الجواهر الروحية
(أفسس 11)
• كيف ينظر الشهيد إغناطيوس إلى نفسه؟
يجب ان يتألم من أجل أسم الرب يسوع لكنه لا يعرف نفسه
إذا كان أهلا لذلك
(تراليان 4).
مع أنه مقيّد من أجل المسيح فإنه لم يصل بعد إلى كماله،
وهو يعتبر نفسه مبتدئا في مدرسته (أفسس 3).
طالما لم يصل بعد إلى مرحلة بذل الدم
فإنه يبقى معرضا للخطر ولو كبّلته القيود (تراليان13).
• ويحتاج الشهيد إلى محبة الكنائس وصلواتها في كل مكان.
لأهل أفسس يقول إنه يرجو بصلواتهم أن يوفّق في مصارعة الوحوش في رومية
ويؤهل للتلمذة الحقيقية (أفسس 1).
ومن أهل مغنيسية يطلب الصلاة حتى يصل إلى الله (مغنيسية 14 ).
ولأهل تراليان يعبّر عن حاجته إلى محبّتهم وإلى رحمة الله
ليؤهله للميراث الذي يستعد ليحصل عليه (تراليان 12).على حد تعبيره.
• صار معلما لكل الكنائس بكلمة الله
.يكلّمهم بسلطان. ينادي بأعلى صوته. يرجوهم.
ينبهّهم. يثني عليهم. يحثّهم.
أمر واحد يتحكّم بكل ما يقول لهم:
الوحدة في المحبة. دونك عيّنة من أقواله في هذا الصدد :
- صرخت، وأنا بينكم، وناديت بأعلى صوتي ، بصوت الله،
أرتبطوا بالأسقف وبالكهنة والشمامسة" (فيلادلفيا 7).
بدون هؤلاء لا توجد كنيسة "(تراليان 3).
"حيث يكون الأسقف هناك يجب أن تكون الرعية" (إزمير 8).
- كل شيء حسن إذا أختتم بالمحبة" (فيلادلفيا 9).
"الجوهري هو الإيمان والمحبة اللذان لا يفصلهما شيء" (إزمير 6).
"كونوا ... إخوة بالرحمة ولنحاول أن نتشبّه بالسيد ولنتبارى في حمل الظلم
والمهانة والأحتقار حتى لا يكون للشيطان في قلوبكم مكان ينبت فيه عشبه
"(أفسس11).
- "أهربوا من الشقاقات لأنها رأس الشرور" (إزمير 7).
"اخاطبكم كأصغركم محذرا من فخاخ العقائد الباطلة" (مغنيسية 11).
- يستودع الشهيد الله كنيسته المترمّلة ويطلب من الكنائس المحليّة
أن يولوها العناية والصلاة والمحبة. "اذكروا في صلاتكم الكنيسة
التي في سوريا التي يرعاها الله عوضا عني.
ولن يكون لها أسقف غير المسيح ومحبّتكم" (رومية 9).
من رسالته إلى أهل رومية
أعظم رسائل القدّيس أغناطيوس تلك التي كتبها من إزمير إلى أهل رومية.
فلقد بلغه أن المؤمنين هناك يستعدون لإنقاذه من الموت
فساءه الأمر وشعر بالخطر مداهما فكتب لهم هذه الرسالة النارية
التي عبّر لهم فيها عن منية قلبه، في الحقيقة، وعن رغبته إليهم
في شأن ما بلغه أنهم مزمعون أن يفعلوه.
وهذا بعض ما جاء في هذه الرسالة الخالدة:
" من أعناطيوس المدعو أيضا الحامل الإله إلى الكنيسة...
المترئسة في عاصمة الرومانيين... المتقدّمة بالمحبة...
آمل أن أصافحكم بيسوع المسيح أنا المقيّد بالحديد من أجل أسمه
و أرجو ان تؤهلني إرادته للسير في طريقه حتى النهاية.
أأستطيع أن أصل إلى مبتغاي دون عائق؟
... أخشى أن تظلمني محبتكم ...
لن تتاح لي فرصة كهذه للذهاب إلى الله..
لا أطلب منكم شيئا ...
فقط أن تتركوني أقدّم دمي ضحية على مذبح الرب ...
أرجو أن تسألوا الله ليعطيني القوّة الداخلية والخارجية
لأكون إنسانا مسيحيا لا باللسان فقط بل بالقلب، لا بالإسم بل بالفعل ...
ليست المسيحية إلا قوّة الله عندما تضطهد في العالم ويتجه ضدها مقت البشر.
أكتب إلى الكنائس كلها لأعلن لها أني أموت بمحض أختياري من أجل المسيح ..
أضرع إليكم راجيا أن تضعوا عطفكم جانبا لأنه يفيدني
. اتركوني فريسة للوحوش. إنها هي التي توصلني سريعا إلى الله
. أنا قمح الله أطحن تحت أضراس الوحوش لأخبز نقيا للمسيح ...
اضرعوا إلى المسيح حتى يجعل من الوحوش واسطة لأكون قربانا لله
...أتوق للوحوش التي تنتظرني ... أرجوكم أن تتركوني وشأني.
أني اعرف ما يوافقني. لقد أبتدأت أن أكون تلميذا للمسيح ...
قربت الساعة التي سأولد فيها . أغفروا لي يا إخوتي،
دعوني أحيا، أتركوني أموت ... اتركوني أقتدي بالآم ربّي ...