قانون الجهاد المسيحي
يتلخص في ثلاث كلمات
1: احتقار للشهوات المادية
2: الهروب من التجارب المغرية
3: الكفاح حتي الدم ضد الخطية
***********************
احتقار للشهوات المادية
احتقار يكون هو اساس بغضتنا لها وجهادنا ضدها فاذا اشهرنا الحرب عليها لا نفعل ذلك لمجرد الخوف من عواقبها والرغبة في اتقاء اضرارها ومصائبها ولكننا لاننا نحتقرها في ذاتها علي اساس اقتناعنا ببطلنها وكذب وعودها نقاوم رغائبها لا خوفا من بطشها ولكن اولا وقبلكل شيء لاننا قد اقتنعنا بان اللذة التي فيها لذة خيالية وهمية وآمالنا فيها دائما ابدا تنتهي بخيبة مرة هي سر ما نشعر بة عقبها من الكآبة النفسية
نرفض عرضها لا كمن يحرم نفسة من لذة مدفوعا في ذلك بالرغبة في اتقاء نتائجها ولكن لانها لذة باطلة في ذاتها مجردة عن كل ما يحبب فيها وعودها كثيرة احلامها كبيرة ولكنها في حقيقتها زهيدة دنيئة فقيرة في دور اغرائها تبدو حباتها في الكأس سائغة حمراء مرقرقة وعندما تقضي لبانتها تلسع كالحية وتلدغ كالافعوان في ما غير رحمة او شفقة { امثال 23 : 31 ،32 } كل من اخدع باغرائها وسار وراءها لا يكاد ينتهي من اشباع رغائبها حتي يحس
بالألم يحز في قلبة والخجل يستولي علية من نفسة وهو يراها وقد سخرت بة ولعبت بعقلة وقد اغوتة كثرة فنونها وطوحت بة بملث شفتيها فراح وراءها الشهوة باطلة كاذبة هذة حقيقة ولكن ماهو السبيل لاقناع النفس بها حتي نحتقر الشهوة ونرفضها ان متابعة خطوات الشهوة مع استعمال العقل وقوة التقدير يقودنا حتما الي
احتقارها والكشف عن كذبها وخداعها وهذة هي النتيجة التي دائما ننتهي اليها عندما نصحو من غفلتنا بعد الوقوع في شباكها واشباع رغائبها عندما نحس بألم الخيبة يحز في قلوبنا ويفيض بشعور الضيق والكآبة علي نفوسنا وليس سبيل لهذا الا التسامي عنها بالانشغال بمسرات الحية النقية الطاهرة التي تكشف عما في الشهوة من كذب وغواية واغراء تبعا للمثل القائل وبضده تتميز الاشياء
ويلذ لي هنا كما يلذ لي دائما ان اردد كلمتين خالدتين سجلتهما حياتان قد اختبرتا سر تلك اللذة العميقة
اما الكلمة الاولي فهي
ان الجروح التي شفيتها وآلام البشرية التي عزيتها جعلت قلبي في سرور وهناء بقدرما سبت للاخرين من راحة وعزاء
واما الكلمة الثانية فهي
ان السعادة ليست دخل ولكنها مسألة خرج وبقدر مانساعد الاخرين ليعيشوا في سرور وهناء بقدر ما نكون نحن انفسنا هانئين وسعداء واعمال الخدمة واسعة متعددة والعالم اليوم احوج ما يكون الي قلوب ترغب في الخدمة والمساعدة فاينما توجهنا وحيثما تلفتنا وجدنا اسباب للانين والشقاء ووجدنا نفوسنا تئن مما تعانية في الحياة من اسباب الالم والعناء بهذا استمتاعا بها واختبارا لحلاوتها تضاعف احتقارنا للذة المادية وشهواتها ليس ينتصر علي الشهوات الا من يحتقرها وليس يحتقرها الا من يتسامي عنها
الركن الثاني من قانون الجهاد
*********************
هروب من التجارب المغارية
هذا هو الرن الثاني من اركان قانون الجهاد للذين يرغبون في النصرة في حربهم الروحية وذلك هو القانون الذى ضمنة الرسول بولس قي وصيتة لتيموثاوس الشاب { اما الشهوات الشبابية فاهرب منها } {2 تي 2 : 22}
ذلك هو القانون الذى نفذة بامانة يوسف الشاب في تجربتة القاسية وكان هو أساس نصرتة الباهرة والاحتفاظ بحياتة نقية طاهرة وفية كان يوسف مثلا صالحا للشباب في حياة جهادة لتكون حياة منتصرة ظافرة
فماذا يقول الكتاب عن يوسف البار ؟
انة يقول ان التجربة لما هاجمتة والتحمت بة في معركة حامية وكادت تبطش بة وقد احاطت بة من كل ناحية يقول الكتاب ان يوسف في هذة الساعة الرهيبة وفي سبيل كسب المعركة
{ترك ثوبة في يدها وهرب ةخرج الي خارج }{تك 39 :12} وكان يوسف في هذا مثلا طيبا للشباب وكان يوسف في هذا مثلا للجهاد القانوني في سبيل احراز النصرة في حرب الشباب
وماذ نعني بالهروب ؟
اننا نعني بالهروب العمل بنصح الحكيم
لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسر في طريق الاثمة تنكب عنة لا تمر بة حد عنة واعبر { أم 4 : 14 ،15 } ابعد طريقك ولا تقترب الي باب بيتها {أم 5 : 8}
لا يمل قلبك الي طرقها ولا تشرد في مسالكها لانها طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها اقوياء { أم 7 :25 ، 26 }
اننا نعني بالهروب الابتعاد عن كل ما يثير الشهوات الشبابية فينا وينبة الغرائز الجنسية الكامنة في أجسادنا حتي لا نضطر مرغمين وقد ثارت تلك الشهوات وتنبهت تلك الغرائز للاستسلام لها صاغرين والخروج من المعمعة مدحورين
فنهرب من المناظر النجسة في جميع صورها وعلي اختلاف أشكالها
ومظاهرها ويكون شعارنا في الحياة القول الذى قالة ايوب
{عهدا قطعت لعيني فكيف أتطلع في عذراء }{ أى 31 : 1 }ذاكرين علي الدوام كيف ان نظرة واحدة نجسة هوت بداود مرنم اسلاائيل الحلو من ذروة المجد الروحي الي الدرك الاسفل من المستوى الادبي وكيف أصبح داود عن تلك النظرة النجسة مابين ليلة وضحاها زانيا ثم قاتلا سفاحا
{ 2 صم 11 : 2 _ و14 ، 17 } وقد قال مسيحنا
سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كلة يكون نيرا وان كانت عينك شريرة فجسدك كلة يكون مظلما {مت 6 : 22 ، 23 }
ليس المقصود بالهروب ان يعيش الشاب راهبا زاهدا ولمن المقصود هو ان يستبدل الجو الذى يؤول بالطبيعة الي ثورة شهواتة بالجو الذى يعينة علي نصرتة علي تجاربة والاحتفاظ بطهارتة فاللحياة مطالبها ولا سيما في دور شبابها والشباب الذى يحاول ان يمنع نفسة عن مباهج الحياة ومسراتها دون ان يشبع نفسة بما هو طاهر وبرىء منها انما يعالج مشكلة الشباب علاجا ناقصا لا يعينة علي حلها ان الهروب الناجح ليس هو الهروب السلبي ولكنة الهروب الايجابي وتلك هي الحكمة التي ارادها الرسول في القانون الذى وضعة لغلبة الشر عندما قال { لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير }
{ رؤ 12 : 21 } فالشر لا يغلب بمقاومتة والتصدى لة بقدر ما
الركن الثالث والاخير من اركان قانون الجهاد
******************************
{ الكفاح حتي الدم ضد الخطية ... عب 12 : 4 }
لقد نوة القديس بطرس الي ذلك العنصر الهام بين عناصر الجهاد فقال
اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعة فقاوموة راسخين في الايمان {بطرس 5 : 8 ، 9 }
والقديس بولس يتحدث لنا عن المقاومة المطلوبة فيعلن لنا انها المقاومة التي نقف فيها وقفة الجنود البواسل فنصارع ونجاهد ونعارك ونجالد ونظل نحارب ونحارب حتي الدم الي أن نحرز النصرة الكاملة ونحصل علي اكليل المجد الخالد فيقول{لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطية}{ عب 12 : 4 } ان الذين يخذلون في الحرب الروحية هم الذين يعز عليهم أن يتحملوا مضض الكفاح وألم الجهاد فيلقوا سلاحهم حالما يواجههم عدوهم
ويهربون من الميدان راضين عن الغنيمة بالفرار اما الجنود البواسل الذين يدركون قيمة الانتصار ويقدرون ما في الغلبة علي الشهوات من مجد وفخار فانهم في سبيل الانتصار يستعذبون كل عناء ويحتقرون كل ما يلاقونة من آلام في صراعهم ويقاومون حتي الدم في جهادهم ولا يلقون سلاحهم حتي توضع اكاليل الغار علي هامتهم من عاش للمسيح جنديا استطاع ان يحفظ قلبة طاهرا ونقيا ومن كان قلبة طاهرا نقيا كان في حياتة رجلا ناجحا وقويا ومن عاش اما تجاربة مستضعفا متخاذلا كان في حياتة ضعيفا فاشلا للكفاح ثمراتة الحلوة في الحياة وليس يكون في الحياة ناجحا وقويا الا من تعلم اولا كيف يصارع التجربة وكيف يخرج من المعمعة منتصرا طاهر القلب نقيا
هكذا يعلمنا بطرس قائلا
فاذ قد تألم المسيح لأجلنا تسلحوا أنتم ايضا بهذة النية فان من تألم في الجسد كف عن الخطية {بط 4 : 1}
وبولس الرسول يشرح لنا هذا السلاح في معرض كلامة عن الحرب الروحية
اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوتة البسوا سلاح اللة الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع أجناد الشر الروحية في السماوات من اجل ذلك احملوا سلاح اللة الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذى هو كلمة اللة معلنين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينة بكل مواظبة {افسس 6 : 10 ، 18 }
واذكروا علي الدوام رسالة المسيح لتلاميذة عندما وجة اليهم نصحة قائلا
{{ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجرب ... متي 26 : 41 }}
فالي كلمة اللة والي الصلاة أيها الجنود الأمناء من قبل ان تواجهكم
التجربة حتي تكونوا علي الدوام مستعدين مسلحين أقوياء يغلب بالخير
الذى تحلة محلة
[color]
[/color]
[color]
[/color]