أقوال للقدّيس بورفيريوس الرائيّ

زائر

للقدّيس بورفيريوس الرائيّ:

يجب ألّا نعود إلى الخطايا التي اعترفنا بها، تذكّر الخطايا يسبّب أذى. هل طلبتم المغفرة؟ انتهى الأمر. يغفر الله كلّ شيء في الإعتراف. فينبغي ألّا نعود إلى الوراء وننغلق على أنفسنا في حالة من اليأس. فلنكن متواضعين أمام الله، ولنشعر بالفرح والإمتنان من أجل غفران خطايانا.

ليس صحيحًا أن يحزن المرء حزنًا بليغًا من أجل خطاياه، ويثور ضدّ ذاته السيّئة، حتّى يصل إلى درجة اليأس. اليأس والإكتئاب هما أسوء شيء، إنّهما فخّ إبليس لكي يجعل الإنسان يخسر همّته في الروحيّات ويودي به إلى الضجر والخمول، وعندئذٍ لا يستطيع أن يفعل شيئًا ويصبح عديم النفع. يقول: "أنا خاطئ وشقيّ، أنا كذا وكذا، لم أفعل هذا ولم ذاك... كان ينبغي ولم أفعل...

والآن لا شيء... تنقضي أعوامي عبثًا، لستُ مستحقًّا لشيء". ويتشكّل لديه إحساس بالإنحطاط والمهانة الذاتيّة غير المُجدِيَة، ويصبح كلّ شيء بالنسبة إليه خرابًا. أتعلمون كم هو ثقيل هذا الشعور؟ إنّه تذلّل خادع. فجميع الدلائل تشير إلى إنسان يائس، يصل به الأمر إلى درجة لا يريد فيها حتّى المناولة. ويعتقد أنّه لا يستحقّ شيئًا، ويحاول أن يهين أفعاله وذاته ويصبح عديم النفع. إنّه فخّ ينصبه الشيطان كي يخسر الإنسان رجاءه في محبّة الله. هذه الحالات رهيبة تتعارض مع روح الله.

أنا أيضًا أفكّر بأنني خاطى ولا أسلك حسنًا، ولكنني أحوّل كلّ شيء يزعجني إلى صلاة، لا أغلق عليه في داخلي بل أذهب إلى الأب الروحي وأعترف به وينتهي الأمر. لا نعد إلى الوراء ونتكلّم عمّا لم ننجزه. المهمّ هو ماذا سأفعل الآن اعتبارًا من هذه اللحظة. كما يقول الرسول بولس: "أن أنسى ما ورائي وأمتدّ إلى ما أمامي" (الرسالة إلى كنيسة فيليبي 3: 13).

لتكن شفاعات القدّيس بورفيريوس معنا جميعًا. آمين