54- سيامة إنيانوس أسقفًا وسفر مارمرقس
أمام هذا الأزهار الكبير للإيمان في مصر، اشتط الوثنيون غضبًا، وفكروا في قتل مارمرقس.
فنصحه المؤمنون أن يبتعد قليلا من اجل سلامة الكنيسة ورعايتها.
عندئذ رأى مارمرقس أن يترك مصر بعض الوقت، ويرجع ليفتقد أولاده من المؤمنين في الخمس مدن
الغربية. وبعد أن جال في ربوع البلاد المصرية يكرز في كثير من مدنها.
لذلك قام بسيامة القديس انيانوس أسقفًا على الإسكندرية حوالي سنة 62 م.،
وسام معه ثلاثة من الكهنة هم ميليوس وسابينوس وسردنوس. وأيضا سبعة من الشمامسة (10).
ونلاحظ أن سيامة القديس أنيانوس أسقفا على الإسكندرية بيد مارمرقس أثناء حياته تعطينا فكرة أن
مارمرقس كانت له الصفة المسكونية التي للرسل حيث يبشر بلادا ويرسم لها أساقفة،
ويجول يطلب غيرها ويرسم لها أساقفة أيضا كما فعل في الخمس مدن الغربية.
على انه من الأخطاء التي وقع فيها القديس جيروم عند حديثه عن مارمرقس في كتابة (مشاهير الرجال).
اختلط الأمر عليه بسيامة القديس انيانوس أسقفا فظن أن مارمرقس قد استشهد سنة 62 م.
ظانا أن سيامة انيانوس معناها انتهاء حياة القديس مارمرقس على الأرض!!
والمعروف طبعًا والثابت من الكتاب المقدس أن القديس بولس الرسول طلب مارمرقس ليكون إلى جواره
عندما قرب وقت انحلاله (2 تى 4: 11).
فذهب مارمرقس إلى روما، وظل إلى جوار القديس بولس حتى استشهد حوالي سنة 67 م.
وهكذا يستحيل أن يكون القديس قد في الرب سنة 62 م حسبما أخطأ جيروم (11).