سيرة القديس
طروبارية
قنداق
القديس زخريا النبي والد السابق (5 أيلول)
سنكسار القديس زكريا النبي أبي يوحنا المعمدان السابق الكريم
خبره:
إن الخبر اليقين عن القّديس النبي زكريا نجده في الكتاب المقدس، وبالتحديد في إنجيل لوقا من العهد الجديد، الإصحاح الأول (5-22، 57- 79). وهذا ما نعتمد عليه في عرضنا لسيرته.
كان زكريا كاهنا من كهنة الهيكل، من فرقة ابيّا، وهي الفرقة الثامنة من فرق بني هارون الأربع والعشرين المذكورة في سفر أخيار الأيام الأولى، الإصحاح الرابع والعشرين. وكانت لكل فرقة دورها في خدمة الهيكل تؤديه لمدّة أسبوع، من السبت إلى السبت. وكان كهنة كل فرقة يقومون بالخدمة على أساس القرعة، فمن وقعت عليه القرعة، كان يدخل مرتين إلى القسم المسمى (القدس)، في اليوم، ليقدّم البخور، فيما كان الشعب، خارجا، واقفا يصلّي.
ذات مرة، وقفت القرعة على زكريا ليبخّر فدخل، وإذا بملاك الرب يظهر له واقفا عن يمين مذبح البخور. فلما رأى زكريا الملاك ارتعد. فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا. هذا يكون سبب فرح وابتهاج لكثيرين. يتقدّم أمام الرب بروح إيليا وقوتّه ليهيئ للرب شعبا مستعدا. زكريا، في ذلك الوقت، كان متقدّما في السن وكذلك امرأته. وسأل زكريا الملاك باستغراب وشك، كيف يمكن أن يكون هذا وأنا شيخ وامرأتي قد جاوزت سن الإنجاب. فأجابه الملاك: أنا جبرائيل الواقف قدّام الله أكلمك، وها أنت تكون صامتا إلى اليوم الذي يتحقّق فيه الكلام الذي كلّمتك به لأنك لم تصدّقي.
وبالفعل، أمسك لسان زكريا عن الكلام، وبقي كذلك إلى ما بعد ولادة الصبي بثمانية أيام. يومذاك، جاؤوا بالصبي ليختن ويعطى اسما. فأصرّ ذووه على تسميته باسم أبيه زكري، فيما قالت أمه أليصابات أن يسمّى يوحنا. وإذ ذاك انفكت عقدة لسانه وتكلّم وبارك الله.
وامتلأ زكريا من الروح القدس وتنبّأ قائلاً: مبارك الرب اله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه، كما تكلّم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر، خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا، ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدّس، القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا أننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده، بقداسة وبّر قدامه جميع أيام حياتنا. وأنت أيها الصّبي نبّي العلّي تدعى لأنك تتقدّم أمام وجه الرب لتعد طرقه، لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء، ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام.
سنكسار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة عبدا الفارسي أسقف المدائن
عاش في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الصغير (412) ويزدجرد الأول ملك الفرس. كان يقيم بين عبدة الأوثان. حاول جهده ليحمل الناس على ترك الأوثان فلم ينجح. هبّت فيه الحميّة يوماً، فدخل المعبد، فيما كان يجري فيه تقديم الذبائح بحضور الملك، وقلب النار المسمّاة، مقدّسة أرضاً، فتسبّب في إحراق الهيكل. فغضب الملك لفعلته غضباً شديداً وأرسل الجند فقبضوا عليه. سأله الملك: "لماذا تحتقرون وصايانا ولا تخضعون للمعتقد الذي ورثناه عن آبائنا؟"، فأجابه عبدا ورفقته: "نحن لا نتبع معتقد الناس الذين يطلبون عبادة عدة آلهة والعناصر والنور، وهم يحتقرون خالق العالم بأسره. نحن نعبد مبدع الكون، وله وحده نقدّم الخلائق التي جعلها في خدمتنا. نحن نريد أن تكرمنا خلائق الله، لذلك نعبد خالقها ونكرمه." لم يدرك الملك، تماماً، معنى ما قاله عبدا ورفاقه، لكنه أمرهم بأن يعيدوا بناء مذبح النار المقدّسة الذي حطّموه، وإلا فأنه سوف يهدم لهم كنائسهم، فامتنعوا، فسلّمهم إلى المعذبين ثم فتك بهم. وقد قضى، إلى جانب عبدا، سبعة كهنة وسبع عذارى وتسعة شمامسة، بينهم بنيامين، شماس القديس الخاص الذي نعيّد له في الثالث من شهر تشرين الأول.
وباستشهاد عبدا ورفقته، انطلقت موجة اضطهاد للمسيحيين دامت ثلاثين سنة.
سنكسار القديس الشهيد شربل (ثاثويل) الرهاوي وأخته بيبايا
كان كاهناً للأوثان في أوديسا (بلاد ما بين النهرين) في أيام الإمبراطور ترايان (117). اهتدى واعتمد وعمل على هداية شعبه حتى ليقال أنه صار أسقفاً عليهم، فقبض عليه وعذب، هو وأخته بيبايا، جلداً وتمزيقاً، ثم قتلاً، هو صلباً وهي بقطع الهامة.
القديسون الشهداء ماديمنوس وأوربينوس ونعمة الله (ثودوروس) ورفقتهم الـ 80، كهنة وشمامسة نيقوميذية
(+364)
وضعهم الآريوسيون في قارب دون دفة في وسط البحر ثم أضرموا النار في المركب، فماتوا حرقاً وغرقاً .
سنكسار القديسان الشهيدان جوفنتيوس ومكسيموس الأنطاكيان
ضابطان استشهدا في أنطاكية في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد عام 363م. مدحهما القديس يوحنا الذهبي الفم في إحدى مواعظه. كانا في احتفال عسكري وانتقدا الإمبراطور علناً لاضطهاده المسيحيين. وشي بهما وألقي عليهما القبض. حاول رفاقهما الضباط إقناعهما بنكران المسيح كما فعل ضباط آخرون فرفضا قائلين: "إذن، علينا أن نضحي بنفسينا تكفيراً عن خيانتهم!". فقطعت هامتاهما تحت جنح الظلام، لكن وجد المؤمنون رفاتهما فتبين أنه كان لها مفعول عجائبي. كانت أنطاكية تعيد لهما في الماضي في كانون الثاني. كما أن الكنيسة اللاتينية تعيد لهما يوم الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني.
طروبارية القديس زخريا النبي باللحن الرابع
لما تسربلتَ حلَّة الكهنوت أيها الحكيم، قرَّبتَ لله يا زخريا محرقات كاملة مَرضيَّة حسب شريعة الله كما يليق بالكهنة، وصرت كوكباً ومعيناً للأسرار، وحاملاً عليك علائِم النعمة واضحةً يا كامل الحكمة، وقُتلت بالسيف في هيكل الله، فيا نبي المسيح ابتهلْ إليهِ مع السابق أن يخلص نفوسنا.
قنداق للنبي زخريا باللحن الثالث
اليوم النبي وكاهن العلي زخريا والد السابق، تقدَّم فوضع تذكاره مائدةً لغذاء المؤمنين، ومزج للجميع شراب العدل، فلذلك نمدحه بما أنه مسارٌّ إلهيٌ لنعمة الله.