من هو الكاهن، وما هو دوره، أمام الله والناس. ( 4 )
عمل الكاهن أن يصير واسطة لخلق هؤلاء القديسين في هذا العالم،
وهذا هو هدف الكنيسة الحقيقي، "هذه إرادة الله، قداستكم"
(1تسا4: 3).
لم يأت المسيح ليماشي العالم أنما ليغيّر العالم،
والروح القدس يبحث في كل مكان عن أناس يغيّر بهم العالم.
والكاهن الذي أخذ نعمة من رئيس الكهنة العظيم
هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه أية نهضة روحية.
فالشعب هو حافظ الإيمان، لكن لا ينضج ثمر أي انبعاث روحي
ما لم تتعهّده الكنيسة عبر إكليروسها،
وهناك أمران أساسيان يكوّنان إنطلاقة أية حركة روحية في الكنيسة هما:
1- كنيسة تجاهد وتعمل بالإستنارة الروحية، واضعةً مخططاً روحياً ورعائياً وتعليمياً،
ويصار إلى السهر على تحقيق هذه الأهداف بجدية ونشاط تامَّين،
إضافة الى تطبيق القوانين الكنسيّة التي وضعها
الآباء القديّسون بالجدّية والنشاط ذاتهما.
2- تربية كهنوتية تامة للمزمعين على الخدمة الكنسيّة الكهنوتية،
وتتم على الصعد الثلاث نفسها، أي الروحية بمعناها التقديسي الشامل للكاهن وللرعيّة،
والعلمية القادرة من أن تجعل من الكاهن معلّماً وواعظاً ومبشّراً مقتدراً،
ورعائياً تجعل منه مسيحاً آخر يبذل نفسه لأجل أحبائه،
"يجمعون في حضن الكنيسة خراف المسيح المعذبين، المتألمين
والذين ابتعدوا حتى تلقى نفوسهم الراحة في الله" .
ومتى اقتنى الكاهن هذه الصفات يصير قادراً
على ممارسة بشارته لملكوت السموات على الأرض