بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3714 تاريخ التسجيل : 11/01/2014 الموقع : فلسطين
| موضوع: الغنى الروحي للكنائس المسيحية في الشرق الأوسط- الجزءالثاني الثلاثاء يناير 21, 2014 12:43 am | |
| الغنى الروحي للكنائس المسيحية في الشرق الأوسط_الجزء الثاني[rtl] B. الغنى الروحي التاريخي:[/rtl] [rtl] يرتبط البعدان اللاهوتي والتاريخي لأن تاريخ الكنيسة الشرقية كان خلطاً من ظروف سياسية تبعتها تغيرات دينية، أو العكس. بحيث أن البعدين يكادان لا ينفصلان.[/rtl] [rtl] Ex Oriente Lux. يأتي النور من الشرق. هذا ما يقال وهذا ما حدث. فنور الإيمان، وليس فقط نور الإيمان المسيحي، انبثق من الشرق ومنه امتدّ إلى مختلف بقاع الدنيا. وهذا شرف وعاه الشرق ووعاه مسيحيو الشرق. بيد أن الشرق ومسيحيي الشرق دفعوا ثمنه غالياً، ولا يزالون.[/rtl] [rtl] تأسست الكنيسة في الشرق في القدس يوم العنصرة عام 33. ثم بكرازة الرسل، بطرس ويليه بولس. وسرعان ما واجهت هذه الكنيسة المتحدّرة من أصل يهودي مسيحيين جدداً أتوا من "الأمم"، مما سبّب خلافات عولجت في مجمع القدس عام 501 بيد أن الوقت مال لصالح المسيحيين من أصل وثني، وأخذت الكنيسة الشرقية تدريجياً طابعاً أممياً وأصبح أسقف القدس من أصل أممي وهو مرقس2.
[/rtl] [rtl] وإن كان السلم الروماني Pax romana سمح للكنيسة بالانتشار بسهولة لا سيما بعد مرسوم ميلانو عام 313، وخصوصاً بعد أن أصبحت المسيحية دين الدولة، إلا أن النقاش العقائدي لم يتح للكنيسة الشرقية أن تعيش بهدوء. فمن جهة كان لا بد من صهر العقيدة المسيحية في قالب الفكر اليوناني السائد آنذاك وابتكار تعابير لاهوتية تعكس إيمان المسيحيين بلغةٍ يفهمها مثقفوا العصر. ومن جهةٍ ثانية، حال تنوعُ الثقافات واللغات والطقوس والتقاليد دون الاتفاق على تعابير موحّدة للسر الالهي. فانعقدت المجامع المسكونية العقائدية التي عانت كثيراً للوصول الى اللغة اللاهوتية التي تعبّر عن السرّ الإلهي بشكلٍ صحيح ومناسب ومقبول. بيد أن ذلك لم يحدث دون انقسامات وانشقاقات مزّقت ثوب المسيح غير المخيط. ومعظم هذه النـزاعات تركت أثراً باقياً حتى اليوم في الكنائس الشرقية، نتيجة الخلافات حول ألوهية السيد المسيح أو حقيقة التجسد....الخ، ولم تكن غالباً الأسباب التي قضت على الوحدة كلَّها عقائديةً، بل كانت أيضاً أسباباً فلسفية وحضارية وسياسية واجتماعية3.[/rtl] [rtl] واستمرّت التحوّلات السياسية الدينية التي أثرت بعمق على الكنائس الشرقية، خصوصاً مع الفتح العربي الذي مهرها بالطابع العربي الاسلامي حتى اليوم. فتعايشت الكنائس الشرقية مع الاسلام، وعرفت انفتاح الامويين وتسامحهم وشدّة العباسيين وقسوة الفاطميين ووسيطرة الصليبيين وفساد المماليك وظلم الاتراك، ولم تختف. "لم تعرف كنائس الشرق نظام المسيحية المنتصرة الذي قام في أواخر الالف الاول في العالم البيزنطي واوروبا الغربية. كان على الكنائس الشرقية أن تعيش في اتضاع لا بل أن تتعرّض للإذلال. لم تعرف لا مجد ولا أوهام الأمبراطوريات العظمى4.[/rtl] [rtl] وجاءت الحروب الصليبية، التي أنزلت بالمسيحين الشرقيين بلاءً كبيراً. الأمر الذي ترك في ضميرهم جرحاً بليغاً. لقد دفع المسيحيون الشرقيون ثمن الخط الدفاعي الأول في نقطة التماس في الشرق بين الإسلام العربي والإسلام التركي و المسيحية وأوقف هذا الثمن المدَّ العسكري عن العالم الغربي. أما مكافأةُ العالم المسيحي الغربي فكانت حرباً شعواء صليبية جاءت إلى الشرق لا لتعوّض للمسيحية الشرقية بل لتقوّضها.[/rtl] [rtl] لم تكن القرون الحديثة أقل ألماً بالنسبة للكنائس الشرقية. فقدوم المبشرين والحكومات الفرنسية والإنكليزية المسيحية إلى المنطقة هدفَ في ممارسته ليس إلى دعم الكنائس المحلية بل إلى اقتطاع أعداد جديدة من المسيحيين الشرقيين وتأسيس كنائس جديدة في الشرق، أثبتت الخبرة فيما بعد أنها لم تكن الأسلوب الأمثل لتحقيق الوحدة5. فقد عمل المندوبون الساميون على دعم المجموعات الكاثوليكية على حساب الكنائس الأرثوذكسية هناك.[/rtl] [rtl] ما هو إذاً فكر وفعل المسيحية الشرقية تجاه هذين العالمين الشرقي الإسلامي والغربي المسيحي الكاثوليكي وبعده البروتستانتي؟[/rtl] [rtl] مهما كثر الذين قدّموا "خدماتهم-بلغتهم" للمسيحيين في الشرق الأوسط، إلا أنهم تابعوا دورهم المسيحي والإقليمي بقوتهم الذاتية محاولين أن يبقوا أمينين لما تسلموه من الرسل القديسين. وضعت الروحانيةُ الصافية الكنيسةَ في الشرق في مواجهةٍ تاريخيةٍ حقيقية أمام الآخر. أمام الانقسامات التي ولدتها الإرساليات التبشيرية وأمام العالم الإسلامي الذي يعاملها مراتٍ عديدة كأقليات، وأمام الظروف الإقليمية المتردّية، فنشأت في إيمان هذه الكنائس مفاهيم هامة. [/rtl] [rtl] 1. الروح المسكونية: التي بدأت عندها من قرار في المسامحة والمصالحة، ونسيان ذاكرة الألم الماضية من أجل المستقبل الأفضل للشهادة المسيحية في المنطقة. فالمسكونية هنا ليست حوارات عقائدية فقط، بل هي ترميم في المحبة يتجلّى بموقف الانفتاح والغفران عند الشرقيين، وعند الغربيين بموقف التوبة وإعادة الاحترام للكنائس الأم. [/rtl] [rtl] 2. العلاقات الإسلامية المسيحية: عاشت المسيحية الشرقية مع الإسلام قروناً طويلة. في ظروف منها قاسٍ ومنها متفهّم. يتكلم المسيحيون الشرقيون اللغة العربية لغة القرآن الوحيدة ويعرفون ويعيشون الكثير من العادات الإسلامية. هذان العاملان المشتركان، التاريخ واللغة، يجعلان مسيحيي الشرق الأقدر بامتياز بين كل المسيحيين عامةً على محاورة الإسلام وتفهمه والتفاعل معه بنجاح. ومن جهةٍ أخرى إن الحوار مع الآخر في الخارج يعكس معرفةً عميقة في الداخل مع الذات. فالسؤال مثلاً عن الثالوث الأقدس قد لا يُطرح في الغرب، إذ يقبل المؤمن هذا المفهوم وراثياً، لكنه مطروح حتى عند الأطفال المسيحيين في الشرق بسببٍ من إثارة الوسط الخارجي. مقابلة الآخر تبلور الذات. روحانية المسؤولية الوطنية: لا يعتبر المسيحي الشرقي نفسه دخيلاً أو غريباً، بل الابن البِكر والأصيل في بلده. [/rtl] [rtl] فتصطبغ روحانية إيمانه بالالتزام الوطني والتزام شؤون حياة مجتمعه كله بمسيحييه ومسلميه وسواهم. ربما هذه روحانية بولس الرسول أكثر مما هي روحانية بطرس، وهي أكثر أصالة إلى روحانية الإنجيل، لذلك تميَّز مسيحيو الشرق والأرثوذكس خاصةً، بتأسيس الحركات الفكرية والسياسية، وباختصار إن مساهمتهم الإصلاحية رائدة وربما سبّاقة دائماً. وهذا غنى آخر.[/rtl] [rtl] "وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"6. إن الكنيسة الشرقية، مهما تألّمت ومهما عانت ومهما تمزّقت، تؤمن وتعلم أن مؤسسها حيّ وأنها تعيش من حياته. ولأنه حي ولأنها حيّة فيه وبه ولأجله، يجب أن تبقى مشرقة ومتفتّحة ومنفتحة، كي تبقى نوراً وملحاً وخميرة. والثمن الذي يجب أن " تدفعه" هو ما قاله البطريرك إغناطيوس الرابع في محاضرة له في المعهد الكاثوليكي في باريس: "يترتّب علينا، إن أردنا أن ننفتح نحو المستقبل، أن نكسر حلقة الخوف". فالكنيسة عروس الروح، والروح نار، والنار ليست "لنلعب بها، فإمّا أن نطفئها وإما أن نلقي بأنفسنا فيها، فتلهب الكنيسة قاطبة، وبها الإنسانية والكون"7. | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 50 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الغنى الروحي للكنائس المسيحية في الشرق الأوسط- الجزءالثاني الثلاثاء يناير 21, 2014 1:03 am | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الغنى الروحي للكنائس المسيحية في الشرق الأوسط- الجزءالثاني الجمعة أبريل 18, 2014 2:09 am | |
| |
|
بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3714 تاريخ التسجيل : 11/01/2014 الموقع : فلسطين
| |
بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3714 تاريخ التسجيل : 11/01/2014 الموقع : فلسطين
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: الغنى الروحي للكنائس المسيحية في الشرق الأوسط- الجزءالثاني الثلاثاء أبريل 22, 2014 4:44 pm | |
| |
|
هيلين الادارة العامة
عدد المساهمات : 582 تاريخ التسجيل : 12/01/2014 العمر : 61 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الغنى الروحي للكنائس المسيحية في الشرق الأوسط- الجزءالثاني الثلاثاء أبريل 22, 2014 7:38 pm | |
| باركك الرب اختي بنت العذراء على حسن اختيارك للمواضيع المميزة وعوّض تعبك راحة وسلام | |
|
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| |