للتأمل : لوقا ٢١: ٢٩ - ٣٨
إنه لأمر طبيعي أن يعيش تلاميذ الرب حياة كاملة في استعداد مستمر لمجيء يسوع ثانية.
وأن يكون استعدادهم هذا تعبيراً لمحبتهم له صحيح أن حياة الانتظار مشحونة بعوامل التوتر.
لأننا لا نعلم الوقت الذي فيه يأتي ربنا.
والتوتر من شأنه أن يقود كثيرين إلى فارغ الصبر. وفارغ الصبر له نتائج
وسلبية في حياة الإنسان أقلها اللامبالاة التي تحمل غالباً إلى التهوّر.
في درس الانتظار علّمنا يسوع دلائل تخوّلنا تمييز الأشياء المهمة.
انظروا الأشجار متى أفرخت يكون الصيف قد قرب.
وأخبرنا أن الأيام التي تسبق مجيء ابن الإنسان ستكون
مفعمة بالحوادث المتدرجة، حتى يبلغ مداه.
هذه الأحداث العتيدة ستكون إيذاناً بقرب فجر الرجاء للمخلّصين
لأن خلاصهم يكمل عند مجيء ربنا يسوع المسيح :
فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا» (رومية ١٣: ١١)
الْمَسِيحُ سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ» (عبرانيين ٩: ٢٨)
لذلك يجب أن نحيا حياة السهر، كأن ظهور مجد الرب قريب جداً.
وبهذا ندلل على ثقتنا الكاملة بكلام يسوع، الذي هو وحده الصالح أساساً لبناء حياة الإنسان.
لنتمثل بالعذارى الحكيمات اللواتي أعددن مصابيحهن وسهرن
حتى جاء العريس فكان لهن شرف مواكبته إلى بيت العرس.
لننتظر مستعدين لأن الانتظار والاستعداد هما صفتان
تلازمان المسيحي الذي صمّم على أن لا يفاجأ.
والواقع أنه لن يفاجأ لأنه يسهر مصلياً وطالباً سرعة مجيء الرب
ولكن مع أن هذا الطلب سيتيح لنا أن نقف أمام ملك الملوك ورب
الأرباب، وأن نعيش معه، فإنه يكاد ينسى من كنيسة المسيح.
اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ»ً (لوقا ٢١: ٣٣)