مَن يقف بجانب النار يستدفئ بها،
ومَن يتوجه إلى الرب بفكره وقلبه يستدفئ بحرارة محبته،
ويتهيأ باستعداد دافئ نحو الرب "محبة الله قد انسكبت في قلوبنا"
(رومية5:5)،
هكذا يعلّم الرسول بولس. المحبة هي هبة،
ولكنها هبة مهيأة لكل مَن يسعى إليها.
اشتهيها واطلبها وسوف تحصل عليها.
هذه هي الحال
: لقد أحببنا شيئاً ما بدلاً منه، شيئاً لا يرضيه ولا هو يباركه،
ونحن عاجزون عن محبته لأن لنا قلباً واحداً وليس اثنان.
إذاً، لا نستطيع أن نعمل لله وللعالم.
تذكروا أيها الإخوة أن محبة العالم عداوة لله (يعقوب 4:4).
عداوة لله! هذا أمر رهيب! وأسوأ منه هذه الكلمات:
"إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح، فليكن أناثيما، ماران أثا"
(1 كورنثوس 22:16).
هكذا كان تعبير الرسول بولس عن محبته الغيورة.
فلنمعن النظر في هذه الأمور، أيها الإخوة،
ونلزم أنفسنا على محبة الرب من كل قلوبنا وكل نفوسنا وكل قوتنا.
بل ما هو أفضل هو أن نوقظ محبته النائمة فينا
ونفعّلها حتى نراها ويراها كل إنسان. آمين.
القديس ثيوفانيس الحبيس