لماذا يتقدمنا الكاهن (في القداس) من دون النظر إلينا دومًا؟
انتبهوا لهذا الأمر لكي تفهموا.
هل سبق لكم وصعدتم إلى أديرة الميتيورا؟
هل ذهبتم مثلاً إلى دير التجلي الميتيورا الكبير؟
في الأيام الغابرة كان يتحتم سحب الناس إلى فوق بواسطة شباك.
البوابون كانوا يضعون الناس فيها، ويغمضون أعينهم ليتجنبوا الدوار.
ثم يقوم الرهبان برفعهم إلى الأعلى بواسطة رافعة.
وفي وقت لاحق بنوا ممرًا صغيرًا، ضيقًا للغاية، ومحشورًا بإحكام بين الصخور،
وكان اتجاهه نحو جبل التجلي.
وعندما يأتي أحدهم للزيارة،
لكم أن تتخيلوا كيف يتم تدبير الصعود إلى هذا الممر الضيق جدًا؟
إن نظر أحد إلى الأسفل من حافة الجرف، لا بد أن ينهار ويضيع.
وقد جرت العادة في تلك الأيام أن ينزل أحد الرهبان،
ويقدم رداءه للزائر ليمسك به، ويقول له:
"بينما أنا أصعد وأنظر إلى فوق تمسك أنت بي، وسنصعد معًا.
ولكن احذر النظر إلى أسفل. فإذا فعلت فستهوي وتشدني معك إلى هناك".
وهكذا يصعد به الراهب في الممر الضيق الصغير،
وقلب الزائر يخفق لعلمه بأنّ النظر إلى أسفل سيودي به إلى الهاوية في الأسفل.
يأخذه الراهب إلى فوق، وهو يدور ويدور.
وعند وصولهما إلى القمة كان الراهب يقول:
"آه، ها هو المسيح!".
هذا بالضبط ما يفعله الكاهن، فهو يأخذنا من يدنا في الممر الضيق.
إذًا، انتبهوا من النظر إلى أسفل، لئلا تتوهوا من جراء شيء دنيوي.
حافظوا على قلوبكم متطلعة إلى العلاء،
ودعوا أذهانكم تحلّق كالنسور لتكسر الغيوم،
وتطير إلى الأعلى إلى السموات! الحيوانات البرية لا تستطيع الطيران.
لذلك كونوا نسورًا! انظروا إلى فوق!
- عن كتاب الكنيسة في الصلاة للإرشمندريت إميليانوس من دير سيمونوبترا