| كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:20 am | |
| كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي بقلم القديس البابا أثناسيوس الرسولي أ. بولين تودري
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:23 am | |
| نص سيرة الطوباوية سينكليتيكي كما كتبها البابا أثناسيوس الرسولي
مقدمة:
1- أريد أن أقدم لكل الناس الصالحين أشياء جديدة يقتنونها، لكي يكونوا مطمئنين من أن الأعمال إذا كانت حسنة، فإنهم لن يخسروا ما يملكونه في الحياة وهم يوزعون الكثير على الصالحين بأكثر بساطة، وبعطائهم هذا فإنهم يسهمون في توجيه هؤلاء العميان الذين لا يفهمون ذلك. لأنهم مرات كثيرة يقدمون جواهر ثمينة جدًا إلى رجال فقراء مخالفين، وإلى الذين يعملون في حرف مرفوضة (أو عديمة القيمة)، وللذين يقاسون قليلًا وليس لهم فهم. لذلك ونحن نمتلك نفوسًا غير مدربة وصغيرة في الوقت الحاضر، نقترب من الجوهرة وليس لنا هذا الإدراك، لأننا نركز بقدر معرفتنا على المظهر فقط، وفى الطبيعة البشرية فقط، فنجد نفوسنا بعيدة عن الفهم، لذلك باقترابنا قليلًا من التعاليم الصالحة يجعل الحب الشهواني فينا يتحول إلى اختبار الحب السماوي المقدس، لأن هذه الأعمال الصالحة تمنطقنا وتقودنا إلى اشتياق المعرفة والفهم.
2- وماذا أقول في الوقت الحاضر، أو من هو الذي يحسب له كل هذا، وكيف يكون شكل كل واحد منا ونحن نتكلم عن الطوباوية المعروفة سينكليتيكي؟ لأني أعتقد أن كل البشر تحتاج إلى سماع قصة أعمالها الصالحة. وإذا تهكم أي واحد على أي كلام عنها- لأن فعلًا الكثير من أعمالها غير مألوف- فلينتظر المناقشات، حتى يحصل على المعرفة من الحكيم والمتمرس أيضًا. لأن التمعن في حياة هؤلاء الشموس(3) يجرحهم طول اليوم إلى المساء، وهم ينظرون إلى تجاربهم في هذه الحياة. وبسبب عظمة هذه الإنجازات(4) يتغير تفكيرهم قليلًا ويتحملون شغب الضعفاء والعاجزين(5).
3- وإننا نندهش تجاه قدراتها الذاتية نحو نفسها. ونندهش من المعاصرين لها في مواجهة الحياة التي سوف نسمع عنها ونحن نقترب من الكتابة عنها، وسوف نستنير من أعمالها هي ورفيقاتها والخلاص المحفوظ لأمهاتهم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأن الكلام عن قداستها واستحقاقها، ليس فقط مستحيل علينا، بل أيضًا فيه صعوبات كثيرة. | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:24 am | |
| تعريف بنشأة القديسة سنكلتيكي
4- صاحبة الاسم السماوي سينكليتيكي من مقاطعة مكدونية، وقد انتقلت من مكدونية إلى الإسكندرية حيث سمعت من والديها عن محبة الإسكندريين لله وللمسيح، والتي قد وصلت إلى مدينة مكدونية. وصعدوا جميعًا إلى الإسكندرية حيث وجدوها أعظم مما سمعوا عنها وعن كرمها. ولكنهم لم يتعجبوا من مبانيها الضخمة، ولم يسعدوا بالجمع الكثير، وقد عاشوا بالإيمان وبالمحبة النقية مع أناسها.
5- وأنا (البابا أثناسيوس) قد اعتنيت بالطوباوية سينكليتيكي، وآخرين معها، لكي تتزين بعادات مرضية في العالم. وقد كنت وصيًا عليها هي وأختها وأخويها الاثنين، وقد سلكوا في الحياة بوقار ومهابة، وستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء. وكل واحد منهم كانت له جاريته. وقد دعاها والديها للزواج، حيث كانت في سن معقولة، وكثيرين كانوا مستعدين لطلبها للزواج، والكل كانوا ينصحونها لأن تكون مستعدة لهذا الأمر. ولكن الطائر الصغير لا يرضى بالقيود، لذلك عملت على أن تستبدل عرسها الأرضي، وفضلت أن تتخلى عن الرفيق في الحياة وأن تسلك بلا عيب في القداسة.
6- وبعد ذلك وضعت نفسها في أيدي الآباء المحبين للإلهيات، لكي يدربوها على التقدم في الحياة، وهكذا لم تعمل على الاهتمام بالجسد، ولم تعتني بنزعاتها الطبيعية.
7- وقد كانت في أحسن حال في الجسد، وعاشت إلى سن متقدمة وهى محتفظة بذاكرة قوية. وانجذب إليها الكثيرات بسبب حياتها الخاصة، وكانت تتمتع باحترامهم كأم لهم، ونور جميل كان يشع من عينيها على أولئك العذارى، لذلك الذين ولدوا بفرح قد تحولوا إلى عرس صغير وساروا على خطاها. وقد ضغطوا عليها لكي تقوم بملاحظتهم كأم تحافظ على أبنائها. وكانت هي شريفة المولد ومحتشمة وعفيفة في أفكارها، وكانت تتعهد هؤلاء البنات بأمانة، وكانت تنبههم إلى العرس السماوي الذي ينتظرهم بدلًا من العرس الدنيوي. وكثيرًا ما كانت تذكر المتهاونين بضرورة التمسك بوصية العريس السماوي وحده.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:25 am | |
| مقتطفات من أفكارها وأعمالها
7-" كانت تتكلم مع هؤلاء العذارى لكي ينظروا ويتعلموا من إخلاص التلميذة الطوباوية تكلا، لأن المسيح كان الوحيد في فكر كل من الاثنين (7). ولا أحد يتجاهل شهادة الطوباوية تكلا، التي جاهدت عندما القوها في النار، وأطلقوا عليها الوحوش المفترسة، وهى لم تفكر في الهرب من آلامها الشديدة والتعب الكثير. لأنه إذا كان المخلص الوحيد يشتاق إليهم، فهو بالضرورة يكون قريبًا منهم في جهاداتهم. وأعتقد أن تواضع ووداعة تكلا في آلامها وطهارتها جعلت شر العدو الخارجي الذي كان يتحدث إليها أكثر حدة معها في إظهار الشر، لعله يزحزح أفكارها من الداخل أمام الموت. وبولس الرسول هو الذي كان يقود الكل للدخول في عرس مع المسيح، وكان يتوقع منهم أن لا يتغيروا عنه وهم في غرفتهم الداخلية، لأنهم عروس للكنيسة الواحدة. وداود نفسه كان يرتل كل المزامير الإلهية بوقار وتقوى، و كان يستمتع بخضوع النفوس إلى الله مع تناغم الآلات الموسيقية، ويرتفع إلى السماء بالترنيم مع المسبحين والضاربين على العشرة أوتار. ومريم (أخت هارون وموسى) قادت مجموعة من النساء القديسات بدفوف ورقص، وقالت: "رنموا للرب فإنه قد تعظم" (خر 15: 20، 21). وهكذا من يسكنون بيوتًا معًا في وليمة سمائية يرتلون: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). وأيضًا يحيط هؤلاء العرائس بلباس واحد "ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها" (أش 61: 10). وهكذا يقودهم إلى محبة الرب، لأنهم مستحقون لعطاياه، ولأنهم قضوا أيامهم يجاهدون لأجله".
9- لم تكن (سينكليتيكي) تندهش عند النظر إلى ثيابها المتعددة، ولا إلى الأحجار الكثيرة المتميزة الألوان، ولم تخضع لسماع الآلات الموسيقية، ولم يشتتها صوت المزمار ولم يتغلغل إلى نفسها بشدة، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولم تتأثر كثيرًا بدموع والديها، ولا بنصائح أقرباؤها المختلفين، بل كانت تمتلك فكرًا شديد الصلابة، ولم تتحول عن ما في عقلها بتاتًا. وكانت مثل من يغلق على نفسه كل الثغرات، لكي تتكلم وتعيش مع العريس السماوي وحده، كما قيل في النشيد "حبيبي لي وأنا له" (نش 2: 16). وإذا جاء إليها زملاء مملوئين ظلمة، فلم تكن تهرب منهم، بل كانت تجتهد بكل بصيرتها لكي تقبل أفكارهم، وتصلح نفوسهم من الداخل بنفسها، وكانوا هم يجدوا عندها النصائح والمساعدة.
10- وكانت لا تقترب من أي أدوية بغرض إنقاذ الجسد، لأنها كانت تتمسك بمحبة الصوم، وتشعر أن لا شيء يساوى ما تحصل عليه في الوقت الحالي من الصوم. وإن مراقبتها لنفسها هو حجر الأساس الذي يجعلها قادرة على قيادة الآخرين. وإن اضطرت أحيانًا إلى أن تغير من عاداتها في الأكل بسبب وجهها الشاحب، ولكي لا تسقط تحت ثقل الجسد، حتى لا يكون عائقًا لها، لأن هياج الجسد غير مرغوب فيه ويسبب الإحباط، وكانت تقول:" ما هي الزيادة (أو الفائدة) في الطعام اللذيذ الذي يجعلها تتعامل مع الجسد بنشاط؟ وما هو الذي سيصيبها إذا فعلت عكس ذلك، أي إذا سلكت بضعف الجسد؟ والمرضى يشهدون على كلامي". وإن اختيارها الأول هو أن تطيع النظام العام وأن تتمسك به. وكانت هذه الطوباوية تعتني بمرضى الجسد، وتقودهم إلى نجاح النفس، كما قال الرسول: "لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 4: 16). وبهذه الطريقة (أى الصوم) نهرب من الجهاد تجاه أمور كثيرة. | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:26 am | |
| بداية خروجها للتوحد
11- وحينما مات والديها، فكرت أكثر بإلهام من الله أن تكون قريبة منه، فتركت البيت الذي ورثته من والديها، وعرضت كل ممتلكاتها التي ورثتها عن والديها للبيع، ووزعت ثمنها على الفقراء، وأخذت أختها معها وذهبت لتعيش في مقبرة والديها في المدينة. واستدعت بعض القسوس ليقصوا لها شعرها، وتركت كل زينتها -لأن عادة الزوجات أن يتزينوا في ثلاث أيام قبل الزواج- وهى بذلك تكون قد صارت فقيرة وأظهرت نقاء نفسها. وبالحقيقة استحقت أن تدعى أول العذارى.
12- وقالت حينما وزعت كل أملاكها على الفقراء:" ما هو الجزاء المستحق على عطية لم تملكها! لأنه إذا كانت الأشياء الخارجية فانية، فعلى الكل أن يخسروا ممتلكاتهم، فكم بالأولى استحققت أنا نعمة بهذا المقدار. فالأكل ليس بلاء إذا أعطيته للجسد كعادته. وماذا أقول عن المقتنيات التي تقيد الجسد، فكل مقتنياتهم من الرب، لأن "للرب الأرض وملؤها" (مز 24: 1) ". وبهذه الكلمات هدأت وتلفحت بالاتضاع، وبالحقيقة استحقت أن تكون ذات اسم عظيم.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:27 am | |
| البابا الرسولي يمتدح سلوكها ويدعونا للتمثل بها
13- وهى قد سبق وتدربت على العزف بمهارة على الآلات الموسيقية القديمة، واستخدمتها في أوقات الآلام والمعاناة. وكانت تقضى وقتها في النوح وقرع الصدر، وكانت تتسابق لنيل الفضائل. وكم منا لا يبالى بممارسة التداريب ويلتمس اقتناء الأسرار الإلهية التي لا يفهمها كل أحد. ويجب علينا ونحن عتيدين أن نرحل عن هذا العالم أن نفكر ونهتم أولًا في أن نتزود من الأسرار الإلهية مثلما تزودت هي بها. وهى التي وجهت معاناتها بثقة إلى فوق، وعملت بسعي في رحلتها، إذ قد ابتعدت عن أسرتها تمامًا وعملت لنفسها برجًا حصينًا. ونحن نهتم ببيوتنا الأرضية ونجهزها من الخارج، بعكس ما كانت هي تفعل، حيث حرمت على نفسها الاهتمام بالأمور الدنيوية الخارجية لكي تتقدم في الأمور الباطنية. فقد وزعت ممتلكاتها على الفقراء، وتركت تمامًا الغضب والحقد وتذكر الإساءة، وأبعدت عن نفسها الحسد والغيرة وأحبت المجد السماوي المؤسس على الصخر، هذا البيت المحصن الذي لا يهتز من أي عواصف، مثلما قال السيد المسيح: "كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح على هذا البيت فلم يسقط" (مت 7: 24، 25). 14- وماذا أقول أكثر؟ لأنها تخلت عن الأوليات حتى تنال الحياة الداخلية. وهكذا ننمو حسنًا مثل الأطفال، في الألفاظ التي نتفوه بها، ونجاهد أكثر في زمن عمرنا ونتمسك بالتعاليم حتى آخر العمر، ونكون حارين بالروح مثلها.
15- والقول بأننا غير قادرين على ممارسة الأعمال التي تقوم بها في حياتنا، يجعلنا لا نبلغ بالحقيقة إلى حالة التأمل. لذلك لا نقدم مبشرين شجعان في الوقت الحاضر. وإنها بقدر اهتمامها بالأعمال جيدًا، بقدر ما حفظت هذه الأعمال وأخفتها، كقول السيد: "متى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك" (مت 6: 4). وهكذا بأعمالها الخفية، كان تكريسها كاملًا ولائقًا. ولم تكن تعانى من مشاعر الغيرة والحسد، بل كانت تتأصل في المواهب الإلهية.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:29 am | |
| بعض الجهادات التي فرضتها على نفسها 16- ومنذ بداية عمرها وإلى أن وصلت للكمال، كانت تتجنب الالتقاء بأي رجل منفردة. وكانت تتحفظ كثيرًا من التعامل مع معارفها من نفس بلدتها. وبفضل تلك التحفظات لم يصيبها المجد الباطل من نسكياتها المتميزة، ولم تنفصل عن الفضيلة بسبب احتياجاتها الجسدية.
17- وكانت تحفظ نفسها أول كل شيء من المؤامرات، ولم تتيح الفرصة لشهوات الجسد أن تجرها إلى الأرضيات، تمامًا مثلما تقطع الأغصان غير المثمرة من الشجرة لكي تنمو وتثمر، وحقًا كانت تنزع الشوك بفهم وتثمر أغصانًا جيدة بالصوم والصلاة. ومن أجل اقتلاع أي من هذه الأشواك القليلة، كانت تعاقب نفسها بعقوبات مختلفة وتحمل الجسد بأعمال قاسية. وكانت تفضل أن تعيش على الخبز وحده وقليل من الماء.
18- وفى أي وقت كانت تجهد نفسها في الحرب مع العدو، كانت تنادى على سيدها في الصلوات لكي يحارب معها فتتفوق على العدو، لأن عدم حملها (لاسم المسيح) ضد هجوم الأسد يجعل نسكياتها بلا قوة أو سند. والرب يكون بجوارها عند تضرعها إليه ويبعد عنها القتال. ومرات كثيرة يبطئ الرب في مساندة هذه النفس القوية، ليس لكي يدافع عن المنتقم، بل ليجعل هذه النفس تنمو في تداريبها ضد العدو. وهكذا صارت هي وعاء للتقدمات، وأصبحت أكثر قوة في الانتصار على العدو. وتحملها لهذه القيود القليلة في الأكل لم تجردها من القوة، بل تلزم نفسها فقط بعدم الأكل بلذة، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ومرات كثيرة كانت ترفض أكل الخبز وشرب الماء، وكان نومها على الأرض، وكانت تجاهد في الحرب التي تهجم عليها بالصلاة التي كانت تتسربل بها كسلاح واق، وكانت تأخذ الإيمان والرجاء والمحبة غطاء لرأسها (خوذة)، لأن الإيمان يقودها إلى كل شيء ويجعلها متماسكة. وأيضًا عمل الخير إذا لم يكن بنشاط، فعلى الأقل يكون عن قصد وتصميم.
البابا يتحدث عن صلابتها في الجهاد وعن بعض صفاتها وشهرتها 19- وإذا استمر العدو في حربه معها لكي يخضعها له، فكانت تشتعل بنسكيات أكثر حدة. وفى عملها هذا لا ترهب من أن الجسد يضعف من المعاناة، وهذا دليل على عدم خضوعها له. وهى بهذه الأسلحة النسكية مع الرجاء تكون مثل الجندي الذاهب إلى الحرب، وأي خسارة في النفس لا حد لها مقابل الصوم والأعمال النسكية في الوقت المناسب، بل هي شفاء للجروح ولضربات العدو، وهكذا تجنب الجهاد يجعلنا نخسر أنفسنا. وهى لم تمارس هذه النسكيات بأي طريقة بل بكل تمييز، وقد كافحت ضد عنف العدو بالنسك وبالصلوات، مع الاهتمام الحقيقي الهادئ بسفينة النفس من الداخل. ولأن الذين يبحرون في الشتاء يتعرضون للأمواج المتلاحقة، فإنهم يظلوا صائمين وهم يقاومون المخاطر بحرفتهم وبكل فهم، وطالما هم أحياء ولهم قوة فإنهم يفكرون ويهتمون بأسباب الخلاص مرة ثانية، وفى هذا الوقت يجتمع الكل معًا ضد موج البحر كي لا يلتهمهم، وهكذا إلى أن تتوقف المعاناة وينعموا بهدوء نادر، ولكنهم لا يعيشون بلا قلق، ولا ينامون بعمق، ويتحفظون من المحنة طوال ارتحالهم حتى يصلوا إلى غايتهم العتيدة. وإذا رحل الشتاء، والبحر ما زال عاليًا، فإنهم يعبرون مرة ثانية مع الثبات في المواجهة، ولا يتغاضوا عن العمل إذا صاروا بعيدين. وهكذا في الوقت الحاضر، إذا غرقت الروح في مستنقع الشهوات، أجد أن النفس في المقابل ليست بعيدة عن هذا المثال، لذلك من الضروري أن نستمر على الصلوات باستمرار بسبب تقلبات البحر وبسبب شر العدو المر. وإن الطوباوية سينكليتيكي اختبرت بتدقيق الموجات المتلاحقة في الحياة الحاضرة، وجهزت نفسها لعواصف الروح وقادت بإتقان دفة حياتها إلى منجم الذهب المخزون في الله بخشوع، لأن الغير منزعج من العواصف يندفع تجاه شاطئ الخلاص ويركض بثبات أكثر تجاه مرساة الإيمان بالله (عب 6: 18، 19).
20- وعاشت الطوباوية سينكليتيكي حياتها الرسولية بالإيمان وبدون مقتنيات إلى النهاية. وعلاوة على ذلك كانت مشرقة بالمحبة الحقيقية وبالتواضع. وقد أكملت حياتها بنشاط من جهة دعوة الخلاص، كما يقول الكتاب: "الشبل والثعبان تدوس" (مز 91: 13)، وأيضًا: "أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 10: 19). وقد سمعت في داخلها الصوت القائل: "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير" (مت 25: 21). وكانت تلاحظ تجديد العطايا لها من هنا على الأرض. وحينما تجد نفسها منزعجة من الحرب كانت تتوجه إلى العزف بالمزمار وتقول "أنا أحفظك". وقد عرفت الإيمان العظيم من كلام بولس الرسول الخادم الذي كان بسلطان وقوة. وإذا وجدت نفسها في مواجهة قوات مضادة معاكسة فإنها تتكلم عن من هم أعظم وأفضل منها.
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:30 am | |
| حديثها عن الدموع وضرورة التمسك بالوصايا الإلهية
21- وهكذا انفردت بنفسها لعمل الأعمال الصالحة حتى أصبحت آنية صالحة لله. وفى وقت مبكر (من حياتها) صارت مزدهرة بالفضائل، وأصبح اجتيازها للمحن الكثيرة ذو رائحة ذكية معروفة للكل، كقول الكتاب: "ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف" (مت 10: 26). لأن من عرف الله في محبته فهو يبشر به لكل السامعين من خلال حياته المتجددة. وهكذا فضلت أن تتعرض من أجل الهدف الأعظم، وذلك بالنمو وتهذيب نفسها بالصلوات الخاصة، وأنا حينما أتكلم معكم عن حياتها بالأكثر من أجل اشتياقكم للمنفعة والفائدة.
وقد سألها المرافقين لها كعادتهن، كيف ينبغي أن نخلص؟ فقالت لهم: "بالأنين المتواصل، والنظام المنضبط، والدموع الكثيرة نسعى إلى الخلاص، والذي يبذل كل الجهد في حياته الخاصة يختبر بنفسه استجابة الدموع". واللاتي رافقنها التزموا بكلامها عن عظمة الله، وكن يندهشن ويتملكهن الرهبة من كلامها الهادئ المريح عندما يزورونها في غرفتها.
وبعد وقت من جهادتها الكثيرة المباركة، وانعزالها المتكرر وتذللها، صارت تتكلم باتضاع، كقول الكتاب: "لا تسلب الفقير لكونه فقيرًا" (أم 22: 22). واللاتي كن يحرصن على سؤالها والاستماع إليها أكثر من غيرهن، كن يستقبلن كلامها مثل العسل وشهد العسل، وكن يقلن نقلًا عنها: "مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا" (مت 10: 8). وكانت تقول أيضًا: "من يهتم بإخفاء العملات المعدنية (أي جمع المال)، بدلًا من أن يطرح نفسه في الخضوع والتذلل فإنه لا يهتم بالدينونة والعقاب". وكانت تقول لهن:" أظهروا أنتم بالعمل بعض ما لكم أقوله أنا الخاطئة".
"وإن تمسكنا معًا بالرب المعلم، لا ينزع منا فيض ينبوع الروح القدس، ويطعم صدورنا من لبن الوصية الجديدة والعتيقة، كما يقول الكتاب: "كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلًا رب بيت يخرج من كنزه جددًا وعتقاء" (مت 13: 52)، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولأن معلمنا هو واحد فنحن نختبر بأنفسنا إعلانه من الكتاب المقدس، ونتعلم منه، وبالاجتهاد في السهر واليقظة وقرع الصدر نحصل على الفضائل. ويجب أن نتطلع إلى أن نكون كاملين، وأن نصبح أكثر قوة وقدرة، وأن نبتعد عن الأعمال الصبيانية، وعمومًا معلمنا يشجعنا على ذلك".
وتلك الطوباوية كانت تستمع إلى الأفكار وتبكى مثل صراخ مولود جديد. واللاتي كن يجتمعن معها كن يمتنعن عن سؤالها مرة ثانية ويطلبون منها أن تتوقف عن البكاء. وأيضًا مرات كثيرة تصير هادئة وفى سلام، وساعتها يفضلن أن يسألونها. وكانت تعطف عليهم وتميز الكلام، ولا تهتم بمدحها. وكانت تزرع المحبة في الحاضرين معها وتختار الكلمات التي تقولها لهم.
حديثها عن المحبة كأهم الوصايا
22-" نحن الذين اختبرنا الخلاص من كل الصغائر، فإن هذا كان بسبب استمرارنا في التحفظ من اللامبالاة الداخلية. لأنه ينبغي أولًا أن نسهر ونحافظ على ما تعلمناه من الرب الواهب الذي قال: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. وتحب قريبك كنفسك" (مت 22: 37، 39). وذلك يكون أولًا بحفظ الوصايا، وبالاتكال التام على الرب الذي أنعم علينا. لأنه فعلًا الصراخ عاليًا ولو بكلمة صغيرة يعبر في المقابل على عدم تدرب وعدم خبرة في قوة هذه الوصية. لأن كل الوصايا مرتبطة بفتور المحبة، كما شهد بولس الرسول وقال: "إن غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بغير رياء" (1تى 1: 5). لأنه حقًا ما دام البشر متمتعين بكلام الروح القدس النافع، فإن المحبة تكون فيهم إلى النهاية، ويكون الخلاص والوقاية مضاعفًا بالمحبة".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:32 am | |
| تأملاتها في مثل الزارع
23-" ويجب من أجل هذه المحبة أن نكون حارين بالروح، وأيضًا تبلغ كل واحدة منا إلى التمييز الذي هو أعظم شيء نقبله. واللاتي يندفعن في الكلام يرتدون للخلف". وقد قالت سينكليتيكي لهن: "لا نهمل المثل الذي جاء في الإنجيل عن الإثمار ثلاثين وستين ومئة (مت 13: 8، 9، 23). وأن تكون المئة هي تعهدنا الذي يجب أن نصل إليه، وذلك يكون بالاندفاع في تنفيذ الطقوس بانضباط وعفة. والذين يحيون بتعقل واعتدال يثمرون ثلاثين، ثم يرتقون إلى الأعلى (أي ستون ومئة)، لأن التقدم والنمو بتدرج أكثر فائدة. ونقائصنا تدفعنا بالأكثر إلى المجازفة. والنظر إلى ما هو أشر وأردأ فينا لا يوقف قوتنا الضعيفة، بل يدفعها للدخول إلى العمق، ويجعل النفس تتحمل الموت. لهذا فإن بعض الضعف في تمييز رسالة البتولية التي تحملونها يعثر أفكاركم، مثل إشاعتكم للأخطاء التي تسمعون عنها، والكلام عن الآخرين هو من الشيطان، أما السلوك بتعقل واعتدال يجعلنا جديرين بـ300 ضعف، ويحفظ النفس ببساطة من كل ما هو قديم وبالى، وستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء. ولتعرف النفس أن هذا هو هدف العدو. ولأن التحرر من النقائص الكثيرة يقود النفس إلى الراحة، مثل هروب الجندي من العقاب، لأن النفس التي لا تتغير أثناء الحرب تستحق العفو، وتحصل على الخلاص من العقوبة. وينبغي كما قلت سابقًا أن نتخطى الاحتياجات الكثيرة، كما علمنا الرسول أنه يجب أن: "أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (فى 3: 14). وينبغي حينما نقوم بعمل ثمر المئة فلا نحصر أنفسنا فيها، لأن الرقم ليس هو نهاية البذل، لأنه قال: "كذلك أنتم أيضًا إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون. لأننا عملنا ما كان يجب علينا" (لو 17: 10)".
كلماتها عن ضرورة السهر وحفظ اللسان
24- " ينبغي علينا نحن الذين طلبنا مرات ومرات أن ندخل في عهد مع الله، أن نتمسك بالتعقل والاعتدال إلى النهاية. لأن الذين يسلكون بالانضباط وهم يفكرون في الأمور الدنيوية فإنهم يموتون بحماقتهم، لأنهم بفعل الخطية يفقدون كل بصيرة وفهم. مثل الذين يمارسون أعمال غير لائقة وضحك زائد بغير ترتيب أو بدون مناسبة. ولكن بالأحرى علينا نحن أن نترك هذه الأعمال وننمو في الفضائل ونقتنى النظرة البسيطة المتضعة تجاه الأمور الباطلة، لأن الكتاب المقدس قال: "لتنظر عيناك إلى قدامك وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا" (أم 4: 25). وذلك بأن نمنع اللسان من أن يخطئ بمثل هذه الخطايا. لأن اللسان الذي ينطق بالتسابيح، محظور عليه أن يأتي بهذه الأعمال المخلة، وإلا أنه يكون يصلى فقط بالكلام ولا ينصت للمعاني". 25- "يجب أن نتجنب هذا الضعف في تسبيحاتنا التي نقدمها باستمرار. وذلك يكون عن طريق التمييز والفهم، حتى لا نكون مثل الذين هدفهم السرقة والنهب. لأنه كيف نمتلك القوة ولا نجعل قلوبنا مملوءة سوادًا بدون أن نفتح الشبابيك لكي نطرد الدخان إلى خارج. فيجب أن نتقرب بالصلاة والطلب وأن نتسابق لكي نصل إلى الساحة. وإذا اعتبرنا أن احتمال الأخوة صعب، ونتعجب من تجرد الآباء، فكم هي كثيرة الأضرار التي سوف نراها في الساحة وغير لائقة بحياة التجرد، فإننا بالحقيقة نكون غير مدربين على العمل بالكلام الذي نسمعه! فلنبتعد عن هذه الأمور البغيضة التي تصادفنا وتقترب منا مثل الوباء".
26- "في كل وقت نسكت اللسان في بيوتنا، ونحرص على ألا نخطئ، ونتمسك بالثقة، وأيضًا نحرص على السهر واليقظة، كما قال الكتاب: "اسهروا" (مت 24: 42)؟ بقدر ما نجمع أفكارنا بذكاء وحنكة بقدر ما نكون منضبطين باعتدال وتعقل في أنفسنا، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. "الذي يزيد علمًا يزيد حزنًا" (جا 1: 18). والمجاهدين بقدر نموهم بقدر ما يتمسكون بالجهادات أكثر. وكلما اختبروا الارتفاع بأفكارهم إلى أعلى كلما قل اهتمامهم بالأمور الحاضرة.
وكيف يكون الانتصار على عبادة الأوثان في العالم سهلًا؟ عن طريق سرعتك في فهم العدو، وحينما تتخيلين نفسك راقدة في حفرة في الأرض. وأيضًا استعمالك للمزمار يزيل عنك الحرب. وحينما أسهم بجهد في قراءة العظات القديمة في آخر الليل. ويجب ألا أتوافق مع الخيالات، لأنه مكتوب: "إن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لأن الهدوء يسكن خطايا عظيمة" (جا 10: 4)، لأن الانسجام مع ذلك المتسلط يعادل الزنا بالأمور الدنيوية، لأنه قال: "الأقوياء يتسلطون على المسئولين" (حكمة سليمان 6: 6). فإن هذا الروح المتسلط يجلب روح الزنا، لأن رأس مال العدو هو في الشرور التي يدمر بها النفس. والطوباوي أيوب يتكلم بحزن عن الشيطان، ويقول: "ها هي قوته في متنيه وشدته في عضل بطنه" (أى 40: 16)".
نصائحها للعذارى بخصوص شيطان الزنا
27- " وكم من المرات يحاول الشيطان بطرق متنوعة أن يثير الناس محبي التكريس بشوكة الزنا. وكم من المرات يندفع ويهجم على الأخت المحبة ويؤذيها داخليًا بالأمراض الصعبة. وأيضًا يثير الأناس الذين يهربون من كل أفراح ومباهج الحياة عن طريق أخت في الإيمان تعودت على أكل اللحم، أو الراهبات الذين يأكلون بصوت عالي. والذين يمتنعون عن الفرار من السلوك بروح الزنا في أنفسهم، فإنه يخدعهن كأنه يشاركهن في مخافة الله، ومن أجل ذلك يتزين العدو بطرق مختلفة ويدفعهن للهروب من البيت. ويشير إلى حبة الحنطة (النفس الأمينة) لكي تقع تحت مكيدته. وأظن أن الرب قال مثل هذا الكلام: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" (مت 17: 15).
28- فماذا نفعل حيال هذا؟ "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16)، فلنكن ماهرين في مواجهة المكائد التي يثيرها بالكلام، فكونوا حكماء كالحيات كما قال الرب لكي لا نجهل هجمات إبليس علينا. ولنميز بأسرع ما يمكن أعماله المشابهة. والنفس النقية تظهر عجائب بالعمل الطاهر. وإن كان بالحقيقة أن كل عمل صالح للهروب من العدو يجعله أكثر قسوة.
كيف نهرب من عدم الفهم؟ يجب علينا أن ننال البصيرة تجاه هذا العدو العنيف جدًا، ونحتمي بالنسكيات الأساسية، لأنه قال: "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه" (1بط 5: 8)، "وإنكم تحتاجون إلى طعام قوى" (عب 5: 12). فمن الضروري أن نكون دائمًا ساهرين ويقظين، وذلك عن طريق الأعمال النسكية، وضبط الأفكار الباطنية، وبالأكثر السهر بالليل، وباستخدام المزمار في كل يوم.
29- وما هو الضروري للجهاد في الوقت الحالي؟ إنه تكرار المعاناة في النسك والصلوات النقية. وبهذا نصير قادرين على صد كل الأفكار المهلكة. ومن الضروري التخلي عن استخدام المقتنيات الشخصية والتي تزعج النفس في الوقت الحاضر، ونرفض الأفكار المكروهة التي تهاجمنا بغتة، ولا نخضع لغير المناسب منها. وإذا وجدت نفسك في أماكن مبهرجة، فلتتصرفي بحكمة، وتغاضى بعينيك في الحال عن النظر لهذه الأصنام، وابتعدي عن الجسديات الحالية، وامتنعي عن الضحك، وثبتي النظر على أي شيء آخر بعيدًا عن المناظر الصعبة، وتفكري في أي شيء آخر تشتاقين إليه، لأن التفكر في الأشياء الصالحة يرفع الفكر بقوة بعيدًا عن ضلال الأمور التافهة العقيمة، لأن الذي كرس نفسه يذبح أي شيء من المثيرات الباطلة المختلفة، لأن الله بالفعل يعطى المخلوقات ما تحتاجه من كساء. وبمثل هذه الأفكار تهرب الشرور النجسة المحتملة، تمامًا مثل من يمسك بمسمار ويضرب به الشيطان. وإنه من الضروري أن يتعب الجسد حتى يتخلص من كل حب شهواني لكي يستنير، وباختصار أن الذي يخاطر بهذا الجسد المائت يجعل هذا الميت نفسه يستنير من الداخل، كما هو مكتوب: "لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 4: 16). لأن من له كل سلطان على البطن يتمسك بأكثر قوة تجاه لذات البطن".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:33 am | |
| البابا أثناسيوس يشهد بقيادتها لمجموعة من العذارى
30- وبالحقيقة كونت مجموعة سماوية مع المرافقين لها، وبسبب حكمتها امتزجوا معًا ونضجوا. وكانت الطوباوية سينكليتيكي تسقيهم من الفيض الإلهي الذي يشع منها. وكل واحدة منهم كانت تقبل نصيحتها وتتمسك بها. وواحدة من وسط الجموع كانت قد قاطعت كلامها معهم بسؤال: هل الفائدة الكاملة هي في عدم القنية؟ أما هي فقالت: "الخير التام هو في مقدرتكم على عدم القنية، واللاتي يصبرن على هذا الضيق في الجسد يقتنون راحة النفس. وبقوة العزيمة والحزم نخطو بقوة، وهكذا يتحول الثوب إلى الطهارة ويكون أكثر بياضًا، وتكون النفس قادرة وقوية أكثر باختيارها الطوعي للألم. أما اللاتي هن أكثر ضعفًا في الفكر فإنهم على العكس يتمسكون بالقنية التي تسبب لهم المعاناة. لأن القليل من الضيق يجعل الثوب قديم ولا يقود إلى الاغتسال عن طريق الفضيلة، وبالتالي يهلك ويخسر. ولكن الممارسات الفردية تمزق الثيا | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:35 am | |
| نصائحها للعذارى عن ضرورة عدم القنية
31- "وقالت أيضًا: من الضروري أن نتهذب بالآلام، وبالصوم، وبالنوم على الأرض، وبالاشتراك في أشياء أخرى كثيرة، وبهذا نستمر في الفضيلة. والذين لا يدفعون أنفسهم للعمل بهذا الكلام ويجرون نحو جمع المقتنيات فإنهم يسيرون في اتجاه الخسارة، وعمومًا سيندمون على هذا الخطأ".
32- "والتي تستمتع بالممتلكات في معيشتها بأي وسيلة، فعليها أولًا أن تتقن عدم الشفقة على نفسها من جهة شهوة البطن وذلك بالطعام القليل، لأنها بذلك تتنقى روحيًا بسهولة وتقوى على التخلص من أي ممتلكات دنيوية لنفسها. وأعتقد أن القسوة على النفس تأتى بالخبرة، وليست المهارة هي الوسيلة لذلك. ولكن كيف أن عدم رفض الخسارة في البداية يذهب القوة والقدرة مرة ثانية؟ بسبب ذلك تكلم المخلص مع الرجل الغنى ونصحه بأن يترك كل مقتنياته ولا يحتفظ بها، حينما سأله عن ما هي أعمال الناموس التي يجب أن يعملها لكي يرث الحياة الأبدية (مت 19: 16- 22). وقد احتمل الرب سؤاله كمعلم صالح وأجابه بما يجب أن يتعلمه لكي يرث الحياة، وببساطة يبدو أن هذا الرجل الغنى كان من الناموسيين ولأنه كان ذا أموال كثيرة مضى حزينًا. ولكننا نحن الآن أكثر كمالًا بما نسمعه ونتعلمه، إذ قال له: "إن أردت أن تكون كاملًا. اذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالى اتبعني" (مت 19: 21). وأعتقد أن الرجل الغنى ربما لم يسأله عن الأعمال التي يتعهد بها، وأن عدم القنية لم يشبعه أو يرضيه".
33- "وقالت أن عدم القنية بالحقيقة تصيركن صالحين ومخلصين. وكل الذين يعملون على أن يخسروا الكثير وهم صابرين كأمر من الرب، فإنهم يسبحون الله بطهارة. لأن الوحي الإلهي قال: "أعين الكل تترجى وأنت تعطيهم طعامهم في حينه" (مز 145: 15)". 34- "وأيضًا خلاف ذلك، الذين يعملون من أجل المنفعة العظيمة، لا يتمسكون بكنز أرضى، لكي يكونوا مزينين في ملكوت السموات، وداود قال في تسبحته بوضوح تام: "صرت كبهيم عندك" (مز 73: 22). لأن الحيوانات تعمل من نفسها من أجل توفير طعامها، ونحن هكذا مثلهم حينما نختار عدم القنية ولا نفكر في استخدام المال، بل بعمل الجسد نحصل على الطعام يوم بيوم. وبنفس الإيمان هذا نتمسك بالمنفعة، لأن الرب قال: "أنظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها" (مت 6: 26). فلنتشجع ونثق بهذه الكلمات، لأن الرب هو الذي قال هذا الكلام بوضوح: "لا تهتموا لحياتكم" (مت 6: 25)".
35- "والعدو يستسلم بالأكثر أمام الذين يتمسكون بعدم القنية، لأنه بماذا يؤذى من لا يملك شيء! ونحن نكون أعظم في مواجهة سائر التجارب حينما نتخلى عن المقتنيات. وماذا نعمل لكي نتمسك بعدم القنية؟ لا نحتفظ بأي شيء. لدينا قطعة أرض؟ لا نحتفظ بها. نملك حيوانات؟ لا نتمسك بها. هل أتعلق بأي شيء محبوب جدًا؟ أنا قلت أن الفرح في البعد عن كل هذه الأشياء المحبوبة. فإن عدم القنية كنز غالى جدًا للنفس، والأكثر من هذا هو عقوبة للعدو".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:36 am | |
| حديثها عن أضرار محبة المال وضرورة إخفاء المواهب
36- "وحقًا العجب في هذا، إنه بقدر ما يتفاخر الإنسان بالفضيلة (أو المعجزة) بقدر ما يكون في شر رديء وفى حالة مذرية بمحبة المال. فبالحقيقة تكلم بولس الرسول بكلام إلهي قائلًا:"لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1تى 6: 26). لأن شهوة الغنى، والحلف كذبًا، والسرقة، والجشع، والزنا، والحسد، وبغضة الإخوة، والنزاعات، والطمع، والبخل، وعبادة الأوثان والتي يتفرع منها الرياء والتملق والسخرية، كل هذه الأشياء تأتى من محبة المال، لذلك سماها الرسول بعدل أم الشرور. والله لا يعاقب أحدًا على مثل هذه الأشياء، بل هذه الأشياء نفسها هي التي تهدم لهم بيوتهم. لأن الجشع يقودهم للشر، ولا يكون لهم قصد أو هدف آخر، لذلك لا شفاء لهم من جروحهم، ولا يقنع بشهوة قليلة بل يطمع في ثروة أعظم وأكبر، فالذي معه مائة قطعة ذهب يصارع من أجل أن يحصل على الألف، ويصبر على ذلك بعدم خبرة، لكي يكون ناجحًا ماديًا. لذلك نحن لا نقتنى أي شيء نهائيًا، بل نقبل حزن الفقر كل حين. فمحبة المال تثمر باستمرار غيرة وحسد وتفسد ما عند البعض من قنية، والحسد والغيرة من الذين يمتلكون شيئًا، يطفئ البيت قبل أن نتكلم عن الجيران. وهكذا أفسدت الحية حواء بشرور أخرى".
37- "الغنى العظيم والحقيقي، هو في قوتنا وقدرتنا على المثابرة واحتمال الآلام، أما الذين يطلبون المال فإن سفينة حياتهم ستقع في أمور يستعصى الإبراء منها في هذا العالم الباطل. ويظلوا يعانون من تحطم السفينة ويكثرون من الحديث عن وسائل للمحاولة للخروج من هذه المحن، ويتحدثون عن وقوعهم في أيدي لصوص البلد، ويضطرون إلى احتمال سائر الرياح الشديدة التي تعصف بهم. وكثيرًا ما يتجنبون مساكن الفقراء بحجة أنهم يغيرون منهم ويحسدونهم. أما نحن فلا تخدعنا مثل هذه المخاطر، بل نتشجع من أجل الفائدة والمنفعة الحقيقية، وإذا كان البعض منا كانوا ناجحين ماديًا من قبل فإننا نمدحهم جدًا، ونظهرهم للناس (أي نظهر حجم تخليهم عن مقتنياتهم)، وأحيانًا كثيرة لا نتكلم عن قصتهم لأننا نعتقد أن العدو سوف يسرق منهم شرارة الخير الذي فيهم. وكثيرًا ما نستفيد نحن بالأكثر من تحررهم من مقتنياتهم، فلا نهتم بالوقت الحاضر لأنه لن يطول بنا. نحن لا نتحدث عن ما نمتلكه ولا نبتغى أي قنية، ولا نتعلل بالفقر ولا نبكى بصوت عالي على الأغنياء أنفسهم. لأنه من الخير أن نعمل دون أن نظهر هذا العمل، لأن الإظهار له عقابه، لأنه قال: "الذي يظنه له يؤخذ منه" (لو 8: 18)".
38- " فمن الضروري أن نسرع بكل جدية واجتهاد لنوال الفائدة والمنفعة. والذين يخبرون بنجاحاتهم فإنهم يجربون بنقائصهم وعيوبهم. ونحن حينما نسلك في الخفاء فلكي لا نستمع إلى كلام الملامة من البعيدين عن الله، بل بالأحرى نكون في سهر ويقظة كثيرة. والذين يسلكون بالفضيلة بعقل فإن عثراتهم القليلة تكون بلا ضرر، ويعلنون رفضهم لمجد الناس. وبالفعل الأعمال الصالحة التي نخفيها تؤدى بنا إلى طمأنينة النفس وثباتها.
لذلك فإن من يشعر أنه محتاج أن يكشف كنزه الداخلى ويظهر الفضيلة علانية فإنه يهلك نفسه. مثل من يفصل العسل عن الشهد قدام النار، هكذا النفس تخسر بشدة وتفرغ من التمييز".
39- "وعلى العكس من هذا أيضًا، فإذا انفصل العسل بالحرارة، فإنه عندما يبرد فإنه سوف يكون أكثر تماسكًا. وإذا بطل المديح والثناء على النفس، فإن كل التعييرات والمحن تقود النفس إلى الفضيلة العظيمة، لذلك قال: "تهللوا" (مت 5: 12)، وقال أيضًا: "افرحوا" (مز 4: 2)، "وطوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين" (مت 5: 11)، وفى موضع آخر قال: "في الضيق رحبت لي" (مز 4: 2)، "وأنظر إلى عار نفسي وحزني" (مز 119: 153 وأيضًا كلمات مقدسة لا تحصى في الكتاب المقدس، تتأمل فيها النفس وهى سائرة في طريق الملكوت".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:37 am | |
| كلماتها عن الحزن المفيد والحزن الضار
40-" الحزن له فوائد، وأيضًا أحيانًا كثيرة يتلف النفس. الحزن على الخطايا الداخلية التي نصنعها بجهل، مفيد، إذ يجعلني لا أرتد عن غايتي، ويبلغ بي إلى الصلاح الكامل، هذا بالنسبة للحزن الحقيقي الصالح. ولكن يوجد حزن آخر يضعه العدو أمامنا ويذكرنا به، ويجعله ينمو في داخلنا. وهذا الحزن يلقى بالنفس في حماقة تامة من فتور المشاعر، واللامبالاة تجاه ذكر الدينونة والعقاب. فينبغي علينا تجاه هذا أن نصلى بالروح وبجهاد، وخاصة صلوات الأبصلمودية".
41- "فعلينا أن نكون مهتمين بأمور صالحة، ولا يجب أن نحيا بلا أي مبالاة في الحياة، لأنه قال في الكتاب المقدس: "كل الرأس مريض وكل القلب سقيم" (أش 1: 5). وفى كلمة الروح القدس المكتوبة هذه دعوة للابتعاد عن الأمور الدنيوية في الحياة. فهو يتكلم بالرموز حينما يقول "كل الرأس مريض"، لأن الرأس هي التي تقود الإنسان كله، ويقول سفر الجامعة "الحكيم عيناه في رأسه. أما الجاهل فيسلك في الظلام" (جا 2: 14)، فإن الإنسان ينظر من خلال فكره إلى ما يريد أن يبلغ إليه.
وأقول أنه عن طريق الألم والمعاناة تنبت براعم الفضائل الجديدة، فننجح بواسطة الآلام. والحزن في القلب يشير إلى السلوكيات والعادات السيئة التي تسكن فينا. والغضب والحزن في القلب يجعل البعض منا لا يسبح حينما نكون في محنة، والبعض الآخر يريدون أن يذوبوا ويحملوا أعباء ثقيلة محزنة لكي يعيش الآخرون. إنهم أغنياء في عواطفهم، وعن طريق هؤلاء نحفظ نحن في الوقت الحاضر بسبب عدم استسلامهم للنوم".
42-" ونحن لا ننساق مع الأفكار ونتحدث عنها، حتى نكون مطمئنين وبلا قلق في العالم، وستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء. فليكون اجتماعنا معًا بالأحرى من أجل الجهاد والتعب. وعمومًا يوجد أناس كثيرة أبغضت العالم، لأنهم بالمخاطرة والجهاد الصعب والمعاناة وآلام الشهوة ولدوا البنين، وأطعموهم باللبن، ومرضوا هم حينما مرض أطفالهم، وصبروا إلى النهاية في الجهاد والتعب ولم يأخذوا شيئًا. لأن الجسد يضعف حينما يحمل جنينًا، ويكون معرض لأمراض سيئة، وبالأمس قتلت الخيانة أولادهم. آلام الولادة تضعفهم ولا تجعلهم مثمرين، والذين حرموا من البنين ذابوا من التعيير والإهانة. وعندما نفهم هذا لا ننخدع من العدو ونتراخى، بل نسلك باطمئنان وبلا قلق في الحياة".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:37 am | |
| نصائحها بأهمية توجيه النظر إلى السمائيات
43- "وأيضًا كلامكم غير مناسب للانضباط. لأنه ليس كل ما تتكلمون به يأتي بثمر، ويعطل اشتياق المتوحدين لحياة الوحدة. لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وليس كل الكلام مفيد ويساعد الناس، كما قال: "لا يجعلون خمرًا جديدة في زقاق عتيقة" (مت 9: 17). وخلاف ذلك، إن الذين يحضرون الولائم، يعرفون منظرها ويأكلون باستمتاع ومتمرسين في التذوق. أما الذين يعملون البر في العالم فلهم قوة وسلطان. وكما أن بعض الأحياء يكونون عطاشي ويعيشون على أرض جافة، والبعض الآخر على أرض بها ماء، وبعض منهم يحلق ويطير، هكذا البشر فيهم من يعيش الحياة في وسط العالم كأنهم عطشى، ويوجد آخرون يمعنون النظر فيما هو عال وسام مثل الطيور، وآخرون يخفون خطاياهم مثل الأرض المبللة بالماء مثل الأسماك، لأنه قال: "غرقت في حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه والسيل غمرني" (مز 69: 2)، وستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء. مثل هؤلاء البشر يعيشون بالطبيعة، أما نحن فنحلق مثل النسور نحو سمو أعلى وأكثر، ونهتف بصوت عال: "على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس" (مز 91: 13). فالسلطان الذي أعطى في القديم هو سلطاننا الآن أيضًا. وذلك السلطان لنا حينما تقودنا أعمالنا بوعي وفهم المخلص إلى".
44- "وبقدر ما نرفع رؤوسنا إلى العلاء بقدر ما الله أيضًا يوقف التجارب والمحن التي تكيد لنفوسنا. وما هو أعظم من أن يكون جهادنا من أجل غايات مقدسة وصالحة بحيث تضع نهاية لحسد إبليس وغيرته. وما الذي يأخذه البشر حينما يدفنون كنوزهم في الأرض ولا تتاح لهم فرصة استعمالها؟ وما سوف ينالونه إذا قاوموا المسرات الأرضية ونهلوا أكثر بغيرة وحماس من ملكوت السموات!".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:39 am | |
| تعليمها عن ضرورة الجهاد من أجل ضبط الفكر
45- "يجب أن نتحصن من كل جهة من حروب العدو. وكما أن الرياح الخارجية تضعف الذين يقودون السفينة وتجعل تعبهم باطلًا، هكذا النفس أيضًا فهي مثل السفينة، فإن التيارات الخارجية الشديدة تجعلها تصبر على طحنها من الداخل حتى لا تغرق في البحر. ونحن بالعقل لا نملك إلا أن نحفظ أنفسنا من أن نموت بالخطايا، ونميت أفكارنا الباطنية. ويجب أن نسهر بعناية ونراقب بدقة السهام الخارجية الموجهة إلى أرواحنا، وأن نقتلع الأفكار الدنسة من داخلنا، ونعكف على ذلك باستمرار، وفى كل حين نكون يقظين وساهرين على أفكارنا. وحتى إن كانت الموجات الخارجية عاتية على السفينة وعالية، فإنه في مرات كثيرة يكون الخلاص أكثر قربًا. والبحارون يتوقفون أحيانًا عن العمل وينامون في البحر، ومرات أخرى يواجهون الموت في أنفسهم. "بصبركم تقتنون أنفسكم" (لو 21: 19).
46- ينبغي أن نعمل بجهد شديد تجاه نزوات الأفكار. لأن العدو يرغب في أن يدمر النفس من الداخل، ويبدأ عمله بهدم أساس البيت نفسه فيسقط السقف، ويقاوم النفس بكل الطرق ويدخل إليها من خلال النوافذ، ويقيد رب الأسرة أولًا بكل قوة. وتوجد بيوت مبنية من القش، وأخرى لها سقف من الإيمان، هؤلاء هم أصحاب البصيرة النافذة. العدو يحارب بطرق متنوعة، لذلك يجب أن تكون لنا بصيرة ثاقبة إذا أردنا الخلاص. ولا يجب أن نكون مطمئنين ههنا، لأنه قال في الكتاب المقدس: "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو 10: 12).
47- وفى إبحارنا غموض، لأن حياتنا المكرسة هي بحر، كما قال داود المرنم: "كل تياراتك ولججك طمت علىٌ" (مز 42: 7). وأيضًا يوجد في البحر صخور وأحجار، ومملوء أفاعي، وأيضًا بعض الهدوء والسكون. ونحن لنا نصيب من سكون البحر حينما نبحر ونحن ممسكين بخشبة الصليب. بينما يكون الذين في العالم في خطر، أما نحن فنبحر كل يوم حيث يقودنا ويهدينا شمس البر، ويقودنا أيضًا في ظلمة الجهل. ومرات كثيرة يعبر أحد منا بوقت عاصف أو بجهل، فعليه أن يكون يقظًا وسهرانًا ويصرخ لكي يقوده الرب بنفسه. وأحيانًا في أوقات الهدوء نتهاون، فنغرق في العمق ونبتعد عن دفة ربنا يسوع المسيح.
48- احترسي وثابري لكي لا تسقطي. لأن من يسقط مرة تحسب عليه أفكاره في وقت القيامة، فلتحتمي بالمثابرة حتى لا تسقطي، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولأن الخطايا متعددة ومتنوعة فإن الذين يسقطون يتجردون من المثابرة، ويجدوا أنفسهم غير بعيدين عن أي إساءة أو ضرر. لا تقللي من قيمة مقاومة السقوط، وأيضًا لا تخافي منه، لأن السقوط لا يفسد النفس ولا يمضى بها إلى حفرة عميقة. لأنه من المحتمل أن الصراخ عن عجز أو ضعف وطلب المعونة والسند يمنع من الوقوع في الحفرة، لأن البار قال: "لا يغمرني سيل المياه. ولا يبتلعني العمق. ولا تطبق الهاوية علىٌ فاها" (مز 69: 16). أرى أنه ينبغي ألا تسقط نفسك إلى حد الموت بسبب الاستمرار في السقوط، حتى لا تصيري وجبة للأفاعي. من يسقط عليه أن يحمى بابه (أي يضبط أفكاره)، لأنه متكاسل بحق ويزعم ويؤكد أنه ينطق بترانيم إلهية. "أنر عينيَّ لئلا أنام نوم الموت" (مز 13: 4). فلنسهر ونكون يقظين دائمًا بسبب زئير الأسود".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:41 am | |
| نصيحتها بأن الاتضاع وعدم التهاون يحمى من السقوط
49-"وهذا الحديث يتحقق بالاتضاع وعدم التعالي. ولكي ينجو أحد من السقوط فعليه أن يرجع ويتوب ويئن من أجل الخلاص. وأرى أنك مثابرة من نفسك، لأن التزامك بمخافة الله مضاعفة، والتي لا تجعلك ترجعين إلى ما هو قديم، ولا تحتقرين العدو الذي يسعى لجر قدميك إلى الماضي. لأن عدونا يجر وراءه شياطين كثيرة، وينظر إلى النفس الكسولة لكي يفوز بها ويسقطها في حفرة، وقد يرتئي بها لكي تكون متحمسة وجادة في تحمل ألم النسك، وفجأة يدفعها بقوة نحو الضعف الخفي، الذي هو الكبرياء، وبهذه الطريقة يهلك حياة الرجال أنفسهم، وذلك هو سلاحه الأخير المؤذى على رؤوس الكل. فالعدو ينبذ البشر الأقوياء الذين يسعون إلى الطهارة والنقاء، فيأتي بحروب شديدة وعنيفة بعد أن يخسر قفزاته المفاجئة الأضعف، وفى ذلك الحين يصرخ بتوعد بالقتال مصوبًا ما كل سيوفه القوية على النفوس. إبليس بعد خسارته الأولى في صيد النفس، ساعتها يستعمل سيفه الأخير، ألا وهو الكبرياء والغرور.
هي فخاخه الأولى؟ واضح أنها الشراهة، ومحبة اللذة، والزنا. وهذه الأرواح الشريرة تصيب الذين هم في سن الشباب. ويتبع هذه الضعفات محبة المال والجشع والبخل. والنفس المجاهدة حينما تتعرض لهذه الآلام فإنها تقهرها وتسيطر عليها وتتحكم في شهوة البطن وتهرب منها بالقداسة، واحتقار المال، وحينئذ تقطع كل ميل للشر وإثارة ما هو خفي في النفس ومنافي للأخلاق. إن مقاومة إبليس وهجومه العنيف ضد الأخوات غير لائق، قاسى ومميت هذا العدو المهلك. ومرات كثيرة يجتمعون معًا ليطرحوا النفس في الظلمة، وإثارته للزنا في النفس يسبب الموت، وفهم حركاته مجهولة من الكثيرين. لكن بالصوم نتفوق عليه، وبزيادة الفضائل برجولة نواجه كثرة أعداده.وما أخطأ به أحد تجاه البعض فليتحمل الإهمال، ويتغاضى عن الترفع على الآخرين. والذي يخضع للسرقة يخطئ بالفكر، ولا يستفيد من عمله هذا، وأيضًا لا يقوى على قول "لك وحدك أخطأت" (مز 51: 4)، و"ارحمني" (مز 51: 1)، ولا تتاح له الفرصة ليقول: "أعترف لك يا رب بكل قلبي" (مز 9: 1)، بل كأنه يقول: "أصعد إلى السموات أرفع كرسي" (أش 14: 13)، وهذه الحركات تقوده إلى المتكأ الأول، وما زال يطلب نعمة الشفاء. لذلك النفس التي تعيش بترف تفسد وتخسر وتهلك وجرحها صعب شفاؤه.
50- ماذا يجب أن نعمل مع هذه الأفكار الآن؟ يجب أن نسعى باستمرار ونهتم ونحن في العالم بالسماويات. الطوباوي داود صرخ قائلًا: "أما أنا فدودة لا إنسان" (مز 22: 6)، وفى مكان آخر يقول: "أنا أيضًا من الطين تقرصت" (أى 33: 6). وبالحقيقة استمعي إلى كلام أشعياء الذي قال: "كثوب عدة كل أعمال برنا" (أش 64: 6). وإذا تسللت هذه الأفكار إليك في وحدتك، فانضمي إلى حياة الشركة مع الأخوات، والتزمي بالطعام اليومي مرة ثانية، واخضعي للتدريبات السامية حتى تتخلصي من آلام الشهوة هذه، واقبلي التوبيخ واللوم المتزايد جدًا من الأخوات الذين في نفس عمرك، واشتركي في كل العبادات الكنسية، وبذلك لن تتعرضين للعظمة إطلاقًا. واجعلي قصص حياة القديسين المميزة جدًا قريبة منك، واشتركي في آلامهم الكثيرة من خلال النسك في أيام العمر القصيرة، وتفكري في عظمة الفضائل التي تعتقدين أنك تحتاجين إليها.
51- ومن تتغلب على مرض الكبرياء هذا بعمل شرير آخر، فإن هذا يعتبر معصية، لأن ذلك ضد الطاعة والخضوع، وبذلك تتضاءل قوة النفس وتزداد في القذارة، لأنه قال أن الطاعة تتطلب: "أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1).
52- ويجب أن نتطهر من أي حائل يمنعنا من السمو في حينه. ويجب أن نسبح ونتعجب أيضًا في الوقت المحدد، لأنه إذا وجد الكسل والتهاون طريقه إلى النفس، فإنه حقًا يفقدها الحس تجاه أي نمو نحو الصلاح والخير. ومن هي التي تنسجم مع تلك التسابيح، وإذا عملت قليلًا من أجل أي شيء صالح ومفيد، تتعجب وتعتبره عملًا عظيمًا، من أجل مخافة الله التي تملأها. والإفراط في أمور فوق مستوى البشر يعتبر من الخطايا أيضًا، وليس أقل من خطايا اللسان. لأن إبليس يتوق أن يتغذى بالكل، ويحاول أن يخفى الخطايا السالفة عن النشطاء والمجتهدين، لأنه يتمنى أن يزداد الكبرياء فيهم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما النفوس السامية فهي تعمل شيء آخر، وذلك بأن تجعل خطاياها أمام عينيها دائمًا. لأنه من يطرح نفسه في الزنا ويتوقع العفو في المستقبل! والعدو قد يحتال عليك بطريقة أخرى، ويقول لك فرصة خلاصك مستحيلة، وقد يواسى النفوس المترنحة، وبمثل هذه الأشياء يتكلم مع النفوس المترددة.
راحاب التي كانت زانية ولكنها داخليًا كانت مملوءة بالإيمان، وبولس الذي كان مضطهدًا للكنيسة قد صار مختارًا، ومتى الذي كان عشارًا دعى رسولًا، واللص السارق الذي صلب مع المسيح صار أول الذين دخلوا من باب الفردوس. لا شيء يمنع النعمة عن أي إنسان أخطأ بجهل، وبالنظر إلى كل هؤلاء فإنه من الواضح أنه لا ينبغي على النفس قطع الرجاء عن ذاتها.
53- ولذلك يجب أن نهيئ الوسيلة لمثل هذه النفوس، ويجب أن نعمل على شفاء الذين يقعون في الكبرياء.
ويجب أن أؤكد على شيء، وهو ما الذي يحفظ الغرائز الطبيعية فينا بلا ثورة؟ عدم أكل اللحم، وآخرون يرون ولا أكل السمك أيضًا، وعدم شرب الخمر، والاستمرار في ذلك، وآخرين لا يأكلون بالزيت إطلاقًا. وبينما يصوم البعض إلى المساء، فإن آخرون يظلوا صائمين يومين أو ثلاثة. وأيضًا البعض لا يهتمون بالاستحمام كثيرًا، وكثيرين لا يستخدمون هذه الأشياء حتى في آلامهم الجسدية. وتندهشين في داخلك لأن البعض ينامون في خندق عميق، أو على سرير من الشعر، وآخرون ينامون باستمرار على الأرض. وإذا فعلوا هذا لا يتعاظمون إطلاقًا، لأن البعض يسمو فوق كل هذه الأشياء وينامون على الحجر حتى لا يعطوا فرصة لأهواء الغرائز أن تتحرك، وآخرون يعلقون أنفسهم بالسقف طول الليل، وهم يقومون بأعمال النسك هذه طوال حياتهم، ولا يفكرون في العظمة والارتفاع لأن الأرواح الشريرة تكثر عليهم عندما يقومون بمثل هذه الأعمال. فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يحضرون في الولائم، ولا ينامون، ويرحلون إلى أماكن موحشة، ويسكنون في مغارات، ولا يقيمون اعتبار لكل هذه الأعمال الكثيرة. 54- وهكذا استطاعوا الشفاء من مثل هذه الأفكار. وتخلوا عن الكلام بكبرياء واستعاضوا عن ذلك بقبول المعاناة والألم. وبهذه الطريقة أطفأوا نار الغريزة المميتة وازدادوا حرارة في الروح. وهكذا بقوة عظيمة استطاعوا أن يمنعوا الخطية في الليل باختيارهم بعمل نسكيات شديدة بكثرة، وتخلصوا من الإهمال بالعمل الصالح. وعندما تنطفئ الغرائز فينا فإن الروح القدس يدفعنا إلى الأمور السماوية. لأن النسك المتزايد يبطل الكبرياء بحزم، مثلما يكسر السيف الحجر، وينقطع الحديد بسندان الحداد. وكلما اقتربت النفس من الانضباط والاحتماء بالنسك إلى أقصى حد، فإن حرارة الكبرياء تتوارى في مكان مظلم، لأن ختان النفس بالروحيات الكثيرة يجعل البراعم الصغيرة (في الروح) تنمو بقوة.
55- ولكي يكف الواحد عن الخطأ فعليه أن يغصب نفسه ويسبق برفع أفكاره إلى السماويات، أما النفس البعيدة جدًا تجد نفسها ساقطة على الأرض. وكما أن الذين يحرثون الأرض يجدوا طعامهم، وإن الذين يلاحظون النبتة الصغيرة ويروونها بالماء بوفرة ويرعونها دائمًا يكونون مستحقين النمو والازدياد. والذين يلاحظون النبتة الصغيرة مبكرًا، فإنهم ينقون أنفسهم روحيًا بوفرة مسبقًا، لأن الإقبال على الاستعداد مسبقًا بطيب خاطر يجعل الحصاد ينمو وينضج. وكما أن بعض أطباء الأطفال المرضى يطعمونهم كثيرًا حتى يقدروا على السير، فإن البعض الآخر يبقونهم بلا طعام لكي يحمونهم.
56- وواضح أن الأناس الأشرار الذين لهم مكانة عالية يقعون في الكبرياء، ولكنهم يتظاهرون بالاتضاع، لأنه صعب على بعض أصحاب الأملاك أن يسلكوا بالاتضاع، لأنهم إذا لم يكونوا في مجد من الخارج فلن يتمكنوا من الاحتفاظ بالثروة. والتي تسلك بالاتضاع، وتتحلى بكل الفضائل، ولا تظهر لعدو الخير ما هي فيه، فهي إنسانة عظيمة. وبفهمها الراسخ تتسربل بالنصيحة التي قالها لنا الرسول بخصوص هذه الأمور: "تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين. أما المتواضعين فيعطيهم نعمة" (1بط 5: 5). وإذا حرصت على التعلم والصوم والرحمة فإنها تنال الفهم وتكون منضبطة، وأيضًا يساعدها ذلك لكي لا ينكسر جدار بيتها. فارتبطي بالفضائل، كل الفضائل الملائمة، وذلك يتحقق بالاتضاع. وانظروا للثلاثة فتية القديسين وهم يسبحون في وسط الأتون، ولنحتفظ في الذاكرة بكل فضائل القديسين الآخرين، ولنحصى لهم التسابيح التي قدموها باتضاع، وممارستهم لضبط النفس في الأكل، وعدم الغضب في أماكن الاجتماع. وكما أنه من المستحيل أن تبنى السفينة بمسامير ضعيفة، فإنه من المستحيل الخلاص بدون اتضاع. 57- لأن الرب المخلص الذي عمل الصلاح للبشر بتدبير إلهي كامل قد تسربل بالتواضع، لأنه قال: "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29) هل نفهم كلامه ونتعلم منه جيدًا!! اجعلي اتضاع الصالحين أمامك. الحديث عن الاتضاع يعطى بصيرة وفهم، ليس في السلوك فقط بل من داخل الإنسان أيضًا، فلا يتكلم بألغاز لأن السلوك الذي في الخارج يتبع ما في الداخل. وأيضًا إذا عملت كل وصايا الرب وخضوعك لأوامره من البداية، فلا تنخدعي بالكبرياء، لأنه قال: "إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو 17: 10).
58- إن الاتضاع الكامل يكون عن طريق قبول الإهانات والتوبيخ، وقبول الآلام والمحن حتى لو استمعت لها من جاهل أو أحمق، فقير أو معدم، ضعيف ولا يعتد به. بواسطة هذه الأشياء ينشط الاتضاع. سمع المسيح الإهانات وتحمل الآلام عن الكل، فالسامريون قالوا له بك شيطان (مت 12: 34)، وهو حمل صورة عبد، وضرب على وجهه (مت 26: 76)، وتحمل جراحات قاسية.
59- فيجب علينا أن نتذكر ما فعله السيد المسيح فقد فعله باتضاعه. أما الذين يعتنون بالشكل الخارجي ويتظاهرون بالاتضاع فهم منافقون، ومتمسكون بالمجد الخارجي، ويمكن أن تعرفونهم من ثمارهم (مت 12: 33). لأنهم متكبرون ووقحون بزيادة، وغير صابرين، وكلامهم فيه سم الأفاعي".
| |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:43 am | |
| حديثها عن ضرورة الجهاد من اجل اقتناء النار الإلهية
60- "والمجتمعات هنا من أجل هذا الكلام لهم فرح عظيم وقوة وسينالون الخيرات بغير مكيال. وأيضًا الطوباوية سينكليتيكي تكلمت معهم، قائلة: الجهاد الكثير والتعب من البداية يقربهم من الله، لذلك فهم ينعمون بفرح لا يعبر عنه. والذين يتمنون أن يضرموا نار المحبة الأولى في نفوسهم فليطلبوا ذلك وليتضرعوا بدموع، لأنه قال: "إلهنا نار آكلة" (عب 12: 29). فيجب علينا أن نضرم النار الإلهية في داخلنا بالجهاد والدموع، لأن الرب بذاته قال: "جئت لألقى نارًا على الأرض" (لو 12: 29). والبعض الذين لهم اهتمام ضعيف فقد طالهم الدخان، وبالأحرى من تجد نفسها تسلك بضعف وثقل فهم في الأمور الإلهية فإن النار لن تضطرم فيها إلا بالصبر وطول الأناة على ما يحدث من خارجهم".
حديث آخر للطوباوية عن المحبة والبعد عن الغضب
61- "المحبة هي كنز ثمين، لذلك يؤكد الرسول عليها في كلامه، وحتى إذا اقتنيت كل شيء وأرهقت الجسد وليس لي محبة، فكأني لم أقتنى شيئًا: "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسًا يطن أو سنجًا يرن.... وإن سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا" (1كو 13: 1- 3). عظيمة هي المحبة للصالحين، كما أنه مخيف وعنيف الغضب عند الأشرار. لأن الغضب يجعل النفس مظلمة ويزعجها ويقودها إلى الحمق. السيد الرب دبر لنا الخلاص من كل شيء، ولن يسمح بأي حال أن تكون النفس بلا أي حماية ولو قليلة. رغبة وشهوة العدو هي في إثارتنا وزحزحتنا، ولكن الرب يحاربه فينا بالانضباط والاعتدال. الكبرياء يحدر النفس، أما الاتضاع ليس بعيدًا عن أن تناله النفس. الكراهية تنفخ النفس، أما المحبة تجعل النفس أكثر ثباتًا. ومن منا تثيره سهام العدو، فإن أسلحة محاربتنا بالرب تجعل العدو يسقط من ذاته، وتقودنا إلى الخلاص منه ومن الخضوع لعثراته وسقطاته.
62- الضرر من غضب الأشرار، لأنه قال: "غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 20). لذلك يجب على الإنسان أن يتحكم في غضبه، ويدرك الفائدة من ضبط الغضب في حينه، وإن كان ينبغي أن نغضب فلنغضب ضد ما هو نافع للشياطين. لأنه من غير اللائق أن نتصرف بعنف تجاه الناس، لأنه بالعنف نقع في الخطايا، فيجب أن نتوب عنه وأن نوقف آلام الغضب في أنفسنا.
63- وأيضًا حتى الذين يغضبون قليلًا فهم محسوبين من الأشرار، ومن يحقد على الكل فهو أكثر قسوة. لأن دخان الغضب تزعج النفس وتجعلها تنحل، وأيضًا الحقد والرغبة في الانتقام يعيق بنيان النفس وثباتها، فهو عمل أكثر بغضة من عمل الأفعى نفسها. ومثل الكلب الذي ينبح من أجل الأكل، هكذا من يتحول إلى الغضب. وأيضًا من يتظاهر باللطف في التعامل فهو يتصرف مثل الحية. والذي يصل إلى الرغبة في الانتقام والحقد لا يقبل النصيحة ولا تشبعه الوداعة. وبالحقيقة ولا واحد من كل الذين يغيرون فكرهم عن ألم الغضب هذا يشفى منه في الوقت المناسب. وكل هؤلاء الدائمي الاشتعال بالغضب فهم أكثر المخالفين للناموس، لأنهم لا يطيعون كلام الله القائل: "اذهب أولًا اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 5: 24)، وفى مكان آخر يقول: "لا تغرب الشمس على غيظكم" (أف 4: 26).
64- إن الصلاح والخير هو في عدم الغضب. وإذا صار عمل الخير كثير في نهارك، فإن هذا سيبعد الألم عنك، لأنه قال: "لا تغرب الشمس على غيظكم". فأنت عليك أن تراقبي الشرور التي تحدث منك في كل وقت حتى نهاية اليوم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هل أنت لا تعرفي القول القائل: "يكفى اليوم شره" (مت 6: 34). من يضطهد الإنسان ويجعله في حزن، ليس هو الذي يخطئ، بل الشيطان، فإنه يضطهده في المرض أو في الصحة، كما قال المرتل: "لماذا تفتخر بالشر أيها الجبار؟" (مز 52: 1)، إن هذا المزمور يساعدكم. ولكن المعصية كل يوم تأتى من تجاهلك في سلوكك لكلام الناموس القائل: "لا تغرب الشمس عن غيظكم". ويقول أيضًا: "لسانك يخترع مفاسد كموسى مسنونة يعمل بالغش" (مز 52: 2)، لأنه لا يكف عن الإهانة وتشويه السمعة والافتراء على الأخوات. أما الصلاح الذي فيك يتعامل مع هذا الافتراء بالتسبيح بالروح القدس قائلًا: "يهدمك الله إلى الأبد. يخطفك ويقلعك من مسكنك ويستأصلك من أرض الأحياء" (مز 52: 5). فلنجاهد بالنعمة ضد تذكر الشر والرغبة في الانتقام.
65- فلنحتمي بمخافة الله من تذكر الشر والانتقام. لأن كثيرين يخضعون لحسد شخص ما، أو يسببون له الحزن ويفترون عليه، فإنهم يجلبون على أنفسهم الموت بهذه الشرور. لأنهم يكونون أداة في يد العدو. ومرات كثيرة يكونون سيف ذو حدين أصعب من سيف الجراحات. وأحيانًا كثيرة نحصل على الشفاء من الزنا والطمع والقتل ونخلص بالتوبة، أما الانتقام وتشويه السمعة أعتقد أنه سيف مخفي داخل النفس يخرج في وقته. ولا يستطيع أن يقضى على هذا البلاء من نفسه، مثل الاستخفاف من الذين يأكلون بصوت عال. وبالمثل لا نسخر إطلاقًا من الذين يسخرون من الآخرين لكي لا نهلك بسببهم.
66- بالحقيقة مرهق ومحزن الافتراء وتشويه السمعة. وقد يوجد أحد غذاؤه وراحته في أذية بعض البشر. أما أنت فلا تقبلي أي إشاعة أو خبر باطل، ولا تكوني حاملة لشرور الآخرين، بسيطة النفس تكون مهيأة لهذه الحياة. لأن قبول الأحاديث الغير لائقة تدنس النفس، وتلوث أفكارك في الصلاة، وببساطة تدفعك إلى الكراهية. لأن انغماسك في إشاعة الشتائم والإهانات عمل غير إنساني، ولا ينتج عنه سوى التفرس في كل شيء، مثل العين التي تفضل الانغماس في الملذات أكثر، وبلا شك تصل لذلك بتواجدها في المهرجانات والاحتفالات.
67- يجب مراقبة ما نقوله أو نسمعه حتى لا نشترك في مثل هذه الأحاديث، ولا نتأثر أو ننفعل بما نسمعه، لأنه مكتوب: "لا تقبل خبرًا كاذبًا. ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم" (خر 23: 1)، وقال أيضًا: "الذي يغتاب صاحبه سرًا هذا اقطعه" (مز 101: 5)، "من جهة أعمال الناس فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" (مز 17: 4). فنحن لا ننطق أو نتحدث عن هذه الأعمال، ويجب أن لا نصدق مثل هذه الأقوال ولا ندين أو نحكم على الذين يقولونه، لأنه مكتوب في الكتاب المقدس: "أما أنا كأصم. لا أسمع. وكأبكم لا يفتح فاه" (
68- ويجب أن لا نفرح بمحبة أحد هؤلاء الأشرار، وأن نبتعد عنهم. لأن البعض منهم يتكلمون بجهل وحماقة ويسخرون من من يتم جلده أو سجنه، وهم بذلك كمن ينشرون الحزن والكآبة في وسط وليمة. أما أنت فانشري الخير بالأعمال التي تقومين بها، وبثقة وشجاعة تظلين في سيرتك وسلوكك. ولماذا يجب أن تكون أعمالنا مثل أقوالنا ما دام الكتاب قال: "حادثة واحدة للصديق والشرير.... كالصالح الخاطئ" (جا 9: 2). لأننا نحن هنا مرة واحدة، ولكن لكل واحد أسلوب في حياته مختلف عن الثاني، ولذلك ما سوف نناله في السماء مختلف عن بعضنا البعض.
69- ولا يجب أن نكره الأعداء. لأن السيد الرب بذاته وضع لنا هذا النظام، حينما قال: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك" (مت 5: 46). لأن الإنسان الصالح لا تقيده حدود في المعاملات، وأيضًا يجاهد ويكافح تجاه أي فخ يتعرض له، لأنه منقاد بالمحبة للكل، والتعاليم الإلهية تجعله محتاجًا إلى جهاد كثير لكي يمحو آثار أي أمر سيء. لأنه لا يوجد اطمئنان أو راحة في ملكوت السموات إلا للمجتهدين، لأنه قال: "ملكوت السموات يغصب والغاصبون يخطفونه" (مت 11: 12).
70- وكما أنه يجب ألا نكره الأعداء، يجب أيضًا ألا نتجنب المتهاونين والمتكاسلين، أو نسخر منهم. وحقًا من المناسب أن يقال للبعض في تقدماتهم لأنفسهم ما هو مكتوب: "مع الطاهر تكون طاهرًا ومع الأعوج تكون ملتويًا" (مز 18: 26)، وهو يقصد بهذا أن هروبنا وتجنبنا للخطاة لن يغيرهم، والذين يفعلون هذا فإنهم يسلكون بحماقة. والروح القدس لا يفرض التغيير على المعوجين، ولكن المعوجون هم الذين يقومون ويصححون من أنفسهم. ومن يتغير يكون كمن يسحب نفسه بنفسه من أهل الشمال إلى أهل اليمين". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:44 am | |
| حديثها عن ثلاثة أشياء توصل الناس إلى الحياة السعيدة
71- ثلاثة أشياء في حياة الناس يصلون بها إلى غايتهم. أولها: أن يكون هناك حدود للشر أو نهاية له. والثاني: ترسيخ حياة الشركة مع بعض، والاهتمام بملاحظة ذلك. والثالث: ألا يرتبط الإنسان بفكره فقط، بل يسترشد بالنماذج العظيمة في الكتاب المقدس، وأن يسعى للسلوك في سيرة ترضى الله إلى النهاية.
الناس الأشرار يفرضون قوتهم بطرق عنيفة من أجل أن يمتدوا ويزدادوا. ونصفنا يحاولون تجنب الجهلة والغير منضبطين ويخافون أن يعملوا معهم، ولا ينجذبون إليهم. والصغار يحصلون على فوائد منهم. أما النوع الثالث من الناس، قادرون أن يصلوا إلى غايتهم بقوة وشجاعة، ويعيشون في بيوتهم بين الناس الأردياء ويرغبون في خلاص أنفسهم. لذلك فهم يهانون من الخارجين عنهم، ويستهزئ بهم الكسالى الذين يعيشون معهم ويفترون عليهم ويشوهون سمعتهم. هؤلاء هم الذين ينبهون الناس إلى التسبيح، وبثقة وبلا خوف يكملون عملهم إلى النهاية، لأنهم يسمعون كلام الكتاب: "طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت5: 11، 12). الرب نفسه عمل هذا، إذ كان يأكل مع العشارين والخطاة، لأنه محب للإخوة وكان يقصد أن يخلصهم من أنانيتهم. ونحن نرى الذين يضرمون النار في بيوتهم بارتكاب الأخطاء وهم يحتقرون أنفسهم، وآخرون مصرين على إنهم منقذين من الهلاك، والذين يحترقون بالغضب وهم صابرين على الإهانات، ونصفنا له شكل الأخوة من الخارج وهم مولعون بالخطية ويتجنبون الآخرون، فلا نخاف منهم ومن انتشار نارهم، وستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء. والذين من النوع الثالث يستمرون في معاقبة جيرانهم الأشرار، ويضرمون النار أكثر في المتفقين معهم ويقودونهم للهلاك، ويقربون الشر من بيوتهم، وهكذا نكون في سفينة حالكة السواد عوض أن نفكر في ترطيب الأمور وتهدأتها. وعلى عكس ذلك الأبرار الصالحين فهم يتخلون عن ممتلكاتهم الشخصية من أجل أن يخلصوا، وهذا هو البرهان على المحبة الحقيقية، هؤلاء هم الذين حفظوا المحبة بإخلاص". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:45 am | |
| أقوالها عن ضرورة عمل الرحمة بسخاء
72-" وإذا ارتبط أحد مع آخرين وتعامل معهم بغش أو حسد أو غضب أو مكر أو جشع أو بخل أو حقد أو تذكر الإساءة، فإن هذا يتعارض مع تمسكه بمحبتهم. مع أن عدم القنية تجعله يتحدث باتضاع وصبر وطول أناة، وهذا السلوك فيه خير تام وفائدة كاملة. ولا يمكن الوصول إلى فضيلة المحبة أو أي فضيلة أخرى إذا لم نصل إلى عدم القنية. والرب لم يفرض محبته على الإنسان، وأيضًا لم يهمل أو يتجاهل المحتاجين الذين قابلهم أو أتوا إليه. ومَنْ يسلك بالمحبة لا يتعرض للسرقة. ومن المستحيل أن نكفى احتياجات كل إنسان، وهذا هو عمل الله.
73- وقالت: ما هو عذرك في الحصول على المال وأنت لم تتمسكي بعمل الخير؟ إن هذه الحياة الدنيوية محدودة. لا نطعم الفقير بمقدار، وعمل الخير غير محدود، ما دام يعمل بالمحبة. الله هو الذي يرشد الغنى لسد حاجة المحتاج. وما هو الذي يحصل عليه من يعمل عمل الخير بزيادة؟ إنه لا يتمنى أن يحصل على شيء، وأيضًا سلطان المحبة لا يجعله مهتمًا بالشكل. وهذا هو ختان القلب من غرلته، وهكذا أواكب المعلم في محبة عمل الخير. والذين يعطون بمحبة يقدمون عمل الخير بوفرة.
74- عدم الوشاية بأحد بالكلام هي من عمل الرحمة. وأيضًا بعدم القنية تظهر الطهارة والنقاوة. ولا ترفض القليل من أجل الحصول على ما هو أكثر منه. بأقل القليل ننجح، وببذل كل شيء ننجح، وبالمحبة نرفض الكثير لكي نصل إلى حمل الصليب، وأنت بحرية تلتزمي بالصوت القائل: "ها قد تركنا كل شيء وتبعناك" (مت 19: 27)، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأنت تتضرعين متشبهة بالرسول بطرس وتقولين مثلما قال بطرس ويوحنا للمقعد: "ليس لي فضة أو ذهب" (أع 3: 6). والحياة بالإيمان هي التي تجعلك تقولين هاتين الآيتين مع الرسل.
75- من يعمل الخير بالأمور المادية فليعمله بإخلاص، لأنه قال: "زيت الخاطئ لا يدهن رأسي" (مز 141: 5). وليكن مقرونًا بالرحمة مع حفظ الفكر بلا دنس، وهكذا يكون عمل البار باستقامة. والبار محب للغرباء ويضيفهم في بيته، مثلما فعل إبراهيم الطاهر(أب الآباء) وصمم على ذلك، بل قال أيضًا: أقوم وأخدمهم ولم يطلب ذلك من خدم منزله ليكون له نصيب من الفائدة (تك 18: 1- 8). الذين يفعلون مثل إبراهيم فإنهم يأخذون أجرًا على عمل الخير الذي عملوه مع البعيدين ولا سيما إذا أعطوهم مرة ثانية وبانتظام. والسيد الرب جعل لإبراهيم خيرًا في بيته وضاعف له ممتلكاته، لأنه أسرع في خدمته. ومن يسلك بطهارة ويكون أكثر نقاوة فإنه يتعامل مع المحتاجين كأنهم ملائكة. ومن سمح بهذا التعليم فإنه يجازى الأشرار بحسب الناموس، الذي قال عنهم: "لي النقمة أنا أجازى يقول الرب" (رو 12: 19). وفى التكوين قال لآدم: "أن يعمل في الأرض" (تك 3: 23)، ولكنه أمر أيضًا في العهد الجديد: "لا تهتموا بالغد" (مت 6: 34). وقد أعطى لنا هذا القانون بواسطة النعمة التي أظهرها في شكل الوصايا، لكي نتعلمها ونظهرها في سلوكنا.
76- الصليب هو الذي يغيرنا إلى النصرة. لأن نذرنا لأنفسنا هو أنه لا يعيق نظام حياتنا أي شيء آخر عن التفكر في الموت. والأموات لا يعملون لحساب الجسد، وهكذا نحن أيضًا. وما هو الذي يمنعنا أو يعيقنا عن تتميم عملنا عندما نسلك مثل الأطفال! لأن الرسول قال: "قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14). حياة نفوسنا هي في أن نثبت في الفضيلة، ونكون رحومين بتعقل، لأنه قال: "طوبى للرحماء" (مت 5: 7). واشتياقنا للعمل الصالح بدون أعمال يكون بلا دليل، بل أجلب به خطية على نفسي. وعمل الخير يكون من هنا على الأرض، ولكي تكون الأعمال كاملة، فيجب أن نتخلى عن المال، لكي نكون مستحقين لكرامة أعظم.
77- وكما أن الأسياد في العالم يخدمون عائلاتهم بطرق متنوعة، فيذهبون إلى الأراضي ليعملوا بها لكي يحفظوها ويورثوها لأولادهم، ويفكرون في أولادهم ويعاملونهم معاملة حسنة، ويرفضون خدمتهم في بيوتهم ذاتها. هكذا يفعل الرب تجاه الذين ينالون رحمة في عرسه المهيب. وكل من اجتاز في هذا العالم بصورة جيدة، وخصوصًا إذا صمم على أن ينال مكانًا على اليمين، فإنه يحرص على الاقتراب من الله بالعبادة. وكل هؤلاء الذين كانت أعمالهم أرضية فإنهم يكونون غرباء عن أن يكونوا مستحقين لمائدة السيد، لأنهم لم يهتموا بأن يتسربلوا بقوة المسيح.
78- والرب هو السيد لكل الطغمات السمائية. وهو السيد على من زرعه جيد وأيضًا على من زرعه قش ونفاية. وأيضًا يعرف هؤلاء الذين يسلكون بتقوى الله في العالم، والذين يطلبون مقر لهم في هذه الحياة. كما أنه يعرف احتياج الكل، ويعرف أهمية النبات وهو الذي يحرس الزرع حتى يأتي بالثمر الضروري كل بحسب جنسه ونوعه. وكما أنه لا يوجد مكان للعشب مع الزرع الجيد، هكذا من المستحيل أن الأمور الدنيوية تخلق فينا ثمر سماوي وتحيطنا بالمجد. ورق النبات يسقط والقش يذبل، أما السنبلة تكون جاهزة للحصاد. ونحن نرفض مباهج الأرض كأنها ورق نبات، ونطرح عنا الجسد الذي نكتسي به مثل القش، فتسمو أفكارنا ويتقوى زرعنا ونصير أبناء الخلاص". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:46 am | |
| حديثها عن صفات الذين يهتمون بالنفس من الداخل
79- "ومن المجازفة والخطر أن أشرع في أن أكون معلمًا، وأنا لا أسير في الحياة بانضباط. وكما أنه إذا اقتنيت أي بيت به شرخ واستقبلت فيه غريب، فإنني أضره إذا سقط البيت وانهار، هكذا أولئك الذين لا يهذبون أنفسهم بالانضباط والحرص، فإنهم يأتون بأنفسهم إلى الهلاك الروحي. وبالكلام يدعون للخلاص، وهم يسلكون في النقائص، فبالأحرى يجلبون لنفسهم العقاب. لأنه كيف للأرض البور أن تشرح الأقوال المكتوبة، فإنها تكون مثل كمن يقف ويرى عن بعد فتكون الرؤية غير واضحة، وكذلك يعانى عند هبوب الرياح ولو لوقت قصير، ويعانى عند سقوط المطر حتى لو كان ضئيلًا جدًا. أما التعليم العملي الذي عن اختبار فلا تزول قوته إلى زمن طويل، ويؤثر الكلام بقوة في النفس ويهدى المؤمنين بالمسيح إلى فرح أبدى.
80- فيجب علينا ألا تكون أعمال النفس في الخدمة من الخارج أو قليلة بل تكون كاملة ولكل الناس. وأهم من كل شيء ألا نسقط في التواني والكسل. وأن نقص شعر الرأس علامة على إزالة ديدان الأفكار من الرأس، وتفهمنا لهذا الفعل أفضل من الأوجاع التي يسببها لنا. لأن شعور رؤوسنا من منطق العالم هو مجد وكرامة وثروة نمتلكها، وأيضًا اقتناء الثياب اللامعة النظيفة والاستمتاع بالطعام. فنحن نرفض مجدنا هذا، بل بالأحرى نطرده بعيدًا عنا لأنها تكون مثل الديدان التي تتلف النفس. وما هي هذه الديدان؟ الافتراء وتشويه السمعة والحلف كذبًا ومحبة المال. وعلى ذلك يكون هدفنا هو الاهتمام بالنفس. وطالما الأعمال الدنيوية هي وقود وملجأ للحيات، فلنهرب من رؤيتها. والآن، نتجرد من كل ما هو ظاهر بواسطة البتولية والوحدة، ونكتشف الخطايا مسبقًا في أنفسنا ونتخلص منها تمامًا. وهكذا النفوس الطاهرة ترى بوضوح ما فعلته الأفعى في الكل، حتى ولو كان صغيرًا جدًا. وهكذا العالميون غير الطاهرين يلجأون إلى الجحور ويهربون من السهام الكبيرة، ويتخفون بما يمتلكون من أمور دنيوية. لذلك قالت لنا سينكليتيكي: يجب أن نعتني بالبيت (النفس) باستمرار وننقيه من أي شيء يتلف حياتنا، فلا يتسلل خلسة إلى داخل نفوسنا، وأيضًا نرفع بخور الصلوات أمام الله في كل فرصة، وهكذا نطرد سم السهام الحادة جدًا في الحياة، ونطرد الأفكار غير الطاهرة بالصوم والصلاة.
81- من تبتعد عن الأفاعي التي تتلف النفس يكون كلامها بمقدار وتكون حياتها نافعة للآخرين. وبالحقيقة أن شوكة إبليس مخيفة جدًا، وكثيرًا ما يثير ويؤذى أفكار النفوس المجتهدة بمناظر غير نقية في وحدتهم لكي يشغلهم ويتسلط عليهم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكن لا شيء يقوى على من تؤمن بحياة الفضيلة حتى يجعلها تقبل أفكار هذا المجنون العقيمة والتافهة. لأن الله صاحب السلطان أعطى المقدرة على الخير والصلاح لكل جنسنا، كما أنه هو غاية الحياة وحاكمها وهو الذي يحول الشر إلى فائدة. وكم من المرات أتراخى في احتمال الآخرين بدون تفكير، وفى الحال يهجم عليهم إبليس. مثل الأطفال الذين يرفضون النظام ولا يحتملون تأديب الوالدين من أجل منفعتهم. فنحن نرحل بهدوء وندخل إلى الأماكن المقفرة المهجورة، وتحت هذه الظروف يجتمع علينا الشياطين المتوحشة. ولكن باحترامنا لهدفنا نجعل أعمالهم وافتراءاتهم علينا الآن بلا سبب.
82- والذين رفضوا القداسة لأنفسهم فإنهم يؤكدون بأن اللذة صارت من طبيعتهم. والزناة والسارقين والمرضى بمحبة المال والمخادعين فإنهم يشعرون بالخجل من أعمالهم ويبتعدون عن الحقيقة، وفى النهاية تهلك مقاصدهم لأنهم منعوا المعرفة على أنفسهم. لأنه من الضروري أن تقتلعهم هذه الأفكار بعيدًا عن الله علاوة على وقوعهم تحت الدينونة. لأنه قال، إذا كانت دينونتي بسبب الزنا أو الطمع أو الغش فإنها دينونة زائدة، والإنسانة البارة بسبب أن سقطاتها بإرادتها تكون دينونتها وعقوبتها أعظم. وعند البدأ في أي عمل طاهر معلن فلنتمم عمله. وهكذا أختار لنفسي نوع الدينونة، عقاب أم مجازاة.
83- ويا للعجب، إن من يرفض الأمور السماوية، فهو مسموع عند الآخرين. لأن أقوالهم دائمًا تسهل انقيادهم للإثم، وإذا تكررت أقوالهم ثانية فمن المحتمل أن يكونوا مستعبدين للإثم من البداية، وأيضًا شرورهم تشكوهم إلى الله، وإذا كانوا يريدون أن يكونوا في الأبدية معه، فلينزعوا بالكلية من النفس أي خصومة لطبيعتهم، ومن تختار لنفسها مثل هذه الأفكار فإن كل تصوراتها عقيمة وباطلة، لأنه قال في الكتاب المقدس: "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز13: 1)، "يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلمًا من العلاء" (مز 73:8). وإذا كنت أتقدم بكل الوسائل نحو الله، فمن الضروري أن أتبعه في كل عمل، ولأن الله في الكل فمن يتبعه فهو مكرس للرب. وإذا كنت طماع أو زاني في البداية، والذي بالفعل أمر غير لائق، فمن الضروري أن وجود الله في الحياة سوف يدين الشر الذي فيَّ. والذي بالفعل اشتاق أن يكون تحت إرشاد الله فعليه أن يتبع بالضرورة ما تعهد به.
84- والذين يبررون لأنفسهم أسباب الخطية، فإنهم يقطعون أنفسهم ويغلقون عيونهم عن ما جاء في الكتاب المقدس، فيفكرون في الشر ويريدون أن يكملوه، كما هو مكتوب: "لا تمل قلبي إلى أمر رديء لأتعلل بعلل الشر مع أناس فاعلي الإثم ولا آكل من نفائسهم" (مز 141: 4). ويتمسكون بسعيهم لبث سمومهم في بداية الإنجيل، ويغصبون على أنفسهم لقبول كلام الإنجيل، مثل تلك الاعتقادات الكثيرة بخصوص ميلاده البشرى، فهي بمثابة فخاخ باطلة. لأنه قال: "أما ولادة يسوع فكانت هكذا" (مت 1: 18). وقد سمى يسوع من الله قبل ولادته، لأنه بالحقيقة صار مخلصًا للبشر، فاسمه مرتبط بميلاده. وبخصوص الذين يتكلمون عنه كلام كذب، لم يثبت كلامهم، وسيفهمون مجده في المجيء الثاني. أما إلينا نحن المؤمنين فقد أعلن لنا نجم متألق حقيقة ميلاده وقد أظهر هذا بمقاومته للشر في كل مكان.
وأشعياء شهد بجهالة إدعاءاتهم: "أنا الرب صانع السلام وخالق الشر" (أش 45: 7)، فسلامه لكل من يعترف بعمل الله الذي صنعه، والشر بالحقيقة للنفس التي عاشت بالشر. وبالنسبة لنا نحن الذين صرنا لله، فإن الضيقة هي نافعة جدًا، لأن خلاص النفس وتهذيب الجسد يأتي بالجوع والعطش والأمراض والفقر وأشياء أخرى. لأن حفظ النفس من الشرور يكون بتحمل الشر، وهذا يعتني بنا إلى أن نتعامل مع ما هو أعظم وأفضل، كما يقول الكتاب: "إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه" (عب 12: 7)، وأيضًا يقول: "عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقه. ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته. أدبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني" (أر 10: 23، 24). وأيضًا الاجتماع معهم يؤدى إلى هلاك النفس، بالذات لأنهم يتمنون أن لا نتمسك بسلوكنا. والسلوك لا يكون بالطمع والشراهة والزنا، وعدم مقاومة هذه الشرور لا يصح لكي لا نعتاد على الكلام على سلوكهم. والكتاب المقدس يتكلم عن سلوكنا مع الكل في الحياة والموت، وحقًا سلوكنا بالبصيرة هنا على الأرض يجعلنا نشترك في القيامة". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:48 am | |
| عرض الطوباوية لبعض فخاخ عدو الخير
85- " الشياطين كل أعمالهم شريرة بسبب أنهم يندفعون بقوتهم الشخصية. والتي قررت حياة الجهاد هذه لا تتصالح معهم وتتحرر من العبودية، لأن الأعمال الشريرة دائمًا ما تجرها إلى أعمال سيئة، وتصير هذه الأعمال السيئة شاهدة عليهم عندما يبيعون أنفسهم عبيدًا للشر.
وهذا الشيطان يعمل على خداع النفوس المتهاونة بأن يهيئ لهم المجد الباطل ويحنى به هامتهم إلى أسفل، فلا تتيحوا له الفرصة في أنفسكم وكونوا متيقظين بالمعرفة الحقيقية. وكما أن السفينة التي تبحر تستعمل المجداف دائمًا حينما تتعرض لنوء عاصف، هكذا الخطر يتهدد دائمًا النفوس التي تتخلى عن الاسترشاد بالرب، فتهاجمها الأمواج بقوة لأنها لم تأخذ المخلص ملجأ لها.
وهكذا يخدع المضلل النفوس الباذلة، فمرات كثيرة ينسج العدو حباله حول النفوس المجتهدة، متمنيًا أن يعيق مسيرتهم الصالحة في الحياة. فمثلًا يعمل جيدًا ليجعل النجوم والكواكب مصدر إثارة وزحزحة حتى تفقد النفس البصيرة وتتوه عن الهدف. ويقترب العدو للنفوس بأفكار معادية من حكمة عالمية أرضية ويجعلهم يرتدون عن حياة الوحدة. الحكيم والواعي يكتشف شرور إبليس والفخاخ التي يضعها في الغرائز الطبيعية البشرية. واستمرار عدم المعرفة عند البعض يجرهم إلى المجد الباطل، ويدس في الآخرين محبة القنية. تمامًا مثل الطبيب الذي يقترب من الناس ليؤذيهم ويسبب لهم الموت، فأحيانًا يقترب من النفس ليقتلها بسهام الشهوة، ويعمل على جرح القلب بأشياء أخرى مثل أن يجعلها تغضب من العمل بنشاط وحيوية، أو يجعل الرئيسة بطيئة الفهم للبعض بسبب الجهل الذي يحيط بهم، أو بسبب التطفل والفضول على المنحرفين منهم. 86- وبالتالي المناقشات عند البعض لا توٌجه بأسلوب صحيح. وبخصوص الله، فالذين يتمسكون بثروتهم بإرادتهم، تنكسر سفينتهم، لأن الذين يتبعون العمل الصالح في الحياة لا يحتاجون إلى ما يدعمهم، ولا يندفعوا نحو المظهر، ولا يلفهم الخوف، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأنهم أولًا لا يتمسكون بالرتب، وثانيًا لأنهم لا يحتفظون بشيء. والذين يكونون في بداية الطريق، فإنهم أولًا يتم اختبار تصرفاتهم، ثم ثانيًا يحملون إسم متعلمين، ومن جملة ما يتعلمونه يأخذون قوة. أولًا، يختبرون سلوكهم، إذ يختبر احتياجها الشخصي للخبرة في الطريق المألوف، وبالأحرى تتعهد بقبول الألم والمعاناة، ومع الوقت تتقدم إلى أن تستحق رؤية المجد الذي لا يوصف. أيضًا لا تتفاخر بأي إدراك للأمور السماوية من تعاليم خارجية بقصد، فتضلل عقلها بمثل هذه الأشياء بسبب حركات الشيطان. لأنه قال: "من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدًا" (مز 8: 3)، والرب أيضًا قال في الإنجيل: "دعوا الأولاد يأتون إلىٌ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (لو 18: 16)، وفى موضع آخر قال: "الحق الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3)، هؤلاء الأولاد يؤدبون من أجل العالم، ويتسابق قليل المعرفة من أجل الله، فينزع القديم ليزرع الجديد، ويدمر الأساس الباطل المؤذى لكي يتبع خطوات الرب بعزم. وهكذا يكون بناؤك ثابت كالصخرة مثل الرسول.
87- ويجب ألا نكون محبين للجدال ونكثر من الكلام ونتفنن فيه من أجل المجادلة. لأنه بسبب الكلام الغير لائق الذي يشوه السمعة يضعف الشيطان قوتنا. وكثيرًا ما يتصيد لنفوسنا الفخاخ البغيضة بأن يضع أمامنا عثرات ويغرينا لارتكاب أخطاء صغيرة أو قليلة ثم يكون مستعدًا للإيقاع بنا في الفخاخ الكبيرة. فكم هو خطير وثقيل الفخ الذي يسبب الموت على من هو أمينًا في مسيرة حياته. الواحدة منا يجب أن تهرب من هذه الأفكار.
وأيضًا قد يقنعك عدو الخير للقيام بأعمال معينة، ويعرفك بأشياء سوف تحدث مسبقًا، لكنه يتصرف بمكر لأنه غير متأكد من أنه سيصل إلى غايته. لذلك من الضروري ألا نتبع أفكاره ولا نطيعها، لأن معرفة الشياطين المسبقة عديمة الجدوى. أفكارهم هذه نتيجة لقدرتهم على التخمين فهم يبنون قدرتهم على فهم تصورات ليس لها قيمة. وإذا أظهرت قدرتهم على التخمين كذب أقوالهم، فهذا دليل على أن مهارتهم الكثيرة باطلة.
88- وإذا قال العدو كلام منصف بخصوص البعض، فهو بذلك يوبخه، وفى وقت آخر يدخل النفس في صراع مع أفكار الآخرين. ولأن كلامه غير ضروري وغير ثابت فهو يؤدى إلى التخريب والإتلاف. فلا يجب أن نساعد إبليس على شره من البداية، بإثارته للنفس كي تعمل بلا إرشاد. ولنأخذ مثال من طبيعة عبير الزهرة المثمرة حتى تقودنا للفهم، لأن الضرر يصيب الجسد والنفس معًا، فعدو الخير يثير فينا كلنا الإهمال واللامبالاة لكي تفسد النفس.
وأيضًا يأتي إلينا بخيالاته المشبوهة والمبهمة، فلا نصدقها ولا نجرى وراءها، لأن هذا يفضح شرهم. ومرات أخرى يقترب منا وفى طرفة عين يهرب. لذلك أرى أن الخضوع لله والسلوك بالفضيلة والاستمرار فيها تجعل أي أحد يصل إلى الميناء ويحرس أفكاره الداخلية منه، ويساعده على الهرب من مثل هذه الأفكار، وكم هو عظيم أن يتمسك بهذا الآن، وأن يعمل مسبقًا على أن يتقدم كل يوم في حياة الفقر، ويهتم بأن يكون أكثر إيمانًا بالله الذي يسكن فينا وبأنه قادر على أن يهزم العدو. ؤلاء الشياطين. لأن الذين يستثمرون أوقاتهم في العمل، ويحملون النير في كل يوم، فإنهم يجنون فائدة أعظم بابتهاج ويبتعدون عن الضرر. وبالأكثر فإنهم بسهرهم ويقظتهم الكثيرة يقتربون من الكنز الحقيقي، لأنهم يرغبون في الصلاح الأعظم. وأيضًا إذا أراد العدو أن يسرق منهم أي شيء صغير فإنه يجد صعوبة، لأنهم بالحقيقة لن يتخلوا عن هدفهم، إذ أنهم يطرحون عنهم العثرات ويرفضون الخطأ. والسيد يحتفظ بالتسعين خروف ويطلب الذي ضل، فلا يخاف الضال من أي شيء، ولا يهرب من السيد، فإن السيد هو الذي يدفع بعيدًا الشيطان الشره للدماء وكل أعماله المضللة إلى قطيع الخنازير حتى يهلك. فلا نتخلى عن النظام بسبب أي شيء، لأن السيد الصالح موجود، لأنه قال في المزمور: "من قبل الرب تتثبت خطوات الإنسان وفى طريقه يسر. إذا سقط لا ينطرح لأن الرب مسند يده" (مز 37: 23، 24)". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:49 am | |
| كلماتها عن التخلي عن الأمور الدنيوية لكي نحظى بالحياة الأبدية
90- " كم هو عظيم إذا انتفعنا هنا بأعمال قليلة لكي نرى غنى الأمور العتيدة في الأبدية. لأننا نولد في هذه الأرض من رحم أمهاتنا من خلال الشهوة، لذلك لا نتمسك بمثل هذه الأشياء ونتجرد من مشاعر الأمومة هذه، ونذهب إلى ضواحي بعيدة كما نحن الآن، ولا نستثمر قوة الإنجاب التي فينا هنا، بل نحولها إلى طاقة عمل مع كل نهار جديد وظهور نور الشمس. كما نحتاج هنا إلى الدخول إلى المخدع كثيرًا، وبهذه الطريقة نتحول من شهوة العالم المادي إلى ملكوت السموات. إذ نختار المحنة والتجربة لأنفسنا هنا على الأرض، وبأمومتنا نشتاق أكثر إلى شمس البر، ونصعد بأنفسنا إلى أورشليم السمائية في كل يوم، والآباء سوف يخبروننا بأنفسهم عن الله. فنحن نقضى فترة الحياة هنا بانضباط واعتدال لكي نحظى بالحياة الأبدية. 91- ومثل طفل رضيع يتغذى في رحم أمه حتى يكتمل نموه ثم يخرج للحياة، هكذا الأبرار وهم يسعون نحو الأعالي في هذه الحياة فإنهم يسيرون من قوة إلى قوة، كما قال المزمور(مز 84: 7). أما الخطاة فإنهم يخرجون من رحم الأم إلى رحم الأرض بالموت، حيث يسلمون إلى الظلمة الخارجية. لأن الذين يموتون في خطاياهم هنا على الأرض فإنهم يكرهون الحياة ويطرحون في ظلمة جهنم حيث يتثقلون بالنوم (مثل العذارى الجاهلات- مت 25).
ونحن نولد ثلاث مرات في الحياة، الأولى حينما نولد من بطون أمهاتنا فنحن من الأرض وإلى الأرض نعود. والثانية حينما نصعد من الأرض إلى السماء، بواسطة المعمودية المقدسة حيث دعينا بالحقيقة إلى الميلاد الثاني. والثالثة هي بتوبتنا وقبولنا للآلام المفيدة ونثبت في هذا الآن، وحقًا بهذا تكون الواحدة منا في نعمة.
92- نحن نتعهد الآن بأن نقدم أنفسنا للعريس الحقيقي الذي هو أكثر جمالًا من كل زينة العالم. فليقوينا هو لكي نتغلب على شكل العرس الأرضي. لأن اللاتي يتشبثن بالرجل يأخذونه بسهولة، بأن يبذلوا الكثير في الاهتمام بالاغتسال واستخدام العطور العالمية المختلفة، إذ يهيئون أنفسهم للعريس المحبوب، وبهذا المقدار يحبون أن يعيشوا في أبهة الجسد المادي. فكم بالأحرى يجب علينا نحن أن نرتفع نحو هدفنا، العريس السماوي، ونتودد له ونغتسل من وسخ الخطايا بالمعاناة في النسك والتدريبات، ولا نتوافق مع الجسديات بالاكتساء بالروحيات. أولئك يزينون الأجساد المادية بزينات أرضية، أما نحن فنضئ النفس بالفرح وبالفضائل، وعوضًا عن التحلي بالجواهر الثمينة على الرأس، فنحن نتحلى بثلاثة أكاليل: الإيمان والرجاء والمحبة، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وعوض التحلي بالجواهر الغالية حول الرقبة، نتحلى نحن بالتواضع ونمنطق أنفسنا بالحق ونلبس درع البر(أف 6: 14). فكوني بلا قنية لكي تكتسي بالنور، واقتربي من مأدبة العشاء بالصلوات والمزامير بصوت منسجم، وكما قال الرسول: "لا أصلى بلسان منفردة، بل أصلى بالروح وبالذهن أيضًا" (1كو 14: 15- 19)، لأنه في مرات كثيرة يتفوه الفم بكلمات لا يفهمها القلب، فينبغي أن نحذر من هذا وننتبه له، ولا نقترب من العرس الإلهي (الصلوات تعتبرها عرس إلهي) بمصابيح فقيرة من زيت الفضائل الكثيرة، لكي لا نمرض. والله لا يقبل البتة أن لا نتذكر الذين يكرهوننا، لكي لا نحرم من وعده (اغفروا.... يغفر لكم) (مت 6: 14، 15). وماذا نفعل لهم؟ نهتم ونفكر في الضعفاء منهم بالجسد، والأفضل من ذلك أن نعزى نفوسهم، لأن هذا عهدنا مع الرب.
93- وكما أنه لا تصعد واحدة من مكانها لكي تملأ وعائين بالماء، لأنها بذلك تنزل مرة وهى خفيفة الحركة وتصعد في المرة الثانية والوعاء ممتلئ. فهكذا نفعل نحن حينما يكون كل الاهتمام بالنفس، حينما نسمح لفراغ النفس أن يمتلئ بالأمور الصالحة. فأجسادنا بواسطة النسك تصير خفيفة الحركة، فلا نتثقل بقوة سلطانها علينا، وقد شهد الرسول بذلك: "لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 4: 16)". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:50 am | |
| حديثها عن بعض الإرشادات للحياة في القلاية
94- " كيف تكون الحياة عمومًا في القلاية؟ لا تغيري مكانك، لأن هذا يسبب ضرر كبير. مثل الدجاجة التي تقوم من على البيض فإنها تعرضه للرياح فلا يفقس، هكذا العذراء المتوحدة تقبل الموت بالإيمان، ولا تتحمس للانتقال من مكان لمكان.
95- لا يخدعك تنعم الأغنياء في العالم، فتتمسكي بامتلاك أي شيء مفيد بغرض التمتع بالكرامة من الآخرين. لأن الامتناع عن اقتناء هذه الأشياء الباطلة يجعلني أسمو عن الاهتمام بالغنى، لأنه قال: "النفس الشبعانة تدوس العسل" (أم 27: 7). فلا أتخم من الخبز ولا أشتهى الخمر.
96- ثلاث أشياء يضرب بها العدو رأس أي واحدة لكي يسقطها: الشهوة والحزن والمحنة. ومن أجل أن يغريها العدو لكي تتبعه، فإنه يجعلها تحتفظ بمتع قليلة وشهوة ضعيفة، إلى أن تتمم الشهوة بالجسد، فيتسلط على النفس ويهيئها للدخول في الحزن. فلا تعطى فرصة للشهوة أن تعمل فيك فتتخلصين من الأشياء الأخرى. وإذا أخذ العدو فرصة من البداية وانحنيت له، فإنه سيعلن في المرة الثانية عن مكافأة لمثل هذه الأعمال ولا يعطى فرصة للنفس مطلقًا أن تقوم من سقطتها، لأنه مكتوب: "لا تصيٌر للمياه مخرج" (حكمة يشوع بن سيراخ 25: 25).
97- والأشياء التي تنفع واحدة قد لا تفيد الكل، لأنه قال:"واحد يعتبر يومًا دون يوم وآخر يعتبر كل يوم" (رو 14: 5). لأن واحدة تستفيد من الحياة العامة كثيرًا، وأخرى تجد نفسها مستفيدة أشياء أخرى من حياة الوحدة. مثل النباتات الصغيرة التي تنمو بقوة إذا وجدت في أماكن متوفر بها الماء، ونباتات أخرى تستطيع أن تستمر في الأماكن الجافة، هكذا البشر البعض منهم يمارسون عملهم في الأماكن المرتفعة (البعيدة عن العالم)، وهؤلاء يخلصون بالاتضاع، والتاريخ وأقوال الآباء. كثيرين من الذين يعيشون في صخب المدينة يشعرون بفراغ داخلي، وكثيرون يعيشون في الجبل يمارسون أعمال تسبب لهم الهلاك الروحي. القوة فعلًا في الأعمال الكثيرة التي تؤدى إلى الغاية من التوحد، والمتوحد يقدر أن يعيش ببصيرة بين الجميع". | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:51 am | |
| [rtl] وعندما وصلت إلى نهاية نصرتها وأصبحت على مقربة من الإكليل، رأت رؤيا وهى: جمهور من الملائكة ومعهم عذارى قديسات يشجعونها لكي تجتاز طريق المجد الذي يصعب الوصول إليه، وأحاطها نور يفوق الوصف، ورأت مكان الفردوس. وبعد هذه الرؤيا عن المجيء الثاني الصادق كانت تصبر ولا تهتم كثيرًا بالوقت الحاضر. وقالت للذين معها:" أنها سوف تفارقهم بالجسد بعد ثلاثة أيام". ولم تكن وحدها في هذا الوقت، وكشفت لهم عن ساعة انطلاقها. وعند اكتمال الوقت انتقلت الطوباوية سينكليتيكي إلى الرب، وعن طريق آلامها في الجهاد صارت عن يمينه في ملكوته، الذي له المجد والتسبيح ربنا يسوع المسيح إلى حيث الآب كلى القداسة والروح القدس إلى أبد الآبدين، آمين.[/rtl] | |
|
| |
النهيسى الادارة العامة
عدد المساهمات : 912 تاريخ التسجيل : 15/05/2014
| موضوع: رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي الثلاثاء يونيو 17, 2014 3:52 am | |
| منقول من الأنبا تكلا | |
|
| |
| كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي | |
|