الكأس الذهبية
=========
بعد أن انتهي الفنان العالمي ليوناردو دافنشى من رسمهِ للوحته الشهيرة : العشاء الأخير .
وكانت بالطبع غاية في الإتقان الفني، حتى أن الكأس الذي كان في يد الرب يسوع، كان يبدو وكأنه كأساً
حقيقياً من الذهب الصافي المُرصّع بالجواهر الثمينة !..
ودعا بعضاً من أصدقائه لكي يُبدوا برأيهم في هذه اللوحة التي أخذت منه وقتاً طويلاً جداً في رسمها .
وعندما رآها أصدقاءه انبهروا من جمالها، ولكن واحداً منهم جذبه جمال الكأس الذهبية، وعلّق عليه قائلاً
:
’’ لم أرى من قبل كأساً بهذه الروعة والإتقان الفني، إنه يبدو وكأنه كأساً حقيقياً ‘‘ !..
لكن ما أن سمع دافنشى هذه الكلمات، حتى أسرع وأتى بفرشاته وغمرها في بعض الألوان الداكنة، وبدون
تفكير أعاد تلوين الكأس الذهبية بألوان عادية جداً، وجعل منه كأساً يبدو عادياً جداً، ويبدو وكأنه بلا قيمة
مادية .. مجرد كأساً عادياً لا يجذبك منظرهُ !..
ثم نظر إلى أصدقائه، وقال لهم : ’’ لا تنظروا للكأس الذهبية، انظروا إلى جمال وعذوبة ورقة وعظمة
وجه الرب يسوع .. إنه " يسوع وحدهُ " منْ يستحق النظر إليه ‘‘ !..
نعم ..
" يسوع وحدهُ " فقط ، " وليس سواه " ( تث39:4 ) .
لا أشياء ولا أشخاص ولا أي خليقة أخرى تستحق أو تقدر أن تجعلنا نميل بأنظارنا إليها ولا نعود نتطلع
فيه ونحبه وحدهُ ( رو39،38:8 ) !.
البعض ينشغل بطريقة العبادة عن المعبود نفسه .. لا تقع تحت قيود الكأس الذهبية فتشغلك عن ممسك
الكأس وصانعه .. الأبرع جمالا