الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون!
**********
لما رأى يسوع الجموع وتحنن عليهم لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها، "
حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون.
فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده" (متى 37:9-38).
اطلبوا من رب الحصاد، أي صلوا، كما علمنا قائلا: "اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا،
اقرعوا يفتح لكم لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (متى 7:7-8).
المسيح هو رب الحصاد، ولذلك بعد أن قال هذا الكلام مباشرة نراه يدعو تلاميذه الاثني عشر
ويعطيهم سلطانا ويرسلهم إلى حصاده (متى 1:10-5).
ونحن نعرف أنه لا يمكن لشخص واحد أن يقوم بكل عمل الخدمة.
ولذلك يجب أن نطلب من رب الحصاد أن يقيم فعلة آخرين لأن الحصاد كثير، بل ما أكثره.
ولقد شعر الرسول بولس بهذا حين قال: "ومن هو كفؤ لهذه الأمور".
"اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده". ومتى استجاب الرب وأرسل فعلة،
علينا أن نصلي من أجلهم ومن أجل عملهم، وأن نعضدهم بكل الوسائل الممكنة.
وطبعا نحن لا نريد فعلة إلا الذين يرسلهم رب الحصاد. فهناك فعلة كثيرون لم يرسلهم هو،
ومنهم من هم ذئاب خاطفة في ثياب الحملان. "هم كذبة رسل.
فعلة ماكرون، مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح"
(2 كورنثوس 13:11).
لذلك ما أحوجنا أن نطلب من رب الحصاد أن يرسل فعلة.
وعلينا أن نصلي من أجلهم ونساهم في سد احتياجاتهم.
كان الرسول بولس يطلب من المؤمنين أن يصلوا من أجله،
تارة لكي ينقذ من الذين هم غير مؤمنين، ولتكون خدمته مقبولة عند القديسين (رومية 31:15)،
وتارة لكي يعطى له كلام عند افتتاح فمه ليعلم جهارا بسر الإنجيل (أفسس 19:09).
إذا، على كل منا أن يرفع عينيه وينظر إلى الحقول ويشعر بالحاجة الشديدة حوله.
وكل مؤمن عليه أن يصلي يوميا من أجل عمل الرب، ومن أجل خدام الرب،
وعليه أيضا أن يذهب على الأقل
لبعض الناس ويخبرهم بكم صنع الرب به ورحمه. ولنتذكر أن "الذاهب ذهابا بالبكاء حاملا مبذر الزرع،
مجيئا يجيء بالترنم
حاملا حزمه" (مزمور 6:126).
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †