قصة: أعمالي المجيدة في سطرٍ واحد
القمص تادرس يعقوب ملطي
كانت عبارة المتنيح القمص بيشوي كامل المشهورة: "أنا + المسيح = حياة تتحدى الموت!" وبالفعل رحل أبونا بيشوي من العالم، وبقيت ذكرياته كما أعماله تتلألأ سنة بعد الأخرى، ربما أكثر مما كانت وهو بعد في الجسد. بينما رحل كثيرون ولم تمر إلا أعوام قليلة ونُسيت حتى أسماؤهم.
هذا يذكرني بما فعله نابليون بونابرت، الذي كان العالم كله مشدودًا لأعماله العسكرية والمدنية. وكان المعجبون به كما المنافقون له يكتبون عنه الكثير، حتى لم يجد وقتًا لقراءة كل ما كُتب عنه. التفت يومًا ما نحو المحيطين به وقال لهم:
"إني أفعل الآن ما يملأ آلاف المجلدات في هذا الجيل.
وفي الجيل القادم يُمكن لمجلد واحد أن يُسجل كل أعمالي.
وفي الجيل الثالث، يُمكن لفقرة واحدة أن تُسجل ذلك.
وأما في الجيل الرابع فيكفي سطر واحد لتحقيق ذلك.
كل مجدٍ خارجي يذبل ويسقط عبر الأجيال،
أما المجد الداخلي فيتحدى الموت.
يتلألأ بالأكثر مع الزمن، ويتزايد مع كل جيل،
حتى ننعم بشركة المجد الأبدي.