بين ظلم الأرض والحق الإلهي
= - - - - - - - - - - - - - - - =
كلما نظرت من حولك بنظرة صادقة خارجة من قلب متحّير وحزين، لن تجد للأسف سوى الظلم الموشح بالسواد النابع من عرين إبليس حيث يجول ليلا ونهارا لنشر ظلمه وسط أرضنا التي أصبحت منكوبة بسببه
"اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر ملتمسا من يبتلعه هو" 1 بطرس 8:5.
حروب ومجازر في كل مكان، أطفال ونساء يموتون بلا سبب فقط لأن رأيهم يخالف رأي الأخر. "من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضاكم" يعقوب 1:4، أليس إبليس بنفسه يلعب في أفكار الناس ليوجههم نحو الشر ونحو الفساد و الكره والحقد. باتت الأرض مليئة بالخطية حيث حطمت الكثير الذين أصبحوا في أسر ذلك اللعين حيث هدفه الوحيد إغراق الأرض بما فيها بالخطية لكي تنفصل عن الله فيأخذها معه إلى الدينونة النهائية.
ووسط هذا الدمار و الخراب نجد الحق الإلهي الذي هو فوق الجميع يظهر بنوره الساطع البهي، نور مليء بالقداسة وبالحق وبالعدل وبالرحمة ليخرق هذا الصمت وهذا الكم الكبير من الظلم والحقد ليعلن محبة أزلية خارجة من قلب الله فتغّير القلوب المظلمة لتجعلها تتمسك من جديد بمرساة النجاة وسط أمواج البحر الهائجة فتعم السكينة والمحبة والغفران والمسامحة مكان السواد والظلم وتتغيّر الأفكار الشريرة إلى أفكار مليئة بالمحبة والخشوع" المجد الله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة" لوقا 14:2.
كم نحتاج جميعا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط الحبيبة لكي نرجع إلى كلمة الله حيث من خلالها نفهم معنى الحق الإلهي الرائع بحقيقته حيث يمتزج الحق مع الرحمة النابع من الله نفسه نحو الخطاة ليعطيهم فرصة النجاة من فخ إبليس "لأن رحمتك قد عظمت إلى السموات وإلى الغمام حقّك. ارتفع اللهمّ على السموات. ليرتفع على كل الأرض مجدك" مزمور 10:57.
عزيزي القارىء:
اذا كنت تتخبط في خطاياك وتعيش وسط الظلام الدامس والقلق يملىء قلبك وتشعر بأن لا أمل لك في الحياة، غّير مسارك نحو الحق الإلهي وستجد المسيح الذي حمل كل خطاياك على الصليب مستعدا ليمنحك الغفران التام والسلام الكبير اذا اتيت اليه بخشوع وتواضع تائبا عن كل ماضيك وحاضرك ومؤمنا بأنه يستطيع أن يمنحك الخلاص ويجعلك تنطلق إلى افق جديد تغوص فيه داخل بحر محبة الله الواسعة التي لا حدود لها.