المفهوم الصحيح عن الصلاة!
****************
هل تغير الصلاة مشيئة الله؟
لا تغير الصلاة مشيئة الله ولكنها تغير الأشياء بسماح من الله وفي إطار مشيئته.
**
أليس الله أبا حنون يمنح أولاده ما يطلبوه؟
نعم هو أب حنون ولكنه أيضا ذو سلطان يمنح ما فيه خيرنا
ويمنع ما لا يؤول لخيرنا أيضا، بل ويضطر أيضا أن يؤدب أبناؤه إن تطلب الأمر.
**
فهل معنى ذلك أن لا نصلي؟
بكل تأكيد لا، فالمؤمن الحقيقي لا بد وأن يصلي ومن به الروح القدس
لا بد أن يعمل فيه الروح عمله الشفاعي، بالإضافة إلى
أن هناك بعض البركات المشروطة بالصلاة والتي جعلها الله في سلطانه،
ولأننا أيضا لا نعلم ما هي مشيئته فنحن إذا نحتاج
للصلاة دائما.
**
وإن كانت الصلاة التي بحسب مشيئة الله
هي فقط التي تستجاب فكيف نعرف مشيئته؟
أولا عن طريق كلمة الله التي تعلن لنا أفكاره وشخصه.
ثانيا عن طريق الروح القدس الذي يشفع فينا بحسب مشيئة الله
فيغرس في قلوبنا الصلاة التي بحسب مشيئته.
**
فماذا لو كان هناك أمرا مستغلقا علينا ولم نعلم مشيئة الله بخصوصه؟
علينا إذا أن نصلي بأن تكن مشيئته. إذا كان بحسب مشيئة الله
أن أشفي من مرض ما ولم أصل.
**
هل سيعطيني الله الشفاء رغم عدم صلاتي؟
أولا إذا كانت مشيئة الله لي هي الشفاء من مرض ما فسوف يضع الروح القدس
الطلبة في القلب ويمدني بالمثابرة اللازمة لها حتي يستجيب لي الرب.
ثانيا إذا قاومت أنا شفاعة الروح القدس في بأن أصلي من أجل الشفاء
بخصوص هذا المرض فأعتقد أن الأمر متروك لسلطان الله.
**
ولكن ما الفائدة من القول بأن الصلاة لا تغير مشيئة الله؟
إذا أدركنا أن الصلاة لا تغير مشيئة الله فهذا يساعدنا علي تكوين فكرة صحيحة عن الصلاة
وعن شخص الله، ويساعدنا أيضا أن نتصالح بسرعة
مع مشيئته عندما يسمح لنا بضيق أو ألم أو احتياج غير مسدد.
*****
إن الرغبة في تغيير مشيئة أبينا السماوي الصالحة ليست إلا ثمرة طفولتنا الروحية والكتابية،
فالطفل يبكي لأنه يريد الحصول على شيء تمنعه عنه محبة أبيه،
أما عندما ينضج هذا الطفل وتتوافق رغباته مع رغبات
أبيه لن يريد أو يرغب إلا ما يرغبه ويستحسنه أبيه.
أيها القارئ الحبيب إن أبينا السماوي رأى في القديم أن ما عمله "إذ هو حسن جدا"،
وربنا يسوع المسيح في أيام جسده "عمل كل شيء حسنا".
فلندعه إذا يعمل ما يشاء ولا نتذمر أو نتمرد على مشيئته بل ليكن شعارنا بالصدق هو
"لتكن مشيئتك"!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †