يا بني البشر حتى متى يكون مجدي عارا. حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب. (مزامير 4:2)
**************
يا بني البشر حتى متى يكون مجدي عارا.
يا لها من عبارة أشبة بتلك التي قالها الرسول بولس .. يحولون نعمة الله إلى الدعارة،
أو يصيرون الحرية فرصة للجسد. أو عن هؤلاء الذين استبدلوا الحق بالكذب.
وأبدلوا مجد الله الذي لا يفني بشبه صورة الإنسان الذي يفني.
لذلك أسلمهم الله في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانه أجسادهم بين ذواتهم (رو 1: 24).
حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب؟
الباطل هو كل ما لا يمكن أن يدوم (خيال) الكذب هو كل ما ليس
من الحق (1 يو 2: 21).
وكل ما في العالم لا يخرج عن كونه باطلا أو زيفا، العالم عدو المؤمن ومحبته عداوة لله (يع 4:4).
فهل يقدم العدو الخير؟ إنه يدس السم في العسل،
إنه في البداية ناعم لكنه في الأخر يلسع كالأفعوان (أم 23: 31).
الباطل والكذب هما كل ما لا فائدة منه في جميع الإتجاهات إنهما العالم وشهوته بالنسبة للمؤمن.
إنهما البحر ذو الماء المالح الذي لا يمكن ان يروي الظمآن.
الباطل والكذب هما خرنوب الخنازير
(لو 15: 16).
الذي لا يمكن أن يناله الإبن وإن ناله لا يشبعه، الباطل والكذب طعام العالم البائد
ولا يمكن أن يصلح لشعب الله الذي طعامه المن الذي من السماء (يو 6)
الباطل والكذب هما صورة التقوي الخاوية، هما ما قال عنهما بولس لأهل كولوسي (2: 23)
ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية ومع ذلك نجد الكثيرين يحبون هذا الباطل الذي لا يكتفي سليمان
بتسميته باطلا بل أطلق عليه باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح (جا 1).
نعم فقد تزوج سليمان 1000 إمرأه (1 مل 11: 3)، إمرأه واحدة كل 15 يوم لمدة 42 سنه
متواصله تقريبا هذه شهوة الجسد أما شهوة العيون فقال عنها ومهما أشتهته عيناي لم أمسكه عنهما
زرعت جنات وفراديس وغرست كروما (تعظم المعيشة)
(جا 2: 1-11)
فكل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا (يو 4).
لم يأتي مثل سليمان حسب قول الرب، لم يأتي بعده ولم يكن قبله (1 مل 3: 12)
ومع ذلك قال هذا الإنسان الكل باطل (جا 1:1).
الكتاب يعلمنا من خلال سليمان نفسه في نشيد الأنشاد:
"أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش 6: 3)
تحت ظل حبيبي اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوه لحلقي
(نش 2: 3).
عزيزي القارئ لا نحتاج إلى واعظ أكثر خبرة من سليمان لنتعلم ونعلم أن العالم والجسد والشيطان لا
يقدموا للإنسانية عامة شبعا، فهل يقدموا للمؤمن شبعا؟
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †