سر الحبّ: في الزواج والعائلة

على قدر انسكاب المحبّة في أشواق البشر، هم أيضا في ما بينهم، يصوّرون العلاقة الثالوثيّة القائمة في الله. العشق البشريّ لا يضحي شيئًا من الحبّ الإلهيّ، إلاّ إذا صار الشخصان اللذان يساهمانها لكلّ منهما محبًّا ومحبوبًا، لا بمقابلة خارجيّة هي إيّاها الثنائيّة، ولكن بقيام الوجه إلى الوجه الذي الله ثالثهما وجامعهما. وحده يحيي الاثنين ويجعلهما قائمين في استقلال ووحدة معًا.

أنا لست أعتقد أنّ الإنسان يقع في الحبّ، كما تقول اللغات الأوروبّيّة، ولكنّ الحقيقة أنّه يستسلم لما قرّره.

الزواج ليس مجرّد عقد، وإن كان لا بدّ من العقد انطلاقًا. ليس عقدًا. إنّه عهد والعهد الله واضعه، والعهد الذي تقطعه أنت لامرأة مبنيّ على كلمة الله، ولك أن تقرأها بدءًا من حبّ الهوى.

الحياة كلّها اكتشاف أو رؤية، وهذا يتطلّب منك انتباهًا كبيرًا إلى الآخر، وخدمته اليوميّة بتفاصيل يوميّاته، مع قرار المكافحة للشرّ فيك وفيه. والرؤية أن تعرف أنّ قلب الآخر كون واسع يملأه الله من حضرته وأنّ عليك، إذ ذاك، أن تقف أمام الفريق الآخر في حالة الدهشة القريبة من دهشة المصلّي بوجه ربّه، أو بدهشة الشاعر عند الإبداع.

سرّ العائلة مثل سرّ كلّ كتلة بشريّة يوجد فيها الإنسان بقدر ما يكتشف الآخر.

نموذج الأمّ هي مريم فإذا أعطت الوالدة نفسها لولدها عطاء كاملاً تصبح مريمًا جديدة.

انّ ملتقى العروس بالعروس، ككلّ لقاء صميميّ، إنّما هو هجرة إلى الله.

» الزواج هو سرّ الحب.. المفهوم الروحي والإنساني لسر الزواج
» ومن الحبّ ما قتل ...
» ما الحبّ؟
» أين ذهب الحبّ ؟
» ما تفسير الحبّ؟