القدّيسة البارة أنتوسا دير المنتيناون (+ القرن الثامن الميلاديّ)
هي ابنة أبوين تقيّين ستراتيجيوس وفبرونيا.
رغبت في أن تعتزل العالم لتعيش في القفار،
وعندما التقت براهب سألته قانونًا يدخلها إلى الحياة الرهبانيّة فأعطاها قانون صلاة وسيرة نسكيّة.
وإذ أراد أن يختبر طاعتها أمرها بأن تلقي بنفسها في آتون محمّى،
ففعلت ولم يصبها أذى. علّمها الرجل القدّيس كلّ ما هو ضروري لمقاربة الله.
وبعدما رهبنها أشار عليها بأن تذهب لتقيم في منتيناون،
وهي جزيرة صغيرة على بحيرة قريبة من قرية بيريكلي منبئًا إياها
بأنّها سوف تكون رئيسة دير على تسعمائة راهبة.
بلغت أنتوسا الجزيرة فعاشت فيها في إمساك شديد،
وتلبس الخشن وتِسلم نفسها لتقشّف قاس أعدّها لتكون بيتًا لائقًا للثالوث القدّوس.
فلمّا انقضى عليها زمن سألت سيسينيوس البركة لتشيد كنيسة مكرّسة للقدّيسة حنّة،
أم والدة الإله. اجتمع إليها ثلاثون تلميذة. وكبرت الشركة فابتنت كنيستين أخريتين.
واحدة على اسم والدة الإله للراهبات وواحدة على اسم الرسل القدّيسين للرهبان،
تلاميذ القدّيس سيسينيوس الذين قرّروا بعد وفاة معلمهم أن يجعلوا أنفسهم في عهدة القدّيسة أنتوسا.
سمع الأمبراطور قسطنطين الزبلي الإسم بالقدّيسة وأمانتها للعقائد القويمة
فأرسل طالبًا ضمذها إلى هرطقته. مثلت أمام مرسلي الأمبراطور بمعيّة ابن أخيها
الذي كان رئيسًا لدير الرجال. ولما أبدت تمسّكًا بالأمانة الأرثوذكسيّة
أخضعوا ابن أخيها للسياط وضربوها، كما أحرق ايقونات الدير وعندما لاحظ عدم تأذّيها تمّ نفيها.
لم يمض على ما حدث وقت طويل حتّى مرّ الأمبراطور بتلك الناحية ذاهبًا بجيشه إلى الحرب ضدّ العرب،
فهدذدها دون أن يتّخذ بحقّها أي تدبير لأنّه أصيب بالعمى واختشى.
بعد ذلك وِجدت الأمبراطورة في خطر الموت وهي حبلى قبل أن تضع فتنبّأت أنتوسا
بأنّها ستلد صبيًّا وبنتًا معًا وزوّدتها بتفاصيل في شأن ما ستكون عليه حياة كلّ منهما في المستقبل،
هذا حوّل قلب الأمبراطورة إليها فأضحت حامية للدير
وخصّصت له قرى وعطايا شتّى كما أقلع الملك عن اضطهادها.
ذاع صيت أنتوسا وتراكض الناس إليها، لنيل بركتها
وللانضمام إلى رهبنتها وبعضهم لتلقّي صلواتها برءًا من أدوائهم.
وقد ورد أنّ عجائبها كانت كرمل البحر.
رقدت بسلام في الربّ ووريت الثرى في القلاّية التي قضت فيها عمرها.