القديس غريغوريوس الذيالوغوس بابا رومية (+604م)
ولادتُهُ ونشأتُهُ:
وُلد في رومية حوالي العام450م لعائلة مسيحية تبوأ بعض أفرادها سدة البابوية.
بعد إنهاء دراسته العالية صار والياً لمدينة رومية. نشأ على حبّ قراءة الكتاب المقدَّس والتأمل فيه.
غريغوريوس راهباً:
بعد أن توفي والداه ترك غريغوريوس وظيفته ووزع القسم الأكبر من ثروته على الأديار والمحتاجين
واعتزل راهباً بسيطاً في دير أنشأه في قصره وجعله بشفاعة القديس أندرواس الرسول.
سفيراً بابويَّاً:
لم ينعم غريغوريوس بالسلام الديري طويلاً. لأن البابا بيلاجيوس (579- 590م)
المختار للبابوية حديثاً أختاره سفيراً له وأوفده إلى القسطنطينية في مهمة لدى الإمبراطور والبطريرك هناك.
كانت بشأن ما تتعرض له البلاد الإيطالية من ظلم اللمبارديين وتعسُّفهم.
رئيساً لديره:
بعد أن قضىَ غريغوريوس ست سنوات في القسطنطينية، عاد إلى رومية،
واختير رئيساً لديره. حيثُ عرف خلال رئاسته بصرامته في حفظ التراث الرهباني بلا هوادة.
غريغوريوس: بابا رومية
بعد وفاة بيلاجيوس، إثر وباء تفشىَّ سنة590م، رفع الإكليروس والمشيخة والشعب الصوت
وألزموا غريغوريوس بقبول السدة الأولى في كنيسة رومية رغم احتجاجه وتهربه.
الزمن الذي تولىَّ فيه قديسنا سدّة الأسقفية الأولى في رومية كان مضطرباً جداً،
لكنه عرف، بنعمة الله، أن يوظف طاقاته ومواهبه في حفظ قطيع المسيح كراعٍ ممتاز.
أعمالهُ:
عمل غريغوريوس على نظم الحياة في داره الأسقفية على صورة الحياة في الدير.
اهتمَّ بالخدم الليتورجية اهتماماً كبيراً، وشجَّع إكرام رفات القدّيسين، كما أصلح الترتيل الكنسي.
كذلك اهتمَّ بملاحظة اختيار الأساقفة وتصدى للسيمونية ولم يسمح لأي من الأساقفة أن يقيم خارج أبرشيته،
وعقد مجامع محليَّة اهتمت بمحاربة الهرطقات وإصلاح الأخلاق وعمل على الحؤول
دون تدخل السلطات المدنية
في الشؤون الكنسية والأساقفة في الشؤون الديرية.
نطاق رعايته كان في اتساع وكان يطوف على الكنائس واعظاً.
والتي كان لا يتسنىَّ له الكرازة فيها بالحضور الشخصي كان يوفد إكليريكيين ليتلوا على الشعب رسائل منهُ.
وإلى مهامه الرعائية كانت له مراسلات عديدة في كل العالم المسيحي،
وله أيضاً مقالات روحيَّة قيَّمة.
صفاته:
اتشح غريغوريوس بثوب الإتضاع في كل ما كان يفعله.
كان يدعو الكهنة إخوة والمؤمنين أسياداً. في كل رسائله كان يعتبر نفسه "خادم خدَّام الله".
ناظراً إلى نفسه كخاطئ كبير.
مؤلفاته:
على صعيد المقالات، وضع العديد القيِّم منها نظير "عِبَر أيوب"
التي هي تعليقات على الكتاب المقدَّس بسَّط فيه أسلوبه المميز في التفسير الاستعاري الأخلاقي.
كما عرض لكافة جوانب الحياة المسيحية بدءاً من الشؤون العلمانية وامتداداً إلى أسمى المسائل الروحية.
وله أيضاً كتاب قيم هو "عجائب الآباء في إيطاليا"
أو ما يعرف "بالحوارات". أيضاً له كتاب يتحدَّث عن استمرارية الحياة بعد الموت،
وفعالية الصلوات في تعزية نفوس الراقدين. كذلك يُنسب إليه القداس المعروف بـ "السابق تقديسه".
كما أنه كتب سيرة القديس البار بنديكتوس الذي نعيّد له في 14آذار.
لقبُهُ:
يُلقّب القديس غريغوريوس بـ "الذيالوغوس" والتي تعني المتكلم باللاهوت.
رُقادُهُ:
رقد قديس الله غريغوريوس بالرَّب في 12 آذار سنة 604م.
بعد أن أقام في الخدمة الأسقفية أربعة عشر عاماً لم يتوقف فيها عن اشتهاء الحياة الرهبانية
لو كانت تعود إليه.