: 16). أما الأشرار فلا رجاء لهم عند موتهم (3: 18) لأنهم سيتألمون بسبب خطاياهم، في هذه الدنيا وفي الآخرة أيضًا (16:3 و18).
ولا يذكر سفر الحكمة شيئًا عن قيامة الأجساد، فلو أن كاتب السفر كان يعتنق رأي "فيلون" عن الشر المتأصل في المادة (كما سبق القول)، فلا يمكن أن يؤمن بقيامة الأجساد. ولكن يوجد بعد الموت "يوم للحساب" (حكمة 3: 18 - وهي نفس كلمة "فحص" المذكورة في سفر الأعمال 25: 21). كما سيكون هناك فحص لمشورة الأشرار، وسيعطي الأثيم حسابًا عن خطاياه إذ "يتقدمون فزعين من تذكر خطاياهم" (4: 20). أما الصديق فيقف بجرأة عظيمة في وجوه مضايقيه: "حينئذ يقوم الصديق بجرأه عظيمة في وجوه الذين ضايقوه، وجعلوا أتعابه باطلة" (5:1).
ويبدو أن تعليم السفر عن مصير الصديق غير ثابت، فبينما يقول: إن الصديق ينتقل بالموت مباشرة إلى نعيم الله "فلا يمسها العذاب" (3: 1و 2)، نجده في موضع آخر يذكر أن الأشرار والصديقين سيجتمعون معًا في مكان واحد انتظارًا للدينونة (20:4 مع 5:1).
سابعًا: الهدف:
يبدو أن غرض الكاتب هو تنبيه مواطنيه في الإسكندرية إلى متطلبات الديانة تحت أسماء الحكمة والبر وغيرهما، إلى جانب تحذيرهم من السقوط في عبادة أوثان المصريين. فالكاتب يمجد الحكمة، بينما يسخر من عبادة الأوثان، مستخدمًا لغة شديدة اللهجة عند ذكر النتائج الوخيمة التي تحل -في هذا العالم والعالم الآتي- على من يحيا بعيدًا عن الإله الحقيقي
والسفر - في ظاهره - موجه إلى الحكام، لكنه لا يشير إليهم إلا في الأصحاح السادس (6: 1- 11 و20- 25)، كما أنه موجه إلى البشر جميعًا على السواء.
ويستخدم الكاتب أساليب البلاغة والمجاز عند مخاطبته للحكام - وإذا سلمنا بأن "الحكام" - بكل ما لديهم من مميزات سامية - محتاجون إلى مثل هذه التنبيهات، التحذيرات، فكم بالحري عامة الناس!
ثامنًا: كاتب السفر:
(أ) كاتب هذا السفر يهودي من الإسكندرية عليم بالترجمة السبعينية، التي اقتبس الكثير من عباراتها، وله معرفة - إلى حد ما - بالفلسفة اليونانية حسب مدرسة الإسكندرية، كما أن له معرفة بالعلوم الطبيعية التي كانت معروفة في عصره (17:7- 20).
فالكاتب يهودي لا شك في ذلك، لأن ما يدافع عنه من آراء هي نفسها وجهات نظر الديانة اليهودية القويمة المستنيرة، بل هو شديد التزمت - في يهوديته (لاحظ مشاعره العنيفة ضد الأمم 11: 10- 13 و17 -23). وتشيع في أسلوبه العبارات اليونانية التي استقاها من الترجمة السبعينية للأسفار العبرية، وعليه فهو يهودي أسكندري، أو على الأقل يهودي مصري، فلا يمكن لأي فلسطيني أن يكتب هذه اللغة الرفيعة التي كتب بها السفر، أو أن يستعرض إلمامه بالفلسفة اليونانية كما طورها الفكر اليهودي السكندري.
(ب) هناك آراء أخرى عن الكاتب، منها:
1- أن الكاتب هو سليمان، كما يؤكد "مارجليوت" (Margolioth) هذا الرأي.
2- أن "زربابل" هو كاتب السفر كما يرى "ج. م. فابر" (J - M - Faber).
3- أن الكاتب هو أحد مترجمي السبعينية.
4- أن الكاتب ينتمي إلى جماعه "الأساة" أو "العلاجيين" (Therapeutae)" كما يقول "جفرورر" (Gfrorer)، وداهن (Dahne)، وجوست (Jost)، حيث يقال إن جماعة "الأساة" كانوا جماعة يهودية تشبه أتباع "زرادشت" الذين يتجهون في عبادتهم إلى الشمس المشرقة، حيث يقول "يجب أن نسبق الشمس إلى شكرك ونحضر أمامك عند شروق النور" (16 :28). ولكننا لا نعلم إلا القليل عن هذه الجماعة، بل لا يوجد دليل قاطع على وجودها على الإطلاق. أما إذا كان يوسابيوس على صواب فيما قاله عن جماعة "الأساة" الذين ذكر "فيلون" أنهم كانوا مسيحيين (أقدم جماعة مسيحية في الإسكندرية) فمن الواضح أنه لم يكتب أحد منهم هذا السفر لأنه خالٍ تمامًا من أي أثر للمسيحية.
5- يرى البعض أن يشوع بن سيراخ هو كاتب السفر.
6- يقول "نواك" (Noak) و"بلومبتر" (Plumptre) إن "أبلوس" هو كاتب السفر، ولكن لا بد أن الكاتب كان يهوديًا، قد كتبه في وقت مبكر مما لا يسمح باحتمال هذا الافتراض.
7- يرى جيروم أن "فيلون" هو الكاتب، وأيده في ذلك مارتن لوثر وآخرون، إلا أن تعليم هذا السفر يمثل مرحلة من التأملات اليهودية السكندرية تسبق تلك الموجودة في كتابات "فيلون". كما أن التعبيرات المجازية الشائعة في كتب "فيلون" تكاد لا توجد في سفر الحكمة.
8- يزعم البعض- ومنهم "كيرشباوم" و"فايس" (Kirshbaum, Weisse) وآخرون أنه أيًا كان الكاتب فلا بد أنه كان مسيحيًا، إلا أن توجيهات السفر جميعها تثبت غير ذلك.
ولقد انقسمت الآراء حول شخصية كاتب هذا السفر. فقال بعضهم إنه يوناني أو أنه يهودي مصري لم يكن يعرف غير اللغة اليونانية. وحجتهم في هذا أن النسخة الموجودة من السفر مكتوبة باليونانية بأسلوب فلسفي فصيح مشهود له بالبلاغة وطلاوة العبارة. ولعلهم نسوا أن السفر بنسخته اليونانية مترجم ضمن باقي أسفار التوراة من العبرية إلى اليونانية في النسخة السبعينية المعروفة، غير أنه واضح أن كاتب السفر هو سليمان الملك ودليل ذلك الآتي:
1- إن أسلوب السفر يتخذ نفس النهج الحكمي الذي كتب به سليمان كتاباته من حيث البلاغة وعمق المعنى والاتجاه الحكمي الشعري.
2- إن ترتيب السفر يتفق وكتابات سليمان، فمكانه بعد سفر نشيد الأنشاد لسليمان مباشرة.
3- وثمة دليل آخر على سليمان هو كاتب سفر الحكمة وهو ما ورد في السفر على لسان كاتبه منطبقًا على سليمان قوله: "إنك قد اخترتني لشعبك ملكًا ولبنيك وبناتك قاضيًا. وأمرتني أن أبنى هيكلًا في جبل قدسك ومذبحًا في مدينة سُكناك، على مثال المسكن المقدس الذي هيأته منذ البدء. إن معك الحكمة العليمة بأعمالك والتي كانت حاضرة إذ صنعت العالم، وهي عارفة ما المرضى في عينيك والمستقيم في وصاياك. فإرسلها من السموات المقدسة وابعثها من عرش مجدك حتى إذا حضرت تَجِدُّ معي، واعلم ما المرضي لديك؛ فإنها تعلم وتفهم كل شيء، فتكون لي في أفعالي مرشدًا فطينًا، وبعزَّها تحفظني، فتغدو أعمالي مقبولة وأحكم لشعبك بالعدل وأكون أهلًا لعرش أبي" (حك7:9-12). وواضِح أن هذا الكلام كله لا يناسِب إلا سليمان وحده دون غيره.
وتبرز هنا مشكلة يثيرها المُعترضون بقولهم: إذا كان سُليمان هو الذي كتب هذا السِّفر، فلماذا لم يتسنّى لعِزرا الذي جمع شتات أسفار التوراة أن يعثر عليه ويضعه في موضِعه ضمن الأسفار التي جمعها؟ والرد على هذا الاعتراض هو أن كِتابات سليمان فُقِدَ منها الكثير. فقد ذُكِرَ في سفر الملوك الأول أن الله أعطاه "حِكمة وفهمًا كثيرًا وحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر" (1مل29:4)، بمعنى أنه كان له الكثير من أقوال الحكمة الرحبة. وقد قيل عن سليمان أيضًا أنه "تكلَّم بثلاثة آلاف مثل وكانت نشائده ألفًا وخمسًا. وتكلَّم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النَّابِت في الحائِط. وتكلَّم عن البهائم وهن الطير وعن الدبيب وعن السمك.." (1مل32:4، 33)، فأين كل هذه الأمثال والنشائد والكِتابات؟! إلا إذا كانت قد فُقِدَت.
تاسعًا: تاريخ كتابة السفر:
الأرجح أن هذا السفر كتب حوالي عام 120 - 100 ق.م. وثمة بعض الأدلة الأدبية والتاريخية والفلسفية التي تؤيد ذلك.
(1) الدليل الأدبي: لا بد أن يكون السفر قد كتب بعد إتمام الترجمة السبعينية للأسفار الخمسة ولسفر إشعياء لأن الكاتب قد اقتبس بالتأكيد من الترجمة السبعينية لهذه الأسفار، وربما من المزامير أيضًا. (انظر حكمة 3: 1 مع مز 31: 5، 6، حكمة 15: 15 و16 مع مز 115: 4-7، مز 135: 15- 18).
ومن المعروف من مقدمة "حكمة يشوع بن سيراخ" أن الترجمة السبعينية للأسفار الخمسة والأنبياء وجزء على الأقل من "الهاجيوجرافا" (الكتابات المقدسة) قد تمت في عام 132 ق.م. عندما أكمل سيراخ الصغير -الحفيد- ترجمته لسفر جده -يشوع بن سيراخ- وعليه فلابد أن سفر الحكمة كتب بعد عام 132 ق.م.
علاوة على أن الكاتب يبين إلمامه بسفر ابن سيراخ المكتوب باللغة اليونانية (راجع - حكمة 4: 1 مع سيراخ 16: 1- 4)، ولكن يبدو أنه لم يكن يعرف العبرية، وإلا لكان - أحيانًا على الأقل - قد اقتبس من النص العبري، وهذا مما يؤكد النتيجة المستمدة من استخدامه للترجمة السبعينية، وهي أن هذا السفر قد كتب في وقت لاحق، في عام 130 ق.م. مثلًا، بل بعد ذلك على الأرجح.
ولا شك أن السفر كتب قبل كتابة أي سفر من أسفار العهد الجديد، وإلا لكان سفر الحكمة قد اقتبس شيئًا من أسفار العهد الجديد أو أشار إليها على الأقل.
هذا بالإضافة إلى أنه يمكن افتراض أن الأسفار اليونانية للعهد القديم -كما هي في الترجمة السبعينية- كانت قد اكتملت في زمن ربنا يسوع المسيح، ولابد أنها كانت تضم سفر الحكمة مع باقي أسفار العهد القديم بما فيها أسفار الأبوكريفا. ولابد أنه كان قد انقضى وقت طويل -بعد كتابة السفر- ليجد السفر له مكانًا في الترجمة السبعينية.
وبناء على كل ذلك، نجد أن عام 100 ق.م.، تاريخ مناسب جدًا لأن يكون السفر قد كتب فيه.
(2) الدليل التاريخي: نرى من السفر أن اليهود الموجه إليهم السفر -في وقت الكتابة- كانوا يواجهون موجة من الاضطهاد (حكمة 3: 1، 5: 1، 6: 5- 9)، ونتيجة لذلك كان هناك شعور قوي بالعداء للمصريين الذين يمثلون القوة التي كانت تضطهدهم (11:16- 19). ومن المعروف أن البطالسة الأوائل عاملوا فلسطين معاملة طيبة، إلى أن جاء بطليموس السابع ("فيسكون" Physcon - 145- 117 ق.م.)، فكان أول من تبنى سياسة اضطهاد يهود مصر بسبب موقفهم المؤيد لكليوباترا.
ويصف يوسيفوس ما أنزله ذلك الملك من انتقام بيهود الإسكندرية في ذلك الوقت. كما يتضح من لغة السفر، والحرص الشديد الذي يبديه الكاتب في إشارته إلى هذه الأمور، أن الكاتب يصف أحداثًا وقعت في الماضي ولكنه الماضي القريب. ويعتبر عام 100 ق.م. أنسب تاريخ - من كل الوجوه- لكتابة هذا السفر.
(3) الدليل الفلسفي: ينتمي تعليم هذا السفر إلى تلك المرحلة من تطور الفلسفة اليهودية في الإسكندرية والتي كانت قائمة حوالي عام 100 ق.م. وليس في هذا السفر ما تتميز به كتابات "فيلون" (المولود في 20 ق.م. والمتوفي في 45 م.) من خصائص بلاغية معينة. كما لا يذكر السفر شيئًا عن عقيدة "الكلمة" (اللوجوس) التي أصبحت فيما بعد جزءًا أساسيًا من معتقدات يهود الإسكندرية.
عاشرًا: اللغة الأصلية للسفر:
يظن البعض أن السفر قد كتب أصلًا باللغة اليونانية، إلا أن "مارجليوت" وغيره يؤمنون أن السفر كتب أصلًا بالعبرية.. ولعل المعاندون قد نسوا أن السفر بنسخته اليونانية مترجم ضمن باقي أسفار التوراة من العبرية إلى اليونانية في النسخة السبعينية المعروفة.
حادي عشر: سفر الحكمة في الكتابات المسيحية:
يرى البعض أن بعض آيات العهد الجديد يبدو فيها احتمال التأثر ببعض أقوال سفر الحكمة (انظر لو 7:2 مع حكمة 7: 4، لو 12: 20، مع حكمة 15:8 و9، لو 31:9 مع حكمة 3: 2، لو 19: 44، مع حكمة 7:3).
كما يرون أن عقيدة "الكلمة" (اللوجوس) في إنجيل يوحنا (يو 1: 1) ذات صلة بعقيدة "الحكمة" في سفر الحكمة.
ومن المؤكد أن سفر الحكمة كان معروفًا لكل من كليمندس الروماني وتاتيان وإريناوس وترتليان وكلميندس السكندري وهيبوليتس.
وتذكر القصاصات التي وصلتنا من "المخطوطة الموراتورية" أن أصدقاء سليمان كتبوا السفر تكريمًا له. أما "تسان" (Zahn)، فقد أيد رأي العلامة "تريجلس" (Tregelles) الذي يقول إن "فيلون" كتب سفر الحكمة تكريمًا لسليمان.
ثاني عشر: النص والترجمات:
يعتبر النص الموجود في المخطوطة الفاتيكانية أفضل النصوص بشكل عام، رغم أن المخطوطتين السينائية والأفرايمية (وهى غير كاملة) تضمان نصين جيدين. كما أن المخطوطة السكندرية جيدة إلى حد ما.
وقد وجد النص صحيحًا في كثير من النسخ المكتوبة بخطوط متصلة، وإليك أشهر ترجمتين لهذا السفر:
أ- الترجمة اللاتينية: تتفق الفولجاتا (لجيروم) مع الترجمة اللاتينية القديمة رغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة. وقد نشر "لاجارد" الترجمة اللاتينية لسفري سيراخ والحكمة كما وجدهما في مخطوطة أميوت (Codex Amiaut) المترجمة حرفيًا عن اليونانية.
2- الترجمة السريانية: إن الترجمة السريانية (البشيطة) الموجودة في نسخة "لندن متعددة اللغات" (London Plyglot)، وفي كتاب لاجارد عن الأبوكريفا السريانية، ترجمت مباشرة من اليونانية، ولكن يبدو واضحًا أنها مترجمة عن المخطوطة السكندرية أو مخطوطة مشابهة.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:25 am | |
| سفر يشوع ابن سيراخ
← اللغة الإنجليزية: Sirach, Book of the All-Virtuous Wisdom of Jesus ben Sira, The Book Ecclesiasticus, Siracides - اللغة العبرية: בן סירא.
سفر يشوع بن سيراخ وهو أحد الأسفار القانونية الثانية، والتي يؤمن بها الأرثوذكس و الكاثوليك ولكن يرفضها البروتستانت المنشقين عن الكاثوليك في القرن 16. وعنوانه حكمة يشوع ابن سيراخ ووجد نسخة منه في الأصل العبري في مصر القديمة سنة 1896 وترجع على القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي. وقد كتب سنة 190-170 ق.م. في فلسطين وترجم إلى اليونانية في مطلع القرن الثاني في الإسكندرية. ويشبه في نمط تأليفه أمثال سليمان، غير أنه يتضمن أيضًا مباحث وصلوات وينتهي بخطابين، أولهما (ص 42: 15 - ص 43). موضوعه "تسبيح الله على أعماله". والثاني (ص 44-50). مديح القديسين الشهداء من أخنوخ إلى سمعان ابنا ونيا الكاهن العظيم. أما الإصحاح الأخير فتحتوي على شكر وصلاة. ونستدل من هذا السفر على الآراء اللاهوتية والآداب التي كانت شائعة بين اليهود في العصر الذي ألف فيه. وهو سفر متميز يضاهي روعة أمثال سليمان.
سفر إِشَعْياَءَ
يمكن تقسيم سفر أشعياء إلى سبعة أقسام رئيسية وهي كما يأتي:
(1) من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الثاني عشر. ويشمل هذا القسم نبوات عن مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل ويشمل نبوات نطق بها في مناسبات متنوعة من سنة 740 ق.م. تقريبًا إلى سنة 701.
وفي هذا القسم نجد:
أ : مقدمة (ص 1)
ب: نبوة على أورشليم (ص 2- 4) ونبوات أخرى عن آثار القضاء الذي يحل بها ومجد عصر المسيا. ويرجَّح أن النبي نطق بهذه النبوات في زمن عزيا الملك وكان زمن نجاح وتقدم وازدهار لشعب يهوذا (ص 5).
جـ: رؤيا مجد الرب التي رآها في الهيكل (ص 6) وهي تتصل بالقسم الخاص بعمانوئيل (ص 7- 12).
(2) من إصحاح 13- 23 ويشمل عشر نبوات عن الأمم ويقمها إصحاح 20 الذي يتكلم عن العلاقات الدولية ذات الأهمية العظمى في ذلك الحين، إلى قسمين: يشمل القسم الأول منها خمس نبوات ويشمل القسم الثاني خمس نبوات أخرى.
(3) من إصحاح 24- 27 نرى في هذا القسم صورة حيّة ناطقة للقضاء الذي يقع على أمم العالم جمعاء (ص 24) ويعقبه انتصار يهوذا والبركة التي تحلُّ عليه (ص 25- 27).
(4) من إصحاح 28- 33 وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل معظمها يختص بالعلاقة بيهوذا وآشور. الجزء الأول منها يوبخ قصر النظر في التحول عن آشور والاتكال على مصر لأجل المعونة، والجزء الأخير ينبىء بالشقاء الذي يحل على أورشليم ويهوذا بسبب إهمالهما لتحذيرات أشعياء وإنذاراته. ثم ينبىء بالخلاص الذي يعقب هذا الشقاء.
(5) إصحاح 34 و35 وترى في هذين الإصحاحين مقارنة بين مستقبل آدوم ومستقبل إسرائيل.
(6) من إصحاح 36- 39 . هذا قسم تاريخي يتشابه إلى حد كبير مع 2 ملو 18: 13- ص 20: 19. وفي هذا القسم نجد قصة حوادث على أعظم ما يكون من الأهمية وترتبط بحياة أشعياء أشد الارتباط وهي:
أ : طلب سنحاريب أن تسلم أورشليم وتنبؤ أشعياء بأنها لا بد وأن تنقذ، وتحقيق هذه النبوة (ص 36 و37).
ب : مرض حزقيا وصلاته وشفاؤه وأغنية الحمد التي نطق بها (ص 38).
جـ: بعثة من قبل مردوخ بلادان وتوبيخ أشعياء لحزقيا وانباؤه بأن الخراب آت على يد بابل.
(7) كتاب العزاء (ص 40- 66) وفي هذا القسم نبوات عن رجوع إسرائيل من السبي من بابل، والشخصية البارزة في هذه الإصحاحات هي شخصية "عبد الرب". وقد رأى بعض النقاد تشابهًا بين أش ص 1- 35 وسفر حزقيال، وسفر أرميا، كما ورد في الترجمة السبعينية، في أن هذه الإصحاحات تنقسم إلى ثلاثة أقسام.
1 : تهديدات بالقضاء ضد شعب النبي نفسه.
2 : تهديدات بالقضاء ضد الشعوب الأخرى.
3 : وعود بالخلاص لشعبه.
ويمكن أن نرى في هذه الاتجاهات الثلاثة في هذا القسم من أشعياء في ص 1-12 تهديدات ضد أورشليم ويهوذا، وفي ص 13- 23 تهديدات ضد الشعوب الأجنبية وفي ص 24- 35 وعود للشعب. والرأي الذي ساد طوال الأجيال هو أن أشعياء النبي الذي عاش في القرن الثامن وأوائل القرن السابع قبل الميلاد هو كاتب هذه النبوات. إلا أن النقاد في العصور الحديثة قالوا أن أشعياء كتب القسم الأول من ص 1- ص 39 وأن كاتبًا آخرًا اصطلحوا على تسميته "أشعياء الثاني" كتب القسم الذي يشمل من ص 40- ص 55، وأن كاتبًا ثالثًا اصطلحوا على تسميته "أشعياء الثالث" كتب القسم الذي شمل من ص 56- ص 66. ولكن وحدة السفر ووحدة كاتبه يمكن رؤيتها بوضوح فيما يأتي:
(1) لا توجد في السفر كلمة واحدة ترجع إلى عصر متأخر عن العصر الذي عاش فيه أشعياء النبي. ولا يوجد أي مؤثر أجنبي واحد أو عنصر غريب من أورشليم ويهوذا كما كان في عصر أشعياء النبي. فكل كلمة وكل عبارة وكل صيغة جاءت من ذلك العصر أو وجدت في العصور السابقة لعصر النبي. أما من ناحية التغيير في أسلوب الكتابة فإنه من المسلم به أن الأسلوب يتابع الموضوع والظروف والأزمنة المعينة في حياة الكاتب الواحد. فهناك مثلًا اختلاف كبير بين كتابات شكسبير في حقبة ما في حياته وكتاباته في حقبة أخرى، مع أن نشاطه الأدبي ومدة إنتاجه لم تتجاوز خمسة وعشرين عامًا. وقد تمكن النقاد أن يتبينوا أربع مراحل متفاوتة في رواياته تظهر واضحة في اختلاف أسلوبه في مرحلة ما عن الأخرى. أما مدة نشاط أشعياء ورمن إنتاجه فقد زاد كثيرًا على الأربعين عامًا ، وربما امتد إلى الستين عامًا أو يزيد. ومع ذلك فلا يمكن أن نتبين تفاوتًا كبيرًا في الأسلوب بل بالحري يثبت الأسلوب وتقاربه وحدة السفر ووحدة المؤلف.
(2) وقد قال بعض النقاد أن هناك إشارات في أشعياء إلى الأمم الأجنبية تظهر أحوال ما بعد السبي لا الأحوال والظروف اتي كانت سائدة في عصره، وللرد على هذا يكفي أن نذكر ما يأتي:
أ : من طبيعة النبوة ومن عبقرية الوحي أن ينتقل النبي برؤيا صافية وحس مرهف وبقوة معجزية إلى المستقبل. وإلا فإننا ننكر قوة الوحي ومكانة المعجزة. وإننا نرى في أشعياء نبوات لم تتم في عصره بل تمت بعد عصره بأزمنة بعيدة، فمثلًا يقول عن زبلون ونفتالي وكانا في عصره، قد أخذا في السبي وأخربت أرضهما وبلادهما، يقول عنهما: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا، الساكنون في أرض ظلال الموت، أشرق عليهم نور" (أش 9: 2). ولكن ما فاق كل شيء من حيث قوة الوحي وقوة المعجزة هو تنبؤاته عن المسيح كولادته من عذراء ولاهوته وآلامه وموته ودفنه وقيامته مما يظهر بوضوح لكل ذي عينين مبصرتين وقلب مؤمن.
ب : أما نبؤاته عن بابل والسبي والرجوع منه فليست بالكثيرة إلى الحد الذي ينقلهما من ميدان النبوة إلى ميدان التاريخ.
ج : ينبغي أن لا يفوتنا أن أشعياء والأنبياء الذين عاصروه كانوا يعيشون في حالة ترقب لكثير من الحوادث التي وقعت فيما بعد. فكانوا يتوقعون مثلًا انكماش قوة آشور وقيام قوة بابل ونهوضها. وقد تنبأ الأنبياء الذين عاصروااشعياء بخراب أورشليم والهيكل (عا 2: 5 وميخا 3: 12 وقارنهما مع أش 3: 8 و6: 11) وتنبأوا بالقضاء على أرض يهوذا كما في (هو 8: 14 وعاموس 9: 11 و14 وقارنه مع أش 3: 25 و26 و6: 11و12و32: 13) وبسبي يهوذا (ميخا 1: 14- 16 وقارنه مع أش 11: 12) وبأن الشعب سيسبى في هذه المرة إلى بابل (ميخا 4: 10 وقارنه مع أش 39: 6و8) وكذلك تنبأوا بالرجوع من السبي (يوئيل 3: 1 وقارنه مع أش 11: 11) وبإعادة بناء أورشليم والهيكل (ميخا 4: 2) مع أنهم قد سبقوا وأنبأوا بخراب أورشليم (ميخا 3: 12 وقارنه مع يوئيل 3: 16- 20) وقد تنبأوا أن شعوبًا كثيرين سيأتون ليعبدوا في أورشليم (أش 2: 2-4و11: 10 و18: 7 مع ميخا 4: 1- 3).
د : حالة الشعب الروحية التي تظهر لنا في سفر أشعياء هي انعكاس صادق لما كانت عليه حالة الشعب في ذلك الحين، كما يظهر ذلك في كتابات الأنبياء والمؤرخين الذين عاشوا في ذلك العصر، كانغماس الشعب في العبادة الوثنية تحت كل شجرة خضراء مثلًا (أش 1: 29و57: 5 وقارنه مع 2 ملو 16: 4) وبين أشجار البطم (أش 1: 29و57: 5 وقارنه مع هو 4: 13) وبالذبح في الجنات (أش 65: 3 و66: 17) وذبح الأطفال في الوديان (أش 57: 5 و2 أخبار 28: 3 و33: 6 و2 ملو 23: 10) والارتفاع فوق الجبال العالية لتقديم الذبائح (أش 57: 7 و2 أخبار 28: 4 وهو 4: 3 قارنه مع حز 6: 13) وغير هذا الكثير ، مما يصف حالة العصر الروحية وصفًا دقيقًا مثل تفشي الرياء وكسر السبت وسفك الدم والظلم والجور والخداع وإهمال العبادة في الهيكل والتبخير على الآجر وتقديم لحم الخنزير وأكله، مما صوره أشعياء كما صوره غيره من الأنبياء المعاصرين له.
بقي أمر آخر لا بد من ذكره في دراسة سفر أشعياء وهو ورود اسم كورش صراحة. وقد ارتأى الكثيرون ان الوحي ذكر اسم كورش حتى يعلم العبرانيون المسبيون أنه حالما يأتي كورش فقد أتى خلاصهم. ويقول المصلح كلفن أن الوحي قصد أنه عندما يأتي كورش ويعرف أنه هو المعين من قبل الله ليحمل الخلاص للمسبيين فإنه سيتجاوب مع هذا القصد السماوي ويتممه بأن يردّ المسبيين إلى فلسطين. إلا أننا نقول أنه لو كان هناك إيمان بوحي وبالمعجزة وبالنبوة وبالحوادث قبل وقوعها، وأن أبناء الله القديسين ويتممه بأن يردّ المسبيين إلى فلسطين. إلا أننا نقول أنه لو كان هناك إيمان بوحي وبالمعجزة وبالنبوة وبالحوادث قبل وقوعها، وأن أبناء الله القديسين نطقوا بهذه النبوات تحت قيادة وإرشاد روح الله القدوس لزالت كل صعوبة في ذكر أشعياء لكورش باسمه صراحة. | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:26 am | |
| سفر نبوة إِرْميا | نبوات إرميا
تتجلى حياة أرميا الروحية في سفره بوضوح. ولقد كانت رسالته رسالة قضاة على شعبه ولذا فقد جلبت على رأسه مقت مواطنيه وبغضهم. واضطره ثقل حملها أن يتوجع بمرارة من أنه ولد (ص 15: 1، 20: 14- 18) ولكنه بقي أمينًا لرسالته وللمهمة التي ألقيت على عاتقه. لقد كان رجلًا وحيدًا، أُسيء فهمه وافتري عليه واضطهد وكان مصير الجهود التي بذلها لأجل مواطنيه الفشل، وكثيرًا ما قاسى عذاب السجن ولم يكن له عزاء سوى في الله وحده. لقد اضطرته ظروف حياته أن يلقي نفسه على الله، لذا فأمكنه أن يقدر عن بصيرة ومقدرة الشعور بالمسؤولية لله (ص 17: 9، 31: 29و30) ولذا فإننا نجد في سفر أرميا قوة الشعور بمسؤولية الفرد لله وحقيقة الشركة والاتصال بين النفس البشرية والله.
والديانة بحسب مناداة أرميا هي ديانة القلب والحياة. لقد دعي للاضطلاع بعمله النبوي لخمس سنوات قبل اكتشاف سفر الشريعة في الهيكل أثناء إجراء بعض الإصلاحات في البناء . وكان لكلمات السفر أثر قوي في قلب الملك يوشيا. فقام بحرب شعواء على العبادة الوثنية وأجرى إصلاحات دينية كثيرة. فسرت في الشعب نهضة مباركة وعاد إلى عبادة الرب. وكان أرميا في تلك الأثناء يقوم بعمله النبوي على خير وجه فكان يحث الشعب على الطاعة مذكرًا إياه بالعهد الذي عمله الرب معه وبأن الشر الذي أصاب الشعب لم يأت جزافًا بل حلّ بالشعب نتيجة عصيانه. وأبان لهم أن الطاعة هي أولى مطالب هذا العهد (أرميا 11: 1- 8) ولقد حذر أرميا قومه من أن يقتصر الإصلاح على الأمور الخارجية، بل ينبغي أن يصل إلى أعماق الحياة الداخلية، أي إلى القلب نفسه. وأعلن لهم في صراحة بأن الرب لم يطلب منهم الذبائح فحسب بل إنه يتطلب من الإنسان الاستماع والطاعة. وإرادة الله هي أن يحيا الناس حياة خُلُقِيّة رفيعة (ص 7: 21- 28 قارنه مع ص 6: 20و14: 20) والذبائح التي يرضى الله عنها هي ذبائح المستمع المطيع (ص 17: 24- 26، 27: 19- 22، 33: 10و11و18) أما صوم الذين يميلون إلى الزيغ عنه، وذبائحهم فغير مقبولة لديه (ص 14: 10- 12) وتواكل الشعب واستهتاره، وهم يزعمون أن الرب حاضر في وسط الهيكل وبين شعبه فبطل وبهتان. وكذلك الارتكان على أن شريعة الرب في حوزة الشعب. فلا نفع إلا في الطاعة (ص 7: 4- 7و8: 7- 9) وينتج عن ذلك أن سيأتي وقت لا يذكر التابوت فيه (ص 3: 16) والله إنما ينظر إلى القلب فحسب (ص 11: 2و17: 10و20: 12) فعلى الإنسان والحالة هذه أن ينتزع من قلبه الشهوات الجسدية إن أراد أن يعبد الرب بالحق وأن يخدمه الخدمة التي تليق به وعليه أن يغتسل من شره وأن يرجع إلى الرب من كل القلب (ص 3: 10و4: 4و14و17: 5). وقد أنبأ أرميا بالعهد الجديد حين يكون للشعب قلب جديد وتكتب شريعة الرب في هذا القلب (ص 24: 7و31: 33و32: 39و40). ولقد وصف في رؤياه مجد المملكة العتيدة. ولذ فللحقائق التي أدلى بها مكانة راسخة، وقيمة أدبية في قلوب شعب الله.
وقد دونت بعض نبؤات أرميا أثناء حكم يهوياقيم ولكن الملك مزّق الدرج وأحرقه (ص36: 1و23) ولكن لم يمض وقت قصير حتى دونت مرة ثانية وزيد عليها نبوءات أخرى كثيرة (ص36:32) والسفر في وضعه الراهن يشمل تلك النبوءات , وكذلك ما نطق به النبي من نبوات بعد ذلك. وقد أعيد ترتيبها وتمّ إعدادها قرب ختام خدمة النبي .
محتويات سفر إرميا:
يحتوي سفر أرميا على مقدمة تسرد دعوة النبي للاضطلاع بعمله. وكيف كانت (ص1) ويشمل السفر أيضًا ثلاثة أقسام نبوية مرتبة بحسب الحوادث التي دعت إلى النطق بهذه النبوات (ص2: 51) ويختتم السفر بخاتمة تاريخية (ص52).
أما الأقسام النبوية الثلاثة فهي :
(1) إِنباء بالقضاء الوشيك أن يحل بيهوذا والوعد بالرجوع من السبي (ص2- 33) ويشمل هذا القسم :
أ: إعلان القضاء على يهوذا بوجه عام , بسبب شروره (ص2- 20). ب: إعلان القضاء على الحكام المدنيين والرؤساء الدينيين (ص21- 23). ج: إعلان الخطة التي سيتَّبعها القضاء والزمن الذي يستغّرقه (ص24- 29). د: نبوة بالبركات التي تتبع القضاء (ص30- 33).
(2) تاريخ وقوع القضاء (ص 34- 44) ويشمل :
أ: إعلان القضاء على الفساد الذي كان متفشيًا قبل خراب المدينة مباشرة (ص 34- 38). ب: بيان بالخراب الذي حلَّ بأورشليم وكيف كان وقوعه عليها. (ص 39) . ج: حالة الشقاء التي كان عليها من بقي من السكان في البلاد والنبوات التي نطق بها النبي بشأنهم (ص 40- 44).
(3) نبوات على الأمم الغربية (ص 46- 51) ويمهد النبي لهذه النبوات بخطاب يوجهه إلى باروخ (ص 45).
وقد تحدث النبي عن المسيا في (ص 23: 5- 8و30: 4- 11و33: 14- 26) وكذلك تحدث عن عهد الرب الراسخ والثابت بين الرب وشعبه في (ص 3: 31- 40و32: 36- 44وص 33). ويمكن ترتيب نبوات أرميا تاريخيًا كالآتي:
(أ) نبوات نطق بها في أثناء حكم يوشيا الملك وقد حكم يوشيا إحدى وثلاثين سنة. وبدأ النبي الاضطلاع بمهمته النبوية في السنة الثالثة عشرة لملك يوشيا وهذه النبوات مدونة في الإصحاحات 1- 12و14- 20. يذكر الوحي أن النبي نطق بأية نبوة في أثناء حكم يهوآحاز ومدته ثلاثة أشهر. (ب) نبوات نطق بها أثناء حكم يهو ياقيم ومدته إحدى عشرة سنة. وهي مدونة في الإصحاحات22: 1- 19و25و26و35و36 وجزء من ص 45 وجزء من ص 46. (ج) نبوات نطق بها أثناء حكم يهوياكين ومدته ثلاثة أشهر وهي مدونة في ص 13 والجزء الأخير من ص 22. (د) نبوات نطق بها أثناء حكم صدقيا ومدته أحد عشر عامًا وهي مدونة في الإصحاحات 21و24و27و28و29 و32و34و37و39 وجزء من ص 49 وجزء من ص 51. (هـ) نبوات نطق بها في يهوذا بعد سقوط أورشليم وهي مدونة في جزء من ص 39 وفي ص 40: 1- 43: 7. (و) نبوات نطق بها في مصر وهي تشمل جزءًا من ص 43 وكل ص 44. (ز) نبوات لم يذكر لها تاريخ ولكن فيها ما يمكن أن يستدل منه على الزمن الذي قيلت فيه على وجه التقريب وهي مدونة في الإصحاحات 23و30و31 وجزء من ص 45 وجزء من ص 46 وص 47- 50 وجزء من ص 51. (ح) خاتمة، ص 52.
والسفر هو الرابع والعشرون بين أسفار العهد القديم. وهو أهم مرجع لدينا عن تاريخ الربع الأخير من القرن السابع وأوائل القرن السادس قبل الميلاد. وأسلوب أرميا سهل العبارة سهل الفهم دقيق اللفظ يمثل لنا عصره والظروف التي جاز فيها فيذكر المنطقة لشدّ الحقوين (ص 13: 1- 11) وزق الجمر (ص 13: 12 وما بعده) والفخاري (ص 18: 1- 11) وابريق الفخار الذي تكسر (ص 19: 1- 3) وسلال التين (ص 24: 1- 10) وفي أسلوبه الكثير من فحص النفس وامتحانها ممّا يدل على تقدم عظيم في الفكر الديني وانتقاله من النظر إليه من الناحية القومية إلى اعتباره شيئًا يتعلق بالفرد وعلاقته بالله وأصبح للفرد قيمته وشخصيته المستقلة. فربما يزول الهيكل وتنتهي العبادة الرسمية للأمة كأمة ولكن يستطيع الفرد في أي مكان وفي أي وقت أن يرتفع إلى السموات العلى في الشركة مع الله. وقد حطمت نبواته صنم وحدة وتماسك ونجاح وانتصار إسرائيل بزعمه أنه شعب الله المختار. فشعب الله في كل أمة تتقيه. فبذلك ارتفع الفكر الديني من ميدان القومية الضيقة المحدودة إلى آفاق السمو الروحي ، فكل فرد يعبد الرب العبادة الحقة ويسلك السلوك الذي يرضيه يقبل لديه بغض النظر عن جنسه وقومه وأمته ولونه. هذه الديانة التي يعتنقها الفرد بعد أن يتوب إلى الرب ويرجع إليه تصبح الأساس الذي يبنى عليه العهد الجديد الذي يكتب على القلب بين الإنسان البشري والرب في السماء. (انظر أرميا 31: 31 وما بعده وص 34 ومواضع أخرى كثيرة في السفر).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:27 am | |
| نبوة مراثي إِرْميا
اسم هذا السفر بالعبرية "أيكا" ومعناه "كيف" وهي أول كلمة في السفر وهو عبارة عن مجموعة خطابات رثاء تشبه الرثاء الذي نطق به داود توجعًا على شاول الملك، وابنه يوناثان لما سقطا على جبل جلبوع (2 صم 1: 17-27). و"مراثي أرميا" أحد أسفار العهد القديم وقد ورد في الكتاب المقدس بعد سفر أرميا ولكن نجده في الأصل العبراني في القسم الثالث من أسفار العهد القديم المسمى "كتوبيم" أو "الكتب" وقد ورد بعد الجامعة وقبل أستير.
ومما يجدر ملاحظته أن عدد أعداد كل من الإصحاحات 1 و2 و4 و5 هو 22 عددًا أما الإصحاح الثالث ففيه 22 عددًا * 3 أي 66 عددًا. ونعلم أن في اللغة العبرية اثنين وعشرين حرفًا. وأعداد الإصحاحات 1 و2 و4 تسير مرتبة بحسب حروف الأبجدية العبرية فالعدد الأول من الإصحاح يبدأ بكلمة أوله "أَليف" والثاني يبدأ بكلمة أولها حرف "بيت" والثالث يبدأ بكلمة أولها حرف "جيمل" وهلم جرا.
أما في الإصحاح الثالث فالثلاثة الأعداد الأولى تبدأ بكلمات أولها حرف "أَليف" والثلاثة الأعداد الثانية تبدأ بكلمات أولها حرف "بيت" والثلاثة الأعداد الثالثة تبدأ بكلمات أولها حرف "جيمل" وهلم جرا. أما الإصحاح الخامس فلا يسير في ترتيب أعداده على هذا النظام الأبجدي.
وموضوع هذا الرثاء هو غزو أورشليم وخرابها والآلام المروعة المرعبة التي قاساها المدافعون عنها في وقت الحصار من جوع وسيف. ويعلن الرثاء في صراحة أن خطايا الشعب كانت سبب الكارثة الدهماء التي حلت به. فما نزل بأورشليم وما أصاب شعبها كان نتيجة حتمية للتمرد على الله وعصيانه. وقد أبدع الكاتب في وصف الحوادث أيّما إبداع بحيث يخيَّل للقارىء أنه يرى هذه الكوارث تقع بأورشليم أمام عينه. وقد اتفق النقاد على أن مراثي أرميا هي من أبدع وأروع ما كتب في العالم من رثاء. وقد يخيّل للقارىء أنها كلمات دبجتها أقلام من نار بمداد من دموع.
ولم يذكر في الكتاب المقدس اسم مؤلف هذا السفر غير أن التقليد جرى على أن أرميا هو مؤلف هذه المراثي. فقد جاء في الترجمة السبعينية، وفي فاتحة هذا السفر هذا القول: "وكان بعد سبي إسرائيل وخراب أورشليم أن جلس أرميا يبكي ورثا أورشليم بهذا الرثاء وقال" لذا فقد نسب السفر إلى أرميا من زمن بعيد جدًا. وقد أخذت الترجمات القديمة وكتب التقليد كالفلجات والترجوم والتلمود وغيرها بهذا الرأي. وقد اتفق رأي العلماء على أن السفر كتب بعد سنة 586 قبل الميلاد. أي بعد خراب أورشليم مباشرة. ومن يدرس سفر أرميا وهذا السفر لا يمكنه إلا أن يرى بوضوح التشابه العظيم في الروح والأحاسيس والعبارات والاصطلاحات.
وقد ورد في 2 أخبار 35: 25 أن أرميا رثى يوشيا الملك وكن من الواضح انه لا توجد علاقة بين ذلك الرثاء وهذه المراثي.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:30 am | |
| سفر بَارُوخ | سفر باروك
← اللغة الإنجليزية: Book of Baruch - اللغة اليونانية: ספר ברוך.
سفر باروك أحد الأسفار القانونية الثانية، والتي حذفها البروتستانت المنشقون عن الكاثوليك في القرن السادس عشر من كتبهم، ويشمل هذا السفر مقدمة ص 1: 1-14 وثلاثة أقسام:
(1) اعتراف إسرائيل بخطيئة وصلاته طالبًا الغفران ص 1: 15-3: 8 ويظهر من دراسة هذا القسم أنه كتب أولًا باللغة العبرية أما أقدم المخطوطات التي لدينا الآن فهي في اللغة اليونانية. ويحتمل أن تاريخ هذا القسم يرجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد إلا أن البعض يظنون أنه يرجع إلى العصر الفارسي.
(2) حثّ على الرجوع إلى نبع الحكمة ص 3: 9-ص 4: 4.
(3) تشجيع ووعد بالنجاة ص 4: 5-ص5: 9.
سفر حَزْقيِاَل
قد كتبه حزقيال النبي، وسفر حزقيال يقوم في الكتاب العربي بين مراثي ارميا ودانيال. وبما أن هذين السفرين موضوعان بين الكتابات في الأسفار العبرية القانونية، فإن مكان حزقيال في الكتب المقدسة العبرية يأتي مباشرة بعد ارميا. والنبوات مرتبة بنظامها التاريخي تقريبًا، وهي مؤرخة بحسب سني سبي يهوياكين التي ألقيت فيها. والسفر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أولًا- نبوات ألقيت قيل غزو أورشليم، وهي تنبئ عن سقوطها بسبب خطاياها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس الكتاب المقدس والأقسام الأخرى). في السنة الخامسة يدعى الكاهن للوظيفة النبوية ويعد لعمله بواسطة رؤيا (1: 1-3: 21)، ثم يؤمر بأن يتنبأ، بواسطة أفعال رمزية وتفسيرها، عن خراب المدينة (3: 22-7: 27). في السنة السادسة إنذارات ليهوذا بسبب وثنيتها (ص 8)، ارتحال يهوه الرمزي من الهيكل بسبب تدنيسه (9: 1-11:13)، تعزية، فإِن المسببين ما زالوا شعب الله، وهو سيكون مقدسًا لهم (آية 16)، ويردهم إلى أرض آبائهم (آية 17)، ويعطي الذين يصلحون حياتهم قلبًا جديدًا (الآيات 18-21). وعدم الإيمان والالتصاق بالأنبياء الكذبة هما سبب ترك يهوه مدينته (ص 12-14)، وإن خراب مؤكد (ص 15-17)، لكن التائبين سيتمتعون برضى الله (ص 18). رثاء على رؤساء إسرائيل (ص 19). في السنة السابعة، يتنبأ بأن يهوه سيعاقب الشعب لأن اسمه قد تدنس في نظر الأمم. لكنه سيردهم فيما بعد لأجل اسمه (20: 1-44)، وقوع القضاء مؤكد، وقد ذكرت التعديات أمام الله (20: 45-23: 49). في السنة التاسعة، يرمز إلى حصار أورشليم وتشتت الشعب بقدر (ص24).
. ون وموآب وادوم وفلسطين (ص 25) في السنة الحادية عشرة، علة صور وصيداء (ص 26-28). وفي السنوات العاشرة، والسابعة والعشرين، والحادية عشرة، على مصر (ص 29-32).
ثالثًا- نبوات متعلقة بالرجوع من السبي: ألقيت بعد غزو نبوخذ نصر لأورشليم وخرابها. في السنة الثانية عشرة، في المساء قبلما وصلت أخبار سقوط المدينة إلى النبي، كانت يد الرب عليه، وعندما تلقى النبي هذه الأخبار بدأ نشاطه من جديد (33: 1-22). ويتعلم أن الشعب بعد الدينونة سيدرك أن يهوه هو الله، وأن نبيًا صادقًا كان بينهم (33: 23-33)، وسيقوم راعٍ صالح هو داود (ص 34)، وسيعاقب أعداءهم (ص 35)، وسيتقدس الشعب وسيرجعون إلى أرضهم (ص 36)، وسينتعش الأسباط الاثنا عشر كما من الموت، ويعودون فيجتمعون (ص 37)، وسيقهر أعداؤهم أخيرًا (ص 38 و39). في السنة الخامسة والعشرين، تكشف إعادة تأسيس كنيسة الله، إذا تعرض رمزيًا في رؤيا الهيكل مكبرًا ومقدسًا كله، والشعب مطهرًا ومقبولًا لدى يهوه (ص 40-43)، وخدماته المقدسة (ص 44-46)، ونهر الحياة يخرج منه ويجعل الحياة بهجة (ص 47)، وتوزيع الأرض بين الأسباط، وتعرف مدينتهم بأنها المكان الذي يحل فيه يهوه (ص 48).
في هذه الرؤيا يتغير الهيكل الذي قد عرفه حزقيال جيدًا في أيام صباه تغييرًا تامًا في مظهره. فعوضًا عمدن جيل صهيون الصغير، يرى جبلًا عاليًا متوجًا بمباني مقدسًا جديدًا أعظم من ذي قبل. وملاكًا، بقصبة وحبل قياس، واقفًا في الباب. والهيكل الجديد مصمّم فعلًا حسب القديم في ترتيباته العامة، لكنه قائم بالنسبة إلى مساكن الناس، وأفنيته وغرفه منسّقة حتى تحمي قداسة يهوه، الذي سيسكن هناك حالًا، وتطبع على العابدين انفصال يهوه عن كلا النجاسة الأدبية والطقسية. منذ سنوات كثيرة مضت قد رأى حزقيال في رؤيا يهوه تاركًا الهيكل القديم المدنس (10: 18 و19 و11: 22-24). والآن يرى النبي يهوه راجعًا من الباب نفسه إلى الهيكل ومجد يهوه مالئًا البيت، ويسمع صوتًا من الداخل قائلًا: "هذا مكان كرسيّ...حيث أسكن في وسط إسرائيل إلى الأبد ولا ينجس بعد بيت إسرائيل اسمي القدوس...) (43: 1-6). وفي الدار الداخلية بعد أمام بيت المقدس، يرى حزقيال مذبح الكفّارة معدًّا لإسرائيل الجديد ويسمع التصريح: "فأرضى عنهم يقول السيد الرب" (الآيات 13-27).
وتوصف الآن للنبي عبادة إسرائيل المقبول وفي الثيوقراطية الجديدة ستطابق الحالة الحقيقية المثل الأعلى الإلهي. ولن يدخل إلى المقدس غير المختونين بالقلب أو الجسد. والعشائر اللاوية التي دلّت على أنها غير أمينة قديمًا لن يسمح لها بأن تخدم المذبح، لكنهم سيعطون مكانًا، مهما يكن متواضعًا، في الهيكل. والكهنة بنو صادق الذين اسمهم نفسه يعني بار، الذين ظلوا أمناء هم وحدهم سيشغلون وظيفة الكاهن العليا قدام يهوه (ص 44). وستقدم للرب تقدمة، قسم من الأرض لإعانة الخدمات ولخدمة المقدس (45: 1-6). وللرئيس أيضًا ستعطى إعانة مناسبة من تقدمة الأرض، تمكنه من تدعيم الخدمات العامة باسم الشعب، وهو لن يسيء استغلال سلطته باضطهاد الشعب أو التعدي على حقوق الكهنة (45: 7-12 و46: 2 و16-18). والشعب كذلك سيجتمع في أماكنه المعيّنة في الهيكل عندما يعبدونه (آية 9). وكل أعضاء الثيوقراطية، الرسميين والشعبيين يعرفون الواجبات المختصة بهم في أماكنهم وعلاقاتهم المتعددة بالنسبة إلى الكفّارة ويؤدون هذه الواجبات. ويرى حزقيال بعد ذلك نهرًا خارجًا من الهيكل، متزايدًا إلى مجرى عظيم، يهب الحياة والصحة للمناطق التي يعمها الجدب والموت (47: 1-12). وحدود الأرض التي ستحتلها الجماعة الراجعة من السبي موصوفة (47: 13: 20)، وموقع الأسباط (47: 21-48: 29)، وتقدمة الأرض تقسّم بين الكهنة واللاويين والرئيس والمدينة (48: 8-22). خص جميع الشعب مشتركًا (انظر الآيات 15-20 و30-34 وقارن آية 19و 45: 6)، واسمها يهوه شمّه أيّ يهوه هناك (48: 35)، إشارة إلى الفكر المركزي للنبوة كلها.
فما هو النصيب الذي قام به حزقيال في تقدم الفكر الديني? يعتبر نقاد "مدرسة ويلهاوزين" أن حزقيال هو أبو اليهودية الشكلية الأخيرة. ويزعمون أن وصف أورشليم الجديدة في الإصحاحات 40-48 هو البرامج لذي بناءً عليه أقام الترتيبات الكهنوتية الخاصة المتضمنة في لاويين وعدد. هذه النظرية مرفوضة من العلماء الذين يتخذون النظرة الكتابية عن صل القوانين العبرانية، ويتمسكون بأن تشريع اللاويين الخاص يسبق عصر حزقيال، وأيضًا أن النبي لم يقصد أن تكون هذه الإصحاحات كبرنامج. والصورة المعلنة في هذه الإصحاحات ليست مثلًا أعلى توقّع النبي أن يتحقق حرفيًا، لكنها رمزية خالصة. فليس من الممكن ن نفهم جبل صهيون المرتفع الجديد، والمقاييس وتقسيمات الأرض الهندسية، والياه الشافية التي تخرج من المقدس وتصبح في الحال نهرًا عظيمًا، والأشجار التي تنتج ثمرها كل شهر وورقها للشفاء إلاّ لهذا الاعتبار. ومن بين الأشياء الأخرى التي قدمها:
الفكرة عن الله. فهو يزيل فكرة تحول الله إلى إنسان "منظر شبه مجد الرب" (1: 28). بينما آخرون يتكلمون عن يهوه يرعى شعبه (تكوين 48: 15 ومزمور 28)، يجمع مشتتي قطيعه (ارميا 23: 3 و31: 10)، ويعتني بهم بلطف (اشعياء 40: 11)، ويمثل حزقيال الله كمن يفتش عن خرافه الضالة (حزقيال 34ك 11-16 وقارن متى 18: 12-14 ولوقا 19: 10).
رؤيا أورشليم الجديدة: الجبل المرتفع (حزقيال 40: 2 ورؤيا 21: 10)، المدينة المقدسة خيمة الله بين الناس (حزقيال 37: 27 ورؤيا 21: 3)، مجد الله فيها (حزقيال مجد الله فيها (حزقيال 43: 2-5 ورؤيا 21: 11)، المدينة المربعة (حزقيال 48: 16 و30 ورؤيا 21: 16)، التي اثنا عشر بابًا (حزقيال 48: 30-34 ورؤيا 22: 1)، الأشجار التي على جانبي النهر، التي أوراقها للشفاء (حزقيال 47: 7 و12 ورؤيا 22: 2). وهي رمزية في حزقيال كما أنها رمزية في سفر الرؤيا.
لكن فوق الكل ساعد حزقيال الفكرة الروحية لأورشليم المستقبل فهو يتناول تعاليم ارميا الأصلية، ويؤكد المسؤلية الفردية بأكثر وضوح (حزقيال 18 و33: 1-20). وكذلك طبيعة الشعب التي تخلق من جديد، ومجد وقداسة الملكوت التي ستكون تاج الزمان الآتي (11: 19و 20 و36: 24-29). إن جماعة الله الجديدة هي موضوع رجاء شعب الله عندما ينظرون إلى المستقبل المجيد.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:32 am | |
| سفر دانيال
العربية وكذلك في اللغات الحديثة كالإنكليزية والفرنسية والألمانية، ضمن الأنبياء الكبار فيأتي في الترتيب بعد حزقيال. وفي هذا تتبع هذه الترجمات الترتيب الذي سارت عليه الترجمة السبعينية ومن بعدها ترجمة الفلجات اللاتينية. أما موضع السفر بحسب ترتيب الأسفار في العهد القديم كما جاء في الأصل العبري فيقع في القسم الذي يسمى يسمى "الكتوبيم" س أي "الكتب". وهو القسم الثالث من العهد القديم في اللغة الأصلية.
وينقسم السفر بالنسبة إلى محتوياته إلى قسمين رئيسين وهما: أولًا: الأجزاء التاريخية، والأجزاء الرؤوية أو النبوية.
1- الأجزاء التاريخية من سفر دانيال:
وفي القسم الأول نجد:
(1) مقدمة السفر كله -وفيها نرى صورة لدانيال ورفاقه الثلاثة وكلهم من أبناء الأشراف في يهوذا الذين أخذوا في السبي إلى بابل وكيف أنهم رفضوا أن يتنجسوا بأطايب الملك وبخمر مشروبه (ص 1). (2) دانيال يفسر حلم نبوخذ نصر عن التمثال الهائل العجيب (ص 2). (3) رفض رفاق دانيال أن يسجدوا لتمثال الملك، وإلقاؤهم في اتون النار المتقدة، ونجاتهم العجيبة من الاحتراق بنيرانه الملتهبة (ص 3). (4) دانيال يفسر حلم الملك عن الشجرة العظيمة التي قطعت (ص 4). (5) دانيال يفسر الكتابة على الحائط في الوليمة التي أقامها بيلشاصر (ص 5). (6) داريوس الماديّ يرفع دانيال إلى أسمى المناصب في المملكة فيثير هذا حسد أعدائه فيكيدون له ويلقى في جب الأسود. ولكن الرب ينجيه من جب الأسود (ص 6).
2- الأجزاء النبوية أو الرؤية من سفر دانيال:
ونجد في القسم الثاني أربع رؤى عظيمة يراها دانيال وهي:
(1) رؤيا تمثل قوى العالم الأربع العظمى في شكل أربعة حيوانات ثم تزول هذه القوى ومن بعدها تثبت مملكة شعب قدسي العلي وهي ملكوت أبدي (ص 7). (2) الرؤيا التي فيها يرى القوة التي يمثلها تيس المعز تتغلب على قوة أخرى هائلة يمثلها كبش، والقوة التي يمثلها تيس المعز تنقسم إلى أربعة أقسام، ملك أحد هذه الأقسام ينجس الهيكل (ص 8). (3) أما الرؤيا الثالثة فقد جاءت استجابة لصلاة التوبة التي قدمها دانيال. وهي عبارة عن رسالة حملها إليه الملاك جبرائيل تتعلق بمملكة المسيح العتيدة التي تأتي بعد سبعين أسبوعًا (ص 9).
(4) في الرؤيا الرابعة تأتيه رسائل من الله تؤكد له محبة الله للمؤمنين الأمناء في شعبه. وفيها يرى صورة للمظالم التي يرتكبها ملك الشمال (ص 10-12).
لغة سفر دانيال:
ويجدر بنا أن نلاحظ أن سفر دانيال مكتوب في لغتين في الأصل، فقد كتب جزء منه باللغة الآرامية وهو يشمل ص 2: 4-ص 7: 28 أما بقية السفر فقد كتبت باللغة العبرانية.
تاريخية سفر دانيال:
كان من أثر الكشوف الحديثة أنها ساعدت على إثبات تاريخية السفر. فلقد زعم كثير من العلماء في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بأنه من المشكوك فيه إن كان هناك ملك باسم بيلشاصر، ولكن اكتشاف سجلات معاصرة لغزو بابل أثبت أنه كان شخصية تاريخية. وقد فسرت لنا هذه السجلات السبب الذي لأجله جعل بيلشاصر دانيال ثالثًا في المملكة بدلًا من أن يكون ثانيًا فيها وذلك لأن بيلشاصر وأباه الملك نبونيدس كانا يشغلان المكانيين الأولين في المملكة. ثم أظهرت لنا هذه السجلات السبب الذي لأجله ذكر أن ملك بابل في الليلة التي غزاها فيها الميديون كان بيلشاصر وليس نبونيدس. الملك كان قد ترك بابل وبنى لنفسه في تيماء في شمال الصحراء العربية قصورًا تشبه قصور بابل، وإنه عهد بالملك إلى ابنه وشريكه في الملك في الملك بيلشاصر الذي كان يحمل لقب ملك بابل. وقد كان الملك الفعلي في غيبة أبيه نبوبيدس. وكذلك أظهرت لنا هذه الكشوف أن كورش لما عين نائبًا للملك في بابل كان يسير وفق سياسته التي عرفت عنه. ثم أظهرت لنا الإشارة إلى بيلشاصر كابن نبوخذ نصر تتمشى مع العرف المألوف حينئذ.
ويقتبس السيد المسيح نبوة دانيال وذلك في مت 24: 15. ويتحدث يوسيفوس عن دانيال بأنه نبي عظيم (يوسيفوس، آثار-الكتاب العاشر والفقرة 11) وقد ذكر يوسيفوس أن نبوات دانيال كانت موجودة قبل عصر الإسكندر الأكبر أي قبل عام 330 ق.م. أو بالحري قبل عصر ارتزركسيس. وقد ذكر أمر نجاة شدرخ وميشخ وعبدنغو من أتون النار المتقدة، وكذلك أمر نجاة دانيال من جب الأسود في 1 مكا 2: 59 و60 وكذلك في ص 1: 54 بمقارنته بدانيال 9: 27 و11: 31.
تفسير سفر دانيال في الكنيسة المسيحية:
يتفق تفسير السفر مع ما حدث في التاريخ فمثلًا قرار ارتزركسيس الذي أعلنه في السنة السابعة من ملكه أي في سنة 458 وبعد مضي سبعة أسابيع من السنين أو 49 عامًا أي عام 408 ق.م. ويتفق هذا مع الإصلاح الذي تمّ على يد عزرا ونحميا الذي قاما به في أثناء هذا الزمن. ولا يعرف متى توقف هذا الإصلاح ولكننا نعلم أن الحاكم الذي حل محل نحميا سنة 411 كان فارسيًا وقد جاء قبل ختام الأسبوع السابع. ثم من بعد ذلك جاء 62 أسبوعًا أو 434 سنة وتصل هذه من ذلك الحين إلى عام 26 ميلادي أي إلى الزمن الذي بدأ فيه يسوع مناداته الجهارية بالإنجيل أو ربما في أوائل عام 27 ميلادي بعد هذه الأسابيع الاثنين والستين "يقطع المسيح" (دانيال 9: 26) متممًا. كفّارة الإثم وآتيًا بالبر الأبدي الذي يتحدث عنه في دانيال 9: 24. وفي وسط هذا الأسبوع الأخير يأتي واحد يبطل الذبيحة ويضع حدًا للفرائض الطقسية لا عن طريق منعها بل بتقديمه نفسه ذبيحة على صليب الجلجثة وبذلك جعل كل الذبائح الأخرى والطقوس الموسوية غير ذات موضوع. ويرى بعض المفسرين أنه مع أن الحوادث التاريخية التي حدثت في تاريخ ملكوت الله تتفق وما جاء في السفر عن هذا الملكوت الأبدي ومع ما لهذا الاتفاق من أهمية عظمى إلاّ أنهم يقولون أنه يرّجح أن هذه السبعين أسبوعًا، يضاف إليها السبعة الأسابيع الأخرى التي تجيء في الابتداء على حدتها وكذلك الأسبوع الأخير الذي يجيء على حدته، كل هذه أن هي إلا أمور رمزية وتعبر تعبيرًا رمزيًا لا حسابيًا عن آماد طويلة شاسعة في تاريخ ملكوت الله على الأرض.
ومما هو جدير بالذكر أن الرب يسوع المسيح اتخذ لقب "ابن الإنسان" المذكور في دانيال 7: 13 و14 لقبًا، وتحدث عن مجيئه للدينونة محققًا في نفسه وشخصه ما تحدّث به دانيال عن عمل ابن الإنسان في الدينونة (مت 24: 30 و26: 64).
ثم أن رؤى دانيال والوحوش الصاعدة من البحر المذكورة في (ص 7: 3-7) نجد صداها في صورة الوحش الذي رآه يوحنا صاعدًا من البحر (رؤيا 13: 1).
وكذلك يجدر بأن نذكر أن الغرض النهائي من نبوات السفر يتركز في ملكوت الله، فهف النبوات تأسيس هذا الملكوت وغايتها انتشار عمل هذا الملكوت وذيوعه، والنهاية المجيدة التي تهدف إليها هي مجيء هذا الملكوت في كماله. فالسفر والحالة هذه شبيه بسفر الرؤيا في أغراضه وأهدافه وغاياته.
وتوجد تتمة سفر دانيال في الأسفار القانونية الثانية، وبها قصة سوسنة العفيفة. وقد أزال البروتستانت المنشقون عن الكاثوليك في القرن السادس عشر هذه التتمة من كتبهم.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:34 am | |
| سفر هوشع
اسم عبري معناه "الخلاص" وهو:
وسفر هوشع أول أسفار الأنبياء الصغار في ترتيب وضعها في الكتاب المقدس. وهو السفر الثامن والشرون، في العهد القديم. وقد كتبه النبي هوشع، وهو ويتألف من قسمين: ص 1-3، ثم ص 4- 14.
أما القسم الأول فيرجع إلى السنوات الأولى من عهد بنوة هوشع. وهو يفسر إصحاحات القسم الثاني، التي تدور حول عدم وفاء شعب بني إسرائيل في تاريخهم الطويل (4: 1- 5: 7 و6: 4- 7: 16 و8: 11)، وحول ضرورة الطهارة، والاعتراف بمحبة يهوه (6: 1- 3 و12: 14). ويرمز إلى خيانة بني إسرائيل لله في الاصحاحات الثلاثة الأولى بالخيانة الزوجية. وقد أثارت بعض مواد هذا السفر تساؤلات كثيرة، أهمها خبر زواج النبي، بأمر من الرب، من امرأة زانية، وولادة ثلاثة أبناء له منها هم يزرعيل ولورحامة ولوعمي (هو 1: 2- 9). وهناك تفسيرات متعددة حول هذا الموضوع أهمها ثلاث:
1- الأمر مجرد حلم أو رؤيا، ولم يتحقق.
2- أنه مثل ذات مغزى وليس حقيقة. أنه كلام رمزي. إذ من غير المعقول أن يأمر الله نبيًا بالخطيئة لأن ناموس موسى كان يحرم الكهنة من الزانيات حتى ولم يكن هوشع كاهنًا فمن غير المعقول أن يدعوه الله إلى فعل ما لا يحق للكهنة فعله.
3- ذلك حصل بالفعل، لأمر إلهي، وهو إعطاء درس للبشر. أو انه حصل بالفعل، إلا أن هوشع لم يعرف أن امرأته زانية إلا فيما بعد. أو أن امرأته صارت زانية بعد الزواج. ولا تؤلف إصحاحات القسم الثاني العشرة موعظة أو رسالة واحدة كاملة. بل هي ملخص تعاليم سجلها في آخر عهده بالنبوءة، أو قام بتسجيلها أحد تلاميذه بعد وفاته. وكلها تنديد بمفاسد عصره ونصائح للشعب كي يرعوي ويثوب، ولكن نصائحه تنطوي على محبة عميقة. لذلك فهو نبي المحبة.
ويمكن أن تقسم محتويات السفر إلى ما يأتي:
أولًا: محبة هوشع لزوجته الخائنة (1: 1- 3: 5)
1- الخطيئة (ص 1).
2- الإدانة (ص 2).
3- الرد (ص 4).
ثانيًا: محبة الله لشعب بني إسرائيل الخائن (4: 1- 14: 9).
أ- تكرار الأقوال النبوية التي تؤكد وقوع الخطيئة (4: 1- 6: 11).
1- الخطيئة (ص 4).
2- الإدانة (ص 5).
3- التوبة (ص 6).
ب- تكرار الأقوال النبوية التي تؤكد توقيع القضاء (7: 1-11: 11)
1- الخطيئة (ص 7)
2- الإدانة (ص 8: 1- ص 11: 7)
3- الرد (ص 11: 8-11)
ج- تكرار الأقوال النبوية التي تؤكد أن الله سيرد الشعب إليه وإلى مكانته منه (ص 11: 22- ص 14: 9).
1- الخطيئة (ص 11: 12- ص 12: 14)
2- الإدانة (ص 13)
3- الرد (ص 14).
أما المميزات الأدبية لهذا السفر فهي:
إن السفر مليء بالتشبيهات والاستعارات وهي:
الماء (5: 10)، العث (5: 12) النخر (5: 12)، الاسد (5: 14)، الحمامة الحمقاء (7: 11)، القوس الخادعة (7: 16)، النسر (8: 1)، الريح والزوبعة (8: 7)، المحبون المأجرون (8: 9)، الطائر (9: 11)، العجلة (10: 11)، ابني (11: 1)، الأسد (11: 1)، السحابة والندى والعصافة والدخان (13: 3)، الأسد والنمر والدب (13: 7 و8)، الماخض التي تلد (13: 13)، الندى (14: 4)، السوسن (14: 4)، شجرة الزيتون (14: 6)، الحنطة والكرم والخمر (14: 7)، السروة الخضراء (14: 8).
رسائل السفر:
يحمل السفر إلى البشر عدة رسائل وهي:
1- محبة الله للخطاة.
2- غضب الله على الخطيئة.
3- خيانة الله هي الزنى الروحي (2: 2- 7)
3)
4- خيانة الله تسير بالإنسان إلى خيانة للإنسان (4: 1- 4)
5- الله يتطلب الأمانة أكثر مما يتطلب المراسيم الدينية (6 : 6 ومت 9: 13 وهوشع 12: 7).
6- عدم معرفة الله وعدم معرفة شرائعه يؤديان بالإنسان على الخطيئة (4: 6- 10).
7- الله يرحب بالتائب (ص 14).
انظر استقبال الأب لابنه الذي كان ضالًا ورجع (لو ص 15) 2) اسم يشوع الأصلي، قبل أن يتحول إلى يشوع بأمر من موسى (عد 13: 8 و16). 3) ابن عززيا، رئيس سبط أفرايم أيام داود (1 أخبار 72: 20). 4) ابن ايلة، آخر ملوك المملكة الشمالية. بدا عهده كصنيعة لتغلث فلاسر ملك أشور. فتآمر معه ضد فقح ملك السامرة وقتله وجلس على العرش مكانه (2 مل 15: 30). وحكم تسع سنوات، من 730- 722 ق.م. ومع أنه عمل الشر أمام الرب فإنه كان خيرًا من باقي ملوك دولته. وقد بقي في الحكم إلى أن غضب شلمناسر، ملك آشور عليه، لأنه تحالف مع فرعون ملك مصر، وقام بحملة على السامرة. واضر هوشع إلى دفع الضرائب (2 مل 17: 3). إلى أن أمل أن يحصل على معونة من فرعون يصد بها الآشوريين فرفض مواصلة دفع الضرائب وامتنع عن الخضوع لأشور. فأتى شلمناسر واحتل السامرة وأخذ هوشع أسيرًا. وقد أتم الفتح سرجون، بعد أن مات شلمناسر وسبى سرجون سكان المدينة كلهم وأجلاهم عن فلسطين. ويسمى هذا سبي الأسباط العشرة (سنة 722 ق.م.) ودفع هوشع ثمن مساوي وخطايا غيره من ملوك اليهود (2 مل 17: 7- 23). وكان النبيان هوشع وميخا قد تنبأ عن ذلك المصير (هو 13: 16 مي 1: 6). 5) أحد الذين ختموا العهد مع نحميا بعد العودة من السبي (نح 10: 23).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:35 am | |
| سِفر يوئيل
لا نعرف شيئًا عن النبي يوئيل كاتب هذا السفر سوى أنه من إقليم يهوذا. وهناك اختلاف بيّن في الآراء فيما يتعلق بتاريخ كتابته. فمنهم من يظن أن كاتبه كان معاصرًا لأشعياء. ومنهم من يرثي أنه عاش في ملك يوشيا. ويعتقد غالبية العلماء أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي.
ويظهر السفر أن كاتبه كان رجلًا مرهف الشعور متقد الغيرة، وثاب البصيرة، ولغته العبرانية فصيحة بليغة، وأسلوب إنشائه سهل سلس فيه كثير من المجاز ولا يفوقه أحد من الأنبياء في قوة الوصف ووضوحه. وكان السبب المباشر الذي دعا إلى النطق بنبوأته حلول نكبة مزدوجة في البلاد هي القحط والجراد. وقد وصفها ببلاغة وقوة فائقين. ودعا الشعب على مختلف طبقاته إلى التوبة، ووعدهم بأن تعود الأرض إلى سابق خصبها إذا تابوا توبة حقيقية. وليس هذا فحسب، بل أن روح الله ينسكب على كل جسد، ويجيء عصر تعم فيه القداسة ويسود فيه السلام.
وقد سار الأنبياء على نهجه. فكلم بالإجماع ترقبوا من خلال نكبات الزمان الحاضر، مجد الأزمنة الأخيرة.
ويمكن تقسيم السفر إلى ثلاثة أقسام:
(1) ص 1: 1-2: 17 نكبة الجراد.
(2) ص 2: 18-27 عطف الرب وإنعامه على الشعب ببركات مادية.
(3) ص 2: 28-3: 21 أنعام الله على شعبه ببركات روحية ومادية وإيقاعه القضاء على الأمم الغربية وص 2: 28-32 هو في النص العبري ص 3 وص 3 هو ص 4.
وقد وصفت النكبة التي سببها الجراد في حياة الشعب الزراعية، والاقتصادية، والدينية، وصفا علميًا دقيقًا، كما يشهد كثيرون من الذين شهدوا مثلها (ص 1: 4-20 وقابل عا 7: 1 الخ). ويذكر يوئيل ص 1: 4 أربعة أنواع من الجراد يتدرج يذكرها من سيء إلى أسوأ. والغارات التي شنت من الشمال (2: 20) مكنت النبي من صياغة عبارات شعرية بليغة أخاذة وصف بها غزوة الجراد (ص 2: 4-11 ورؤ 9: 3-11). ويعتقد البعض أن وصف يوئيل هو تعبير مجازي، بينما يعتقد الآخر أنه رؤى تتعلق بالأزمنة الأخيرة. غير أن معظم الدارسين للعهد القديم يعتبرون غزوة الجراد حدثًا تاريخيًا مفرغًا حدث في عصر النبي، فتنتج عنه انتعاش ديني ووعي رؤى، ويقولون أن نكبات كهذه في الطبيعة، تسمو بالإنسان إلى الخالق. ويوئيل، كغيرة من كتاب العهد القديم، يعزو المصيبة والشر إلى ابتعاد الإنسان عن الله (2: 12-14). وبين ص 2: 17 و2: 18 فترة رحل فيها الجراد فنمت وأينعت الأشجار، واكتست الأرض بحلة سندسية، وعادت الطبيعة إلى ما كانت عليه من وراء وبهاء ومجد (2: 20-24 الخ)، ورسخ إيمان التائبين بالله أكثر من ذي قبل (2: 26 الخ).
وتمتزج تصورات يوئيل الرؤوية بآرائه التاريخية حينًا، وتنفصل عنها آخر. وقد رأى بطرس في المظاهر السيكولوجية والروحية التي برزت للعيان يوم العنصرة إتمامًا لنبوة يوئيل (اع 2: 16-21 قابل 2: 28-32).، ونكبة الجراد التي لم تكن إلا مقدم الصورة "ليوم الرب" (يوئيل 1: 15 و2: 10 الخ). ونجد هذه الفكرة في عاموس 5: 18 الخ و8: 3 وش 2: 5-22 وصف 1: 14-18, وقد عين موضع الدينونة (يوئيل 3: 2 و12 و16). . وسيدان أهل صور وصيدون والفلسطينيون لأنهم باعوا عبيدهم العبرانيين لبني الياوانيين أو لليونانيين (يوئيل 3: 1-18). وكذلك المصريون القدماء والأدوميون لأنهم سفكوا دمًا بريئًا (يوئيل 3: 19). ويلاحظ في السفر كله أن روح الله مقصور على شعبه. وكان يوئيل بدعوته للسلاح (3: 10)، وهتافه بإبادة أعداء شعبه (3: 19) يشير إلى الحرب الأخيرة التي سبقت الدينونة.
وسفر يوئيل لا يذكر عبادة الأصنام ولا يتعرض للكلام عن الملكية والملوك، بل يذكر خدمة العبادة في الهيكل في أورشليم، ويذكر كهنة وشيوخًا كأن الشيوخ والكهنة هم أصحاب الكلمة، وأَولياء الأمر، لا الملك (يوئيل 1: 2 و13 و2: 17). وسور أورشليم قد انتهت من إعادة ترميمه (2: 9). وهذا كله يدعو إلى الاعتقاد بأن السفر كتب بعد نحميا، حوالي 400 ق.م. وهذا الرأي مبني على ذكر صور، وصيدون، ودائرة فلسطين، والياوانيين، والسبائيين ومصر وأدوم دون ذكر الآراميين، والآشوريين، والكلدانيين، ودون ذكر المملكة الشمالية. وعلى دعوة كاتبه إلى التوبة دون الإشارة إلى خطيئة معينة بخلاف ما نهجج عليه الأنبياء الذين عاشوا قبل السبي. وحثه الشعب على الصوم، والنوح، والبكاء (2: 12 ونح 1: 4). واعتزاز اليهود بقوميتهم وبتفوقهم على غيرهم، وبتمييز الله لهم أدلة أخرى تميل بنا إلى الاعتقاد أن يوئيل عاش حوالي سنة 450 ق.م.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:38 am | |
| سفر عاموس
اسم عبري معناه "حمل" وهو:
سفر عاموس, ثالث أسفار الأنبياء الصغار والثلاثون من أسفار العهد القديم، كتبه النبي عاموس. وهو سجل لحكم الله في مملكة بني إسرائيل, وهي في إبان مجدها السياسي. ويتألف السفر من أربعة أقسام:
أ- مقدمة, اصحاحات 1-2
ب - توجيهات, اصحاحات 3-6
هـ- خمس رؤى, من 7: 1-9: 7
د- وعود, من 9: 8-15
يعلن النبي في الاصحاحين التمهيديين أحكام الله على بعض البلدان (دمشق وغزة وصور وادوم وبني عمون وموآب ويهوذا واسرائيل) جزاء معاصيها وآثامها والتأنيبات السبعة الأول متشابهة, وكلها تؤدي إلى تأنيب لبني إسرائيل, وحجته أنه كانت هذه المدن غير العبرانية ستقاصص بهذه القسوة على إغفالها الله, فكم بالحري سيكون قصاص يهوذا, ثم إذا كانت يهوذا ستقاصص هكذا فكيف سيكون عقاب بني إسرائيل وقد فاقوا يهوذا معصية! وتأنيب بني إسرائيل هو محور السفر, من اصحاح 3 إلى 9. ويبدأ بالقول: "اسمعوا هذا القول" ثم يصور خمس رؤى, عن الجراد والنار والزيج وسلة الثمار الصيفية ويهوه الواقف قرب المعبد. وتنتهي الرؤى بانتصار الله على أعدائه وذبحهم وتأديبهم.
سفر عوَبْديا
اسم عبري معناه "عبد يهوه" وهو:
كتب النبي عوبديا سفر عوبديا الذي هو السفر الحادي والثلاثين في العهد القديم. ويتألف السفر من إصحاح واحد وهو يتنبأ بدمار ادوم (اعداد 1ـ 9). ويعلل ذلك بعداء الادوميين لبني إسرائيل (اعداد 10 و11). ويحذر الادوميين من الشماتة ببني إسرائيل (اعداد 12ـ 16). ثم تنبأ بنجاة بني إسرائيل من جديد وإنقاذ الرب لهم (17ـ 21). ويؤكد عوبديا ما أكده باقي الأنبياء، بأن يوم الرب قريب، وهو على كل الأمم، ليدين مخالفي الرب ويكون الملك للرب (اعداد 15 و21).
سفر يونان
هناك رأيان متباينان بشأن السفر. فأحدهما وهو رأي المفسرين المحدثين، لا يعتبره تاريخًا، بل مجازًا أي رواية تمثيلية موضوعة في قالب تاريخي، وأنه كتب في عهد حديث أي ليس قبل القرن الرابع أو الخامس قبل المسيح. ويبنون رأيهم على ما يأتي:
(1) وجود السفر مع الأسفار النبوية وليس مع الأسفار التاريخية.
ذكر معجزات تختلف عن المعجزات المذكورة في الأسفار التاريخية ولا سيما النبأ المتعلق بالحوت.
توبة أهل نينوى من كبيرهم إلى صغيرهم، وما يعرف عن تاريخ نينوى وما جاء في سفر ناحوم "ويل لمدينة الدماء كلها ملآنة كذبًا وخطفًا" (نا 3: 1). "جرحك عديم الشفاء. كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك". (3: 19). وناحوم عاش بعد يونان.
(4) ما جاء في ارميا (51: 34 و44): "أكلني أفناني نبوخذ نصر ملك بابل. جعلني إناء فارغًا. ابتلعني كتنين. وأخرج من فمه ما ابتلعه". وهذا القول تشبيه بغير شك. فيقولون أن رواية يونان هي أيضًا تشبيه ليس إلا.
أما الرأي الآخر، وهو رأي المحافظين من الشراح فيعتبره سفرًا تاريخيًا كتبه يونان بن امتاي نفسه. ومما يثبت:
(1) نفس الكلام، فإنه لا يقول: "صار قول الرب إلى الإنسان" بل إلى "يونان بن امتاي" الخ.
(2) كلام يسوع إذا قال: "لأنه كما كان يونان في بطن الحوت الخ.. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا".
(3) إن تنبأ الحوت ليس من الحكايات التي غايتها أن تثير فضول الناس ودهشتهم. بل غايته الرمز إلى موت المسيح وقيامته. أما بخصوص توبة أهل نينوى فمن المحتمل أنهم تابوا وقتيه فقط. ولم تذكر هذه التوبة إلا في هذا السفر. ولعل هذه السفر جعل في عداد الأسفار النبوية لأن ما ورد فيه يرمز إلى أمور مستقبلية، كقيامة المسيح، وتبشير الأمم، وسواء قبل هذا الرأي أو ذاك فالدرس الذي يلقيه السفر واحد.
أما القصة التي يتضمنها السفر فهي:
(1) أمر الله بالذهاب إلى نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية ليعلن خرابها. . ومحاولة يونان التملص من هذا الواجب.وإبحاره على سفينة ذاهبة إلى ترشيش في أسبانيا. وحدوث نو عظيم عزا النوتية سببه إلى عصيان يونان. فألقي في البحر، وابتلعه حوت عظيم. وبعد ثلاثة أيام قذفه الحوت إلى البر (ص1).
(2) صلاة شكر وحمد فاه بها يونان بعد خلاصه نقل معظم ألفاظها من المزامير (ص2).
(3) إطاعة يونان لأمر الله وكرازته في نينوى وإصغاء السكان له، وتوبتهم، وصفح الله عنهم (ص3).
(4) اغتمام يونان بسبب ذلك، وجلوسه خارج المدينة، وتوبيخ الله له عن طريق اليقظة التي نمت وظللت يونان من حر الشمس، واغتياظ يونان ثانية، وتذكير الله له أن نينوى، التي تضم الألوف من السكان، بينهم كثيرون من الأبرياء، أحق بالرحمة والشفقة من اليقظة التي اغتاظ وتكدر، لأنها ذبلت (ص 4).
وليس في آخر العهد القديم ما يهر المحبة بطريقة أعجب من المحبة التي يظهرها هذا السفر. إنه يحمل رسالة دينية لجميع العصور. أنه احتجاج على العصبية والعنصرية اليهودية الضيقة ومقتها للشعوب الأخرى مقتًا بشعًا ظهر بنوع خاص بعد عصر السبي. إن الله في نظر مؤلف هذا السفر يهتم بجميع الناس ويغفر لجميع التائبين إليه سواء كانوا أممًا أم يهوذًا. وكان سفر يونان يقرأ في يوم الكفارة. وكان في وسع كثيرين من الأمم الاهتداء إلى الله لو علمهم اليهود ذلك.
ولقد مهد كاتب سفر يونان الطريق لبزوغ شمس الإنجيل على البشرية. وقصة يونان هي أروع صورة لعمل الفداء الإلهي وأنبل نبذة دينية للتبشير والمناداة بالإنجيل.
ولقصة يونان ما يشابهها في الأدب البوذي كقصة ميتافنداكا الذي كان مسافرًا ذات مرة في إحدى السفن، فوقفت السفينة في الماء في اليوم السابع عن إقلاعها ولم تعد تتحرك. فألقى البحارة قرعة، وقعت سبع مرات متتالية على ميتافنداكا، فطرحوه في البحر وأعطوه قطعة من القصب الضخم سبح عليها حتى وصل إلى بر الأمان.
هذه وغيرها قصص تشبه في ظاهرها قصة يونان إلى حد، ولكن ليس هناك ما يدل على أن قصة يونان مستعارة أو مقتبسة من قصص بوذية أو غيرها. ومما يجب الإشارة إليه أن قصص البحارة الهندوسيين والفينيقيين وما يتخللها من مشاعر وأحاسيس وأعمال، كانت مشابهة من بعض الوجوه.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:40 am | |
| سفر ميخا
اسم عبري معناه "من كيهوه?" وهو اسم:
وقد كتبه ميخا المورشتي، ويتضمن سفر ميخا نبوات بخصوص السامرة وأورشليم وتنبأ بخراب السامرة تمامًا وبخراب أورشليم وسبي سكانها. ويشير عليهم بالتوبة وينبئ برجوع رحمة الله وبركته وغفران خطاياهم وحينئذ يتمجد جبل قدسه وتعترف الأمم بيهوه ربًا لهم وتنتهي الحروب. ونبواته بخصوص المسيح مدققة جدًا فمن جملتها قوله أن المسيح سيولد في بيت لحم اليهودية (مي 5: 2) وشعره بديع ومعانَيَة عميقة المأخذ.
ويمكن أن ينقسم السفر إلى الآتي:
أولًا: خراب مدن الأمم 1: 1-2: 13 1. العنوان (1: 1) 2. القضاء (1: 2-2: 11) أ. شهادة الرب على الأمم بسبب أصنامهم (1: 2-7). ب. رثاء المدن بسبب خرابها العتيد (1: 8-16). د. مقاومة تحذيرات ميخا 02: 1-11). 3. الرجاء في خلاص البقية. والملك الراعي (2: 12-13).
ثانيًا: القادة الزائفون والقادة الحقيقيون (3: 1-5: 15). 1. الخطايا والقضاء (ص3) أ.الرعاة الزائفون الذين ينزعون جلود الرعية عنها (3: 1-4). ب. أنبياء كذبة ينادون "بالسلام" "3: 5-8). (1) أبو عيدون أو عكبور متوظف في ملك يوشيا (2 مل 2: 12 و2 أخبار 34: 20). (2) لاوي ختم العهد (نح 10: 11). حـ. ستصبح صهيون حقلًا يحرث بسبب الحكام الكذبة والكهنة المزيفين والأنبياء الكذبة (3: 9-12 قارنه مع ارميا 26: 16-19). 2. رجوع البقية والملك الراعي (4 و5). أ. رفعة مقدس الله (4:1-5 قارنه مع اش 2: 2-5). ب. البقية تخلص (4: 6-8). حـ. المرأة تعاني آلام الوضع-السبي في بابل (4: 9-5: 1). ء ـ. الراعي الملك من بيت لحم (5: 2-9 قارنه مع مت 2: 1-6 ويو 7: 42). هـ. خراب المدن وتحطّم الأصنام (5: 10-15).
ثالثًا: المحاكمة والغفران (6 و7). 1. دعوى الرب على الشعب (6: 1-5). 2. ما يطلبه الرب: العدل والرحمة والتواضع في ايمان (6: 6-8). 3. الاعتراف بالخطيئة (7: 1-6). 4. إقرار الإيمان (7: 7-13). 5. الصلاة ليكون الرب راعيًا لشعبه (7: 14). 6. الوعد بمجيء ملكوت الله التي تعم المسكونة (7: 15-17). 7. الحمد للرب لأجل عفوه وغفرانه (7: 18-20).
سفر ناحوم
← اللغة الإنجليزية: Nahum - اللغة العبرية: נַחוּם.
اسم عبري معناه "معزّ" وهو اسم:
هو السفر الرابع والثلاثون من العهد القديم، وكتبه النبي ناحوم الألقوشي. ويتألف من أصحاحات ثلاثة. وهو وحي على نينوى.
ويمكن أن يقسم السفر إلى ما يأتي:
أولًا: صرامة الله وجودته (قارن معه رومة 11: 22) ص 1.
1. العنوان (1: 1). 2. غضب الله (1: 2-6). 3. جود الله نحو شعبه ويظهر في هلاك مضايقهم (1: 7-15).
ثانيًا: حصار نينوى وخرابها (2: 1-3: 7).
1. وصف الذين يهاجمون نينوى والذين يدافعون عنها (2: 1-7). 2. تشبّه نينوى بمأوى الأسود (2: 8-13) الذي يباد من الوجود. 3. تشبّه نينوى ببغي (3: 1-7) تجرّد من ثيابها.
ثالثًا: خطايا نينوى هي السبب في خرابها (3: 8-19).
1. نينوى تخرب كما أخربت نوآمون (3: 8-11). 2. تتساقط قلاع نينوى كما يتساقط التين (3: 11-15). 3. يهرب جنود نينوى كما يهرب الجراد (3: 16-18). 4. خراب نينوى لا بدّ واقع بسبب شرها (3: 19).
أما خواصّ هذا السفر الأدبية فهي كما يأتي:
1. إن أسلوب الكاتب أسلوب شعري بليغ. 2. يبدأ السطور الأخيرة في سفره ببعض الحروف الأبجدية العبرية مرتبة كما جاءت في الأبجدية. 3. قوة وصف الحوار الذي يقع على نينوى وبلاغة ذلك الوصف (2: 1-7 و3: 1-3). 4. يستخدم الكاتب الكثير من التشبيهات فتشبه نينوى مثلًا ببركة (2: 8) وبمأوى الأسود (2:11) ويشبه جنودها بالجراد (3: 17).
تاريخ كتابة السفر:
من المرّجح أن هذا السفر كتب بعد أن أخذ الأشوريون نوآمون (طيبة في عهد اليونان والأقصر الحالية، وكانت عاصمة مصر قديمًا) في عام 663 قبل الميلاد (3: 8) قبلما أخرب الماديون والكلدانين مدينة نينوى عام 612 ق.م.
رسالة السفر:
يبرز السفر في رسالته هذه الحقائق:
1. 1. غضب الله وسخطه على الخطيئة. 2. 2. جود الرب في حمايته لشعبه وحفظه إياه. 3. 3. إن الخطيئة تقود حتمًا إلى الدينونة والفضاء. 4. 4. الله هو الذي يحكم التاريخ ويسيره حسب إرادته.
سفر حَبقوق
كتب حبقوق النبي سفره، ويستنتج من مزموره في الإصحاح الثالث ومن الإرشادات لإمام المغنين في الآية 19 أنه كان من سبط لاوي وأنه أحد المغنين في الهيكل. وسفر حبقوق هو الثامن في النبوات الصغيرة ويتكون من:
(1) شكوى أولى: صرخة إلى الله ضد العنف والعسف والإثم والظلم لا تُسمع (حبقوق 1: 2-4)، الشر منشر ومنتصر. جواب الرب: الله يقيم الكلدانيين (الآيات 5: 10) لكنهم كمذنبين سيعاقبون (الآية 11).
(2) شكوى ثانية: ملكوت الله لن يتلاشى فعلًا، والكلدانيون سيفتقدون بالحكم والتأديب (الآية 12) لكن لا تزال هناك مشكلة أدبية باقية: الله يسمح للكلدانيين أن يتلفوا ويخربوا أولئك الذين هم أبر منهم. هل يستمر هذا? (الآيات 13-17) جواب الرب: الكلدانيون منتفخون وغير مستقيمين هذه الحقيقة كافية لعين الإيمان، أنها تحكم عليهم بالهلاك (قارن حبقوق 1: 1 واشعياء 10: 12-16) وتحكم على الجميع الذين هم مثلهم، أما البار فبإيمانه يحيا (حبقوق 2: 1-4). هذا الحق يفهم فهمًا صحيحًا، يحل المشكلة فضلًا عن ذلك، فإن الإيمان بيقينية أن الله سيعاقب الإثم يجعل النبي قادرًا على أن ينطق بخمس ويلات على الكلدانيين بسبب شرهم (الآيات 5-20).
(3) صلاة تسبيح (الإصحاح الثالث) التي فيها بعد دعاء وطلبة أن الله في الغضب يذكر الرحمة (الآية 2)، يصف النبي ظهور الله في جلاله، وما يلحق ذلك من رعب لأعدائه (الآيات 3-15)، كما يعبر عن الثقة الهادئة التي لإيمانه بالله (الآيات 16-19).
ومن الواضح أن السفر كتب في عصر الكلدانيين لأن:
(1) الهيكل كان لا يزال قائمًا (2: 10) والخدمة الموسيقية تمارس فيه (3: 19).
(2) الكلدانيون يصبحون قوة مخفية بين الشعوب أثناء ذلك الجبل (1: 5 و6)، وقد بدأوا فعلًا في قتل الأمم. (الآيات 6 و17).
ولقد كان الكلدانيون معروفين منذ زمن طويل لدى العبرانيين. . قد استرعوا كثيرًا ما الالتفات في ثوراتهم ضد الآشوريين في 626 ق.م. أو بانتصارهم على المصريين في كركميش 605 ق.م. ومن السفر، يبدو أن حبقوق تنبأ أثناء حكم يهوياقيم (607-597 ق.م.) لكن من الصعب تعيين العصر بدقة. ويعتقد غالبي بدقة. ويعتقد غالبية النقاد أن النبوة ترجع إلى زمن وقوع معركة كركميش. ويعتقد آخرون أن تاريخ النبوة كان قبل تلك المعركة بزمن وجيز.
وقد وجد بين اللفائف أو الادراج التي اكتشفت في وادي قمران في عام 1947 نسخة لتفسير نبوات حبقوق يرجع تاريخ كتابتها إلى نفس الزمن الذي كتب فيه درج نبوات اشعياء الذي اكتشف أيضًا بين هذه اللفائف حوالي القرن الأول قبل الميلاد.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:42 am | |
| سفر صفنيا
سفر صفنيا هو تاسع الأنبياء الصغار ومن التاريخ المذكور في افتتاحية السفر (إصحاح 1: 1) نعلم عن الزمن الذي عاش فيه النبي صفنيا على وجه التحقيق فإنه لا يذكر جت عند ذكره مدن الفلسطينيين (إصحاح 2: 4) ولأن نينوى كانت لا تزال قائمة (عدد 13) ولعدم إشارته إلى الكلدانيين نقدر أن نحدّد زمانه. أن أساس نبوته هو ذلك التعليم العظيم عن دينونة شاملة.
(1) الدينونة الشاملة كالطوفان في الإفناء (إصحاح 1: 2 و3) وإن الوثنية ستقطع من أورشليم (الأعداد 4-6) وسيفتقد الله خطيئة يهوذا فإنَ الله يعد ذبيحة عظيمة (أعداد 7-13) وسيكون ذلك اليوم يوم سخط على الناس جميعًا بسبب فجورهم (أعداد 14-18) وعند اقتراب الجحافل السكّيثية أعلن النبي قرب مجيء يوم الرب.
(2) الدعوة إلى التوبة هي طريق النجاة الوحيدة (إصحاح 2: 1 و2) ولاسيما حث المساكين وخائفي الله أن يطلبوه لعلهم يجدون خلاصًا (عدد 3) وهذا يؤكده أن الله سيجازي الأمم الباقية بسبب شرها (أعداد 4: 15) ولن تنجوا أورشليم لأنها لا تتوب والرب في وسطها عادل (إصحاح 3: 1-8).
(3) النتيجة المباركة للدينونة. تعود الأمم إلى الرب (العددان 9 و10) بقية بني إسرائيل تتكل على الرب وستكون مقدسة (الأعداد 11-13) والرب سيملك بمجد في وسط شعبه (الأعداد 14-18) وهو سيجمعهم ويصيرهم "تسبيحة" في الأرض كلها (العددان 19 و20).
ويبدو أن النبوة أعلنت قبل الإصلاح الديني الذي قام به يوشيا في سنة 621 ق.م. (2 مل 22: 3 و2أخبار 34: 8 إلى 35: 9). وكان صفنيا معاصرًا لحبقوق وتنبأ بضع سنين قبله ويمكن أن تعود نبوته إلى زمن الاحتلال السكيثي لشواطئ البحر الأبيض المتوسط (بين 630 و624 ق.م.).
سفر حَجَّي | سفر حَجَّاي
هو العاشر في النبوات الصغيرة، كتبه النبي حجي. وهو يتكون من أربع نبوات نطق بها في مدى أربعة شهور من السنة الثانية لداريوس هستاسبيس، 520 ق.م.
(1) في اليوم الأول من الشهر السادس يوبخ النبي أولئك الذين تركوا الهيكل خرابًا، وبنوا لأنفسهم بيوتًا مسقوفة، ويبين أن الله سوف لا يبارك أعمالهم الخاصة. وكنتيجة لهذا الإنذار، استؤنف العمل في الهيكل في اليوم الرابع والعشرين من الشهر نفسه (الإصحاح الأول).
(2) في الشهر السابع، وفي اليوم 21، يشجع أولئك الذين يبكون على توالذين يبكون على تواضع هذا البناء الجديد بالمقارنة مع بهاء البناء القديم. ويتنبأ بأن مجد هذا البيت الأخير سيكون أعظم من مجد الأول، لأن الله سيهز الأمم، وسيأتي مشتهى كل الأمم، فيعيد لشعبه فضتهم وذهبهم، ويملأ الله هذا البيت مجدًا، وسيعطي الله السلام في هذا المكان (حجي 2: 1-9 وعبرانيين 12: 26-28).
(3) في الشهر التاسع، في اليوم 24، يضيف ملحقًا للنبوة الأولى، كما أن مسّ النجس للمقدس ينجسه، هكذا نسيانهم الأول لله دنس عملهم، فلم يمنح الله بركته. لكن غيرتهم التي انتعشت لأجل الله ستقترن بأوقات ناجحة من الرب (2: 10-19).
(4) في اليوم نفسه يضيف ملحقًا للنبوة الثانية عندما يهز الرب الأمم، سيثبت زربابل، الذي يمثل نسل داود الملكي (2: 20-23).
سفر زَكَرِيَّا
هو السفر الحادي عشر بين مجموعة الأسفار التي تسمى "بالأنبياء الصغار" والرأي السائد هو أن هذا السفر كتب في العصر الفارسي أثناء حكم داريوس الأول أو حوالي عام 520 ق.م. وقد ظن بعض الباحثين أن الإصحاحات من 9-14 كتب الإصحاحات من 9-14 كتبت قبل السبي وظن آخرون أنها كتبت في القرن الثاني ق.م. ولكن قد أيدت دراسة المخطوطات ودراسة النصوص، وحدة السفر وأنه كتب بقلم زكريا. وقد أشار إليه يشوع بن سيراخ إشارة ضمنية عندما ذكر سفر الأثني عشر وكان هذا حوالي 200 ق.م.
وينقسم السفر إلى أربعة أقسام:
أولًا: مقدمة السفر، سلسلة من ثمان رؤى ص 1: 1-6: 8.
ثانيًا: أعمال رمزية تشمل تتويج رئيس الكهنة ص 6: 9-15.
ثالثًا: وفد من بيت أيل يسأل عن الصوم وجواب النبي ص 7 و8.
رابعًا: سلسلة من النبوات تنبئ بهلاك أعداء الله ومجيء المسيا، ومجيء ملكوت الله ص 9-14 وفي هذا القسم نبوات عن المسيح وهي:
(1) دخول الانتصاري إلى أورشليم (9: 9 قارنه مع مت 21: 5).
(2) تسليمه بثلاثين من الفضة (11: 12 قارنه مع مت 27: 9 و10).
(3) ثقب يديه (12: 10 و13: 6 قارنه مع يو 19: 37).
(4) الراعي المتألم (13: 7 قارنه مع مت 26: 31).
(5) حكم المسيح يسود على الجميع (9: 10).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:44 am | |
| سفر ملاخي
وكتبه النبي ملاخي، ويمكن أن يقسم السفر إلى ما يأتي:
عنوان السفر (1: 1).
1 . محبة الله ليعقوب ورفضه عيسو (1: 2 - 5).
2 . توبيخ الكهنة (1: 6 - 2: 9).
أ . لتقديمهم ذبائح بها عيوب (1: 6 - 14).
ب . لتقصيرهم في أن يعلموا ويقضوا بالحق ويعيشوا وفقًا للشريعة (2: 1 - 9).
3 . ذمَ التزوج بالغريبات وذم الطلاق (2: 10 - 16).
4. التساؤل من جهة عدل الله - والجواب عليه بالوعد بالتطهير وإجراء القضاء 2: 17 - 3: 6
أ . الوعد بمن يهيئ الطريق ومجيء الرب الذي هو ملاك العهد لينقي الكهنة ويحكم بالدينونة على السحرة والفاسقين والحالفين زورًا والسالبين والظالمين (3: 1 - 6).
5 . الأمانة في الوكالة 3: 7 - 12.
أ . من يسكب الله يجلب اللعنة على نفسه (3: 7 - 9).
ب . إن دفع العثور يؤدي إلى نوال البركة (3: 10 -12).
6 . التساؤل عن مكافأة الصديقين - الجواب في مجيء يوم القضاء (3: 13 - 4: 3).
أ . هل عبادة الله باطلة ? (3: 13 - 4: 3).
ب . سفر تذكرة (3: 16 - 18).
جـ . يوم القضاء - التنور وشمس البر (4: 1 - 3).
ء . إيليا (4: 4 - 6) قارنه مع نهاية سفر الرؤيا.
أسفار المكابيين
← اللغة الإنجليزية: First and Second books of Maccabees - اللغة العبرية: ספר מקבים - اللغة اليونانية: Μακκαβαίων.
وهذه خمسة أسفار وتحتوي على تاريخ استقلال اليهود تحت قيادة الأسرة المكابية. وتقر الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية السفر الأول والثاني منهما، وتعترف بقانونيتهما، في حين يرفض البروتستانت المنشقين في القرن السادس عشر كل هذه الأسفار. وقد قبل مجمع ترنت سنة 1516 الروماني السفرين الأولين بين الأسفار القانونية أما السفر الخامس فلا يوجد إلا في الترجمة العربية القديمة.
(1) تبتدئ حوادث السفر الأول منذ تبوء انطيوخس ابيفانيس العرش السرياني سنة 175 ق.م. فيذكر خبر عصيان اليهود أيام متاثياس ونجاحهم أيام يهوذا مكابيوس واستمرار الحرب أيام يوناثان وسمعان إلى موت الأخير سنة 135 ق.م. وهذا السفر كتب أولًا بالعبرانية في أوائل القرن الأول ق.م. ثم ترجم إلى اليونانية ولم يبق لنا سوى الترجمة. ويختلف كثيرًا عن أسفار العهد القديم التاريخية إذ يشتمل على أعمال إنسانية فقط على أن المؤلف تحرَّى الحق في كتابته وهو وان ظهر منه عدم تحقيق فيما يتعلق بالأمور الرومانية وغيرها من الأمور الأجنبية إلا أنه ثقة يعتمد عليه في ما يقوله عن الأمور اليهودية.
(2) يبتدئ السفر الثاني في آخر ملك سلوقس الرابع فيلوباتور وينتهي بخبر انتصار يهوذا مكابيوس على سلوقس نيكانور سنة 160 ق.م. فمدته إذن اقصر من مدة السفر الأول وفي شرحه لنفس حوادث السفر الأول يختلف كثيرًا لكن لا شكّ أن السفر الأول أصح لأن السفر الثاني اقتطاف من مؤلفات جاسون القيريني. ولا نعرف من هو ياسون ها ولا ما هي تأليفه ولا من اقتطف هذا السفر عنه. إنما نعلم أن اقتطافه كان قبل خراب أورشليم وأنه كثير المبالغة وان غايته دينية.
(3) يذكر السفر الثالث خبر زيارة بطليموس الرابع فيلوباتور هيكل أورشليم سنة 217 ق.م. وطلبه أن يدخل قد الأقداس عنوةّ وما أصابه به الله إرهابًا ونكالًا لتهجمه على بت الله ثم ما ارتكبه هذا الملك من اضطهاد اليهود في الإسكندرية انتقامًا إلى أن خلصهم الله منه بعناية خاصة وحوله من عدو إلى صديق ومحسن لليهود. ومادة هذا السفر خرافية.
(4) يبتدئ السفر الرابع ببحث فلسفي عن تسلط العقل على العواطف ويبين أن هذه المسألة حقّ بقصة استشهاد اليعازر والأم مع بنيها السبعة (2 مك ص 6 و7).
(5) يحتوي السفر الخامس على تاريخ اليهود من هيلبودورس إلى هيرودس أي من سنة 184 إلى 86 ق.م.
وكان اسم "أسرة المكابيين" الحقيقي الحسمونيين من حسمون أبو جد متاثياس من أبناء يهوياريب (1 أخبار 24: 7) ولقب يهوذا ابن متاثياس "مكابيوس" ثم صار هذا اسمًا لجميع الأسرة وأخيرًا لكل الحزب الذي تكوّن نتيجة لظلم السلوقين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويرجح أن معنى هذا الاسم "مضرب". ولما أتى الناس المرسلون من قبل انطيوخس ابيفانيس إلى مودين وأمروا الشعب بأن يقدموا ذبائح وثنية قام متاثياس كاهن فرقة يهوياريب فقتل اليهودي الأول الذي اقترب إلى المذبح لكي يمتثب لهذا الأمر ثم قتل المرسلين أنفسهم وهرب إلى الجبال مع بنيه سنة 168 ق.م. وهناك اتحد معه عدد من أهل وطنه المتمسكين بديانته وهكذا ابتدأ معه عدد من أهل وطنه المتمسكين بديانتهم وهكذا ابتدأ العصيان ومات متاثيس سنة 166 ق.م. فخلفه يهوذا. وبعد أن ظفر بأعدائهم في بيت حورون وعمواس أخذ أورشليم وطهّر الهيكل ثلاث سنين بعد تدنيسه. ثم لما تمَّ له الظفر في أُداسة سنة 161 ق.م. على سلوقيس نيكانور ثبت استقلال اليهود، غير أن يهوذا قُتل في واقعة بعد ذلك بقليل. فاستأنف الحرب بعده أخوه يوناثان (الذي مات سنة 143 ق.م.) وسمعان (الذي مات سنة 135 ق.م.) وفي مدة ملك الأخير صارت وظيفة الكاهن العظيم تنتقل إرثًا في أسرته. وغير هركانس ابن سمعان سنة 135-105 ق.م. مبدأ سياسة الأسرة المكابية فاتحد مع الصدوقيين وهكذا فعل ابناه ارستوبولس الأول سنة 105-104 ق.م. الذي تسمى باسم ملك واسكندر جنيوس سنة 104-78 ق.م. وبعد موت أرملته الملكة الكسندرا سنة 78-69 ق.م. حدثت حرب أهلية بين ابنيها ارستوبولس الثاني وهوكانس الثاني فتداخل الرومانيون فصلًا للنزاع، فتغلب بومبيوس على ارستوبولس (الذي ملك بين سنة 69-و63 ق.م.) وعزله وجعل أخاه هركانس الثاني في وظيفة الكاهن العظيم وأقامه أميرًا تحت حماية الرومانيين. وخلف هركانس لنتيجونس ابن ارستوبولس سنة 40-37 ق.م. فكان آخر السلالة الحسمونية وانتقل الملك منهم إلى هيرودس الكبير المشهور بما كان له من المصاهرة في الأسرة المكابية.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:45 am | |
| إنجيل متى
(1) يذكر لوقا أن لاوي (متى) صنع للسيد المسيح وليمة "كبيرة" في أول عهده بالتلمذة (لو 5: 29-32) أما هو (متى) فيذكرها بكل اختصارًا تواضعًا (مت 9: 10-13).
(2) الشواهد والبينات الواضحة من نهج الكتابة بأن المؤلف يهودي متنصر.
(3) لا يعقل أن إنجيلًا خطيرًا كهذا هو في مقدمة الأناجيل ينسب إلى شخص مجهول وبالأحرى لأن ينسب إلى أحد تلاميذ المسيح.
(4) ويكر بابياس في القرن الثاني الميلادي أن متى قد جمع أقوال المسيح.
(5) من المسلم به أن الجابي عادة يحتفظ بالسجلات لأن هذا من أهم واجباته لتقديم الحسابات وكذلك فإن هذا الإنجيلي قد احتفظ بأقوال المسيح بكل دقة.
ويرّجح أن هذا الإنجيل كُتب في فلسطين لأجل المؤمنين من بين اليهود الذين اعتنقوا الديانة المسيحية. والسفر يظهر يسوع كأعظم الأنبياء والمشترعين الذي تمم العهد القديم - وانه مسيا الموعود به وملك شعب بني إسرائيل الحقيقي. ولم يرتب هذا الإنجيل ترتيبًا حسب سياق الوقائع بل حسب المواضيع فيجمع أعمال المسيح وأقواله حسب مشابهتها بعضها لبعض. ومع ذلك يبرهن أن يسوع الناصري هو المسيح. وكثيرًا ما يبرز متى شواهد من نبوات العهد القديم. ولا يعلم هل هذا الإنجيل هو الأول باعتبار زمن تأليفه إلا انع يستحق الوضع في صدور العهد الجديد لكونه الحلقة الموصلة بين العهد القديم والعهد الجديد وبين الناموس والإنجيل.
وموضعه في العهد الجديد كموضع خمسة أسفار موسى في العهد القديم فإن عظة المسيح على الجبل تقابل إعطاء الناموس من سيناء ويظهر لمن يقرأ جدول مواليد المسيح، والإعلان ليوسف وزيارة المجوس التي كلها تختص بهذا الإنجيل إن النظام الجديد إنما هو تتميم للنظام القديم لا ناسخ له. ومما يؤكد ذلك العظة على الجبل والأمثال بخصوص ملكوت السموات والتنديد بالفريسيين والصدوقيين وإبراز النبوات العديدة من العهد القديم التي صرح بأنها قد تمت في حوادث يسوع.
ويقسم هذا الإنجيل إلى الأقسام الرئيسية التالية:
(1) مولد المسيح مع سلسة نسبه (ص 1 و2)
(2) مقدمة لخدمة المسيح (ص 3-4)
(3) رسالته في الجليل (ص 4: 18-9: 35)
(4) إرساله التلاميذ للتبشير بملكوت الله (ص 9: 36-10)
(5) ازدياد مقاومة اليهود له (ص 11-15 : 20)
(6) ختام خدمة المسيح في بيرية (شرق الأردن) (ص 19-20)
(8) الأسبوع الأخير وفيه موضوع الآلام والقيامة (ص 21-28).
واختلفت القول بخصوص لغة هذا الإنجيل الأصلية فذهب بعضهم إلى كتب أولًا في العبرانية أو الآرامية التي كانت لغة فلسطين في تلك الأيام. . وذهب آخرون إلى أنه كتب في اليونانية كما هو الآن. فإن الرأي الأول فمستند إلى شهادة الكنيسة القديمة. فإن آباء الكنيسة قالوا أنه ترجم إلى اليونانية ويستشهدون بهذه الترجمة. فإذا سلمنا بهذا الرأي التزمنا بأن نسلم بأن متى نفسه ترجم إنجيله أو أمر بترجمته.
أما الرأي بأن متى نفسه ترجم إنجيله العبراني فيفسر سبب استشهاد الآباء بالإنجيل اليوناني نفسه فإن متى يوافق مرقس ولوقا في العظات ويختلف عنهما أكثر ما يكون في القصة. ثم إن الآيات المتقطفة في العظات هي من الترجمة السبعينية وفي بقية القصة هي ترجمات من العبرانية.
ولا بد أن هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم وينبئ ص 24 بوقوع ذلك. وذهب بعض القدماء إلى أنه كتب في السنة الثامنة بعد الصعود وآخرون إلى أن إنجيلنا الحالي كتب بين سنة 60 وسنة 65م. وإن إنجيلي مرقس ولوقا كتبا في تلك المدة نفسها.
مميزات هذا الإنجيل:
(1) أنه يضع أمامنا صورة لا تمام نبوات العهد القديم بيسوع المسيح (مت 1: 23 و2: 18 و23 و4: 15 وما بعده و8: 17 و12: 18 وما بعده و13: 35 و21: 5 و27: 9 وما بعده).
(2) يوجه هذا الإنجيل عناية خاصة إلى تعاليم السيد المسيح ويضع أمامنا خمسة خطابات أو مواعظ للسيد المسيح وهي:
(أ) الموعظة على الجبل وهي تتناول المقارنة بين حياة البر في القديم وبينها في العهد الجديد (مت ص 5-7).
(ب) واجبات المنادين ببشارة الإنجيل (مت ص 10).
(جـ) أمثلة لتوضيح ملكوت السماوات (مت ص 13).
(ء) مؤهلات التلمذة ليسوع المسيح (مت ص 18).
(هـ) تعاليم نبوية عن نهاية الدهر (مت 24 و25).
وينتهي كل من هذه الخطابات الخمسة بالعبارة " فلما أكمل يسوع هذه الأقوال" أو ما شابهه (مت 7: 28 و11: 1 و13: 53 و19: و26: 1).
وإلى جانب هذه تتميز هذه البشارة بما يأتي:
أولًا - حوادث توجد في هذه البشارة دون غيرها:-
(1) قصة ميلاد يسوع من ناحية انتسابه إلى يوسف (مت 1 و2)
(2) مشي بطرس على الماء (مت 14: 28 - 31).
(3) ضريبة الهيكل (مت 17: 24 - 27).
(4) نهاية يهوذا الاسخريوطي (27: 3 - 10).
(5) حلم زوجة بيلاطس (27: 3-10).
(6) الزلزلة وظهور الذين رقدوا عندما اسلم يسوع الروح (27: 51-53).
(7) ختم القبر الذي وضع فيه جسد يسوع بأختام (مت 27: 62- 66).
(8) ظهور يسوع المقام للنساء وللأحد عشر على الجبل في الجليل (28: 9 و10 و16-20).
ثانيًا - أمثال توجد في هذه البشارة دون غيرها:
(1) مثل زوان الحقل (مت 13: 24-30)
(2) "الكنز المخفي (مت 13: 44)
(3) "اللؤلؤة الكثيرة الثمن (مت 13: 45 و46)
(4) "الشبكة الجامعة (مت 13: 47)
(5) "العبد الظالم (مت 18: 23 - 34)
(6) "فعلة الكرم (مت 20: 1-16)
(7) "الأب وابنيه (مت 20: 28 - 32)
(8) "عرس ابن الملك (مت 22: 1 - 14)
(9) العشر عذارى (مت 25: 1-13)
(10) "الوزنات (مت 25: 1-13)
(11) الخراف والجداء (مت 25: 31 - 46)
ويلاحظ أن هذه هي البشارة الوحيدة التي تشير إلى الكنيسة وتذكرها باسم "الكنيسة" على وجه التخصيص (مت 16: 18 و18 : 17).
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: أسفار الكتاب المقدس الأحد يونيو 22, 2014 5:47 am | |
| إنجيل مرقس
وإنجيل مرقس (وليس إنجيل مرقص) هو الثاني في ترتيب الأناجيل الأربعة مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كتب بعد إنجيل متى. وهو أقصر الأناجيل الأربعة والمادة التي يقدمها في تفصيل كثير. فتقدم قصة حياة المسيح وأعماله وصلبه وقيامته بسرعة وفي تصوير رائع وفي مناظر تصويرية قوية متعاقبة الواحد تلو الآخر. وتسير هذه المناظر في ترتيب تاريخي متسلسل. ويوجه مرقس عناية خاصة إلى ما عمله المسيح أكثر مما يوجهه إلى تعليم المسيح فيذكر لنا لأربعة فقط من أمثال المسيح ويسجل لنا خطابًا واحدًا طويلًا من خطابات المسيح ابن الله القدير (مر 1: 11 و5: 7 و9: 7 و14: 61 وكذلك مر 8: 38 و12: 1-11 و13: 32 و14: 36)، والمخلص الظافر المنتصر. . ويسرد مرقس الحوادث تحت عنوانين: مناداة المسيح وخدمته في الجليل (مر 1: 14 - 509) والأسبوع الأخير في أورشليم (مر 11: 1 - 16: 8). ويصل بين هذين الموضوعين الرئيسيين بذكر الحوادث التي تمّت في المدة المتوسطة بين هذين الزمنيين (مر 10: 1 - 52) وتسري فكرة الألم والصليب خلال الإنجيل كله فيذكرها البشير ويعيد على الأذهان مرة بعد الأخرى وقد استعوب ذكر آلام ثلث الإنجيل تقريبًا ويظهر ظل الصليب في الصفحات الأولى من البشارة (مر 2: 20 و3: 6). فإن طريق التتلمذ للمسيح هي طريق حمل الصليب (مر 8: 34 وما يليه). وتتضمن معمودية الألم وتجرع الكأس (مر 10: 38 وما يليه). ولا توجد كلمات تصدق على مادة الإنجيل وروحه أكثر من كلمات المسيح الواردة في مر 10: 45 وفي كلمات قائد المئة في مر 15: 39 .
محتويات انجيل مرقس:-
St-Takla.org Im
يمكن أن تقسم محتويات هذه البشارة إلى: 1 - بدء الإنجيل 1: 13 (أ) مناداة يوحنا المعمدان 1: 2- 8 (ب) معمودية يسوع وتجربته 1: 9 -13 2- خدمة المسيح في الجليل ومناداته هناك وقيام السلطات الدينية عليه (1: 14 - 8: 26) (أ) في الأماكن الواقعة حول بحر الجليل (1: 14 - 5: 43). (ب) في الأماكن البعيدة عن بحر الجليل (6: 1 - 8: 26). 3 - المسيا والآلام العتيدة (8: 27 - 10: 45). (أ) إقرار بطرس (8: 27 - 33). (ب) التنبؤ بالآلام (8: 31 و32 و9: 3 - 32 و10 : 32 - 34). (جـ) التعليم عن التلمذة الحقيقية للمسيح (8: 34 - 38 و9: 23 - 37 و10: 13 و35 - 45). (د) التجلي (9: 2 - 13). 4 - سرد حوادث الآلام (10: 46 - 52). (أ) في الطريق إلى أورشليم (10: 46 - 52). (ب) الدخول إلى أورشليم (11: -11). (جـ) خدمة المسيح ومناداته في أورشليم (11: 12 - 13: 2). (د) خطاب نبوي عن خراب أورشليم والمجيء الثاني (13: 3 - 37). (هـ) موت المسيح (14: 1 - 15: 47). 5 - قيامة المسيح والقبر الفارغ (16: 1 - 8). 6 - خاتمة عن ظهور المسيح بعد قيامته (16: 9 - 20).
المصدر الذي اشتقت منه مادة انجيل مرقس:
كان الاعتقاد السائد في أواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كتب في روما ووجه إلى المسيحيين الرومانيين. وكتب بابيوس مستندًا إلى ما استقاه من يوحنا الشيخ لهذه العبارة التي اقتبسها يوسيبيوس في تاريخه الكنسي: "هذا أيضًا ما قاله لآرائه، سجل جميع الأشياء التي تذكرها من أقوال المسيح وأعماله وذلك لأنه لم يسمع الرب ولا كان من اتباعه ولكنه اتبع بطرس فيما بعد كما ذكرت آنفًا". وهذا الدليل الذي يأتينا من نهاية القرن الأول أو فاتحة القرن الثاني يربط بين كاتب هذا الإنجيل وبطرس. ثم أننا نجد ذكرًا لمرقس في رسالة بطرس الأول غذ يقول: "تسلم عليكم المختارة مثلكم، التي في بابل ومرقس ابني" (1 بط 5: 13). وبابل هنا اسم رمزي لروما وهذا القول لا يربط بين بطرس ومرقس فحسب بل يشير إلى أنهما يخدمان معًا، وفي الغالب أنهما كانا يخدمان في روما.
ومن المحقق أن مرقس انتهز الفرص الكثيرة التي أتيحت له ليتعرف على أقوال المسيح وأعماله من كثير من اللذين سمعوا هذه الأقوال وكانوا شهود عيان لهذه الأعمال إلى جانب بطرس وكذلك عرف الكثير منها عن طريق أفراد الكنيسة الأولى وقريبه برنابا والرسول بولس والتلاميذ الذين ترددوا على منزل أمه مريم (أعمال 12: 12 و17).
ومن الواضح أن مرقس كتب بشارته للامم ويظهر هذا من شرحه وتفسيره بعض العبارات الواردة عن أماكن في فلسطين وبعض العادات اليهودية وبعض التعبيرات غير المألوفة لدى الأمم (مر 3: 17 و5: 41 و4 و11 و34 و12: 42 و14: 12 و15: 22 و42 وغيرها).
ثم إن استخدام البشير لكلمات لاتينية كثيرة في صورتها اليونانية يرّجح الراي القائل بأن البشارة كتبت في روما.
تاريخ كتابة إنجيل مرقس:
وقد ذكر ايرينيوس أحد آباء الكنيسة الأولين أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلًا: "بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما (أو خروجهما) سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس" . وإذا كان الأمر كذلك فربما كتب هذا الإنجيل بين عام 65 وعام 68 م.
ويلاحظ أن الجزء الأخير من الإنجيل وهو (ص 16: 9 - 20) وجد في بعض المخطوطات القديمة ولم يوجد في البعض الآخر مثل المخطوطة السينائية ومخطوطة الفاتيكان. ولكن يجب أن لا يغرب عن بالنا أن حوادث الظهور الواردة في هذه الأعداد وكذلك أقوال المسيح المقام المذكورة فيها حقائق دامغة يؤيدها ورودها في الأناجيل الأخرى.
| |
|
| |
| أسفار الكتاب المقدس | |
|