إبتداء السنة الكنسية - القديسون سمعان العمودي و أيثالا والنسوة الأربعون ومعلمهم عمُّون الشماس وكاِّليستي وأنغيليس الأختان الشهيدتان وملاتيوس وإيفانسيا (1 أيلول)
سنكسار بدء السنة الجديدة
يعرف بدء السنة الجديدة، في كنيستنا الأرثوذكسية، بـ "الانديقتي" من اللفظة اليونانية "انديقتيون". اللفظة، في الأساس تعني حداً من الزمن يصدر فيه أمر عن الإرادة الإمبراطورية يوجب على الرعية تسديد ضريبة خاصة بتغطية النفقات العسكرية. كان ذلك يتم قبل الشتاء، بوقت قصير، من كل سنة. ويبدو أنه كان هناك أكثر من تاريخ للأنديقتي في الشرق والغرب، ففيما شاع في الغرب الأول من شهر كانون الثاني، تعين في الشرق، في الأول من شهر أيلول.
إلى هذا، اعتادت المسكونة – أي العالم القديم – اعتبار شهر أيلول موسم جمع الأثمار والحبوب إلى المخازن، وإعداد العدّة لإلقاء البذور، في الأرض، من جديد. من هنا احتفال الكنيسة ببدء السنة الزراعية ورفع الشكر والطلبة إلى الله:
"يا مانحاً من السماء الأزمنة والأمطار المخصبة للذين على الأرض، تقبّل، أيضاً الآن، ابتهالات عبيدك... فإن رأفاتك تعمّ حقاً جميع أعمالك. بارك كل دخول وخروج نأتيه مسهّلاً أعمال أيدينا....
(كاثسما للأنديقتي – صلاة السحر)
من جهة أخرى، تحتفل الكنيسة، في هذا اليوم، بذكرى دخول الرب يسوع المسيح إلى مجمع اليهود في الناصرة، حيث دُفع إليه سفر إشعياء النبي، على ما ذكر لوقا الإنجيلي، فقرأ:
"روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة". (لو4)
إذ تحتفل الكنيسة بهذه الذكرى، تدخلنا في الزمن الجديد، في سنة الرب المقبولة، في زمن ملكوت السموات الذي دشّنه الرب يسوع المسيح عندما أعلن، بعدما انتهى من قراءته من سفر إشعياء، "أنه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم".
على هذا يكون بدء السنة الكنيسة الجديدة قد اقترن، عبر التاريخ، بتدبير إداري ملكي، وتطعّم بمسعى لتقديس الخليقة والمواسم، وتتوّج بالدخول في "سنة الرب المقبولة".
سنكسار أبينا البار سمعان العمودي (الكبير)
ولادتُه ونشأتُهُ:
ولد القديس سمعان حوالي العام 392 للميلاد في قرية اسمها صيص، بين سوريا وكيليكيا. نشأ في بيت فقير تقي. كبر سمعان على رعاية الأغنام متابعاً مهنة أبيه.
ترهبُه:
التحق سمعان بدير للرّهبنة وهو في سن الخامسة عشر.
في الدير فتح سمعان عينيه على أصول الحياة الرهبانية. ويبدو أنه فاق سواه من الرهبان في الطاعة والتقشف. لكن إقامته فيه لم تدم أكثر من سنتين لأن ميله كان شديداً إلى حياة أكثر تقشفاً من تلك التي كانت سائدة في أيامه.
سمعان ناسكاً متوحداً:
عاش سمعان في الدير حياةً نسكيةً قاسيةً جداً. فأضطر رئيس الدير إلى إبعاده خشيةً على الرهبان من الوقوع في تجاربٍ الضعف والضجر نتيجةَ لما يشاهدوه من صرامة في طريقة تعبّد سمعان لله.
ترك سمعان الدير تحت أمر الطاعة. واستقر في ناحية اسمها تيلانيسون غير بعيدة عن مدينة إنطاكية. هناك وجد سمعان كوخاً مهجوراً فنسك فيه ثلاث سنوات. وكان يفتقده كاهن اسمه بلا سوس اعتاد زيارة المكان.
من تيلانيسون، انتقل سمعان إلى قمة جبل بنىَ عليها لنفسه قلاية بسيطة جعلها مكشوفة، بلا سقف، وانصرف إلى أصوامه وصلواته غير عابئٍ بتقلبات الطقس.
القديس سمعان على عامود:
توافد الناس على سمعان في منسكه فخشي إكرام الناس له وأن يضيّع كل ما تعب له كل هذه السنين، روح الصمت، روح الصلاة النقيّة، ففّر إلى مكان أبعد، في الجبال، واتخذ لنفسه قاعدة عمود صعد عليها مقيماً مصلّياً. لكن الجموع اكتشفت مكانه الجديد فتحها فتش عليه، فأخذ يرفع العمود قليلاً قليلاً. وبارتفاع العمود كان سمعان يرتفع في مراقي النور الإلهي، إلى إن بلغ علو العمود ستة وثلاثين، إلى أربعين ذراعاً.
على العامود قضىَ سمعان أكثر من ثلاثين سنة عابداً، تحدّى خلالها برد الشتاء القارص وحرّ الصيف الحارق. اعتاد أن يقضي ليله كله وقسماً من نهاره في الصلاة.
رقادُهُّ:
أسلم القديس سمعان روحه على العامود في اليوم الأول من شهر أيلول من العام 461، أو ربما من العام 459. وقد بقي ثلاثة أيام جاثياً على ركبتيه قبل أن يكتشف أحد أنه رقد. ظنوه غارقاً في صلاته، فلمّا صعدوا إليه ليسألوه عن سبب صمته وجدوه ميتاً.
وقد صنع الله بواسطة رفاته عجائب كثيرة، فاقت، عدداً، ما صنعه في حيلته، كما أن رائحة الطيب بقيت تفوح من عموده مدّة طويلة. ثمَّ جرى نقل جثمانه إلى أنطاكية وأودع كنيسة القديس كاسيانوس ومن ثم كنيسةً بُنيت خصيصاً لهُ عُرفت بكنيسة التوبة.
سنكسار القدّيسات النسوة الأربعون، ومعلّمهن الشماس عمّون
(القرن الرابع)
من مدينة ادريانوبوليس (مكدونيا). حاول الحاكم إكراههم على تقديم الذبائح للأوثان فلم يذعنوا. عذبوا وقتلوا بالسيف والنار. كان ذلك حوالي العام 319 في هرقلية (تراقيا).
سنكسار القديس آيثالا الفارسي الشهيد
(+380)
كاهن وثني اهتدى إثر شفائه من مرض عضال على يد أحد الأساقفة. بشّر بالمسيح بين الفرس. قبضوا عليه وقطعوا أذنه وألقوه في السجن. وإذ بقي مصراً على ولائه للمسيح قطعوا رأسه.
سنكسار القديسون الشهداء، والإخوة في الجسد، كاليستي وأيفوذس وهرمجان
لا نعرف عنهم شيئاً سوى أن استشهادهم كان في أوائل القرن الرابع، وربما في العام 309 للميلاد.
سنكسار القديس الصديق يشوع بن نون
نقرأ سيرته في العهد القديم من الكتاب المقدس، في أسفار الخروج والعدد وتثنية الاشتراع ولاسيما سفر يشوع. خادم موسى وقائد الشعب العبراني من بعده. دخل بالشعب إلى أرض الميعاد. امتاز بدالته أمام العلي. الكتاب المقدس يقول إن الله لم يسمع لإنسان كما سمع ليشوع (سفر يشوع 14:10).
أوقف الرب الإله الشمس في كبد السماء استجابة لصلاته. أرسل رئيس الملائكة ميخائيل معيناً له على دخول أرض الميعاد (سفر يشوع 5). كان أميناً لربه وحريصاً على شريعته.
تذكار العثور على أيقونة والدة الإله التي من دير مياسينا في ملاطية
من أعمال أرمينيا. هذه ألقيت في بحيرة غازوروس في آسيا الصغرى خوفاً عليها من مضطهدي الإيقونات. وبعد زمان طويل عثر عليها سالمة حيث ألقيت. هذا العيد كان يقام، بنوع خاص، إكراماً لهذه الإيقونة العجائبية وتبركهاً بها.
سنكسار حريق القسطنطينية الكبير
ذكرى التهام الحريق جزءاً كبيراً من المدينة في أيام الإمبراطور لاون الكبير في العام 461 للميلاد. القصد كان رفع الطلبة إلى الرب الإله ليحفظ مدينة القسطنطينية من كل شدة.
سنكسار القديسة مرتا
والدة القديس البار سمعان العامودي الكبير. رقدت في الرب حوالي العام 428 للميلاد.
شفاء عيني القديس بولس الرسول
القديسة افانثيا
رقدت بسلام.
القديس الشهيد أغاثوكلياس
طروبارية للاندكتيون باللحن الثاني
يا مبدع الخليقة بأسرها، يا مَن وضعتَ الأوقات والأزمنة بذاتَ سلطانك، بارك إكليل السنة بصلاحك يا رب، واحفظ بالسلامة الملوك ومدينتك، بشفاعات والدة الإله، وخلّصنا.
قنداق للاندكتيون باللحن الرابع
يا إله الكل، الفائق الجوهر بالحقيقة، يا مبدع الدهور وسيّدها بارك دور السنة، مخلصاً برحمتك التي لا تحصى أيها الرأُوف، جميع الذين يعبدونك أيها السيّد وحدك، ويهتفون نحوك بخوفٍ قائلين: أيها الفادي امنح للجميع عاماً مخصباً.
طروبارية للقديس سمعان العامودي باللحن الأول
صِرتَ للصَّبْرِ عاموداً, وللآباءِ القُدَماءِ ضارَعتَ، مُبارِياً لأيوبَ بالآلامِ وليوسُفَ بالتَّجاربِ، ولِسيرَةِ العادِمي الأَجْسادِ، وأنْتَ بالجَسَدِ، فَيا أبانا البارَ سِمْعان، تَشَفَعْ إلى المسيحِ الإلَهْ، أَنْ يُخَلِّصَ نُفوسَنا.
قنداق للقديس سمعان العمودي باللحن الثاني
للأشياءِ العالية التمست طالباً، وأنت مع الأرضيين منتظمٌ، إذ صيرَّتَ العمود كمركبةٍ نارَّية، وبه صرت للملائكة مناجياً أيها البار، فلا تكفّ عن الشفاعة معهم إلى المسيح الإله من أجلنا كافةً.
طروبارية للسيدة باللحن السابع
افرحي يا والدة الإله العذراء الممتلئة نعمةً، يا ميناء وشفيعة جنس البشر، لأنهُ منكِ تجسَّد منقذ العالم، وأنتِ وحدك أمّ وبتول، ومبارَكة دائماً وممجَّدة، فتشفعي إلى المسيح الإله، أن يهب السلامة لكل المسكونة.
طروبارية للقديسين الشهداء باللحن الرابع
شُهداؤكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِم، نالوا مِنْكَ الأكاليْلَ غَيْرَ البالِيَة يا إِلَهَنا، لأَنَّهُم أَحْرَزوا قُوَّتَك فَحَطَّموا الـمُغْتَصِبين وسَحَقوا بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها، فَبِتَوسُّلاتِهِم أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.