الافتخار الباطل
بقلم احد رهبان دير مار افرام السرياني - معرة صيدنايا
النص الانجيلي:
"فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ 3فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا 4كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ:
صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. 5كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً وَالشِّعَابُ طُرُقاً سَهْلَةً 6وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ.
7وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟
8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ" (لو3: 2-8).
لقد كان اليهود دائماً يحبون الافتخار بآبائهم وبالوعود التي أعطاهم إياها الآب. لكنهم كانوا بالمقابل لا يسيروا كما سار آبائهم مع الرب. فالرب يسوع المسيح قال مرة لهم عندما كانوا يفتخرون بكونهم أبناء إبراهيم: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم. (يو 39:8).
هكذا نحن أيضاً في أيامنا هذه نفتخر كثيراً بآبائنا وإيمان آبائنا وصمودهم بوجه الاضطهادات والمتاعب والضيقات والهرطقات التي قامت عليهم. واستمروا في إيمانهم ولم يحيدوا عنه قيد أنملة. بل سطروا أسماءهم ليس فقط في هذا العالم الفاني، بل أيضاً في كتاب الحياة الأبدية. لكن إذ ما تأملنا في أنفسنا ووقفنا أمام مرآة ضميرنا. سنشاهد صورة حننيا وقيافا وكل اليهود الذين كانوا يتباهون بإبراهيم وموسى والأنبياء الآخرين وهم لا يعملون أعمالهم. بل بالعكس قد أساؤوا بأعمالهم لهؤلاء الآباء الذين يفتخرون بهم، حتى صار عارٌ على هؤلاء الآباء أن هذا النسل الخبيث قد أتى من ذريتهم.
إخوتي لقد قام آباؤنا بكل ما كان عليهم القيام به. وأورثونا إيماناً صحيحاً وعقيدة لا خطأ فيها، وتاريخاً ناصعاً هو مثالٌ صالحٌ لكل من يريد أن يسير في طريق الإيمان المستقيم. ولقد وصلنا الدور لكي نعمل نحن أيضاً بما هو مطلوبٌ منّا نحو أولادنا ونسلمهم هذا الإيمان القويم. ونترك للأجيال القادمة ما يفتخرون هم أيضاً به كعملٍ لآبائهم. فلا نكون أبناءً خبثاء لآباء صالحين أتقياء.
آية للحفظ:
"بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً" (1كو 27:9).
-------------------------------------
كتاب سنة مع الرب، قيد الطبع.