مُقتطفات من ميمر إقامة لعازر للقدّيس مار يعقوب السروجيّ
+ إنّ لعازر وأختاه مريم ومرثا، هم ثلاثة أخوة رأوا المسيح وأحبّوه وعرفوا أنّه النور الحقيقي. والربّ كان يحبّهم، لأنّهم كانوا أنقياء وبسطاء وحكماء.
+ فيما كان الربّ يتردّد في الجليل، مرض لعازر في اليهوديّة، فأرسلت مريم ومرثا في طلب الرب قائلتين: "هوذا حبيبك مريض". إلّا أنّ الربّ لم يشأ أن يذهب إليهم مُسرعاً كطبيب، ولكن أن يأتي مُتأخراً ويحيي لعازر كإله.
+ إنّ الرب ترك لعازر ليموت حتّى يصير لعازر آيةً عجيبة وجليلة. وعندما مات لعازر أعلن الربّ الذي هو عارف كل ّ شيء لتلاميذه "أنّ لعزر قد نام"، ولقلّة فهمهم أوضح لهم "أنّ صديقنا قد مات".
+ خاف التلاميذ من الذهاب إلى اليهوديّة بسبب اليهود، فشجّعهم الربّ وقال أنّه النهار وهم ساعاته الإثني عشر، والذي يمشي في النهار لا يمكن أن يتعثّر أبداً.
+ عندما وصل الربّ إلى بيت عنيا خرجت مريم ومرثا للقائه، وكنّ بلا رجاء "فلو كنتَ ههنا لما كان يموت أخي لعازر".
+ شاهد الربّ الحزن العظيم على لعازر، وسمع صوت بكاء اليهود، رأى ما عمله الموت بالبشر، فأشفق على جنسنا الساقط والمُلقى في هوّة الأرض. وأدمع من الحزن بألمٍ عظيم على الإنسانية التي أفسدها الموت وأسقطها في الهاوية. بكى على الجنس البشريّ الذي فسد، وصار طعاماً للحيّة (تراباً تأكلين).
+ بكى المسيح مثلنا ليتشبه بنا في كلّ شيء، وبإقامته لعازر هو يشبه أبوه السماوي.
+ يسأل الربّ" أين وصعتم لعازر". وهو يعرف في الحقيقية أين هو موضوع، لا بل يعرف أيضاً أين هي نفسه الغير منظورة. وهو في سؤاله هذا يشبه أباه الذي كان قد سأل قبلاً: "آدم أين أنت" وهو عارف أنّه مختبئ بين الأشجار.
+ شرع الربّ يصلّي صلاةً تشهد على عظمته. شكر أباه، والشكر ليس طلبة. لم يصلِ هناك كمحتاج، ولكن حتّى يعرف الجميع أنّه مُتّفقٌ مع أبيه، وأنّ أباه مُتّفقٌ معه أيضاً في كلّ الأفعال.
+ دحرج اليهود الحجر وفتحوا القبر بأمر الربّ، فوقف القيامة (المسيح) أمام الموت الغاشم الذي ابتلع جميع القبائل والشعوب، وجميع الأبرار.
+ حينئذٍ دعا الربّ الميتَ بصوتٍ عالٍ: "هلمّ يا لعازر"، فتحرك الميت بصوت ابن الله، والموت بدأ يرتجف ويترنّح ويتحيّر. وصار مندهشاً من الميّت الذي بات يتحرّك وهو مربوطٌ!
+ حدث أمران عجيبان مع لعازر: الأوّل هو عودته إلى الحياة بعد أن أنتن، والثاني هو مشيه فيما هو مربوط، ووجهه مُغطًّى، مُتوجّهاً باستقامة نحو الباب، ورجلاه مربوطتان ويمشي دون أن يتعثّر.
+ الربّ أخذ النفس وجلب النفس من منزلها ووضعها في الجسد. وأمر اليهودَ أن يحلّو الربط. فهو يحّلون ما ربطوه، وهو يعقد عقدة الحياة التي حلّها.
+ في مجيء الربّ الثاني سيدعو ويقيم جميع الموتى بطرفة عين، وفي هذه المعجزة أراد أن يبيّن كيف سيدعو، وكيف سيخرج موتى الجحيم وهم غير فاسدين.
الصورة: الردهة التي يُعتقد أن الربّ كان واقفاً فيها لدى إقامته لعازر، وتحت هذه الردهة بنزول الدرج يوجد قبر لعازر.