قدرة المسيح على الخلق!
*************
لا شك أن الخالق هو الله.
وقصة الخليقة تبدأ بعبارة
"في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1).
والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شيء.
وفي سفر اشعياء يقول الله:
"أنا الرب صانع كل شيء، ناشر السموات باسط الأرض" (اش 44: 24).
" أنا الرب صانع كل هذه " (اش 45: 7).
***
1 - ومع ذلك هناك آيات في الكتاب تذكر أن المسيح هو الخالق:
(يو 1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح:
"كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان"
وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضا بغيره ما كانت هناك خليقة.
ويقول أيضا "كان في العالم، وكون العالم به" (يو 1: 10) ..
(عب 1: 1) ويقول بولس الرسول: "الذي به عمل العالمين".
(كو 1: 16) ويقول أيضا "فإن فيه خلق الكل، ما في السموات
وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشا أم سيادات
أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق.
(1 كو 8: 6) ويقول أيضا "به جميع الأشياء ونحن به".
***
2 - وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق.
منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو 9: 10 17).
وهنا خلق مادة لم تكن موجودة، أمكن بها إشباع هذه الآلاف.
ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا.
ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتا عشرة قفة.
فمن أين أتت كل هذه الكسر.
إنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع.
وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة.
ويشبة هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال.
وذلك من سبع خبرات وقليل من السمك (متى 15: 32 38)
ثم رفعوا ما فضل عنهم سبعة سلال مملوءة.
وهنا أيضا خلق مادة لم تكن موجودة.
والقدرة على الخلق هي من صفات الله وحده.
***
3 - ومن معجزات الخلق أيضا تحويل الماء خمرا في عرس قانا الجليل (يو 2).
وهنا عملية خلق: لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين
فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟
لقد خلق السيد كل هذا في تلك المعجزة، التي مما يزيد قوتها
أنها تمت بمجرد إرادته في الداخل، دون أية عملية
ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر ...
إنما قال "املأوا الأجران ماء، فملأوما ثم قال لهم استقوا الآن
(يو 2: 7، 8).
وهكذا صار الماء خمرا بمجرد إرادته أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر.
***
4 - ومن معجزات الخلق أيضا منح البصر للمولود أعمى (يو 9).
لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل.
وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول.
الطين الذى يضعونه في عين البصير فيفقده البصر، وضعه السيد في محجرى الأعمى
فصار عينين.
ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل
بعد ذلك في بركة سلوام.
والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس
أمكن هنا أن يثبت الطين العينين في المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب ...
ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود
"منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمى (يو 9: 32).
***
هنا ويوجهنا سؤال لاهوتي هام وهو:
5 - كيف يكون المسيح خالقا، بينما الخلق من صفات الله وحده؟
لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله.
إذن فهل هو الذي خلق الكون أم الله الآب هو الذي خلق الكل
أم إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله
بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني.
لذلك يقول الرسول "الذي به عمل العالمين". به أي بعقله، بحكمته ...
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †