لبنان “اكثر من وطن انه رسالة”

الذي شهد ان لبنان “اكثر من وطن انه رسالة” سفيرا جديدا لنا في السماء!
**************

البابا يوحنا بولس الثاني من أهم الشخصيات التي طبعت القرن العشرين في الدين، والسياسة، وتوعية الشباب.
يقال إن نور القداسة يشع من وجوه المؤمنين ... ربما هذا كان سر يوحنا بولس الثاني، الذي كلما نظرت إليه، تجد وجهه مشعا بالإيمان.
من بولندا المتألمة من الاحتلال النازي الرهيب، خرج كارول فويتيلا، سالكا درب الصلاة من أجل عالم أفضل. ولا يخفي كثيرون اعتقادهم أن جنسيته كانت أحد العوامل التي أدت إلى انتخابه على رأس الكنيسة، ليحمل آلام شعبه ومعاناته، فقاوم من أعلى سلطة كنسية في العالم نظامين استبداديين، هما النازية والستالينية، وساهم في سقوط جدار برلين الذي شكل انهيار الشيوعية.
لكن ذلك لم يمنعه من انتقاد الرأسمالية المتوحشة التي تؤدي إلى تفقير الناس، والإصرار على وقف الحروب ومنعها، كما حاول عام ألفين وثلاثة قبل اجتياح العراق.
من أكثر الأمور التي حولت يوحنا بولس الثاني شخصية محبوبة عالميا، مقاربته للمواضيع، وجمعه بين المحافظة والحداثة، مقربا الناس من جديد للكنيسة، يوم أدركوا أنه يجسد القيم المسيحية بأفضل أوجهها.
اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن خطئ إلينا ... هذا بالضبط ما فعله يوحنا بولس الثاني، عندما زار محمد علي أقجا في زنزانته، بعدما وجه إليه ثلاث رصاصات عام واحد وثمانين كادت تكون قاتلة.
ورغم المرض الذي تعايش معه البابا أكثر من أحد عشر عاما، بقيت روح الشباب تقربه من المؤمنين حول العالم، ومن أجلهم، خصص يوما عالميا للشبيبة، أصبح تقليدا كنسيا ما زال مستمرا حتى اليوم.
العالم لم يكن بانتظار إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني، ليعطيه لقب القديس ...
هو من هؤلاء الذين في حياتهم، كما بعد موتهم، أدركوا أن إيمانا بمقدار حبة من خردل يمكن أن يهز الجبال.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †