الأنانية وإرضاء النفس .
لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا ( في 2: 4 )
الأنانية .
هذه الخطية ضد روح المسيح لأنه في الكتاب المقدس ربنا يسوع المسيح (لم يُرضِ نفسه)
(في 2: 4 )
ومن هذه الكلمات نفهم مباشرة أن الأنانية مُضادة للمسيحية إذ نقرأ في 1يوحنا2: 6 أنه يجب أن نسلك كما سلك المسيح.
والكتاب المقدس يعلِّمنا في مناسبات أخرى هذا المبدأ :
لا يطلب أحدٌ ما هو لنفسهِ، بل كل واحدٍ ما هو للآخر» (1كو10: 24)
لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسهِ، بل كل واحدٍ إلى ما هو لآخرين أيضًا» (في2: 4)
والأنانية علامة من علامات الأزمنة الأخيرة :
الناس يكونون مُحبين لأنفسهم» ( في 2: 21 )
أي أنانيين .
هذا هو أصل النزاع والخلاف فالرجل الأناني يطلب ما هو لنفسه، وليس ما هو للآخرين، ولا ما هو ليسوع المسيح (في2: 21)
كما يوضح الرسول بأسلوب مؤثر إلى الفيلبيين متألمًا من أن هذه الخطية كانت شراً عظيماً في أيامه.
والأنانية موجـودة في كـل مكان، حتى مع الأسف بين المؤمنين، مع أنها رذيلة منفِّرة بطبيعتها.
وكم نشعر بالخجل عندما نتأمل كيف أن أحسن أفعالنا في بعض الأحيان موصومة بصفة الأنانية .
وإرضاء النفس :
فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ، وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا." ( رو 15: 1 )
أو بمعنى آخر طلب ما هو للنفس، أمر لا يوافق عليه الكتاب المقدس مطلقاً .
وهذه الصفة تظهر في الأمور الصغيرة والكبيرة، في اختيارنا لنوع العمل الذي نعمله للرب.
في اختيارنا لمحل الإقامة، وفي الرفقاء، وفي الملابس، وفي العمل، وفي أمور صغيرة نمارسها يومياً.
ولكم نشعر بالخجل عندما نجلس فترة ونتأمل في طرقنا لإرضاء أنفسنا في الأمور الصغيرة حيث يتطلع الواحد ليكون (الأول) وهكذا نكون مُضادين لروح ربنا يسوع.
ويظهر أيضاً : طلب ما هو للنفس .
في طريقة تتبع الربح المادي. في حالة عدم التدقيق في الحصول على المال، أو في حالة الاهتمام الشديد بتخزينه.
لم يكن بولس هكذا إذ قال : غير طالب ما يوافق نفسي، بل الكثيرين، لكي يخلُصوا.
هذا النوع من التصرف يصفه إشعياء بالقول :
التفَتوا جميعاً إلى طُرقهم، كل واحدٍ إلى الربح عن أقصى» (إش56: 11)
حقاً إنها من علامات الأزمنة الأخيرة أن يحاول الإنسان الارتقاء في العالم عن طريق دفع الآخرين إلى أسفل.
فلنحكم على أنفسنا في ضوء هذا، غير طالبين المجالس الأولى في المجامع، ولا التحيات في الأسواق.