دير الشيروبيم - صيدنايا -سوريا
=================
دير الشيروبيم
يقع هذا الدير في أعلى قمم القلمون الشرقية، على ارتفاع 2000م فوق سطح البحر، يصل إليه الزائر عبر طريق جبلية معبدة كثيرة التعرج تبعد عن صيدنايا حوالي 7كم.
كلمة شيروبيم هي أرامية الأصل، وهي من مقطعين
الأول: (شيروب) ومعناه الملاك.
والثاني: (بيم) تدل على الجمع، أي دير الملائكة.
من الدير
بُني هذا الدير في القرن الثالث الميلادي نتيجة اضطهاد المسيحيين من قبل الوثنيين وأصبح أنقاضاً في القرن السادس عشر، وأعيد بناؤه سنة 1982م في عهد البطريرك أغناطيوس الرابع، على يد الأم كاترين أبي حيدر رئيسة دير سيدة صيدنايا البطريركي.
مما قاله عنه شهاب الدين العمري في كتابه "مسالك الأبصار في جملة بلاد الشام": " هو دير مار شاربين ويُقصد للتنزه، من بناء الروم بالحجر الجليل الأبيض، وهو دير كبير، وفي ظاهره عين سارحة، وفيه كوة وطاقات تشرف على غوطة دمشق وما يليها من قبليها وشرقيها، وفيها ما يطل على بواطن ما وراء ثنية العقاب، ويمتد النظر من طاقاته الشمالية إلى ما أخذ شمالاً عن بعلبك".
في عام 1737م، حين صعد بوكوك، وجده مأهولاً وفيه راهب واحد وكنيسة عامرة.
وفي عام 1945م زارته الأم كاترين أبي حيدر، وقالت: "شاهدت جدران الدير قائمة من الحجر الكفري الكبير، والسقف من حجر بلاط. كما شاهدت صفاً من العواميد موشحة برسم الكرمة وعناقيد العنب، كما يوجد حجر كبير مرسوم عليه أربعة ملائكة وحجارة كبيرة عليها كتابة باللغة اليونانية.
كما دلت التحريات التي تمت في حرم الدير على وجود معاصر للخمر محفورة في الصخر".
من الدير
من الدير يمكن للمرء أن يرى دمشق، والنبك، وسهل البقاع، وجبال صنين، وجبل الشيخ مسكين، أي إلى بعد يتجاوز المائة كيلومتر، ويصل إليه الزائر عبر طريق جبلية تربط الدير بالطريق العام المؤدية إلى معلولا وحمص انطلاقاً من العاصمة دمشق عند نقطة بستان دير السيدة .
الدير مؤسسة رهبانية للرجال تابعة لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس .
تشير المصادر التاريخية أن الدير كان مؤلفاً من قسمين :
1- أبنية ضخمة .
2- سلسلة من المغاور المحفورة في الصخر .
دير الشيروبيم
وتدل المصادر التاريخية بان الدير قد بني بين القرنين الثالث والرابع الميلادي في عهد الإمبراطور يوستنيانوس (527-565) الأكثر ورعاً والأكثر شغفاً ببناء الأديرة والكنائس بين الأباطرة الذين حكموا خلال هذه الحقبة .
وقد تعاطف الأباطرة مع شعور حرية المسيحيين في عبادتهم بعد أن اصدر الإمبراطور القديس قسطنطين الكبير الذي اعتنق المسيحية وأمر بحرية العبادة بتأثير من والدته المسيحية القديسة هيلانة، حيث ازدهرت المسيحية وتحررت من الاضطهادات الجائرة وبنت الكثير من الكنائس والأديرة ومنها دير الشيروبيم العظيم .
يؤم هذا الدير المقدس آلاف من المؤمنين خلال الاحتفالات السنوية لذكرى تدشين الدير، وفي الاحتفال بعيد مار ميخائيل رئيس الملائكة، وخلال العطل الصيفية .-