"الصحيح روحياً يفرح بالمرض، أما المريض روحياً فيعاني".
لقد أحبّ القديسون الضيقات لأنهم أدركوا أن اقتبالها بلا مضض
سيغدو بوّابة لملكوت الله.
لكنهم عرفوا في الوقت نفسه أنه بينما تمنح الضيقات الأقوياء
روحياً الملكوت السماوي، فإنها قد تقود الضعفاء إلى حافة اليأس.
ويبدو أنّ سبب التخلّص من الضيقات أمر يتعلّق بالضعفاء
وليس بالأقوياء.
ويقول أحد الشيوخ القديسين:
"الصحيح روحياً يفرح بالمرض، أما المريض روحياً فيعاني".
يُحكى عن الشيخ فيلارتوس، رئيس دير الكونستامنيتو
أنّ أحد تلاميذه وجده مرّة جالساً على كرسيّه حزيناً فقال له:
"ما بالك أيها الشيخ؟".
فأجابه:
"لم تعبر بي اليوم أية تجربة! لقد تخلّى الله عنّي".
فعندما كان القديسون يسلكون على هذا النحو في حياتهم الخاصّة
كانوا يصلّون لأجلنا حتى يعتقنا الله من الضيقات.
عندما يتحدّث القديس الذهبي الفم عن ضيقات الإنسان يدعوها "أسماء فقط
لأنه ما من شيء يحدث في الحقيقة (الضيقات بالقول وليست بالفعل)".
لكنه ينصحنا أن نتوسّل إلى الله أن يعتقنا منها.
لأنه من الأفضل أن يُحرم المجاهد الإكليل من أن تؤدي به الضيقات إلى حافة اليأس.
خير لنا أن نقرّ بضعفنا الروحي ونتوقّع كل شيء من رحمة الله العظمى.