الدخول إلى العمق مع الله يتطلب دفع ثمناً غالياً،
وهذا الثمن اول ما الذي دفعه هوالعمل المسيح على الصليب .
عندما نواجَه نحن هذا الثمن فنتراجع ،
وعندئذ نكتفي باللهو على الشاطئ،
ونظن أن ما نحياه هو
“الحياة المسيحية الحقيقية والأصيلة”.
ونبرر انفسنا وتكاسلنا بأن الحياة المسيحية الحقيقية
من الصعب أن تُعاش.
وعندما يلتفتوا إلينا يجدونا نلهو على الشاطئ،
نلعب في الرمال ونسمي أنفسنا مسيحيون ومؤمنون،
فيظنون أن هذه هي الحياة المسيحية التي يرضى بها الله .
وإذا سألونا ما هي الحياة المسيحية الحقيقية الأصيلة؟
فنقول لهم، ونشير إلى أنفسنا،
بأن الحياة الحقيقية والأصيلة هي ما نعيشه نحن.
فإن كنا نحن مرشدينهم ومعلمينهم في طريق الإيمان
لا نقدر أن نرشدهم لماهية الحياة المسيحية وكيف تُعاش،
فمنْ سيرشدهم؟
منْ يستطيع أن تشهد حياته قبل كلماته عن هذه الحياة المسيحية ؟
أن الكثيرين من هم في الكنيسة اليوم يعيشون “التزييف الروحي“.
اذ ما زالوا يلهون على الشاطئ يلعبون على الرمال ،
ويسمون هذه الحياة أنها
“الحياة المسيحية الحقيقية والأصيلة”
العجب والعجاب والخطورة أننا نصدق أنفسنا
في أننا هكذا نحيا الحياة المسيحية التي يريدها الله.
فلا نشك ولو للحظة واحدة في صدق المسيحية التي نعيشها. ؟“
وعندما يأتي إلينا أحد ويواجهنا بهذه الحقيقة بأننا نعيش في تزييف
وأنه من الأحسن أن لا نأتي للكنيسة
عن أن نأتي للكنيسة ونكون مزيفين،
وأن الأفضل
والأكثر شرفاً أن لا آتي إلى الاجتماع وأنا شخص مزيف.
اذن ، لماذا لا نستطيع الدخول إلى العمق؟
هناك ثلاث أسباب:
لا نستطيع الدخول الى العمق لأننا نريد أن نعيش حياة يومية
تماماً مثلنا مثل بقية الناس.
نريد أن نكون مسيحيين لكن نعيش مثل بقية الناس،
لا نتخلى عن شيء ولا نفعل شيء مختلف عمن حولنا.
ثم نتوقع حضور الله في حياتنا.
لا نريد أن يكون في يومنا أي نوع من الالتزام
والجدية والضبط وقمع الرغبات والشهوات.
يا بني يا اخي بالمسيح لابد وأن يكون في يومك
وتفاصيل يومك ما هو مختلف عن بقية الناس،
وأن لا ينحصر هذا الاختلاف فقط في حضور الاجتماعات،
فحضور الاجتماعات أسهل شيء يمكن للشخص أن يفعله.
إن حضور الاجتماعات لا يميز الشخص المسيحي،
فحضورك ومواظبتك على الاجتماعات لا يعلن عن حقيقة مسيحيتك…
حضورك اليومي للاجتماعات يا عزيزي
لا يعلن لله عن صدق مسيحيتك لكنه قد يكشف زيف مسيحيتك.
لماذا لا نستطيع الدخول إلى العمق؟
-أننا لا نريد دفع ثمناً للحياة مع المسيح.
نحن لدينا تعليم خاطئ يتوقع حياة الراحة والتمتع.
يؤكد العهد الجديد أن الحياة المسيحية
هي حياة بها ثمن لابد وأن يُدفع،
وحين نرفض أن ندفع هذا الثمن فسوف
نعيش حياة من التزييف الروحي.
وتكون حياة مسيحية فقيرة تلهو على الشاطئ في الرمال.
- الدخول إلى العمق في العلاقة بالله:
إن الدخول إلى العمق هو أن أصبح مجونا مولعا بالله..
أن يكون كل ما يدور في فكري وكياني هو لله،
كل يوم ويحتل الله فكري، ويدور في داخلي.
احبائي:
ليس من مصلحة أحد أن يخدع نفسه،
وإن نجح في خداع الآخرين ففي النهاية
سوف يدفع الثمن غالياً وغالياً جداً.
يا ليت الله يعطينا آذان للسمع وقلب للبكاء.
صلاة: يا رب أعطنا أن نرى حقيقة أنفسنا؛
إن كنا فيك، وفينا هذا الفرح، أم لا؟
أعطنا تأكيداً بالروح القدس.أمين