من تعليمنا الأرثوذكسي: يسوع والفقراء
التلميذ:
في فترة الاستعداد لعيد ميلاد المخلّص، دعانا الكاهن الى مساعدة الفقراء.
ما العلاقة بين الميلاد والفقراء؟
المرشد:
ليست محبة الفقراء أمرًا خاصا بعيد ميلاد يسوع، انها أمر مطلوب منا دائما. ألم يُسَمِّ الرب يسوع الفقراءَ “إخوتَه”؟ ألم يُماهِ نفسه بهم وهو القائل: “كل ما تصنعونه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” (متى ٢٥: ٣١-٤٣). تذكر مثل السامريّ الشفوق، ماذا قال يسوع للذي سأله؟ قال: اذهب انت ايضا واصنع هكذا. أراد الكاهن ان تفكّروا أكثر في الفقراء في هذا الوقت لأن الرب يسوع عندما وُلد من العذراء مريم واتخذ جسدًا تواضع الى أقصى حد. رفضه البشر ولم يجد مكانًا في الفندق، فوُلد في مذود الحيوانات. صار أفقر الفقراء، لذلك أَعطُوا الفقراء في ميلاده تُعطُوه هو. تعلّمنا رسالة الميلاد ان نحب الفقراء ونخدمهم. يسوع يعلمنا ان نحب الفقراء حقًّا حبًّا بالإنسان كما أحبّه هو.
التلميذ:
يقول الناس: اعمل الخير، ساعد الفقير فيرضى عنك الله وتُعتَبر صالحًا.
ما رأيك ؟
المرشد:
لا أظن أن هذا الكلام صحيح. ليست هناك أعمال صالحة بحد ذاتها تبرر الانسان أمام الله. خدمة الفقراء او الخدمة الاجتماعية كما تُسمّى الآن ليست غاية بحد ذاتها. غايتها إظهار الرحمة الإلهية وطيبة الرب ومحبته وبالأخص اذا كانت خدمة اجتماعية مسيحية. ان محبة الفقراء والمرضى والمسنّين والمعزولين ليست عند المسيحيين سوى محبة المسيح نفسه. المسيح مركز كل عمل خدمة “اجتماعية”. نخدمه هو عندما نخدم الفقير، وهو في الوقت ذاته يتقبل خدمتنا ويباركها. خدمة الفقير في عيد الميلاد وفي كل يوم علامة من علامات الملكوت في العالم.