04.22.2014القدّيس الشهيد فوسي الفارسي
(+341م)
القدّيس فوسي من نسل المسبيين الذين كان شابور الفارسي قد أجلاهم من مملكة الروم وأحلّهم مدينة بيشابور في مملكة الفرس.
تزوّج أبوه امرأة فارسية تلمذها إلى الإيمان المسيحي وصار له منها أولاد عمدّهم وربّاهم تربية صالحة.
ثم لما بنى شابور مدينة ليدان وأجلى إليها خلقاً كثيراً حسُن لديه أن ينقل إليها من كل أمّة في مملكته ثلاثين قبيلة ربطاً لبعضهم بالبعض الآخر فلا يسهل عليهم من بعد الفرار إلى أوطانهم. وكان في القبيلة التي أتت من بيشابور وسكنت ليدان فوسي الذي نحن في صدده فسكن هو وامرأته وأولاده وإخوانه في ليدان.
وإذ كان حاذقاً في نسج الأقمشة وتطريزها بالذهب لُفت نظر الملك إليه فجعله رئيساً على جميع الصنّاع الذين في ليدان ثم في سائر مدن المملكة.
فلما كان يوم خرج فيه فوسي من ليدان التقى القدّيس شمعون البرصبّاعي ومائة وثلاثة يُساقون إلى القتل فرافقهم ابتغاء معاينة تتمّة استشهادهم. فلما انتهوا إلى محلّ العذاب وخرّ مائة منهم قتلى أُحضر حننيا الكاهن أمام السيّاف. وإذ كان الشهيد طاعناً في السنّ، ضعيف البنية أخذ جسمه يرتعد لا لخوفه من الموت بل لنحافته. فلما رأى منه فوسي ذلك ظن أن مردّ ارتعاده الخوف فصرخ من بين الجمع قائلاً:
تشجّع يا حننيا! لا تخف! غمِّض عينيك قليلاً تعاين نور المسيح. فارتاع الحاكم واضطرب الحاضرون لمشاهدتهم وسماع هذا الأمر الغريب يصدر عمن كانوا يظنّونه مجوسياً. فلما قُبض عليه واستُجوب اعترف بكل جسارة أنه مسيحي.
وبعدما حاول الملك ومَن له استعادة فوسي بالوعيد والتهديد ولم يُفلحوا أمروا به فعُذب عذاباً أليماً وقُتل بالسيف. وقد كان استشهاده في السبت العظيم.