مسيحنا مصلوب ... ومسيحيتنا صليب!
********
ذكر يسوع كلمة "الصليب" في العديد من المواضع في الأناجيل.
لا يشير هذا إلى الصليب الخشبي الذي تحمله لأجلنا، فأينما
ذكرت كلمة الصليب، كانت تشير في الحقيقة إلى الصليب الذي كان علينا أن نحمله نحن المسيحيين.
إنه حقا ذلك الصليب الذي نحمله فيجعلنا تلاميذه الحقيقيون.
في المسيحية بمجرد ذكر كلمة الصليب المقدس. أول ما يخطر
إلى كل فرد صلب السيد المسيح وموته وقيامته في اليوم الثالث.
وكانت معجزة الفداء والقيامة قد أعطت حسب فكر كل مسيحي ميزة خاصة للصليب الذي صلب عليه السيد المسيح وكلنا نرى
في معظم الصلبان التي يحملها الكهنة والأساقفة صورة السيد المسيح المصلوب على الصليب.
ويظهر ذلك جليا في كلام بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: "
لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر. لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح.
فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله".
وبولس الرسول لم يلتقي أبدا السيد المسيح في حياته مثل القديس بطرس وبقية التلاميذ والرسل.
وإنما يسوع كلمه بعد صعوده إلى السماء عندما كان بولس "شاول"
في طريقه إلى دمشق وبحسب المبشر متى الذي كتب إنجيله قال في
(الإصحاح 10): "لا تظنوا أني جئت لالقي سلاما على الارض.
ما جئت لالقي سلاما بل سيفا. فاني جئت لافرق الإنسان ضد أبيه والأبنة ضد أمها والكنة ضد حماتها.
واعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني.
ومن أحب أبنا أو أبنة أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني".
وكتب متى أيضا في الإصحاح 16:
من ذلك الوقت أبتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب
إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة
ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليه وأبتدأ ينتهره
قائلا حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا.
فألتفت وقال لبطرس أذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي لأنك
لا تهتم بما لله لكن بما للناس.
حينئذ قال يسوع لتلاميذه إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.
فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها.
لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
وبذلك نجد أن السيد المسيح تكلم عن مفهوم الصليب قبل الصلب والفداء بقوله: "
ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني"
وبذلك نجد أن صليب الفداء المقدس هو الصليب الذي عرفه المسيحين
بعد الصلب ولكن التلاميذ قبل الصلب حملوا الصليب وتبعوه.
والصليب هنا بالمعنى المجازي!
إن لكل منا صليبه على اختلافه ....
لذا ليتنا نتخلى عن الملذات الدنيوية ولا نعود نبحث بعد عن مسيح بلا صليب ....
وليتك لا تنسى يا قارئي العزيز إن صليبك هو صليب حب وصليب حياة كما كان ليسوع!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †