من تعليمنا الأرثوذكسي: المجامع المسكونية
التلميذ: قال الخوري في الكنيسة ان اليوم هو عيد الآباء المجتمعين
في المجامع المسكونية الستة الأولى.
لم أفهم ما هي المجامع المسكونية!
المرشد: أظن أنك فهمت نصف العبارة.
انتَ تعرف انه عندما يجتمع كل مطارنة الأبرشيات
برئاسة البطريرك ويبحثون شؤون الكنيسة
ويقرّرون ما هو مناسب او ينتخبون مطرانًا جديدا،
نُسمّي هذا الاجتماع "المجمع"،
ونقول المجمع الأنطاكي لأننا في بطريركية أنطاكية.
ونقول المجمع الروسي او القبرصي عن كنائس اخرى.
كلمة مجمع هي الترجمة العربية للكلمة اليونانية "سينوذوس"
التي تستعملها بعض الكنائس كما هي في لغتها الأصلية اليونانية.
قرأتَ مرارا عن اجتماعات المجامع في الكنائس الأرثوذكسية.
التلميذ: لكن ما معنى كلمة "مسكونية"؟
المرشد: "مسكونية" صفة لكلمة "مسكونة"
وهو الاسم الذي كان يُطلق على الإمبراطورية الرومانية البيزنطية
إشارة الى أن الإمبراطورية كانت تحكم كل أرض يسكنها ناس.
ولما كان مطارنة الأبرشيات يأتون من كل أنحاء الإمبراطورية
او من كل أنحاء المسكونة، كان يُسمّى المجمع مسكونيًا
لأنه يضمّ المطارنة المسيحيين من كل المناطق.
مع العلم أن هناك مجامع نُسمّيها "مَحليّة"
لأنها تجمع مطارنة أبرشيات إقليمٍ واحدٍ.
التلميذ: وما هي المجامع المسكونية الستة الأولى؟
وما هو عددها بالاجمال؟
المرشد: المجـامع المسكونـيـة سبـعـة.
اجـتمـعـت مـا بين القرن الرابـع والقـرن الثـامـن.
المجـمع الـمـسكونـي الأول اجتمع سنة 325 في مدينة نيقية
لوضع حدّ لتعليم آريوس الخطأ،
والتأكيد أن يسوع المسيح هو ابن الله وتجسّد من اجل خلاصنا.
وَضع هذا المجمع دستور الإيمان الذي نقوله حتى اليوم.
المجمع المسكوني الثاني اجتمع في القسطنطينية سنة 381
للتأكيد على إيماننا بالآب والابن والروح القدس،
وأكمل دستور الإيمان من "وبالروح القدس" الى ختامه.
لذلك يُسمّى دستور الإيمان النيقاوي-القسطنطيني.
ثم المجمع الثالث سنة 431، والرابع سنـة 451،
والخامـس سنـة 553،
والسادس سنة 680-681.
اما المجمع المسكوني السابع
فكان موضوعه تكريم الأيقونات وعُقد سنة 787.
اتخذت المجامع قرارات في الإيمان وقرارات رعائية وإدارية للكنيسة
لا نزال نطبّقها ونرجع اليها حتى اليوم.
التلميذ: هل تجتمع مجامع مسكونية في أيامنا؟
المرشد: لا. بعد الانشقاق الحاصل في الكنيسة سنة 1054،
لم يعد ممكنًا عقد مجمع يضمّ كل المسيحيين.
ولم تعد تسمية "مسكونية" مستعملة حتى القرن العشرين
عندما ابتدأت الاجتماعات والحوارات بين الكنائس المسيحية في كل العالم،
وسُمّيَت هذه العلاقات او اللقاءات او الحوارات "مسكونية"
بمعنى انها تشمل العالم كله كأننا نقول "دولية".
اما في كنيستنا الأرثوذكسية فقد اجتمع مندوبون
عن كل الكنائس الأرثوذكسية
في جزيرة رودس سنة 1961 للإعداد لمجمع أرثوذكسي كبير.
ولا تزال اللجان تجتمع بين فترة
واخرى لإعداد جدول أعمال المجمع الكبير
ومعالجة المسائل المستجدّة مثل موضوع تنظيم الكنيسة في بلاد الانتشار.