من هو الروح القدس ؟
مقتطفات من رسالة القديس باسيليوس الكبير.
جوهرٌ إلهيٌ عاقلٌ لا حدود لمقدرته، لا نهاية لعظمته.
فوق الإحساس الزمني وغير خاضعٍ للدهور.
واهبٌ لخيراته الخصوصية.
كلُ الخليقةِ تتجه نحوه في عوز وفقر شديد لتقديسه.
كلُ الخلائق التي تتنفس الحق تابعةً له بالضرورة وملتحقةُ به،
ينعشها بالإلهام ويقودها برفق حتى يبلغها غايتها الكاملة.
هو المتقن لكل الأشياء والساكب حياةً على العالم.
حضرته كليةٌ في الزمان والمكان، فلا وجود لشيء إلاَّ به.
مصدر التقديس والنور الذي لا يُدرًك إلاَّ بحاسة العقل الروحي.
يشرق ذاته على الخليقة العاقلة الباحثة عن الحق، فتتمثله كطاقة استعلان واستنارة للرؤيا.
حسب طبيعتنا الحسية لا يمكن أن ندنو منه، ولكنه مُدرَكٌ بانتباهة العقل المنعطف ناحية الخير.
الأشياء مملوءة طبيعياً بقوته، ولكنه لا يتصل شخصياً إلاَّ بالخليقة المنفتحة له.
ليس لمعطائيته مقياس واحد، ولكنه يقسِّم مواهبه حسب نسبة الإيمان.
في جوهره بسيط، في طاقته متعدد ومتنوع.
موجودٌ بكله وتمامه في كل واحد، وكله موجود في كل مكان.
يتوزَّع بلا انقسام في صفاء وبغير اضطراب.
يتقاسمه آخذوه دون أن يفقد كليته، كشعاع النور الذي يوصل لك الشمس في رفق وتلطف،
وكأنما هي مشرقة لك وحدك مع أنها مشرقة على الدنيا كلها.
فالروح هكذا لكل من يتقبَّله، يكون كأنه له وحده مع أنه باعثٌ لنعمته بكفاية وكمال لكل بني الإنسان.
الكلُ يتعزَّى به كقدر طاقته لا كقدر طاقة الروح في ذاته.
وهو الذي بواسطته اقتبل الإنسان حالة التبني وتحول فيه الموت إلى عدم موت.