هؤلاء غيّروا العالم
وماادراك ما الرسل حقا ما اعظم الرسل
لو نظرنا إليهم بمقاييس اليوم لذهلنا واصابنا العجب والدهشة والاستغراب
كيف لعدد هكذا قليل غير مجهز بأي من عناصر القوى الارضية:
عدد- عدة- مال – سلاح –ت نظيم وقواعد دعم وإمداد….
ان يقتحم عالما متوحشاً، عاش لقرون يتكاثر ويتحارب ويعبد
بطريقة وأسلوب مغاير تماما لما نادى به الرسلظ فكيف استطاعوا ان يغييروه؟
كيف لرجل مثل بطرسن صياد من إخمص القدمين إلى منبت شعر رأسه
ان يصير زعيما وقائدا بهذا السلطان والقوة التي تجعله يحيي ويميت بكلمة…
“هوذا الذين اخذوا زوجك عائدون ليحملونك…”
ما هو يا ترى سرّ هذه العظمة وتلك القدرات التي تجعل في مجرد عبور ظل هذا الرجل قوة حياة تقيم
الموتى حيث كانوا يضعون الموتى في الطريق حيث يعبر وكان ظله يقيم الموتى ومن اين له تلك
الحكمة التي جعلته يتخذ مواقفا ضد مواقفه الشخصية !فيقبل غير اليهود “رأي الروح القدس ونحن”
وقد إختار الروح منذ البدء ان من فمي انا بطرس يسمع الأمم كلمة الخلاص ويؤمنون
ما الذي منحه تلك الجرأة وهو طريد العدالة والقانون أن ينطلق كالسهم
ليصل إلى عاصمة الإمبراطورية الرومانية ويغزو بالإيمان القصر الملكي
هل هناك أي تفسير منطقي أو بشري؟ كلا على الإطلاق ، بل هناك عامل آخر
ما الذي يدفع رجلا كبولس أن يعتبر نفسه والعالم قذارة ليربح المسيح
ما الذي دفعه لتلك الأسفار والمشقات والأتعاب
ولماذا تحمل البصق والطرد والجلد والإضطهاد
وهو الفريسي بن الفريسي والمواطن الروماني المكرم على العالم المستعبد آنذاك
وما هذا العشق الذي امتلك كيانه وسيطر عليه لدرجة تفعه ان يصرخ
لست أنا الحي بعد بل المسيح يحيا فيّ هل هناك أي تفسير منطقي أو بشري؟
كلا على الإطلاق ، بل هناك عامل آخر ما الذي قاد توما الى الهند ودفع مرقس إلى أرض الفراعنة ومن
ذهب بغيرهم من الرسل إلى افريقيا وإلى أقاسي الأرض
هؤلاء الأفذاذ في بساطة ملبسهم ورقة حالهم وسلاسة كلمتهم
غيروا ممالك وأزاحوا إمبراطوريات حاربوا فلسفات وقاوموا نظريات
وأقاموا أخوة عالمية، طالما حلمت بها البشرية قرونا
اؤلئك الحواريون البسطاء وضعوا على العالم بصمتهم البريئة
التي مازالت تشكل وجدانه وتقوده الى اليوم
والسؤال الملح إلى اليوم هو: كيف استطاع هؤلاء القوم القليلي العدد والحيلة أن يغيروا العالم يجب ان
نعترف بهذاانه لا يمكن لقوة البشر وحدها ان تقوم بهذا
فهذا ليس عمل إنسان إنه عمل الله وهذا ليس عمل الله وحده بل عمل الإنسان
وهذا هو عمل الله وافنسان حين يتّحدان فيصير لعمل الإنسان نفس قوة عمل الله
وهذا ما تحقق في الرسل وهو ما نحتفل به اليوم
فلنتعلم الدرس انه لا بالحول ولا بالقوة لكن بعمق إلإيمان وصدق الشهادة
وصلادة الكفاح المسالم المهادن الوديع
يمكن ان نغيّر العالم