منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... ننتظر انضمامـكــم لأسرة منتدانا لنخدم معاً كلمة الرب ... منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات


 

 احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بنت العذراء
خادم الرب
خادم الرب
بنت العذراء


عدد المساهمات : 3714
تاريخ التسجيل : 11/01/2014
الموقع : فلسطين

احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح    احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2014 1:26 am



احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  Easter_cross_3


احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح





حقًّا إن الرب بتجسُّده وميلاده من العذراء، ثم معموديته، ثم آلامه وقيامته؛ قد حرَّر طبيعتنا من نتائج الخطية التي تسربت إلينا من أبوينا الأولين، أي من الموت والفساد. وبهذا صار المسيح هو البكر، أي أول مَنْ عَبَرَ بنا بحر الموت وبلغ القيامة، وهكذا جعل نفسه: الطريق، والصورة، والنمط حتى إذا اقتفينا بالإيمان والأعمال آثار أقدامه فإننا سنصير بالنعمةوالتبنِّي إلى ما هو عليه بطبيعته، فكما هو ابن الله بالطبيعة، فنحن سنصير أبناءً لله بالنعمة والتبنِّي، وورثة وشركاء ميراث معه. وكما اشترك هو معنا في النصيب الأدنى أي طبيعتنا البشرية، فإنه أعطانا النصيب الأسمى أن يُجدِّدنا من خلال نفسه وفي نفسه، أي يُجدِّد فينا ما قد خُلِق أصلاً على صورته ومثاله، وحتى يُعلِّمنا أيضاً سلوك الحياة الفاضلة، بجعله نفسه هو الطريق السهل لنبلغ هذه الحياة، وحتى من خلال توصيل حياته إلينا يُخلِّصنا من الفساد؛ إذ صار ”بكر القيامة من بين الأموات“،فيُجدِّد الآنية المهرَّأة والمحطَّمة ويدعونا إلى معرفة الله ويعتقنا من طغيان الشيطان، ويُعلِّمنا كيف نغلب هذا الطاغي بالصبر والاتضاع.

إن الرب بدأ عمله الفدائي بتجسُّده، فصار يُعلِّمنا طيلة حياته على الأرض وحتى الصليب بمقتضى خدمته النبويَّة، ثم بذبيحة المصالحة التي قدَّمها على الصليب، أعلن خدمته الكهنوتية، ثم بقيامته وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الآب أعلن خدمته الملكية وأسَّس كنيسته.

هذه الخدمات الثلاث اشتركت في عملية فدائنا. 

ويُعبِّر القديس بولس عن هذا التعليم بالخدمات الثلاث لمخلِّصنا حينما يكتب: 

«ومنه أنتم بالمسيح يسوع، الذي صار لنا حكمةً من الله وبرًّا وقداسةً وفداءً.» 


(1كو 1: 30)


وبهذا التجسُّد الإلهي بدأ المسيح عملية خلاصنا، إذ بهذا وبكونه قد صار ”بـِكْر البشرية“، كما يصفه القديس كيرلس الكبير، وباتخاذه لنفسه عموم الطبيعة البشرية، طهَّرها وقدَّسها، وجدَّدها، وأعاد لها الحياة، ورفعها، وأعاد خلقتها، ثم ألَّهها؛ إذ جعلها شريكة الطبيعة الإلهية. بهذه البركات المتعددة، وفي شخص الرب الإلهي الإنساني ثم الاتحاد الأقنومي والأبدي للطبيعتين الإلهية والبشرية. هذا الاتحاد الذي صار الأساس، ونقطة البدء والانطلاق نحو خلاص وتقديس عموم الجنس البشري، الذي نعرفه ككيان عضوي واحد؛ تمَّ تجديد وإعادة خلقة العالم كله.


المسيح هو الأول والبـِكْر:

وفي تعليم القديس أثناسيوس، فإن المسيح باعتباره ”الأول بين الجميع“ خلَّص وحرَّر ”طبيعتنا البشرية“ التي اتخذها ابن الله الكلمة المتجسِّد، واعتُبرت هذه الطبيعة هي ”جسد الكلمة الخصوصي“، ويخرج القديس أثناسيوس بنتيجة لذلك: ”حتى أننا بكوننا قد تم عتقنا بواسطة جسده نكون قد تحرَّرنا“، أو بكلمات أخرى للقديس أثناسيوس: ”لأننا كلنا قد تحررنا بسبب انتسابنا لهذا الجسد“ و”لأننا قد اتحدنا به (أي بتجسُّده) خَلُصنا على نفس النمط“ وهكذا ”وإذ صرنا وإيَّاه (المسيح) جسداً واحداً، وارتبطنا به واجتمعنا معه لنكون على شبه جسده“، فإننا بالتالي ”نقتني عدم الفساد، وعدم الموت، والتأليه.“

وهكذا فإننا ونحن ”في آدم الجديد“، صورة الله - التي سبق أن تعتَّمت وتشوَّهت ”في آدم العتيق“ - نعود مرة أخرى ونتجدَّد. وقد أكَّد كثير من آباء الكنيسة (وعلى الأخص القديس إيرينيئوس ومَن نَهَجَ منهجه) على أنه في الفداء تم تجديد صورة الله ومثاله في الإنسان

وهكذا، فإن الله بصيرورته إنساناً اتخذ طبيعة الإنسان ووحَّد نفسه بها وألَّهها، تلك الطبيعة التي كانت حتى مجيء المسيح قد تعرَّت من الشركة مع الله، ولكنها بعد مجيئه استُرجـِعَت في يسوع المسيح الإله المتأنِّس، وصار الإنسان الخاطئ مرة أخرى قادراً على أن يدخل إلى حضرة الله القدوس.


آدم الثاني والرأس الجديد للبشر، جَمَعَ البشرية في نفسه:

وبحسب تعليم آباء الكنيسة الأبرار، فإن ابن الله المتجسِّد استطاع - بكونه آدم الجديد الروحي، ورأس البشرية الجديدة بمقتضى لبسه الطبيعة البشرية - استطاع أن يستقطب أو يجمع تحت رأس واحد الجنس البشري باعتباره كياناً عضوياً واحداً ويُرجعه من بعد سقوطه. لأنه بحسب تعبير الآباء ”احتوى في نفسه كل الطبيعة البشرية ليُصحِّحها ويُرجعها كلها إلى جمالها القديم“، وذلك لأنه ”قد اشترانا كلنا من خلال جسده، لأننا كُنَّا واحداً فيه“. ”والكل اتحد بالكل، وذلك لكي بنعمته يسكب الخلاص على كل الجنس البشري، لأن ما لم يُلبس لا يمكن أن يُفتدى“، حسب التعبير المشهور للقديس غريغوريوس اللاهوتي

إن تعبير القديس غريغوريوس اللاهوتي: ”الكل اتحد بالكل“، سبق أن ردَّده الآباء السابقون عليه بألفاظ أخرى، وهذا مُفرح لنا، لأن شمولنا جميعاً في شخص المسيح قد وضع لنا، نحن الآتين على مدى الدهر، الرجاء في خلاصنا مهما بَعُد زماننا عن زمان تجسُّد المسيح. وقد بنى آباء الكنيسة الأبرار ما نادوا به من ”الاتحاد الميستيكي السرِّي للطبيعة البشرية“ على أساس يشرحه القديس غريغوريوس النيصي:

[الطبيعة البشرية واحدة وفي وحدة ذاتية، وهي وحدة غير قابلة للانقسام على الإطلاق، وهي غير قابلة للزيادة بالإضافة عليها ولا للنقص بالإنقاص منها، لأنها في كيانها الجوهري الدائم تظل طبيعة واحدة، غير منفصلة حتى ولو ظهر فيها تعدُّد الأشخاص، لأنها كاملة غير منقسمة إلى الأشخاص الذين يشتركون فيها.]


التجسُّد هو الخميرة التي تقدِّس البشرية كلها:

وكما يُعلِّمنا القديس غريغوريوس اللاهوتي، فإن الرب تجسَّد ”لكي يُقدِّس البشرية، ويصير هو الخميرة التي تخمِّر العجين كله، وحتى بجعله المحكوم عليهم يتحدون به، فإنه يحلُّهم من كل دينونة، وذلك بكونه صار كل شيء لكل الناس كما هم عليه ما خلا الخطية وحدها.“


الكلمة حلَّ في الكل حينما حلَّ في كائن بشري واحد:

والقديس كيرلس الكبير يشرح هذه الحقيقة بأوضح صورة وهو يُفسِّر آية إنجيل يوحنا (1: 14)، حينما يقول:

[إن التأكيد على أن الكلمة ”حلَّ فينا“ هو نافع، لأنه يُعلن لنا أيضاً سرًّا عميقاً جداً، لأننا كنا كلنا في المسيح. فالعنصر المشترك للبشرية قد تركَّز في شخصه، وهذا هو السبب في تلقيبه بآدم الأخير: فهو أَغْنَى طبيعتنا البشرية المشتركة بكل ما يوصِّل لها الفرح والمجد، مثلما فَعَلَ آدم الأول إذ أفقرها بكل ما أتى بها إلى الفساد والحزن.

وهذا هو بالتحديد السبب في أن الكلمة حلَّ فينا كلنا حينما حلَّ في كائن بشري مفرد (وهو المسيح)، لأنه من خلال هذا الواحد الذي «تعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة» (رو 1: 4)، فإن كل البشرية ترتفع إلى قامته، حتى أن الآية القائلة: «أنا قلتُ إنكم آلهة وبنو العليِّ كلُّكم» (مز 82: 6)، كرَّر ذِكرها المسيح (يو 10: 34)، ومن خلال تطبيقها على واحد منا (الذي هو المسيح) تنطبق علينا جميعاً...

وهكذا يحل (ويسكن) في الجميع، لمَّا حَلَّ وسكن في هيكلٍ واحد مأخوذ منا ولأجلنا، إذ احتوانا كلنا في نفسه ”لكي يُصالحنا جميعاً في جسد واحد مع الله الآب“ كما يقول بولس الرسول في (أف 2: 16و18).]


احتواؤنا وشركتنا في الطبيعة البشرية للمسيح هو سرٌّ عميق:

وهكذا، وبموجب هذا الذي يسميه القديس كيرلس الكبير: ”سرًّا عميقاً جداً“، الذي أعلنته لنا الآية: ”والكلمة صار جسداً وحلَّ فينا“ (يو 1: 14)؛ هذا العمق الميستيكي (أو السرِّي الباطني) لتعليم آباء الكنيسة يشرح لنا أنه منذ لحظة تجسُّد ابن الله صار الإنسان مستعدًّا ليكون شريكاً ومُشاركاً للخلاص الذي أكمله المسيح، من خلال اتحاد البشرية وانغراسها في المسيح (رو 11: 17-24).

وبموجب هذه الشركة والمشاركة، نال الإنسان افتداءه من الخطية، والموت، والفساد، ومن الشر الطبيعي والسلوكي الكائن في أعضائه. ومن ناحية أخرى صار البشر بموجب التجسُّد متَّحدين ومبنيين في المسيح. وكما وضح من تعليم وشرح الآباء القديسين فإن كل البشرية أصبحت محتواة ومدعوَّة ومفتداة في الطبيعة البشرية التي للرب يسوع المسيح، وبالتالي صارت متحدة بالله. ونتج عن هذا: نـوال الإنسان المخلَّص المجد و”التأليه“ المسمَّى في رسالة بطرس الرسول ”شريك الطبيعة الإلهية“ (2بط 1: 4). هذه الشركة في الطبيعة الإلهية يجب أن نفهمها على أنها نوال الإنسان تجديد حياته وسلوكه وباطنه لتتوافق مع الحياة السمائية التي دُعِيَ إليها ، وليس على سبيل ”تعدُّد الآلهة“.

l كان البطريرك نسطور بطريرك القسطنطينية مبتدع النسطورية في القرن الخامس يستهزئ من عقيدة ”الثيئوسيس“ أو ”التأليه“ أو ”الشركة في الطبيعة الإلهية“، ويُسميها ”أبوثيئوسيس apotheosis“ وهو ”التأليه“ بالمعنى الوثني السيئ أي تأليه الإمبراطور الذي يحمل معنى الكبرياء والتسلُّط والطغيان والانتقام من الأعداء والتنكيل بهم... إلخ، كما هو معروف عن الأباطرة الطغاة قديماً وحديثاً. وكان القديس كيرلس الكبير يقول للبطريرك نسطور:

[لماذا تستهزئ من جمال الحق وتدعو ”الثيئوسيس“ الذي يُطلق على الجسد المقدس (الإفخارستيا) ”أبوثيئوسيس“، وهذا ليس سوى شتيمة منك ضد الذين اختاروا أن يتمسَّكوا بالأسلوب الأرثوذكسي في الاعتراف بهذا (فاعلية سر الإفخارستيا).]

والعجيب في الأمر أن البطريرك نسطور كان يُسمِّي تعاليم القديس كيرلس الكبير عن ”الاتحاد بجسد المسيح“ و”التأليه“ بأنها ”تعاليم جديدة“ novel doctrines! 

ويشرح آباء الكنيسة ويوضِّحون ويحذِّرون بما لا يَدَع مجالاً للشك أو التشكيك أن الشركة في الطبيعة الإلهية أو الثيئوسيس (التأليه) أي النعمة التي سيبلغها الإنسان من خلال التجسُّد واتحاده بالمسيح لن ”يُحوِّله“ في جوهره إلى جوهر اللاهوت بل سيظل الإنسان إنساناً بشرياً؛ ولكن إنساناً ”مؤلَّهاً“، تماماً كما أن الله حينما تأنَّس لم يتحوَّل جوهره إلى جوهر الناسوت، بل سُمِّي ”إلهاً متأنِّساً“. وهذا المعنى يُعبَّر عنه بكلمة واحدة في علم اللاهوت وفي الطقس: ”بغير استحالة“،حيث يقول لحن أومونوجينيس: ”بغير استحالةٍ تأنَّستَ“.

هذه النعمة الجزيلة التي من فوق هي التي تميِّز المسيحية عن سابقتها أي اليهودية والتي أعلنت - قبل مجيء المسيح - وتنبَّأت عن هذه النعمة على فم المرتِّل: «أنا قلتُ إنكم آلهة وبنو العليِّ كلُّكم» (مز 82: 6)، وقد ذكرها المسيح حينما تعجَّب اليهود أن المسيح كان يتكلَّم وكأنه «وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً»، فأجابهم يسوع بنفس كلمات المزمور مُقدِّماً لها بهذه الكلمات: «أليس مكتوباً في ناموسكم إنكم آلهة»، وختمها بقوله الذي أصبح هو أساس التعليم بعقيدة الثيئوسيس: «إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن يُنقض المكتوب. فالذي قدَّسه الآب وأرسله إلى العالم أتقولون له إنك تُجدِّف لأني قلتُ إني ابن الله.» (يو 10: 34-36)




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 51
الموقع : لبنان

احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح    احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2014 1:19 pm

احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  20080713_095709_motho3ra2e33
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  Empty
مُساهمةموضوع: رد: احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح    احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  I_icon_minitimeالخميس يناير 23, 2014 9:34 pm

احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح  20081026_083209_9wardenya15atem
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
احتواؤنا وشركتنا في جسد المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسيح هو الحل لا خلاص بدونه، لماذا لا يكون الخلاص الا بدم المسيح؟
» عظات المسيح - المسيح كاشف الأسرار - م. يوسف رياض
» الرجل المسيح والطفل المسيح
» كل حاجة عن مكان العذراء مريم ام المسيح جميلة جدااااااااااااااااامن مريم بنت المسيح
» المسيح قام حقا قام!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: القسم الروحى :: العظات والمحاضرات-
انتقل الى: