ماذا يقدم لنا الراعي؟
**************
في مراع خضر يربضني
إنه يقود الموعوظين إلى تلك المراعي التي فيها يتهيأون لنوال المعمودية
واذ ينالون روح التبني تبقى نفوسهم تغتذي يوميا من مرعي كلمة اللة
الذي لا يجف هذا المرعى هو إنجيل خلاصنا الذي يردنا إلى الفردوس
الحق ... المراعي الخضراء هي الفردوس الذي سقطنا منه فقادنا إليه السيد المسيح وأقامنا فيه بمياه الراحة أي المعمودية
المراعي الخضراء ليست بركات خارجية بل بالحري هي تمتع بسكنى السيد المسيح فينا فيهبنا طبيعة الاكتفاء في أعماقنا فلا نكون في عوز فقد يكون أغنى إنسان في المدينة هو أفقرهم إذ يفتقد سكنى الراعي في داخله فيشعر بفراغ داخلي لا يستطيع العالم كله أن يملأه وربما يكون افقر المؤمنين أغناهم إذ يكون السيد المسيح نفسه ملكا له يتقبل من يديه الشعور بالكفاية والشبع بجانب بهجته لمشاركته السيد المسيح في فقره مترجيا أن يشاركه أيضا في مجده من أجلنا افتقر السيد المسيح لكي نغتني به وفي فقره لم يشعر قط بالعوز لقد صنع عجائب ومعجزات لراحة أحبائه لا لمجده الذاتي ولا لراحته الخاصة بهذه الروح يسلك كل مسيحي ارتبط بمسيحه كعضو في جسده مسيحنا يهبنا حياته مرعى لا يجف إذ قد يموت الوالدان الأرضيان في أية لحظة أما راعينا الصالح فلن يموت
إلى مياه الراحة يوردني
****************
إذ ينال القطيع قسطا وافرا من الطعام يقتاده الراعي إلى مجرى مائي
أو إلى ينبوع يفيض مياها عذبة متجددة ليشرب الكل ويرتوا منها ويتقوى كيانهم وينتعشوا لا يستطيع القطيع أن يذهب إلى ينابيع المياه من تلقاء نفسه إنما يحتاج إلى قيادة الراعي حيث يورد قطيعه أو يهديه إلى ما يناسبه
ما هي مياه الراحة؟ لقد دعى الهيكل بيت قرار {1 أي 28: 2} أي منزل الراحة أو مكان الراحة حيث يستقر فيه تابوت الرب {مز 132: 8، 14} ومن ثم فان ماء الراحة يشير إلى اللة الراعي الذي يستضيف المرتل في بيته الخاص به ليرويه ويهبه راحة المعمودية هي بلا شك مياه الراحة التي ترفع ثقل أحمال الخطية يقول القديس أغسطينوس يوردنا على مياه المعمودية حيث يقيمنا ويدربنا ويرعانا هذه التي تهب صحة وقوة لمن سبق له أن فقدهما
ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص إننا في هذه المياه نجد راحتنا بدفننا مع المسيح في شبه موته لكننا لا ندخل إلى الموت بل إلى ظله كقول المرتل
يوجد أيضا ماء نضعه في جرن نفوسنا ماء صادر عن الجزة المذكورة في سفر القضاة {قض 6: 37} وماء ورد في سفر المزامير إنها مياه رسالة السماء
ليت هذا الماء أيها الرب يسوع يأتي إلى نفسي وإلى جسدي حتى أنه خلال رطوبة ذلك الغيث {مز 75: 11} تخضر وديان عقولنا ومراعي قلوبنا لتأتي علي قطراتك فتهبني نعمة وخلودا
اغسل درجات عقلي فلا أخطئ إليك
اغسل أعماق نفسي فأستطيع أن أمحو اللعنة ولا أعاني من لدغة الحية
{تك 3: 15} في عقب نفسي فقد أمرت الذين يتبعونك قائلا لهم أن يدسوا الحيات والعقارب { لو 10: 19} بأقدام لا يصيبها ضرر لقد فديت العالم فافد نفس خاطئ واحد
يهديني إلى سبل البر
****************
في الانتقال من مرعى إلى مرعى يقودني عابرا بي البرية القاحلة الجرداء
انه يجنبني الشقوق حتى لا تزل رجلي وينكسر ساقي أو يقودني بعيدا عن المناطق المملوءة أشواكا حتى لا يمسك بالصوف فأرتمي بين الأشواك حقا إنه يهديني إلى السبل السليمة بعيدا عن الحفر والفخاخ وهو يفعل هذا من أجل اسمه بكوننا نحن جسده
ما هي سبل البر هذه إلا بر المسيح فإنه يقودني إلى ذاته بكونه الطريق لأدركه كصلاحي الذي يقودني ضد قوة الخطية يجتذبني إليه بحبال محبته الإلهية ويهبني شركة طبيعته القداسة والنقاوة والحب والاتضاع الخ
مسيحنا هو سبل البر أو الطريق الآمن الذي يحملنا بروحه القدوس إلى حضن الآب دون أن يصيبنا ضرر أو نعتاز إلى شيء إنما ننمو في النعمة والحكمة
النمو في الحكمة يجده الساعون نحو خلاصهم فتتحقق رغبتهم خلال فهمهم للحق الذي في الكلمة الإلهية وسلوكهم في البر الحقيقي هذا يقودنا إلى إدراك كيف يكون المسيح هو الطريق في هذا الطريق لا نأخذ معنا زادا ولا مزودا ولا ثوبا ولا نحمل عصا ولا تكون لنا أحذية في أرجلنا {مت 10: 10} فان الطريق نفسه مشبع لكل احتياجات رحلتنا من يسير فيه لا يعتاز إلى شيء من يسير فيه يلتحف بثوب يليق بدعوة العرس وفي هذا الطريق لا يجد الإنسان ما يزعجه إذ يقول سليمان الحكيم إنه لا يجد طريق حية على صخرة
{أم 30: 19} وأنا أضيف أنه لا يجد طريقا لأي حيوان مفترس لهذا فلا حاجة إلى عصا مادامت لا توجد آثار خليقة معادية وبسبب صلابته يدعى الطريق صخرة حتى لا يمكن لأي كائن ضار أن يلحق به إنه الطريق الصالح الذي يقود الإنسان الصالح إلى الآب الصالح يقود الإنسان الذي من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات يقود العبد الأمين الصالح حقا إن هذا الطريق ضيق إذ لا يقدر كثيرون أن يحتملوا السير فيه لأنهم محبون لأجسادهم
مسيحنا القدوس هو الطريق الذي يقوم على تقديس نفوسنا ففي كل الكتاب المقدس تظهر القداسة أساسا للخلاص من يحلم أنه قادر على الدخول إلى السماء دون طهارة القلب وبر الحياة وقداسة الجسد يموت في هذا الوهم ليستيقظ فيجد نفسه في خزي وعار أبدي
اذكروني في صلواتكم