لماذا خلقنا الله؟
ولماذا نعيش في هذه الحياة الشريرة؟
ولماذا نموت؟
****************
السؤال بصيغة أخرى: من أنا؟ ولماذا جئت؟ ولماذا أعيش؟ ولماذا أموت؟
***
من أنا؟ ولماذا جئت؟
أنت إنسان، خلق على صورة الله ومثاله (تك 26:1)،
وينبغي أن تحتفظ بهذه الصورة الإلهية.
على صورة الله ومثاله يعني:
"كائن حي، له روح ناطقة، "لا تنتهي حياته بالموت، بل تستمر.
وله ضمير يميز بين الخير والشر، ويستنير بروح الله الساكن فيه
(1 كو 16:03)
وأنت تتميز بالعقل عن سائر المخلوقات الأرضية، وما يحويه هذا العقل من فهم وإدراك.
وبعقلك وبحرية إرادتك تكون مسئولا عن أعمالك، أولا أمام الله، وثانيا أمام ضميرك،
وثالثا أمام المجتمع الذي تعيش فيه. ومسؤوليتك يتبعها ثواب أو عقاب في الأبدية،
بعد الدينونة أمام الله.
***
خلقنا الله من كرمه وجوده!
من كرمه أنه لم يشأ أن يكون وحده. فمنحنا الوجود نحن الذين كنا عدما لا وجود لنا،
فأنعم علينا بالوجود.
ومن صلاح الله، خلقنا لكي يعدنا للحياة الأبدية. من صلاح الله أنه أعطاك نعمة الوجود.
من جوده، ومن كرمه، أعطاك فرصة أن توجد، وأن تتمتع بالحياة هنا على الأرض،
وأن تكون لك فرصة أيضا للحياة في النعيم الأبدي، إن أردت، وعملت ما يجعلك تستحق النعيم.
***
لماذا نعيش في هذه الحياة الشريرة؟
فمن قال أنها حياه شريرة؟
يمكنك أن تعيش حياة بارة، تكون بركة لك ولمن هم حولك.
وإن وجدت بيئة شريرة، يمكن بمعونة الله أن تنتصر عليها.
وأنت تعيش فترة اختيار، لإعدادك للأبدية السعيدة، إن كنت تسلك حسنا في هذه الحياة.
أنت تعيش لكي تؤدي رسالة نحو نفسك، ورسالة نحو غيرك،
لكي تتمتع بالله هنا، وتذوق وتنظر ما أطيب الرب (مز 8:34).
وأيضا في حياتك تختبر إرادتك، ومدى انجذابها نحو الخير والشر.
فحياتك فترة اختبار تثبت بها استحقاقك لملكوت السماء، وتحدد بها درجة حياتك في الأبدية ...
فعليك أن تدرك رسالتك وتؤديها، وتكون سبب بركة للجيل الذي تعيش فيه.
فبقدر ما تكون رسالتك قوية ونافعة، بقدر ما تكون حياتك ممجدة على الأرض وفي السماء ...
***
لماذا نموت؟
تموت لكي تنتقل إلى حياة أفضل، إلى ما لم تراه عين، ولم تسمع به أذن،
ولم يخطر على قلب بشر (1 كو 9:2).
وتنتقل أيضا إلى عشرة أفضل، عشرة الله وملائكته وقديسيه. فالموت إذن ليس فناء،
وإنما هو انتقال. إن حياتك لو دامت على الأرض، وبقيت متصلا بالمادة ومتحدا بالجسد المادي،
فليس في هذا الخير لك. ولكن الخير لك أن تنتقل من حياة المادة والجسد، إلي حياة الروح وإلى الأبدية،
وتكون مع المسيح فهذا أفضل جدا (فى 23:01).
لذلك اشتهى القديسون الانطلاق من هذا الجسد، إنما يخاف الموت الذين لا يستعدون له،
ولا يثقون أنهم ينتقلون إلى حياة أفضل. أو الذين لهم شهوات على الأرض، ولا يحبون أن يفارقوها!
والإنسان يموت، لأن الموت خير للكون. فمن غير المعقول أن يعيش الناس ولا يموتون،
وتتوالى الأجيال وراء الأجيال لا تسعها الأرض، ويتعب الكهول من ثقل الشيخوخة،
ويحتاجون إلي من يخدمهم ويعالجهم ويحملهم.
لذلك يموت جيل ليعطى فرصة لجيل آخر يعيش على الأرض ويأخذ مكانه في كل شيء.
والقديس بولس الرسول يقول في ذلك:
"لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا"
(في 23:01).
***
ولماذا أفضل جدا؟
أنك أنت في الحياة الأرضية حبيس في هذا الجسد المادي.
ولكن عندما تموت، تؤهل في القيامة أن يكون لك جسد روحاني سماوي عديم الفساد
(1 كو 42:15-50).
وهذا الجسد الروحاني تستطيع به أن تتمتع بما لم تره عين، ولم تسمع به أذن،
ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه (1 كو 9:2).
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †