ﺇﻟﻰ ﻛﻞ من يسال الله: لماذا؟؟
ﻣﺮﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ
فتساءلت ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ :
ﻟما ﻻ ﻳﺤﺪﺛﻚ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻳﺎ ﺭﺏ ؟
فأجاب الرب:
ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻷُﺫﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻟﺸﻜﻮﺍﻩ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺁﻻﻣﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻏﺼﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺗﺮﻗﺒﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻛﻼﻣﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻇﻞ ﺻﺎﻣﺘًﺎ ..
فقال له الرب: ﺗﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭﻙ ..
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﺶٌّ ﺻﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﻣﻠﺠﺄ ﺗﻌﺒﻲ ﻭﻭﺣﺪﺗﻲ ، ﺣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ ؟
ﻟِﻢَ ﺃﺭﺳﻠﺖَ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ الشديدة الأسبوع الماضي؟ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺿﺎﻳﻘﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺶ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ؟ ﻭﺍﺧﺘﻨﻖ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ، ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ، ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ..
فقال له الرب: ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﻌﺸﻚ ، ﻭﻛﻨﺖَ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻓﺄﻣﺮﺕُ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺒﻪ ﻟﺘﻔﻴﻖ ﻭﺗﻄﻴﺮ ﻭﺗﻨﺠﻮ.
ﺗﺤﻴﺮ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ.
فقال له الرب: ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﻼﺀ ﺃﺑﻌﺪﺗﻪ ﻋﻨﻚ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺣﺒﻚ ﻟﻜﻨﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺎﺩﻳﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ.
ﺗﺠﻤﻌﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻭﻣﻸ ﺑﻜﺎﺅﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ..
ﻣﺎ ﺃعظمك وأجملك ﻳﺎﺭﺏ !
ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﺤﺒﻪ، ﻓﻠﻮ ﻋرفت ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺑﺮ الله ﺃُﻣﻮﺭﻛ ﻟﺬﺍﺑ ﻗﻠبك في ﻣﺤﺒﺘﻪ.
ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎ رب!
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻭﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻳﻮﻣﺂ ﻣﺎ ..ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺨﺮﻩ ﻟﻴﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ .. ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ..ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ. ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺃحكام ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺆﻟﻤﺔ، ﺛق ﺃﻥ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺭﺣﻤﺔ ونعمة ﻋﻈﻴﻤﺔ.