أسرارٌ تكشفها العذراء للمرّة الأولى الى الطوباوية "ماريا دا غريدا"،
في كتابها (الحياة الإلهية للعذراء مريم الفائقة القداسة)
*** إنتقال مريم العذراء بجسدها الى السماء ***
طلبت العذراء بنفسها من ابنها الإلهي، أن تتذوّق الموت مثله لتتمثّل أكثر وأكثر به.
لأنّه كان قد عرض عليها أن تصعد الى السماء مباشرةً.
وما كان على ابنها أن يحقّق رغبة قلبها هذه، فذاقت الموت كابنها
وسط حزن كبير للطبيعة والمخلوقات جميعها والشمس والقمر والرسل الأطهار
خاصّةً يوحنّا الحبيب ... كما حصل عند موت الرّب يسوع المسيح.
... لقد مضى ثلاثة أيام وكانت نفس مريم القديسة تتمتّع في السماء
عندما أعلن الله للطوباويين مرسومه الأبدي: "قيامة جسدها الوقور"
ولما حان الوقت نزل يسوع المسيح من السموات مُصطحبًا عن يمينه
نفس أمّه المحبوبة جدًا وسط أجواقٍ عديدةٍ من الملائكة ورؤساء الكهنة والأنبياء.
ولدى وصوله الى القبر قال لموكبه:
"لقد حُبِل بأمّي من دون خطيئة حتّى آخذ من جسدها الطاهر إنسانيّتي.
لحمي هو لحمها.
لقد شاركتني عدا ذلك بأعمال الفداء.
لذا عليّ أن أقيمها من الموت كما قُمتُ أنا ويجب أن يكون ذلك في نفس الوقت
لأنّي أريد أن تشابهني بكلّ شيء ... "
وللحال دخلت نفس ملكتنا الجليلة الممجّدة في جسدها العذري
وأعادت له الحياة بدون أن يتحرّك حجر القبر أو تتغيّر ثنايا فسطانها وكفنها.
كما أنّه يستحيل التعبير عن الجمال والإشراق اللذين زُيّنت بهما
ونكتفي بالقول أنّ يسوع المسيح قد أراد أن يُعيد إليها ما أخذه منها بتجسّده.
وكان ذلك يوم أحد في 15 آب مباسرةً بعد منتصف الليل.
عندئذٍ انطلق من القبر نحو السماء تطوافٌ باحتفالٍ لا مثيل له
على أنغام موسيقى التهليل.
دخل القديسون والملائكة الى السموات كلٌ حسب رتبته
وبعدهم وصل سيدنا يسوع المسيح مُصطحِبًا عن يمينه أمّه الكليّة القداسة.
إلتفت نحوها جميع الطوباويين لينظروا إليها ويباركوها
بتهليلٍ جديد وتسابيح جديدة...
وعندما وصلت الى أسفل العرش إستقبلها الثالوث الأقدس أحسن استقبال:
"يا ابنتي المحبوبة، قال لها الآب، إصعدي الى أعلى فوق جميع المخلوقات.
يا أمّي، أضاف الإبن، تقبّلي من يدي المُكافآت التي استحققتها
يا عروسي، قال بدوره الروح القدس، أدخلي الى الفرح الأبدي الي يتناسب وأمانتكِ ...
رأي الكنيسة عن هذا الكتاب:
------------------------------
-بعد دراسات دقيقة ومعمّقة وطويلة من الكنيسة لهذا الكتاب الفائق الطبيعة
وبعد تقريرات كثيرة عنه.
وبعد منع الكنيسة لهذا الكتاب وحظره لفترات معيّنة للتحقّق من الإرادة الإلهيّة ...
أقرّ مجمع الطقوس المقدّس بالإجماع على محتوى هذا الكتاب
برضى بنوا الثالث عشر
(قبل أن يصبح حبرًا أعظم يستعين بهذه السيرة في مواعظه)
! في 14 آذار عام 1729
وبهذا السماح المُطلق لم تعد أي سلطة دينيّة قادرة على نقضه.
وهذا يعني أنه ليس في كتابتها شيءٌ مناقضٌ لعقيدة وتعاليم الإنجيل.