مديح النفس مديح كاذب

مديح النفس مديح كاذب

1 أَفَنَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا؟ أَمْ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ كَقَوْمٍ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ، أَوْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنْكُمْ؟
2 أَنْتُمْ رِسَالَتُنَا، مَكْتُوبَةً فِي قُلُوبِنَا، مَعْرُوفَةً وَمَقْرُوءَةً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ.
3 ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ.
في اليوم الخمسين لقيامة الرب يسوع المسيح بالجسد من القبر حل الروح القدس على التلاميذ يوم العنصرة وبهذا الحلول ولدت الكنيسة وترعرعت وكبرت وانتشرت وامتدت .
هذا الحلول للروح القدس أعمال 2 كان له فعله في الرسل القديسين اللذين هم نواة الكنيسة الأولى :
1- طرح عنهم الخوف والاختباء خلف الأبواب المغلقة
2- ذكرهم مثبتا كلام المسيح في قلوبهم وأفكارهم
3- قسَّم المواهب في الكنيسة فالبعض معلمين والبعض كارزين والبعض واعظين ومرتلين والبعض صانعوا عجائب . 1 كورنثوس 12 : 28
4- وضع الكلام في أفواه الرسل للكرازة والتعليم والرد على الحكام وبهذا تحقق قول الرب يسوع لهم :

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.
5- صنعوا العجائب الباهرة
فالرسل القديسين حين عملوا ولو أنهم تعبوا وسهروا وجُلدوا وتعرضوا للموت . بالمقابل كانت البشارة تنتشر وبسرعة كبيرة لكنهم لم ينسبوا نجاحا لنفوسهم لأنهم كانوا مجرد أدوات بيد الله يحقق بواسطتهم كل ما يلزم لنجاح الكرازة وفتح الكنائس من أقصى المسكونة إلى أقصاها .
الرسول بولس كان يرد على مديح الناس وتصرفاتهم التي تمدح أشخاصهم بطريقة غير عادية لذلك أكد في هذه الآيات أنهم لا يمدحون أنفسهم بل ينسبون كل شيء للروح القدس العامل فيهم .
فعلى سبيل المثال لننظر الرسول بولس بماا يفتخر :

إِنْ كَانَ يَجِبُ الافْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي. 2 كورنثوس 11 : 30
وفي غلاطية 6 : 14 يقول :

وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.
ويعلمنا بوضوح أن من يفتخر فليفتخر بالرب حيث يقول :

وَأَمَّا: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ». 2 كورنثوس 10 : 17
فكيف نفتخر بالرب هنا ؟
1- نفتخر بعمل الرب في تتميم عملية الفداء
2- نفتخر بالرب من جهة تغييره لحياتنا إيجابيا
3- نفتخر بالرب بعمله الخلاصي في الكنيسة
4- نفتخر بالرب بالالتزام بكنيسته المقدسة التي اقتناها بدمه على الصليب .
لقد افتخر الرسل فقط بضعفهم فهم بالجسد ضعفاء لا حول لهم ولا قوة وأن عمل الكرازة العظيم تم بقوة الرب التي منحها لهم كل حسب طاقته .

فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. 2 كورنثوس 12 : 9

مِنْ جِهَةِ هذَا أَفْتَخِرُ. وَلكِنْ مِنْ جِهَةِ نَفْسِي لاَ أَفْتَخِرُ إِلاَّ بِضَعَفَاتِي. 2 كونثوس 12 : 5
ونحن كرعاة نسير على هذا النهج ونعتبر أنفسنا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة لكننا نصرخ مع الرسول بولس في رسالته إلى أهل فيليبي :
أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني فيلبي 4
وقبلها قول الرب يسوع المسيح : غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله .
فاليوم كل من ينسب لنفسه بناء أرضيا أو نجاحا في الخدمة أو قوة في الوعظ والتعليم ولم ينسبه لنعمة الروح القدس فقد تسلل شيطان الكبرياء إلى نفسه ومتى وصلنا لهذه المرحلة نكون قد عدنا لخطيئة البشر الأولى وهي الكبرياء التي كسرها المسيح بتواضعه حين أتى بالجسد إلى أرضنا .
فاليوم من يريد الافتخار منا فليفتخر :
بنتيجة عمل الله في الناس .
بخلع زوان الخطيئة من القلوب
بإيداع رسالة الرب في قلوب لحمية أي القلوب التي تنبض بالحياة مع المسيح وأن تكون كلمة الله محفورة في هذه القلوب وبلا رياء .
نحن نفتخر بالنعمة الإلهية التي تعمل فينا إكليروسا وشعبا ونقتدي بالرسول بولس فإننا نفتخر بالرب ومن جهة أخرى نفتخر بضعفنا ونتذكر دوما قولا مهما للأعظم في مواليد النساء أي يوحنا المعمدان القائل عن الرب يسوع المسيح :

يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. إنجيل يوحنا 3 : 30
آمين