هل نبحث عن المسيح أم نتباحث به فقط ؟
للتأمل : لوقا ٢٠: ١ - ٨ ويوحنا ١: ١ - ٢٨
سألت الجماهير يوحنا المعمدان ذات يوم :
من أنت؟
فأجاب :
صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (لوقا ٣: ٤)
ومع أن يوحنا كان صادقاً في تصريحه، فإنهم لم يؤمنوا بواسطة الصوت الصارخ، فكان أن أضاعوا فرصة العمر كان خلاص الله معداً لهم، ويكفي أن يقبلوا إلى ابن الله معترفين بخطاياهم، لينالوا براً من الله وقداسة.
لقد رأوا القوات التي صنعها القدوس الحق بينهم. وقالوا أنه يتكلم بسلطان.
ولكنهم إذ وقفوا بعيداً منه لم يستطيعوا أن يختبروا عمله، أو يفهموه وبالتالي ذهبت بهم الوقاحة إلى القول أن يسوع يستمد القوة من الشيطان.
وبذلك جدفوا على روح الله، وأوقعوا أنفسهم تحت حكم الدينونة، لأنهم كانوا ملمين بنصوص الكتاب المقدس التي تتكلم عن المسيّا.
لقد درج يسوع على إعلان ذاته للمتواضع والتائب والمحب.
وفي اتصالاته لم يكن محتاجاً أن يشهد له أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان.
فكل ما في القلوب من اسرار سواء كانت حيلاً أم رياء أم وجاهة زائفة كانت مكشوفة لعينيه.
وفي تصرفاته لم يكن ليسمح لأحد من الناس أن يتقدم إليه بمشورة أو يملي عليه رأياً أو يصدر له أمراً.
وفي علاجه حالات الناس كان يسأل ويفحص أعمال القلوب، ويكشف ما في الصدور من عدم إيمان.
وكثيراً ما كان يجيب على أسئلة المتكبرين بأسئلة أخرى، لكي ينور السائل، ويرجع به إلى أمور كانت قد غابت عنه قبل التقدم بسؤاله.
كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ» (يوحنا ١: ١٠).