* كيف امتلأ المسيح من الروح القدس وهو مانح الروح القدس؟
✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞
قد صار جسدًا أي إنسانًا غير محتقر لمسكنتنا بل لكي نتغتنى نحن بما له فصار شبيهًا لنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها، لقد قبل أن يتقدس كإنسان من أجلنا وهو الذي ...يقدس الكل كإله وحل الروح القدس عليه كالتدبير لأجل إنسانيته.
* لماذا صام المسيح وهو غير محتاج للصوم؟
✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞
لقد صام ليضع نصب اعيننا اعماله قدوة وليؤسس سر النصرة والغلبة وطريقة سكن البرارى،
لأن بهذا يغلب.. وهكذا وضع نفسه لنا مثالا يحتذى به،
فهو صام عنا ولأجلنا وانتصر لنا لننتصر به،
مؤسسا بصومه سر اللاهوت النسكى والحياة الرهبانية ليلهمنا الطريق الذي نسلك فيه،
وفي الواقع نحن في المسيح فزنا بكل هذه البركات، فالسيد يظهر بين المجاهدين
بينما هو كإله يمنح الجائزة للفائزين ويبدو بين اللابسين الاكاليل بينما
هو الذي يضع الأكاليل على رؤوس الغالبين مكللا بالمجد كل أحد ونحن فيه قد ربحنا كل شيء لحسابنا،
لقد غلب وأفحم خبث الشيطان لذالك يدعونا القديسون دائما أن نثبت أنظارنا على مسيح البرية
كقائد لنا في حياة النسك.
فيقول مار اسحق "ان المسيح يتقدمنا بنفسه غى هذا الموكب النسكى صائما معتزلًا مصليًا".
وقد أنطبعت روح الآباء هذه في صلوات الكنيسة فلا زالت الكنيسة في عبادتها الليتورجية
أثناء الصوم تثبت أنظارنا في المسيح كقائد ناسك مظفر
(تعالوا وانظروا مخلصنا محب البشر الصالح صنع فعل الصوم مع عظم تواضعه
وعلمنا المسير لكي نسير مثله) ذكصولوجية الصوم المقدس.
كيف يجوع السيد المسيح مع انه هو الذي يعطى طعاما للجائعين؟
✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞✞
جاع أخيرا مع انه هو الذي طعاما للجائعين وهو الذي يشبع كل الجياع
ببره بل هو نفسه الخبز النازل من السماء ولكنه من جهة اخرى لم يرفض فقرنا
فكان يليق به ان لا يترفع عن أي شيء يتعلق بمسكنتنا الإنسانية الضعيفة،
من هنا قيل انه جاع، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى..
فهو اخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، وهو الذي افتقر وهو غنى لكي نستغنى نحن بفقره (2كو 8: 9)
لقد جاع ليؤكد حقيقة ناسوته فهو جاع معنا ولنا ليعطينا الشبع والغنى،
وبنفس هذا الجوع انتصر على الشيطان، فلم يصعد (الى البرية)
كمن هو ملزم أو من هو اسير إنما صعد بإشتياق إلى المعركة،
وان كان الشيطان يذهب إلى الإنسان ليجربه، إلا إنه لا يستطيع ان يهاجم المسيح،
لذا ذهب المسيح اليه.
قال إبليس: توهم إبليس ان ألم الجوع سيحقق مقاصده الشريرة وقال له
(ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا)
وهنا الشيطان يجرب المسيح كأنه إنسان عادى أو كواحد من القديسين
لأنه كان مرتابا في ان يكون هذا هو المسيح، فأراد المحتال الماكر ان يتحقق من إلوهيته المسيح
معتبرا ان تحويل طبيعة شيء سيكون من عمل وفعل قوة الله وقدرته،
وعلم المسيح دهائه وحيله الماكرة فلم يحول الحجر خبزا
(كما حول الماء في عرس قانا الجليل إلى خمر)
وصد إلحاح الشيطان وفضوله قائلا (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان).