ماذا ينتفع الإنسان؟
******
"لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه"
(متى 26:16)
الربح والخسارة كلاهما كفتا ميزان الحياة، وفي معطيات العالم الآخذ هو الرابح.
لكن في شريعة الحب الإلهي العطاء هو الربح الحقيقي،
وقد يربح الإنسان كل ما يتوقعه فقدان ويتمناه من العالم من شرف أو غنى أو شهرة أو رئاسة.
لكنه يستيقظ يوما ما ليجد أنه في سبيل الحصول على كل ما يريد فقد القيم التي لا يستطيع تعويضها
وفقد حب الناس واحترامهم، وفقد راحة الضمير.
بل فقد الله نفسه، ويجد أن ما حصل عليه لا يجبر قلبه الكسير
ولا يؤنس وحدته أو يضمد جراحه من أقرب الناس إلى قلبه.
وكم يساوي هذا أمام خسارة أفراح السماء ومقاساة عذاب الجحيم.
ومهما يدفع الإنسان من ماديات لا يمكن أن يعيد إليه السلام الذي فقده.
فماذا ينتفع الإنسان أمام كل هذا وأبديته تنسحب منه شيئا فشيئا أمام مغريات الحياة وشهوة النفس.
وقد يتصور المرء أنه يكفي أن يعطي المال ويمنع نفسه أو يعطي المسيح خدمة الشفتين أو الجسد دون نفسه، لكن العطية الحقيقية التي يريدها الله هي أنفسنا وحياتنا كلها.
فهل لنا التجاوب مع ذراع يسوع الممتدة نحونا في ملء نعمته الغنية ليحررننا من عبودية العالم
إذ جاء مناديا للمأسورين بالإطلاق وليرسل المنسحقين في الحرية.
يداه القويتان قادرتان على التحرير وكسر مصاريع النحاس، إنه ما زال واقفا طالبا الدخول.
فهل نقبله وندخله إلى داخل نفوسنا فهو وحده فيه حياتنا الأبدية.
إنه الآن وقت مقبول للخلاص لنكون ورثة في ملكوته الأبدي حقا.
ليدرك قلبك ماذا انتفع لو كانت لي كل مباهج الحياة دون المسيح. نعم سيدي ...
لا يكن في قلبي شريك لك، ولينكسر قلبي ليشبع قلبك وكل شهوتي مجدك،
فما أروعك إلهي وما أروع لذة التلامس مع شخصك فشوقي ربي إليك وليس سواك لأكون ملكا لك.
آمين!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †