الشهيد سيريناس البستاني
ترك كل ما له ليخدم الله في حياة الوحدة والبتولية. ذهب بهذه النية إلى سيرميام (يوغوسلافيا الآن) واشترى بستانًا وقام بزراعته وكان يعيش على الفاكهة والخضروات التي ينتجها.
سيدة تتمشى في بستانه:
عندما ثار الاضطهاد ضد المسيحيين اختبأ عدة شهور، ولكنه عاد إلى بستانه. وفي أحد الأيام وجد امرأة تتمشى في بستانه، فسألها بحرجٍ عما تفعله في ملكية رجل متوحد مثله، فأجابته بأنها تستمتع بالمشي في هذا البستان على وجه الخصوص، فرد عليها بحسمٍ وهو مصمم ألا يسمح لها بالبقاء إذ أدرك أنها إنما أتت إليه بنية غير سليمة: "إنه وقت القيلولة ومن غير المناسب لسيدة في مركزِك أو وقارِك أن تمشي في هذا الوقت غير اللائق الذي لا يخرج أو يتمشى فيه إنسان محترم".
إذ سمعت السيدة هذا التوبيخ هاجت وكتبت في الحال لزوجها الذي كان من ضمن حراس الإمبراطور ماكسيميان، واشتكت له بأن سيريناس قد أهانها، فذهب زوجها إلى الإمبراطور طالبًا العدل قائلًا: "بينما نقوم نحن بخدمتك والسهر على سلامتك تتعرض زوجاتنا للإهانة بعيدًا في بلادنا". أعطاه الإمبراطور خطابًا إلى حاكم المقاطعة لكي ينصفه.
استدعى الحاكم سيريناس وسأله: "كيف تكون من الوقاحة حتى تهين زوجة الضابط في بستانك؟" تعجب سيريناس ورد قائلًا: "حسب علمي إني لا أتذكر أنني أهنت أية سيدة، ولكني فقط أتذكر أن سيدة أتت إلى البستان في وقت غير مناسبٍ وقالت أنها جاءت لتتمشى، فقلت لها أنه لا يليق لامرأة في مركزها أن تأتي وتتمشى بالخارج في مثل هذه الساعة".
اشتياقه للاستشهاد:
هذا الدفاع جعل الضابط نفسه ينظر إلى الموضوع بوجهة نظر مختلفة، إذ أدرك أن سيريناس بريء بينما زوجته هي المخطئة ولذلك سحب دعواه على البستاني.
لكن كلام سيريناس أثار شكوك الحاكم، إذ علم أن إنسانًا بمثل هذا التدقيق لابد أن يكون مسيحيًا، فسأله عن ديانته فأجاب القديس بحسم: "أنا مسيحي"، ولما سأله إن كان يقدم القرابين للآلهة أجاب سيريناس: "أشكر الله الذي حفظني حتى هذا الوقت، لقد بدا لي أن الله قد رفضني لكوني حجر غير صالح في بنائه، ولكني أرى الآن أنه يدعوني لكي يكون لي مكان فيه. وإني مستعد أن أتألم من أجله، فربما يكون لي مكان في مملكته مع قديسيه". أجابه الحاكم بدهشة: "حيث أنك حاولت التهرب من قرارات الملك ورفضت أن تضحي للآلهة، فإنك تموت بقطع رأسك".
فعلًا قام بتنفيذ الحكم واستشهد القديس سيريناس سنة 302 م.
العيد يوم 23 فبراير.