ما أصدق هذه الصورة على جيلنا وكل هذه المشاكل سببها المفهوم الخاطئ عن الحرية التي هي أسمى هبات الله للإنسان العاقل .
فالله سبحانه أعطى حرية للإنسان.
أما هو فلا يريد أن يخضع لخالقه بل يشاء أن يكون حراً حتى من الله....
الإنسان متمرّد وعاصي في طبيعته .
والشيطان يوهم اليوم الشبيبة ليطلبوا الحرية في كل شيئ حرية مطلقة لا حدود لها.
ولكن هذه الحرية المتلألئة تعني عبودية مرّة.
أكثرية الشباب والناس تقيّدهم العادات السيئة، ويعملون ما لا يريدون، رغم حريتهم في التصرف كما قال المسيح :
كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ» (يوحنا ٨: ٣٤)
الإنسان الذي لا يؤمن بالمسيح ولا يعرف بعد أصول الإيمان المسيحي الحقيقي يظل بعيداً عن الحرية الحقيقية ولم يذق طعمها في رحاب المسيح.
وقال الرب يسوع المسيح له المجد:
تَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ ٱلٱبْنُ فَبِٱلْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً» (يوحنا ٨: ٣٢ و٣٦)
السيد المسيح له المجد قد جاء ليحرر الإنسان من يأسه، من خموله، من قلقه ومن عبودية الشر.
لا ولن يصل الإنسان إلى الحرية الحقيقية إلا بالمسيح الحنون الذي يقدم لنا الغفران الإلهي مجاناً على موته الكفاري عوضاً عنا.
طوبى لك إن اختبرت غفران خطاياك، وحصلت على انفراج ضميرك، وتحررت من حمل ذنوبك الأثيمة.
ما أعظم الحرية في غفران المسيح.
وكل من يؤمن بيسوع المسيح ينال القوى السرمدية ويتحرر من الفساد العميق ويتغير من أناني إلى مهتم بالآخرين ومن متمرد عاصي إلى وديع لطيف ما أجمل الحرية الأخلاقية المعطاة لأتباع المسيح المخلص .
وقد أعلن المسيح هدف خدمته بقوله :
رُوحُ ٱلرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ ٱلْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلإِطْلاَقِ وَلِلْعُمْيِ بِٱلْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ ٱلْمُنْسَحِقِينَ فِي ٱلْحُرِّيَّةِ» (لوقا ٤: ١٨)
فالحرية الحقيقية هي في معرفة الحق واتباعه، والعمل به.
ولهذا يدعوك المسيح قائلاً:
أنا هو الطريق والحق والحياة ومن أمن بي يتحرر تحرراً أبدياً.
فاسمع صوته واقبل الحرية الثابتة.