الحياة الرّوحية لدى المؤمن الحقيقي والمسيتقيم بارثوذكسيّته وانجيله يلتزم له حياة نقيّة، مقدّسة، متعالية عن الارضيّات، بلا عيب ولا ضجر، باحترام لكلمة الله ولرجال الله ولكل مَن يُقيم من الله قيمة في حياته.
ليس من حقّك، مهما كلّف الامر، ان تندرج من بيت لآخر، ومن انسان لآخر لتدين الآباء الرّوحيين وأبنائهم، وكم بالحري ابيك الروحيّ! لتقول فيه كلمات يُسقطها ابليس فيك لتربح ثقته في الانفساخ الكليّ، ففي هذا تُظلم نفسك وتجعل مِن الذين يسمعوك عثرة قويّة في الاستنباط الالهيّ.
الوقاحة الروحيّة، تأتي ينبوعاً من وقاحتك الادبيّة والتربويّة. لا تستطيع ان تكون معلّماً للايمان وانت تريد من يعلّمك مبادئه الاوليّة!
انظر، ان كل انسان يدفع ثمن اخطائه، والجدير بالامر، ان تدفع ثمن اخطائك هنا على الارض افضل بكثير مِن ان يلاقيك ربّ السماء والارض في يوم الدينونة العامّة ويلقيك في أتون النار، حيث نارها لا تطفئ ودودها لا يموت.
كبريائك في عدم تقبّل وصية ابيك الروحيّ هي تحتّم عليك استدراجاً في الفسخ الرّوحيّ، لا بل الأخلاقيّ، لا بل النفسيّ، لا بل الكونيّ البشريّ في داخلك، وبه، هكذا تتصرف مع كل مَن هم حولك من سائر ابناء البشر، اخوتك في العيش والمجتمع.
والنتيجة معروفة ازاء ذلك، هو ابتعاد كل البشر عنك، لا سيما، الذين احبّوك كل الحب، وسلّموك ذواتهم تكريساً للتّعليم والتّطهير من خطاياك وعثراتك، ومنحوك سلامهم ومحبّتهم المكرسّة مِن محبّة ربّهم فيك ولك.
انتبه، ان لا تنقاد اكثر الى هلاك تصطنعه من كبريائك لئلا تسقط نفسك وتخور في جلباب ابليس الكاحل الظّلام.
تُب، وعُد ادراجك الى صفاء قلب القدّيسين، الى طهارة الفكر وخير الفعل، ووجدان الذّات لدى ربّها، لتفرح ملائكة السّماء بك، ابديّاً، آمين.