أبانا الذي في السماوات، (الصلاة الربانية)
********
فقال لهم: متى صليتم فقولوا:
أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك.
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض.
أعطنا خبزنا كفاف يومنا.
وأغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا.
ولا تدخلنا في التجارب. لكن نجنا من الشرير.
لأن لك الملك والقوة والمجد إلى أبد الآبدين. آمين.
(لوقا 2:11-4)
*****
"لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة
والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله"
عندما نصلي إلى الآب فنحن نعلن أننا في شركة معه ومع ابنه يسوع المسيح.
عبارة الآب عبارة خاصة لم تكشف لأحد من قبل، إلا عندما اكتمل الزمان واقترب ملكوت الله،
الذي به قد أعلن مجيء الرب يسوع إلى الأرض.
فعندما سأل موسى الله على الجبل من يكون سمع اسما آخر،
لكن يسوع المسيح كشف الستار عن هذا الاسم الرائع فأصبحنا ندعوه أبا.
لأن الله كشف لنا بإبنه الذي صار إنسانا ولأن روحه القدوس يجعلنا ندك بالحق هذه الكنية،
اللقب المميز، فما يفوق إدراك الإنسان ويستحيل على القوة والتفكير الجسدي إستشفافه عن العلاقة
ما بين الإبن وشخصية الآب، فقد جعلنا روح الإبن أن نشترك معه بالبنوة نحن المؤمنون
بأن يسوع هو المسيح وبأننا من الله ولدنا ثانية، كذلك عندما نبدأ الصلاة بكلمة الآب
نحن نعترف ونعلن على أن الله هو أب وهذا لأنه جعلنا نولد ولادة جديدة
(يوحنا 12:1-13).
إذا هذا الإعلان هو إعلان صحيح إذ نعله بحق وصدق.
فلهذا يتكون في داخلنا استعدادين مهمين وأساسيين:
1 . الرغبة في التشبه به وإرادة ذلك.
2 . قلبا متواضعا وواثقا.
الأساس الأول يعطينا أن نتذكر بشكل دائم عندما ندعو الله أبانا أنه من الواجب
أن نسلك سلوك أبناء الله، ومن هذا المنطلق لا نستطيع أن ندعوه أبانا إذا احتفظنا بقلب قاسي وغير
إنساني، لأننا في هذه الحالة لا نكون داخل إطار العلاقة الصالحة معه كأب سماوي.
الأساس الثاني نناله من هذا الإعتراف القلب التائب والمتواضع أمامه،
هذا التواضع والتوبة الحقيقية تعطي الآب حق الأولوية على أنه هو الله الواحد
والوحيد الذي بدوره أعطانا المحبة المقدسة التي من خلالها نستطيع أن نتحدث معه كالآب الخاص بنا
لوحدنا، وبهذه التعبير أب فيه رجاء للحصول على ما سنطلبه.
فكيف سوف يرفض الله الآب هذه الصلاة صلاة أبنائه بعدما كشف لنا حقيقة
هذه العبارة وسمح لنا أن نكون أبنائه؟
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †