دير القديس جاورجيوس "كفربو" سوريا

دير القديس جاورجيوس "كفربو" سوريا

يعتبر هذا الدير من الكنائس العظيمة في زمن بنائه , حيث نهض بهذا الصرح مع المؤمنين وسكان كفربو, الكاهن لاونديوس ميخائيل عويشق ( 1820- 1902م) وقد تعين كاهنا" على قرية كفربو عام 1872 م , وكما جاء في مجلة المحبة التي تصدر عن بطريركية الروم الأرثوذكس في عددها /184/ الصفحة/557/ الصادرة في 21/9/1902 , حيث جاء في مقالة مرسلة إلى المجلة ترجمة عن حياة الكاهن الراحل وقد جاء مايلي :

(عندما سام المثلث الرحمات جرمانوس ليود شماسا" إلى حماه من عام 1862 حتى عام 1872 , ثم سامه كاهنا" على قرية كفربو , فشرع ببناء كنيسة عظيمة تكون أساسا" لدير كبير يضم رهبانية تخدم الله والطائفة , ولم يفتر الكاهن الراحل في مدة ثلاثين سنة خدم فيها أهالي كفربو, للسعي بجمع الإعانات للكنيسة سنويا" من أهالي كفربو , والمثابرة على بنائها والإهتمام بها وتقديم ما أمكنه من ماله الخاص, وقد تم بنائها قبيل رحيله , فجاءت كنيسة" بديعة" نادرة المثال في سوريا , تشهد على إقتداره , وبنى بقربها غرس توتٍ وجعل محل ذلك ملكا" لها مؤبدا" وتذكارا" دائما" على فضله , واجتهد أيضا" في تثقيف أبناء قريته , فأوجد لهم مدرسة ....).

وقد قيل إن إسم كفربو يعود إلى تسمية كفرإبهام , وهذه التسمية أتت من كون إبهام القديس جاورجيوس موجود في هذا الدير .

وإلى اليوم من ينظر إلى هذا الصرح الروحاني يعرف العظمة التي نهضت بهكذا مشروع في زمن إفُتقدت فيه أغلبية مواد البناء التي تُستخدم اليوم , وكان بناء الدير يشابه بيوت الغمس لكن بطريقة أعلى من حيث اﻹرتفاع ومن حيث عدد الغرف , حيث يشكل عددا" كبيرا" من الغرف تنهض بها الجدران السميكة والأعمدة المتصالبة , وإلى اليوم مازالت روحانية الكنيسة موجودة" فيه من حيث طقوس الصلاة والأكاليل والمعمودية وغير ذلك , وهناك إشارة أن الصور التي فصلت بين الهيكل ومكان المصليين تم تشيدها عام 1907 م , وتم إضافة بعض الغرف وأصبحت منبرا" للتعليم , حتى عام 1954 م , وبقيت الغرف مكانا" لسكن الكاهن في الجهة الغربية من الدير , ويوجد بستان كبير من الجهة الشمالية وساحة كبيرة من الجهة الجنوبية والغربية , وفي الربع الأخير من القرن تم إضافة بعض الغرف لنشاطات التعليم الديني..

وهكذا نرى أن هذا الدير من التراث المقدس من أجدادنا إلى اليوم , نرجو من الله أن يحفظ كفربو وأهلها بسلام, ويفيض بالخير والعطاء على المكان, وبارك الله بكل إنسان من أيام الكاهن لاونديوس عويشق إلى اليوم, وكل من يزين بيت الله بالعطاء .آمين +++